تحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الخميس، عن دلالات تؤشر على هزيمة جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكدة أن الأنباء عن توسيع العداون البري في قطاع غزة تفيد بأمرين، أحدهما "عجزه (الاحتلال) عن تحقيق نصر حتى الآن".

وذكرت الصحيفة، وفق مقال للمحلل العسكري البارز ناحوم برنياع، أن الأمر الأول بشأن توسيع العدوان، هو أنّه "لم يجرِ بعد السيطرة شمال قطاع غزة، فيما المقاتلين يخرجون من فتحات أنفاق ومبانٍ ويلاحقون جنود الجيش".

أمّا الأمر الثاني، فهو أنّ "الجيش يشتمّ رائحة النهاية، ويحاول الوصول إلى المزيد من الإنجازات قبل إعلان وقف إطلاق نار".

وأشار برنياع، إلى أنّ "الأهداف التي حددها المستوى السياسي للجيش غير قابلة للتحقيق"، مضيفاً أنّ ذلك كان "واضحاً للجميع منذ اليوم الأول، إذ إنّ تصفية وتدمير وتقويض المقاومة في غزة هي أمنيات، عندما يتعلق الأمر بنوع الضربة التي تلقيناها في 7 أكتوبر/تشرين الأول".

وأوضح أنّ "التمنيات ليست خطة عسكرية وليست استراتيجية، فالتوقعات المبالغ فيها تُسبّب خيبة أمل وستكون مؤلمة بشكل خاص وسط القوات المقاتلة".

اقرأ أيضاً

صحيفة إسرائيلية: عدد قتلى وحدة دوفدوفان في غزة يلامس خسائرها خلال 38 عاما

وأمام ذلك، أفادت الصحيفة، بأنّ جيش الاحتلال قد يقلّص عملياته في غزة في الفترة القريبة، مشيرة إلى النصف الأول من يناير/كانون الثاني المقبل.

وذكرت الصحيفة أنّ الأهداف التي حددها المستوى السياسي الإسرائيلي للجيش غير قابلة للتحقيق، ما سيترك خيبة أمل وشعوراً بالحسرة.

وقال برنياع، إنّ من المتوقع عودة جزء كبير من جنود الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى منازلهم، فيما سينشغل الجيش بإقامة منطقة عازلة، تفصل بين قطاع غزة ومستوطنات غلاف غزة، بعرض كيلومتر واحد تقريباً.

وعلّق برنياع على تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الأربعاء، حين قال: "نحن مستمرون في الحرب حتى النهاية.. سنستمر حتى القضاء على حماس، وحتى النصر".

واعتبر أن نتنياهو بمفاهيم تاريخية قد يكون على حق، ذلك أنّ "الحرب بين إسرائيل والمنظمات الجهادية قد تستمر سنوات وربما لأجيال، لكن بالنسبة إلى العائلات التي اختُطف أحباؤها إلى غزة، وللزوجات اللواتي غادر أزواجهنّ إلى قوات الاحتياط في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولم يعودوا بعد، وللآباء الذين يقاتل أبناؤهم أو بناتهم في الميدان، ولكل الإسرائيليين الذين قلبت هذه الحرب عالمهم رأساً على عقب، أقترح التعامل مع التصريحات المنمّقة بحذر".

اقرأ أيضاً

شهران من الحرب.. إسرائيل تزداد وحشية وحماس تكبدها خسائر يومية

وتابع: "الحديث عن حروب المستقبل يهدف إلى إخفاء رمادية الحاضر".

وأشار الكاتب إلى أن خانيونس قد تكون المحطة الأخيرة بما يطلق عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي مرحلة استخدام القوة الشديدة جداً، وأن المرحلة المقبلة ستكون متواضعة أكثر.

وقال بارنياع إنه يمكن إطلاق وصف "الترتيبات الأخيرة" في غزة على هذه الأيام، التي تهدف إلى التخفيف لاحقاً عن الجيش لدى وجوده في القطاع في المرحلة المقبلة.

ولفت المعلق الإسرائيلي إلى أنه قبل أن يقرر النازحون من مستوطنات غلاف غزة ما إذا كانوا يشعرون بالأمان من أجل العودة إلى منازلهم، فإن "مئات الآلاف من الغزيين سيضطرون إلى التعامل مع وضع لا يقبله عقل، بحيث لن يُسمح لجزء منهم بالعودة، لأن بيوتهم كانت موجودة، في المنطقة العازلة (التي ستقيمها إسرائيل)، فيما فقد آخرون كل شيء في الأحياء التي سكنوا فيها قبل الحرب".

وتابع الكاتب الإسرائيلي: "إذا كنا محظوظين، فستكون هناك دفعة أخرى من صفقات الأسرى.. سيخرج المزيد من الناس من الأسر مع خدوش، لكنهم أحياء".

اقرأ أيضاً

الجيش يتكبد خسائر.. محلل إسرائيلي: حماس بعيدة عن الانهيار والاستسلام

وزاد: "صفقة أخرى سيكون لها ميزة إضافية، بأنها ستسمح للإسرائيليين بالانتقال بشكل أكثر سلاسة من مرحلة الحرب الكبرى، من خلال أربع فرق (عسكرية)، إلى مرحلة الصيانة".

