ماذا يجري في المثلث الحدودي بين ليبيا وتونس والجزائر؟
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
طرابلس- شهدت مؤخراً مدينة غدامس قرب المثلث الحدودي لليبيا مع تونس والجزائر، الواقعة جنوب غربي طرابلس بقرابة 600 كيلومتر، تحركات عسكرية وأمنية غير مسبوقة، بعد وصول أرتال عسكرية من العاصمة، تتبع وزارة الداخلية ورئاسة الأركان بحكومة الوحدة الوطنية.
ودعا المجلس البلدي لمدينة غدامس إلى اعتصام شامل، مطالبا في بيان له بإخلاء المدينة ممّا وصفها بـ "التشكيلات العسكرية المسلحة"، مؤكداً أن خروج هذه القوات هو مطلب كل أهالي ومكونات المدينة، الذين يتهم بعضهم القوات الجديدة بإثارة الفوضى وترويع الآمنين.
وبدوره، دان مجلس النواب في بنغازي ما حدث في غدامس، ودعا في بيان إلى "خروج كافة التشكيلات المسلحة من المدينة مهما كانت تبعيتها" وإسناد مهمة تأمينها إلى مديرية الأمن، رغم تبعية الأخيرة لوزارة الداخلية بحكومة الوحدة، التي باشرت تشكيل غرفة مع رئاسة الأركان، وقالت إن هدفها تأمين كل الشريط الحدودي مع تونس والجزائر.
وطلب مجلس النواب من النائب العام فتح تحقيق عاجل فيما حدث بالمدينة التي قال إنها "كانت الحاضنة للقاءات الإخوة من أجل وحدة الصف والمصالحة الوطنية"، في إشارة إلى حياد المدينة طوال فترة الصراع الليبي، واحتضانها جولات من الحوار السياسي، وهو ما أكدته البعثة الأممية في أكثر من مناسبة.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، زار طرابلس وفد من شركة "سوناطراك" الجزائرية المتخصصة في مجال الاستكشاف النفطي، لإعلان عودة أنشطة الشركة، التي أوقفت عملها في ليبيا منذ 8 سنوات، وزار بعدها رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة الحدود الليبية الجزائرية، وأعلن نيته فتح المعبر الحدودي (غدامس- الدبداب) بين البلدين.
وأغلقت المعابر الحدودية بين الجارتين منذ اندلاع ثورة فبراير الليبية عام 2011، ورغم أنها شهدت فتحاً مؤقتاً في عام 2015، فإن التوترات الأمنية حالت دون استمرار حركة المواطنين في المعبر الرئيسي، وكذلك في معبر "تين الكوم" و"طارات"، رغم العلاقات الوطيدة بين سكان المنطقتين وقرب المسافة التي لا تتعدى 20 كيلومتراً.
وأكد عميد بلدية غدامس قاسم المانع في تصريح صحفي، الأثر الإيجابي والمنافع الاقتصادية التي ستعود على المدينة، التي كانت إحدى أهم المحطات التجارية في غرب الصحراء الكبرى، الواقعة في منطقة حيوية بين ليبيا وتونس والجزائر، إلى جانب توفير فرص عمل للشباب فور تشغيل المعبر.
وأوضح المانع أن استئناف العمل بمعبر "غدامس-الدبداب"، سيُخرج غدامس من حالة الركود الاقتصادي الذي تعرفه، "في ظل ما تعانيه معظم مدن الجنوب الليبي من الفقر والتهميش وشح الخدمات الحكومية، بالإضافة إلى انعدام فرص العمل"، دون أن يخفي تخوفه من التوترات الأمنية التي حلت بالمنطقة.
الهدف اقتصادي أم سياسي؟من جانبه، قال المتحدث باسم مبادرة القوى الوطنية الليبية، محمد شوبار إن "ما يجري في منطقة حوض غدامس خلفه دول إقليمية، تهدف للسيطرة على منابع الغاز الطبيعي التي اكتشفت مؤخراً"، مؤكداً أن هذه الدول هي من دفعت حكومة الدبيبة للسيطرة على المنطقة عسكرياً وأمنياً بعد إبرامها عقوداً طويلة الأجل مع حكومة طرابلس.
