اليمن يحذر من مخاطر هجمات الحوثي على خطوط الملاحة الدولية
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
عدن (الاتحاد)
أخبار ذات صلةحذرت الحكومة اليمنية من المخاطر الجسيمة للهجمات المتكررة التي تشنها جماعة الحوثي، على السفن المدنية وناقلات النفط، في البحر الأحمر وباب المندب، فيما أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أمس، عن انفجارين في البحر الأحمر، بعد رصد طائرتين مسيرتين.
وأوضح وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن الأخطر من الخسائر المباشرة للهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب هو الآثار المترتبة لتلك الهجمات على المدى الطويل، جراء دفع شركات الشحن العالمية وناقلات النفط والغاز للإبحار خارج البحر الأحمر، واتخاذها مساراً بديلاً نحو ممرات عبور دولية آمنة، جراء ارتفاع أسعار الشحن البحري، وتكاليف التأمين، وعزوفها عن الإبحار في هذا الممر الدولي الأكثر استخداماً بالعالم بقرابة 12% من حركة الشحن والتجارة الدولية.
وشدد الإرياني على أن اليمن يعتمد بشكل رئيسي على استيراد المواد الغذائية والاستهلاكية، ويستورد 80% من احتياجاته عبر ميناء الحديدة على البحر الأحمر، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار الشحن البحري، وتكاليف التأمين، ستودي لارتفاع أسعار المواد الغذائية في بلد يعاني من أزمة إنسانية ويعتمد غالبية سكانه على المساعدات الغذائية جراء ظروف الحرب والانقلاب.
إلى ذلك، ذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أن سفينة مبحرة قبالة ساحل اليمن أبلغت، أمس، عن رصد انفجارين في البحر الأحمر، بعد قليل من رصد طائرتين مسيرتين.
وقالت الهيئة: إن الانفجارين وقعا على بعد 5 أميال تقريباً من السفينة في موقع بالبحر الأحمر يبعد حوالي 50 ميلاً بحرياً عن ميناء الحديدة على الساحل الغربي لليمن.
ولم يتم الكشف عن هوية السفينة أو تفاصيل الشحنة على متنها أو وجهتها أو المكان الذي أبحرت منه.
وقالت الهيئة: إن السفينة على اتصال بقوات التحالف ووردت تقارير عن سلامتها وسلامة طاقمها. وتردد أن السفينة تواصل رحلتها.
ويأتي هذا بعد أسبوع من إعلان الولايات المتحدة عن مبادرة أمنية بحرية متعددة الجنسيات في البحر الأحمر رداً على هجمات يشنها «الحوثيون» على السفن.
والسبت الماضي، أعلنت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» أن مدمّرة تابعة للبحرية الأميركية تمكنت من إسقاط 4 طائرات مسيّرة هجومية كانت تستهدفها في البحر الأحمر.
وأضافت «سنتكوم» على منصة «إكس» أن المدمّرة «يو اس اس لابون» التي كانت تقوم بدورية في البحر الأحمر «أسقطت 4 طائرات مسيّرة انطلقت من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن وكانت تحلق باتجاه السفينة الحربية الأميركية»، مضيفة أنه «لم تقع إصابات أو أضرار».
وعلى صعيد متصل أعلن رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ خليج عدن، محمد علوي أمزربة، أن التأمين البحري، الذي تفرضه نوادي الحماية الملاحية، على السفن والناقلات الواصلة للموانئ اليمنية ارتفع إلى 200%، عمّا كان عليه قبل عمليات القرصنة وخطف السفن والهجمات الحوثية بالصواريخ والطيران المسير في مضيق باب المندب ومياه البحر الأحمر. وفي السياق، بحث وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، في القاهرة، أمس، أمن الملاحة في البحر الأحمر.
وأكد الوزيران على «أهمية مسار البحر الأحمر اتصالاً بحركة التجارة الدولية، ومن ثم كونه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والأردني»، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اليمن الحوثيين الملاحة الدولية البحر الأحمر النفط باب المندب فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
اليمن: انتهاكات الحوثي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم
أحمد شعبان (عدن، القاهرة)
أكدت الحكومة اليمنية أن استهداف سفينة شحن سائبة ترفع علم ليبيريا في البحر الأحمر، جنوب غرب مدينة الحديدة، اعتداء إرهابي غادر يكشف مجدداً إصرار الميليشيا الحوثية على المضي في تهديد خطوط الملاحة الدولية وأمن الطاقة وإمدادات الغذاء، في واحدة من أهم الممرات المائية في العالم.