واستطرد بارنياع: "بضعة أيام من الهدنة ستخفف من الشعور بالحسرة. ستكون هناك حسرة ولا شك في ذلك. المستوى السياسي وضع أمام الجيش أهدافاً غير قابلة للتحقيق. هذا كان واضحاً للجميع منذ اليوم الأول".

في هذا السياق، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أنّ القوات الإسرائيلية لا تزال تواجه "معركة شرسة على نحو غير متوقع شمالي قطاع غزّة"، وهو ما يؤخّر جهودها لتحويل تركيزها إلى جنوبي القطاع، وخصوصاً في مدينة خان يونس.

وجاء في تقرير الصحيفة، أنّ لدى المحللين شكوكاً في أن تكون إسرائيل "قادرة على تحقيق النصر ضمن الجدول الزمني الذي حددته الولايات المتحدة، وخصوصاً إذا جرى دفع إسرائيل إلى تخفيف شدّة هجومها البري بحلول نهاية يناير/كانون الثاني.

منذ 7 أكتوبر الماضي، يشنّ الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت، حتى الأربعاء، 20 ألف شهيد فلسطيني، و52 ألفاً و600 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

اقرأ أيضاً

خسائر إسرائيل وحقيقة مساعدات أميركا والخليج

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: خسائر إسرائيل أهداف فشل المقاومة الحرب في غزة جیش الاحتلال اقرأ أیضا قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

أول تعليق من مكتب نتنياهو على إقرار الجيش باستحالة تدمير حماس

علق مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، على إقرار جيشه باستحالة تدمير حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على اعتبار أنها "فكرة والفكرة لا يمكن القضاء عليها".

وقال المكتب في بيان، إن "مجلس الوزراء الأمني المصغر حدد تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية كأحد أهداف الحرب وجيش الدفاع ملتزم بذلك"، حسب تعبيره.

وفي وقت سابق الأربعاء، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي باستحالة تحقيق الهدف الرئيسي من عدوانه الوحشي على قطاع غزة وهو تدمير "حماس"، حيث قال الناطق الرسمي باسمه دانيال هغاري، إن "الحديث عن تدمير حماس هو بمثابة ذر للرمال في أعين الجمهور(الإسرائيليين)".

وأضاف في لقاء أجرته معه القناة "13" العبرية، منتقدا قيادات الاحتلال السياسية التي تدعو للقضاء على حركة المقاومة، أن "حماس فكرة، لا يمكنك تدمير فكرة، يجب على المستوى السياسي أن يجد بديلا لها وإلا فستبقى".


وشدد هغاري على أن الاحتلال "يدفع ثمنا باهظا في الحرب  لكننا لا يمكن أن نبقى صامتين"،  مشيرا إلى أنه "لا يمكن إعادة كل الأسرى بالوسائل العسكرية".

ويأتي حديث هغاري بالتزامن مع استمرار المقاومة الفلسطينية في تصديها للاحتلال الإسرائيلي وتوغلاته على كافة محاور القتال في قطاع غزة، وذلك رغم الحرب المدمرة التي تشنها "إسرائيل" للشهر التاسع على التوالي.

وفشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهداف عدوانه بعد 9 أشهر من الحرب الدموية على قطاع غزة، حيث لم يتمكن من استعادة كافة أسراه من قبضة المقاومة، فضلا عن عجزه عن القضاء على حركة حماس، أو تدمير قدراتها الصاروخية.


ولليوم الـ257 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

ومنذ 6 أيار/ مايو الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا عنيفا على مدينة رفح التي تكتظ بالنازحين والسكان، وذلك رغم التحذيرات الأممية والدولية من مغبة العدوان على المدينة الحدودية، وأمر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ37 ألف شهيد، وأكثر من 85 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

مقالات مشابهة

  • صحيفة إسرائيلية تكشف عن حجم التوترات «الناشبة» بين نتنياهو وكبار مسؤولي الجيش
  • الروح المعنوية.. عامل حاسم في الحرب على غزة
  • غالانت: الوضع شمال إسرائيل سيتغير بتسوية أو بعمل عسكري واسع
  • أول تعليق من مكتب نتنياهو على إقرار الجيش باستحالة تدمير حماس
  • المتحدث باسم جيش الاحتلال: حركة حماس هي فكرة لا يمكن القضاء عليها
  • إسرائيل تكشف السبب.. لماذا لم تعترض المسيّرة هدهد التي أرسلها الحزب فوق حيفا؟
  • “من الشمال أتى الشر”.. صحيفة عبرية: حزب الله يحرق الشمال بصواريخه وهو التهديد الرئيسي لـ”إسرائيل”
  • إحصائية صادمة تكشف عدد المعاقين بجيش الاحتلال منذ الحرب على غزة
  • خشيةً من توسع الحرب مع حزب الله.. مسؤولون إسرائيليون يصلون إلى الولايات المتحدة
  • الخطة تنتظر موافقة المستوى السياسي.. صحيفة عبرية تكشف ملامح "المرحلة الثالثة" من الحرب على غزة