ذات يوم ذهب الإعلامي الراحل مفيد فوزي لزيارة منزل الروائي الكبير إحسان عبد القدوس، كان يتحدث وقتها مع زوجة الكاتب «لولا»، فوجد «مفرشا» على السفرة لفت انتباهه فسألها عليه، فأخبرته أنها اشترته منذ فترة من سناء جميل، فظن أن الفنانة أعطته «هدية» لـ«لولا»، لكن كانت الحقيقة عكس ذلك، وهو الأمر الذي لم يتوقعه مفيد.

كان رحيل الفنانة سناء جميل في مثل هذا اليوم 22 ديسمبر 2002 بعد مسيرة ناجخة خلال مشوار حياتها لتصل إلى هذا الاسم الكبير في عالم الفن.

«قلم» شقيقها وطردها من المنزل

تبدأ القصة حينما علمت الأسرة المُنحدرة من وسط الصعيد، أسرة ثريا الطالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية، دخول ابنتهم عالم التمثيل، بل وعودتها إلى المنزل في ساعات متأخرة من الليل، بسبب عملها في المسرح الحديث، وقتها ضربها شقيقها الأكبر وطردها خارج المنزل، بعد تعنتها في استمرارها في مجال التمثيل، وعدم الرجوع عن القرار.

لم تتمالك سناء جميل نفسها في أحد اللقاءات مع الإعلامي مفيد فوزي، حين سألها عن هذا الموقف، وجلست صامتة بعض الوقت كأنها تستحضر الأحداث التي مرت عليها أكثر من نصف عقد من الزمان وقتها، وحكت بدموعها: «أخويا أول ما عرف أني بمثل ضربني بالقلم وطردني بره البيت، وأول مرة ساعتها كنت اتضرب بالقلم».

«الحوجة» هنا كانت بداية رحلتها مع هذا المُصطلح، في تِلك الليلة تحديدًا لم تجد مأوى، فذهبت لأستاذها في المعهد الفنان سعيد أبو بكر، واستقبلها هو وزوجته في منزله، وفي اليوم الثاني أخبر أبو بكر الفنان زكي طليمات مؤسس معهد الفنون المسرحية وعميده وقتها بالأمر، فقرر طليمات مساندتها وأسكنها في بيت الطالبات، وأخذ لها إذنًا بالتأخير نظرًا لعملها بعد الدراسة بالمسرح.

لم تنته قصة سناء مع «الحوجة» والفقر هُنا، لكنها كانت بداية الاعتماد على النفس، ولك أن تتخيل في مُجتمعنا الشرقي في نهاية الأربعينيات والخمسينيات، حينما تقرر فتاة صغيرة الاعتماد على نفسها، فكانت لا تأكل في يومها إلا الجبن الأبيض، مع العيش فقط، كان مرتبها وقتها عبارة عن 6 قروش صاغ من المعهد و6 قروش صاغ من المسرح الحديث.

لكن وخلال نفس اللقاء أكدت سناء أنها لم تكن تشعر وقتها بالألم لأن كان لديها حلم أكبر من هذا، وكانت تطمح لتكون ممثلة كبيرة، فكانت تعلم جيدًا أن تِلك المُعاناة ستنتهي: «هي دي الحاجات اللي عملت سناء جميل».

العمل في تفصيل الملابس

وبعد انتهاء فترة دراستها في المعهد، وخروجها من بيت الطالبات، أرادت سناء أن تجد دخلًا آخر، فذهبت لشراء أدوات التفصيل والتطريز، وعملت في مجال تفصيل الملابس والمفارش، وجمعت بعض المال من هذه المهنة، بجانب التمثيل، وكانت تبيع هذه المُنتجات للأصدقاء وبعض المحلات بمنطقة وسط البلد.

واستطاعت ادخار بعض الأموال، فذهبت لتأجير إحدى الشقق بمنطقة أرض شريف بالعتبة، بعدما أبلغتها الفنانة نعيمة وصفي بأن هناك شقة في الدور الأرضي إيجارها شهريًا 3 جنيهات، وبالفعل ذهبت وأخذتها، لكن كانت الشقة على البلاط، فذهبت لشراء بعض الأشياء للمعيشة، فجاءت بـ«باجور جاز وحلة وكنكة وسرير وملل»، وصُدمت بأن أموالها قد انتهت، فاستخدمت ملابسها بدل المرتبة لتنام عليها، ما سبب لها انزلاقا غضروفيا فيما بعد.

لكن المؤلم في تِلك القصة، أن سناء جميل والتي صارت واحدة من أهم النجمات في الوسط الفني، ظلت تعاني من قطيعة أسرتها لنهاية عمرها، الأمر الذي قالت عنه وهي تبكي أيضًا: «علشان كده طول عمري بعاني من الخوف وعدم الأمان».