ورأى شوبار أن تأمين المعبر الحدودي مع الجزائر "حجة لتوجه أرتال عسكرية تابعة لحكومة الوحدة الوطنية للسيطرة على المنطقة"، مؤكداً للجزيرة نت رفض مبادرة القوى الوطنية ما وصفه بـ "بيع مقدرات ليبيا، والنظر في كل العقود التي أبرمت في ظل حكومات الفساد المتعاقبة".
وتوقع المحلل السياسي عبد السلام الراجحي أن خطوة فتح الحدود لحركة المواطنين والتبادل التجاري جاءت بعد إطلاق الجزائر مشروعاً اقتصادياً لتطوير وتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط، فكان توجهها منطقياً للسوق الليبية، الأمر الذي يقول الراجحي إن "حكومة الوحدة تلقفته ورأته أمراً جيداً، بل وإنجازاً سياسياً مهماً لها".
واعتبر الراجحي محاولة حكومة الوحدة إبراز نفوذها على المنافذ التي تقع في مناطق سيطرتها، مثل رأس جدير مع تونس وغدامس مع الجزائر، أمراً طبيعياً، موضحاً للجزيرة نت أن "حكومة طرابلس لا تسيطر على حدودها الغربية بشكل كامل، ومن الطبيعي أن تحاول فرض السيطرة على هذه المعابر لأهداف قد تبدو سياسية".
الهاجس الأمنيوبعيداً عن المصالح السياسية والاقتصادية، يذهب الخبير العسكري عادل عبد الكافي إلى أن ما حدث في مدينة غريان أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي من توترات أمنية، بدخول قوة محسوبة على "معسكر حفتر"، دفع حكومة الوحدة لتشكيل قوة مشتركة، وبسط نفوذها العسكري على المدينة الإستراتيجية في الغرب الليبي.
ويفسر عبد الكافي للجزيرة نت سعي حكومة الوحدة للسيطرة الكاملة على المعابر البرية مع الجزائر وتونس، بالتنسيق بين رئاسة الأركان العامة ووزارة الداخلية التابعتين لها، بأنها تأتي "للدواعي الأمنية ذاتها، ولقطع الطريق على أي قوات موالية لمعسكر حفتر وحلفائه في الغرب الليبي".
ويرى الخبير العسكري أن اللقاء الأخير بين المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش واللواء أسامة جويلي، برعاية البعثة الأممية، يعزز هذا التفسير، في ظل "وجود انتماءات في تلك المناطق موالية لمعسكر حفتر، خاصة مدينة الزنتان" مما قد ينذر بتكرار مواجهات عسكرية محتملة في الغرب الليبي.
وبحسب مصادر محلية للجزيرة نت، فإن القوة التي تسيطر على المعبر الحدودي مع الجزائر يقودها أحد القادة العسكريين بمدينة الزنتان، وتتبع جهاز حرس الحدود، ولها تنسيق مع وزير الداخلية بحكومة الوحدة عماد الطرابلسي، المنحدر من الزنتان أيضاً، في ظل تحالفات يرى مراقبون أنها متبدّلة بين قبائل الزنتان وتشكيلاتها المسلحة وموقفها من السلطات الليبية المنقسمة شرقاً وغرباً.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تونس والجزائر حکومة الوحدة مع الجزائر للجزیرة نت مع تونس
إقرأ أيضاً:
من روسيا إلى أمريكا وتونس.. سلسلة حوادث دامية تهز عدة دول حول العالم
شهد العالم، خلال الساعات الماضية، سلسلة من الحوادث الدامية والمتنوعة بين تصادمات مروعة، وانفجارات، وجرائم غريبة، وحوادث إطلاق نار مأساوية، أسفرت عن عشرات القتلى والمصابين في كل من روسيا، فرنسا، الولايات المتحدة، باكستان، وتونس، وبينما تواصل السلطات في تلك الدول تحقيقاتها لكشف ملابسات هذه الوقائع، يعيش الأهالي لحظات من الصدمة والحداد، وسط دعوات للعدالة والمساءلة وتعزيز إجراءات السلامة.
