غدا الجمعة يوم مميز فلكيًا؛ فماذا سيحدث فيه؟
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
العُمانية-أثير
أوضحت الجمعية الفلكيّة العُمانية أنَّ ظاهرة الانقلاب الشتوي لهذا العام ستحدُث يوم الجمعة المقبل 22 ديسمبر الجاري، ويكون أوّل أيام فصل الشتاء فلكيًّا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وتحدث الظاهرة عند الساعة 7:27 صباحًا بتوقيت سلطنة عُمان، وفيها يكون بذلك الأطول ليلًا والأقصر نهارًا من أيام السنة الأخرى.
وقال إبراهيم بن محمد المحروقي نائب رئيس الجمعية الفلكية العُمانية: إنَّ نهار يوم الجمعة المقبل يتميز بأنه أقصر نهارًا وليلهُ أطول ليلٍ، حيث ستُشرق الشمس في مسقط الساعة 6:45 صباحًا وتغرب الساعة 5:25 مساء بتوقيت سلطنةِ عُمان، وسيبلغ طول النهار 10 ساعات و40 دقيقة و46 ثانية، وهو أوّل أيام فصل الشّتاء الذي سيستمر مدة 88 يومًا و23 ساعةً و39 دقيقةً.
وأضاف في تصريحٍ لوكالةِ الأنباءِ العمانية أنّ الانقلاب الشتوي ظاهرة فلكية تحدث بسبب مَيَلان مِحور الأرض وحركتها في مدارها حول الشمس، حيث إنَّ الأرض أثناء دورانها حول الشمس ليست عمودية وإنما مائلة بمقدار 23 درجة ونصف الدرجة، فإن النصف الشمالي والنصف الجنوبي من الأرض يتبادلان الأماكن في استقبال ضوء الشمس، وليست المسافة التي تفصل الأرض عن الشمس هي السبب، ولهذا فإنه من الخطأ القول بأن الصيف والشتاء ينشآن كنتيجةٍ لقربِ أو بعدِ الأرض من الشمس.
وبيّن أن خلال هذه الظاهرة تصلُ الشمس إلى أقصى نقطةٍ في جنوبِ السماءِ، ويكون القطب الشمالي مائلًا بعيدًا عن الشمسِ في موعدِ الانقلابِ الشتوي، ولذلك ليس كل الأماكن حول الأرض لها شروق وغروب للشمس في يوم الانقلاب الشتوي، كما هو الحال في شمال الدائرة القطبية؛ لأن الشمس تبقى تحت الأفق طوال اليوم، في حين أنّ الدائرة القطبية الجنوبية لن يُرصد فيها شروق أو غروب للشمس أيضًا، بسببِ أنّ الشمس تظلّ فوق الأفق طوال اليوم، وهي ظاهرة تعرف بشمسِ منتصفِ الليلِ.
وأشار إلى أنّ شروق الشمس من أقصى الجنوبِ الشرقيّ ومسار الشمس الظاهري المنخفض يميزُ الانقلابَ الشتوي، حيث يُلاحظ أن تكون ظلال الأشياء في أقصى طول لها خلال السنة، قائلًا بأن هذه الظاهرة تأتي بعد ظاهرة الاعتدال الخريفي الذي حدث خلال شهر سبتمبر الماضي، حيث استمرت حركة الشمس الظاهرية تدريجيًا باتجاه الجنوب بعد تعامدها على خط الاستواء في يوم الاعتدال الخريفي، وصار طول النهار يقصر تدريجيًا على نصفِ الكرةِ الشمالي، وهذا التدرج سيصل ذروته عند أقصر نهار وأطولَ ليلًا في يومِ ظاهرةِ الانقلابِ الشتوي، بينما يحدث العكس في ذاتِ اليومِ على النصفِ الجنوبي للكرة الأرضية.
وأردف أنّ للأرضِ حركتينِ: الأولى حركتها حولَ مِحورها من الغربِ إلى الشرقِ مرة كل 24 ساعة تقريبًا، ينتجُ عنها تعاقب الليلِ والنهار، والثانية حركتها في مدارها حولَ الشمس مرة كل 365.25 يومًا تقريبًا ينتج عنها تعاقب الفصول الفلكية الأربعة.
وذكر أنّ الانقلاب الشتوي سيلاحظ ظاهريًا، وكأن الشمس تشرق من نقطةٍ واحدةٍ جنوب السماء لبضعةِ أيامٍ قبل أنْ تبدأ مسارها الظاهري باتجاهِ الشمالِ من جديدٍ، نتيجة حركة الأرض في مدارِها حول الشمس، وتستمر على ذلك عدة أيامٍ، ثم تبدأ ساعات النهار في الزيادةِ حتى تتساوى مع الليل بحدوثِ الاعتدالِ الربيعي الذي سيحدث في 20 مارس 2024.
