تقارير أمريكية تكشف عن موقف السعودية من "تحالف البحر الأحمر"
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
عواصم - الوكالات
أفادت تقارير إعلامية غربية بأن السعودية أبدت عدم اهتمامها بالانضمام إلى عملية "حارس الازدهار" بقيادة واشنطن ضد الحوثيين في البحر الأحمر.
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" فإن السعودية تفضل "مراقبة هذه التطورات الأخيرة من على الهامش، حيث يعد احتمال السلام على حدودها الجنوبية هدفا أكثر جاذبية من الانضمام إلى جهد لوقف الهجمات التي يقول الحوثيون إنها موجهة إلى إسرائيل، خاصة بعد ثماني سنوات من الصراع المكلف مع الحوثيين".
ووفقا لمسؤولين سعوديين وأمريكيين، فإن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "غير مهتم بالانجرار مرة أخرى إلى صراع مع الحوثيين".
وحسب المسؤولين والمحللين السعوديين فإن "عودة صواريخ الحوثيين التي تحلق فوق الرياض أو تضرب بلدات جنوب السعودية هي آخر ما يحتاجه الأمير في سعيه لإقناع السياح والمستثمرين بأن المملكة مفتوحة للأعمال التجارية".
من جهتها، قالت وكالة "رويترز" إن "اسم المملكة العربية السعودية كان غائبا بشكل واضح، وربما بشكل مفاجئ عن قائمة الدول التي أعلنتها الولايات المتحدة كجزء من تحالفها البحري لحماية سفن الشحن في البحر الأحمر من الحوثيين".
ولفتت إلى أنه "على الرغم من أن السعودية لديها جيش مجهز وتشن حربا على الحوثيين منذ تسع سنوات وتعتمد على موانئ البحر الأحمر في 36٪ من الواردات، إلا أنها وحليفتها الإمارات أعلنتا عدم اهتمامهما بالمشروع".
ورأت أن "السبب الرئيسي لغيابها هو القلق من أن المشاركة قد تنتقص من هدف استراتيجي طويل الأمد: تخليص نفسها من حرب فوضوية في اليمن وخلاف مدمر مع إيران الداعم الرئيسي للحوثيين"، وأن "المسؤولين الأمريكيين تجنبوا القول صراحة إن البلدين لن يشاركا"، ولم يستجب المتحدثون باسم الحكومتين السعودية والإماراتية لطلبات "رويترز" للتعليق.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
مليشيا الدعم السريع تهدد أمن الملاحة في البحر الأحمر
لم تعد تهديدات مليشيا الدعم السريع محصورة في البر السوداني، ولا مقتصرة على ارتكاب المجازر في مدن مثل الجنينة ومدني وزالنجي، بل تطورت هذه التهديدات لتشمل أمن الإقليم بأسره. آخر مظاهر هذا التصعيد الخطير كان وصول الطائرات المسيّرة التابعة للمليشيا إلى الشواطئ الغربية للبحر الأحمر، في سابقة تعكس تحولاً نوعياً في نشاطها العسكري وامتداداً لمدى تهورها.
البحر الأحمر في مرمى النيران
البحر الأحمر، هذا الممر المائي الحيوي الذي تمر عبره 10% من تجارة العالم، بات الآن في مرمى مليشيا لا تخضع لأي قواعد دولية، ولا تعترف بأي مواثيق، وتتلقى الدعم من أطراف إقليمية باتت معروفة. إن وصول المسيّرات إلى سواحله الشرقية لا يعني فقط قدرة تقنية متقدمة، بل يكشف عن نية مبيتة لاستعراض القوة وربما ابتزاز دول الإقليم والعالم، تماماً كما تفعل التنظيمات الخارجة عن القانون.
المليشيا المتهورة.. كل شيء متوقع
لا يمكن استبعاد أي سيناريو حين يتعلق الأمر بمليشيا الدعم السريع. فقد سبق أن انتهكت الأعراف الدولية، وارتكبت جرائم ضد الإنسانية، وتورطت في عمليات تهريب وسلب واستغلال للموانئ والمطارات. هذه المرة، يبدو أن عينها على البحر الأحمر، ليس فقط كممر استراتيجي، بل كأداة ضغط وتهديد.
وجود مثل هذا الفاعل غير المنضبط قرب البحر الأحمر يهدد الملاحة التجارية، ويخلق بيئة خصبة للقرصنة، أو حتى لاستهداف ناقلات النفط والسفن المدنية.
المطلوب: موقف إقليمي ودولي حازم
ما يحدث الآن يتطلب تحركاً حقيقياً، لا مجرد بيانات قلق. إن تهديد البحر الأحمر من قبل مليشيا الدعم السريع يجب أن يُنظر إليه كخطر على الأمن القومي العربي والدولي، ويستوجب ردعاً فورياً، سواء عبر الممرات الدبلوماسية أو عبر آليات حماية الملاحة البحرية. فالتراخي اليوم يعني فتح الباب أمام فوضى إقليمية بحرية، تماماً كما حدث في اليمن سابقاً.
الخلاصة
عندما تصبح مليشيا مرتزقة تتحرك من داخل دولة منتهكة السيادة قادرة على تهديد أحد أهم الممرات البحرية في العالم، فهذه ليست مجرد أزمة سودانية، بل تهديد لأمن البحر الأحمر برمته، وعلى الجميع أن يتحرك قبل أن تصل الطائرات المسيّرة إلى ما هو أبعد من السواحل.
وليد محمد المبارك
وليد محمدالمبارك احمد