7 قتلى و11 مصاباً بحادث تصادم بين حافلة وشاحنة في روسيا
لقي 7 أشخاص مصرعهم وأصيب 11 آخرون، اليوم الاثنين، إثر تصادم حافلة ركاب صغيرة بشاحنة في منطقة يوستينسكي بجمهورية كالميكيا جنوب روسيا، وفقاً للمديرية العامة لوزارة الطوارئ الروسية.
ووقع الحادث عند الكيلومتر 1211 من الطريق السريع الفيدرالي “إر-22” المعروف بطريق بحر قزوين (موسكو – تامبوف – فولغوغراد – أستراخان)، وكانت الحافلة متجهة من فولغوغراد إلى أستراخان وعلى متنها 21 راكباً، ولم يُسجل وجود أطفال بين الضحايا.
إلغاء 40% من رحلات مطار أورلي في باريس بسبب عطل في أنظمة مراقبة الحركة الجوية
أعلنت إدارة مطار أورلي، ثاني أكثر مطارات باريس ازدحاماً، عن إلغاء نحو 40% من الرحلات اليوم الأحد نتيجة لعطل فني في أنظمة مراقبة الحركة الجوية ببرج المراقبة.
وأوضحت المديرية العامة للطيران المدني الفرنسية أن العطل ناجم عن خلل في أجهزة الرادار، مما تسبب في انخفاض كبير في عدد الرحلات القادمة والمغادرة، شملت رحلات داخل فرنسا وإلى وجهات أوروبية وشمال أفريقية.
وأعرب الركاب عن استيائهم، ومن بينهم عائلة كانت متجهة إلى المغرب لحضور جنازة. ولم تؤكد المديرية بعد موعد استعادة الحركة الجوية إلى طبيعتها.
مقتل شخصين وفقدان آخر إثر اصطدام قطار بمجموعة مشاة في أوهايو
قُتل شخصان وفُقد ثالث مساء الأحد في حادث اصطدام قطار بمجموعة من المشاة في مدينة فريمونت شمال ولاية أوهايو الأمريكية.
ووقع الحادث قرب بحيرة إيري بين توليدو وكليفلاند، وتم إغلاق الجسر القريب من موقع الحادث من قبل السلطات التي حثت السكان على الابتعاد، وتواصل فرق الطوارئ والشرطة عمليات البحث عن الشخص المفقود في نهر ساندوسكي القريب من مكان الاصطدام، فيما تحقق السلطات في ملابسات الحادث.
مقتل 4 أشخاص في حادثي إطلاق نار منفصلين خلال 48 ساعة في جورجيا الأمريكية
شهدت ولاية جورجيا الأمريكية مقتل 4 أشخاص خلال حادثي إطلاق نار منفصلين في غضون يومين، الأول وقع داخل حانة “منتصف المدينة دايكيري بار آند جريل” في ماكون، وأسفر عن مقتل 3 أشخاص وهم جيداريوس ميدوز جونيور (28 عاماً)، وجافونتا فولكس (32 عاماً)، وجافارسيا ميدوز (24 عاماً)، والتحقيقات مستمرة في ملابسات الحادث.
وفي حادث منفصل خلال حفلة تخرج في نفس الولاية، قُتل رجل يبلغ من العمر 25 عاماً ويدعى جوريس ماركيل هايوود، وأصيب رجلان آخران أحدهما في حالة حرجة. لم تُعلن السلطات حتى الآن عن أي اعتقالات.