واختتم: ليس بالضرورةِ أنْ ترتبط الانقلابات والاعتدالات بدرجات الحرارة؛ وذلك لأن الانقلاب الشتوي -فلكيًا- يعني أنّ الشمس تكون في أقصى نقطةٍ جنوب السماء، ويكون القطب الشمالي مائلًا بعيدًا عن الشمسِ، وبالتالي تكون درجة الحرارة أقلّ، بينما أثناء الموسم تكون هناكَ موجات باردة، لذلك فإنّ هذه التغيرات خاصة بالطقسِ وليس لها علاقة بالفصولِ الفلكيةِ.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: الانقلاب الشتوی
إقرأ أيضاً:
ثلاث مناطق فى خطر.. تسونامي عملاق قادم | ماذا سيحدث ؟
أطلق خبراء جيولوجيون تحذيرات جدية بشأن خطر محتمل لما يعرف بـ"الميغا تسونامي" – موجات بحرية عملاقة قد يصل ارتفاعها إلى آلاف الأقدام – مشيرين إلى أن ثلاث مناطق أميركية معرضة بشكل خاص لهذا التهديد الطبيعي المدمر: ألاسكا، هاواي، والساحل الغربي للولايات المتحدة.
ثلاث مناطق أميركية معرضة للخطروبحسب تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن هذه الظاهرة تختلف عن التسونامي التقليدي الناجم عن الزلازل، إذ غالبا ما تنتج عن انهيارات أرضية أو انفجارات بركانية هائلة، ما يجعل قوتها التدميرية أشبه بكارثة كونية.
من بين أبرز السيناريوهات المحتملة، يشير الخبراء إلى خطر انهيار الجانب الغربي من بركان "كومبر فييخا" في جزيرة لا بالما الإسبانية، أحد جزر الكناري. ويؤكد الباحث الدكتور سايمون داي، الذي شارك في دراسة حول هذا الموضوع عام 2001، أن مثل هذا الانهيار قد يسقط ما يصل إلى 120 ميلاً مكعباً من الصخور في المحيط الأطلسي، مما يولد موجة هائلة بارتفاع يصل إلى 2000 قدم عند مصدرها، وتظل بارتفاع 150 قدماً عند وصولها إلى السواحل الأميركية.
ألاسكا تسونامي تاريخي في ليتويافي عام 1958، شهد خليج ليتويا في ألاسكا واحدة من أقوى موجات الميجا تسونامي المسجلة في التاريخ، بعد انهيار أرضي نجم عن زلزال قوي، الموجة الناتجة بلغت ارتفاعاً غير مسبوق وصل إلى 1,719 قدماً.
ووفقاً لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، فإن الانهيار الصخري المكافئ لثمانية ملايين شاحنة تفريغ، بلغ وزنه نحو 90 مليون طن، ما تسبب في دمار هائل للمنطقة.
هاواي خطر قديم ومتجددتشير دراسات جيولوجية إلى أن جزيرة لاناي في هاواي تعرضت قبل نحو 105 آلاف عام لموجة عملاقة تجاوز ارتفاعها 1000 قدم، نتيجة لانهيار بركاني مشابه لما قد يقع مستقبلاً في جزر الكناري. ويحذر باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا من أن المنحدرات البركانية في جزيرة هاواي الكبرى، ولا سيما بركاني كيلاويا وماونا لوا، قد تنهار في أي وقت، مطلقة موجات مدمرة تهدد الجزر المجاورة.
كاسكاديا الزلزال المرتقبأما على الساحل الغربي الأميركي، فلا يزال صدع كاسكاديا يشكل تهديداً حقيقياً. ففي 26 يناير من عام 1700، تسبب زلزال بلغت قوته 9 درجات في إطلاق موجة تسونامي مدمرة اجتاحت قرية باتشينا باي. ونُقل عن أحد كبار زعماء قبيلة هوو-آي-آهت، لويس كلامهاوس، في رواية تعود إلى عام 1964، قوله: "الأرض اهتزت ليلاً... لم يكن لديهم وقت للهروب. الجميع غرقوا."
وتقدّر هيئة المسح الجيولوجي الأميركية (USGS) ووكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية (FEMA) احتمال وقوع زلزال مشابه بقوة تتراوح بين 8 و9 درجات في صدع كاسكاديا خلال الخمسين عاماً المقبلة بنسبة تصل إلى 37%.
استعدادات محدودة أمام خطر محتملعلى الرغم من حجم التهديد، يرى بعض الخبراء أن الاستعدادات الأميركية لا تزال دون المستوى المطلوب لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية النادرة ولكن المدمرة، ما يستدعي تحركاً علمياً ومؤسساتياً عاجلاً لتعزيز أنظمة الإنذار المبكر وتحصين المناطق المعرضة للخطر.