 

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سناء جميل مفيد فوزي

إقرأ أيضاً:

مشاهد لزيارة نصر الله والدته في المستشفى قبل وفاتها (فيديو)

بثت قناة المنار، مشاهد للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، خلال زيارته لوالدته في المستشفى قبل وفاتها أول أمس إثر مرض مزمن كانت تعاني منه منذ سنوات.

وتظهر اللقطات، تواجد نصر الله بجانب سرير والدته في المستشفى، رغم الاحتياطات الأمنية التي تلف تحركات الأمين العام لحزب الله، فضلا عن جلوسه بجانبها وتبادله معها أطراف الحديث.

وهذه المرة الأولى التي يظهر فيها نصر الله وهو يجري زيارات، خارج المحيط الأمني المشدد الذي يحكم تحركاته، بسبب أجواء التصعيد التي يخوضها الحزب مع الاحتلال، وجبهة المواجهة الواسعة مع الاحتلال، على امتداد الحدود مع فلسطين المحتلة.

وكانت والدة نصر الله "نهدية صفي الدين" شيعت جنازتها، أول أمس، في من حسينية الإمام الصدر، ودفنت في مقبرة "روضة الشهيدين" في الضاحية الجنوبية من بيروت.

وظهر نصر الله في خطاب متلفز، اليوم، بمناسبة مرور 3 أيام، على وفاة والدته، وقال إن المجازر الإسرائيلية على محافظة رفح جنوبي قطاع غزة "عبرة" لمن يراهن على المجتمع الدولي والقوانين الدولية من أجل حماية لبنان من عدوان إسرائيل.

وقال نصر الله إن "المجازر الإسرائيلية يجب أن تكون عبرة لنا، ولمن يراهن على المجتمع الدولي والقوانين الدولية من أجل حماية لبنان" من عدوان إسرائيل، في رد منه على أصوات داخلية في لبنان تدعو إلى وقف حزب الله، هجماته على إسرائيل حتى لا يجر البلد إلى حرب أوسع.



ودلل نصر الله على صحة وجهة نظره بـ"تحدي إسرائيل إرادة العالم والمجتمع الدولي ومحكمة العدل الدولية التي أمرت  بوقف الهجوم على رفح"، في إشارة إلى مقابلة إسرائيل قرار المحكمة بتصعيد الهجوم على رفح، عوضا عن وقفه، بما شمل ارتكاب مجازر.

وأضاف: "انظروا إلى المجتمع الدولي وهو عاجز وضعيف ويكتفي بإصدار بيانات القلق والاستنكار" إزاء هذه المجازر.

وشدد نصر الله على أن المجازر المرتكبة في رفح أخيرا "تؤكد وحشية العدو الصهيوني وغدره وخيانته".

وأضاف أن هذه المجازر "أزالت كل مساحيق التجميل الكاذبة التي كان الهدف منها تقديم الكيان الإسرائيلي وكأنه كيان مؤدب".

وشدد على ضرورة "إدانة هذه المجازر المروعة"، معتبرا أنها "ينبغي أن تكون سببا قويا يدفع العالم إلى الضغط من أجل وقف العدوان" على غزة.

وتابع: "أطفال وأمهات رفح يصرخون في آذان كل الغافلين والجاهلين والمنفصلين عن الواقع والمتنكرين للحقائق اليومية".

بالفيديو | مشاهد خاصة من زيارة السيد #نصرالله إلى والدته الفاضلة "أم حسن" في المستشفى pic.twitter.com/Th3Ry6iTQ0

— قناة المنار (@TVManar1) May 28, 2024

مقالات مشابهة

  • مشاهد لزيارة نصر الله والدته في المستشفى قبل وفاتها (فيديو)
  • دوللي شاهين : حاولت الانتحار 20 مرة وفشلت وهربت من المنزل وعمري ١٢ عامًا
  • من داخل المستشفى... إليكم الفيديو التالي لنصرالله قرب والدته قبل وفاتها
  • في ذكرى ميلادها.. ابنة شقيق فاتن حمامة تكشف الجانب الخفي من حياتها (فيديو)
  • «أنا سِبت القلم يا نبيل».. الأيام الأخيرة لـ«أيقونة الدراما» أسامة أنور عكاشة
  • حلم بالانضمام للجيش وشارك في بناء السد العالي.. حكاية فيكتور عامل التوربينات
  • في ذكرى وفاتها.. تعرف على أعمال فايزة كمال
  • في ذكرى وفاتها.. تعرف على قصة حب فايزة كمال ومراد منير
  • في ذكرى وفاتها.. الوجه الملائكي فايزة كمال تترك بصمة كبيرة خلال مسيرتها الفنية
  • في ذكرى مايو