بوابة الوفد:
2025-07-31@07:05:54 GMT

تحولات الثقافة فى مصر(2)

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

فى الفترة الناصرية كان لثروت عكاشة رؤية للثقافة، وكلها تنصب على نقطة جوهرية وحيدة ألا وهى الإخلاص والتفانى للنظام.. أما عكس ذلك فالجحيم ملاقيك.
ثروت عكاشة والثقافة:
... لا بد من الإيمان بمبادئ الناصرية وميثاقها، والإيمان بالاتحاد الاشتراكى أو اعتزال العمل السياسى. كانت هذه خطة الثقافة فى المرحلة الناصرية، هذه الخطة التى عملت عليها وزارة الإعلام والثقافة والتعليم والجامعات، فليس مسموحًا ممارسة العمل السياسى ولا الحديث فيه، وعلى المواطن أن يكون رهن إشارة السلطة السياسية.

. هكذا كانت الثقافة والإعلام يعملان بتناغم واضح فى هذا الجانب، وقد ظلت الثقافة متهمة لفترات طويلة من قبل مثقفى اليسار بأن مسماها الأول هو الإرشاد القومى، وأنها وزارة ثقافة النظام وليست وزارة ثقافة الشعب، ورغم أن خطة ثروت عكاشة أو دولة ناصر قد انتهت بمجىء السادات الذى أحدث تحولًا كبيرًا من اليسار إلى اليمين، مما أوقع قيادات الوزارة فى متاهة وعدم معرفة ما ينبغى عليهم عمله، وظلوا فى هذه المتاهة لسنوات، خاصة أن السادات اسقط الثقافة من حساباته، ولم يتعامل معها كواحدة من الوزارات السيادية، على نقيض الإعلام الذى أصبح الجناح الأهم للسلطة فى إعادة صياغة رؤية الجماهير، حيث يمكنه أن يدخل بسهولة ويسر إلى البيوت فى أقصى النجوع والقوى، وظلت وزارة الثقافة تؤدى دورها المعتاد، وفقًا لخطتها القديمة، دون تغيير واضح، ولكن بشكل روتينى، فلا النظام يدرك ما يريده منها، ولا هى تدرك ما يريده منها، ولا هى تدرك ما يريده النظام منها، وارتضت أن تتراجع مكانتها من وزارة سيادية إلى وزارة هامشية.
فاروق حسنى والثقافة والحظيرة:
ظل مبارك ينظر إلى الثقافة بريبة وعدم معرفة لما يمكن أن ينجزه من خلالها، ويمكن القول إنه كان حريصا على ألا يغير شيئًا ورثه من السادات، ولم يلتفت للثقافة إلا بمجىء فاروق حسنى إليها.. وانصب اهتمام فاروق حسنى على كيفية التعامل مع الفئات غير المرغوب فيها.. وليس هناك أفضل من خطة المعز لدين الله الفاطمى، حين أشهر سيفه ونثر ذهبه على الرؤوس.. وجميعهم دخلوا الحظيرة ومشروعاتها الثقافية، سواء فى مكتبة الأسرة أو قصور الثقافة أو المجلس الأعلى للثقافة، جميعهم رغب فى الجوائز والتفرغ والنشر والسفر، وأصبح مكتب فاروق حسنى فى شجرة الدر قبلة للجميع، لذا لم تلجأ الدولة إلى السيف، فما حاجتها لاستعماله مع جماعة من المهادنين.
لكن صدمة فاروق حسنى كانت كبيرة فيمن تصور أنهم دخلوا الحظيرة حين رآهم يصفقون بحماس لصنع الله إبراهيم على رفضه جائزة الرواية العربية عام 2002 فقد كان آخر الماركسيين الرافضين للنظام وحظيرته، وكان انضمامه إليها بمثابة النصر المبين، غير أن صنع الله وقف على عتبة الباب ورفض الدخول، وأعلن رفضه لجائزة.. فوقف الوزير مندهشا، ليس من رفض صنع الله الذى كان بمثابة لطمة على وجه النظام، ولكن من فرح كل الذين ظن أنهم دخلوا الحظيرة. كانت صدمته شديدة وغضبه واضحا،وكان هذا أول يوم يظهر فيه مصطلح الحظيرة، ذلك الذى عمل عليه لسنوات دون أن يعلنه. لكن ثورة الغضب جعلته يبوح بما فى صدره. 
وعليه نتساءل:هل هدفت الثقافة سواء فى العصر الناصرى أو ما بعده إلى خدمة الوعى والارتقاء بالوعى الثقافى؟ الإجابة أظننا تلوناها عبر ما قد عرضه صبحى موسى، وللأسف الأمر ما زال بل أسوأ من السابق.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال
أكاديمية الفنون