أمريكي يسرق مدفعاً أثرياً نادراً لسداد دين مخدرات في جريمة غريبة
سُجن رجل من ولاية كانساس الأمريكية بعد أن قام بسرقة مدفع أثري نادر يزن 362 كغ من حديقة عامة، في محاولة يائسة لسداد دين مخدرات عليه.
وقال جوردون بيرس (37 عاماً)، إنه تعرض للترهيب من قبل تاجر كوكايين كان يدين له بمبلغ 20 ألف دولار، وخشية على حياته وعائلته، قرر البحث عن معادن يبيعها لتسديد الدين. لكنه عوضاً عن المعادن، عثر على مدفع يعود إلى الحرب الإسبانية – الأمريكية، وهي قطعة أثرية أهديت لمدينة ويتشيتا عام 1900.
بيرس، الذي كان يتعاطى الميثامفيتامين لمدة 20 عاماً، أوضح أنه حصل مؤخراً على نصف كيلو من المخدرات لكنه لم يستطع بيعه، وعندما زعم أنه سرق منه، لم يصدقه تاجر المخدرات وهدده هو وعائلته، وفي حالة يأس، قرر بيرس سرقة المدفع، وطلب مساعدة رجل مشرد، لكن بسبب ثقل المدفع فشلوا في تحميله في سيارته، فحاولا جرّه مستخدمين سلسلة انقطعت عدة مرات حتى نجح في سحبه إلى مرآب منزل صديقه، وباستخدام منشار كهربائي، قام بيرس بتقطيع المدفع إلى عدة قطع، واحتفظ بالأكبر منها في منزل صديقه، قبل أن يسلمها لتاجر المخدرات، معتقداً أنها ستمنحه مهلة. إلا أن التاجر وصفه بـ”الغبي” وهدده بالقتل.
وتمكنت الشرطة من تعقبه عبر آثار الطرق التي خلفها جر المدفع، وعثرت بحوزته على كيس من الميثامفيتامين أثناء الاعتقال، ووجهت له تهم السرقة، التسبب بأضرار جنائية مشددة، وحيازة مخدرات. وحددت كفالته بمبلغ 200 ألف دولار، ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة في 22 من الشهر الجاري.
إصابات بين لاعبات وإصابة مواطنين في اصطدام حافلة بمقهى في تونس
وقع حادث مرور خطير في معتمدية القيروان الجنوبية بتونس بعد اصطدام حافلة صغيرة تقل لاعبات “الجمعية النسائية ببوحجلة” بمقهى محلي إثر ارتطامها بشاحنة خفيفة.
وأسفر الحادث عن إصابة 17 شخصاً، منهم 14 لاعبة و3 رواد في المقهى بالإضافة إلى سائق الشاحنة. تم نقل المصابين إلى مستشفيات القيروان لتلقي العلاج. كانت اللاعبات في طريقهن إلى منزل بورقيبة لخوض مباراة رياضية.
مقتل 4 أشخاص وإصابة 20 في انفجار بسيارة مفخخة جنوب غرب باكستان
أعلنت السلطات الباكستانية، اليوم الإثنين، مقتل أربعة أشخاص وإصابة 20 آخرين، جراء انفجار سيارة مفخخة وقع مساء الأحد، بالقرب من سوق مزدحم في مدينة قيلاه عبد الله بإقليم بلوشستان، جنوب غرب البلاد، والمحاذي لأفغانستان.
وقال المسؤول الحكومي عبد الله رضا إن الانفجار أدى إلى أضرار مادية، من بينها تلف الحائط الخارجي لمبنى يضم قوات شبه نظامية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن.
من جانبه، أدان المتحدث باسم حكومة بلوشستان، شاهد ريند، التفجير، مؤكدًا أن السلطات فتحت تحقيقًا رسميًا للوقوف على ملابساته والجهات المحتملة وراءه.
ويُعد إقليم بلوشستان أحد أكثر الأقاليم اضطرابًا في باكستان، ويشهد بين الحين والآخر هجمات تستهدف قوات الأمن والمواطنين، وسط نشاط جماعات انفصالية ومتشددة.