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أكاديمية الفنون

إقرأ أيضاً:

مشهد ثقافي متكامل في عروس المتوسط.. فعاليات وزارة الثقافة تُعيد للإسكندرية بريقها الفني والمعرفي

في إطار استراتيجيتها الرامية لتحقيق العدالة الثقافية، وتوسيع نطاق الوصول إلى الخدمات الفنية والمعرفية، شهدت محافظة الإسكندرية خلال اليومين الماضيين انطلاقة ثقافية وفنية استثنائية، تمثّلت في مجموعة من الفعاليات التي نظّمتها وزارة الثقافة برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو، بالتعاون مع مختلف قطاعاتها، وذلك تزامنًا مع احتفالات المحافظة بعيدها القومي، وتمثلت أبرز هذه الفعاليات في انطلاق المهرجان الصيفي للموسيقى والغناء “صيف الأوبرا 2025” لأول مرة داخل إستاد الإسكندرية الرياضي، إلى جانب افتتاح الدورة العاشرة من معرض الإسكندرية للكتاب بكلية سان مارك، وكذلك تقديم العرض المسرحي “حواديت” على مسرح سيد درويش.


وشكّلت هذه الفعاليات معًا مشهدًا ثقافيًا متكاملاً، استقطب جمهورًا واسعًا، وأعاد التأكيد على مكانة الإسكندرية كمنارة للتنوير والفن والإبداع.

مهرجان “صيف الأوبرا”.. الفنون الرفيعة تصل إلى الآلاف

في سابقة هي الأولى من نوعها، افتتح وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية المهرجان الصيفي للموسيقى والغناء داخل إستاد الإسكندرية، بحضور جماهيري تجاوز 4 آلاف مشاهد.
وأعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو عن فخره بانطلاق المهرجان من هذا الموقع غير التقليدي، مؤكدًا أن الفنون يجب أن تصل إلى كل الناس، وأن الساحات والملاعب يمكن أن تتحول إلى مسارح مفتوحة للفن الراقي.
وأحيا حفل الافتتاح كل من فرقة الموسيقى العربية بدار الأوبرا بقيادة المايسترو محمد الموجي، والنجم إيهاب توفيق، في ليلة طربية جمعت بين الأصالة والحداثة، وسط تفاعل جماهيري واسع.

وتتواصل فعاليات المهرجان حتى 31 يوليو، بمشاركة نخبة من النجوم أبرزهم: نسمة عبد العزيز، أحمد جمال، ريهام عبد الحكيم، هشام عباس، فريق وسط البلد، خالد سليم، وهشام خرما، ما يعكس تنوع الذائقة الفنية المستهدفة.

معرض الإسكندرية للكتاب.. عودة قوية بعد توقف 4 أعوام

وفي خطوة ثقافية موازية، افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو معرض الإسكندرية للكتاب في دورته العاشرة، بعد توقف دام أربع سنوات، بمشاركة 75 دار نشر رسمية وخاصة، وبأسعار رمزية تبدأ من جنيه واحد.


وأكد الوزير أن المعرض يُعد أحد أذرع تحقيق العدالة الثقافية، ويُجسد رؤية الوزارة في توسيع رقعة الوصول إلى المعرفة في مختلف المحافظات، مشيرًا إلى أنه يأتي ضمن سلسلة معارض صيفية تقام في أنحاء الجمهورية.

وشهد المعرض مشاركة واسعة من قطاعات وزارة الثقافة، أبرزها: الهيئة العامة لقصور الثقافة، دار الكتب، صندوق التنمية الثقافية، المركز القومي للترجمة، بالإضافة إلى جناح الهيئة المصرية العامة للكتاب التي تنظم الحدث.

“حواديت”.. عرض مسرحي يعكس نبوغ جيل جديد

كما شهد وزير الثقافة العرض المسرحي “حواديت” على مسرح سيد درويش بالإسكندرية، وهو نتاج مشروع تخرج الدفعة الثالثة من مبادرة “نجوم المستقبل” بمركز الإبداع الفني، دفعة الفنان الراحل علي فايز، تحت إشراف المخرج خالد جلال.
وأشاد الوزير بالمستوى الفني للعرض، مؤكدًا أن تقديمه ضمن فعاليات الإسكندرية يعكس التكامل بين الفنون المختلفة، ويُرسّخ لنهج الوزارة في تقديم منظومة ثقافية شاملة تربط المسرح بالموسيقى بالكتاب، في تجربة متكاملة تُعمم لاحقًا على مختلف المحافظات.

الإسكندرية منارة ثقافية حقيقية

من جانبه، أكد الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، أن ما تشهده المدينة من فعاليات ثقافية متتالية يؤكد حرص الدولة على ترسيخ الثقافة كأداة للتنمية المجتمعية، ومكوّن رئيسي في بناء الإنسان.
كما نوّه المحافظ إلى تزايد الإقبال الجماهيري على المعارض والعروض، مما يعكس تعطش المجتمع للفن والمعرفة، مشيدًا بالشراكة المثمرة مع وزارة الثقافة في تقديم نموذج ناجح يُحتذى به.

تُعد فعاليات وزارة الثقافة في الإسكندرية خلال اليومين الماضيين نموذجًا متكاملًا لتفعيل دور الثقافة في الحياة العامة، من خلال دمج الفن بالمعرفة، وإخراج الفعاليات من القاعات المغلقة إلى الفضاء العام.
وفي ظل استمرار هذه الرؤية، يتوقع أن تشهد المحافظات المصرية موجة جديدة من الحراك الثقافي، تُعيد للكتاب والمسرح والموسيقى مكانتهم في وجدان المواطن، وتؤكد أن الثقافة في مصر ليست ترفًا، بل ركيزة من ركائز التنمية الشاملة.

طباعة شارك الفنية والمعرفية محافظة الإسكندرية وزارة الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو صيف الأوبرا معرض الإسكندرية حواديت

مقالات مشابهة

  • هشام عباس ووسط البلد يسجلان حضوراً استثنائيا فى إستاد الأسكندرية
  • انطلاق أولى جلسات “التوجيهي” وفق النظام الجديد لطلبة الصف الحادي عشر اليوم
  • تحولات الروح الشاعرة في بيت الشعر بالشارقة
  • ختام المخيم الصيفي 2025 في مركز أم القيوين الثقافي
  • تألق ريهام عبد الحكيم ونجوم الموسيقي العربية بحفلات صيف الأوبرا
  • مفاجأة صادمة فى التحقيقات .. الداخلية تكشف هوية ابنة حسنى مبارك المزعومة
  • مشهد ثقافي متكامل في عروس المتوسط.. فعاليات وزارة الثقافة تُعيد للإسكندرية بريقها الفني والمعرفي
  • نظام موحد لدعم الأسر في غزة من وزارة التنمية الاجتماعية
  • نظام جديد لصرف المرتبات في ليبيا
  • أحمد جمال يطرب جمهور صيف الأوبرا 2025 ونسمة عبد العزيز تستعرض مهاراتها