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن هذا الهجوم الإرهابي هو الثاني الذي تنفذه ميليشيا الحوثي خلال 24 ساعة، يؤكد مجدداً استخفاف الميليشيا بإرادة المجتمع الدولي، ويعكس الخطر الذي تمثله على أمن وسلامة الملاحة الدولية، ومسؤوليتها المباشرة عن تعريض حياة المدنيين العاملين على السفن التجارية للخطر، وتهديد أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وقالت قوة بحرية تابعة للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط، إن هجوماً للحوثيين في اليمن على سفينة بالبحر الأحمر أسفر عن مقتل 3 بحارة وإصابة شخصين. ويأتي الهجوم على السفينة «إيترنيتي سي» المملوكة لشركة يونانية بعد أن أعلن الحوثيون أمس الأول، أنهم استهدفوا وأغرقوا سفينة أخرى في البحر الأحمر. وكانت ناقلة البضائع السائبة تبحر شمالاً عندما تعرضت لنيران أشخاص على متن قوارب صغيرة ومسيَّرات تحمل متفجرات مساء الاثنين. وأطلق أفراد الأمن على متن السفينة نيران أسلحتهم خلال تعرضهم للهجوم.
ويمثل الهجومان المزدوجان أول هجمات حوثية على الملاحة البحرية منذ نوفمبر 2024، ويحتمل أن يشير الهجومان إلى بداية حملة جديدة تهدد الممر الملاحي الذي بدأ يشهد مرور المزيد من السفن في الأسابيع الأخيرة. وكانت ناقلة البضائع السائبة تبحر شمالاً متجهة إلى قناة السويس عندما تعرضت لنيران أشخاص على متن قوارب صغيرة ومسيَّرات تحمل متفجرات مساء أمس الأول. وأطلق أفراد الأمن على متن السفينة نيران أسلحتهم خلال تعرضهم للهجوم. وأعلنت عملية أسبيدس التابعة للاتحاد الأوروبي وشركة الأمن الخاصة أمبري عن هذه التفاصيل. وقدمت قوة الاتحاد الأوروبي معلومات عن الضحايا، قائلة إن أحد أفراد الطاقم المصابين فقد ساقه في الهجوم. ولا يزال الطاقم عالقاً على متن السفينة التي تنجرف الآن في البحر الأحمر.
وهاجم الحوثيون بشكل منفصل ناقلة البضائع السائبة «ماجيك سيز» التي ترفع علم ليبيريا والمملوكة لشركة يونانية الأحد الماضي بمسيَّرات وصواريخ وقذائف صاروخية وأسلحة خفيفة، مما أجبر طاقمها المكون من 22 فرداً على التخلي عن السفينة. وقال الحوثيون لاحقاً إنها غرقت في البحر الأحمر.
في غضون ذلك، أوضح مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة صنعاء، فهمي الزبيري، أن نحو 17 مليون يمني يعانون انعدام الأمن الغذائي، الذي وصل إلى مستوى خطير للغاية، حيث باتت مئات الآلاف من الأسر اليمنية غير قادرة على توفير الغذاء لأطفالها، الذين يواجهون خطر الموت البطيء جوعاً أو مرضاً.
وذكر الزبيري، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تأثير الهجمات الحوثية بالبحر الأحمر ينعكس بشكل لافت على الأسعار في الداخل اليمني، إذ يُعد اليمن من أكثر المتضررين من هذه الهجمات، وهو ما يظهر في ارتفاع أسعار السلع الغذائية والمنتجات الدوائية والمشتقات النفطية بشكل مضاعف. ولفت إلى أن ميليشيات الحوثي تمارس تدميراً ممنهجاً لسلاسل الإمداد الغذائي من خلال زراعة الألغام في الطرقات، واستهداف المنشآت الحيوية، واحتكار الواردات، وتجنيد الفلاحين بدلاً من دعمهم، مما أدى إلى انهيار الإنتاج المحلي وتعميق الأزمة.
استراتيجية شاملة
أوضح وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان اليمنية، نبيل عبدالحفيظ، أن 90% من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي يعانون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، بينما يشكل النازحون، البالغ عددهم نحو 5 ملايين، شريحة كبيرة من المحتاجين.
وحذر عبدالحفيظ، في تصريح لـ«الاتحاد» من أن استمرار جماعة الحوثي في أعمالها الإجرامية يعرقل وصول المساعدات الإنسانية لليمنيين، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع، مطالباً بوضع استراتيجية شاملة بين الحكومة اليمنية والمنظمات الإنسانية لضمان إيصال المساعدات إلى المحتاجين، بعيداً عن سيطرة الحوثيين، مع ضرورة مراجعة التجاوزات السابقة والعمل على ضمان إدارة أكثر عدالة وكفاءة للمساعدات الإنسانية.
محاسبة المتسببين
وشدد على ضرورة محاسبة المتسببين في استخدام الجوع سلاحاً، باعتباره جريمة حرب وفق القانون الدولي الإنساني، محذراً من استمرار الحوثي في استغلال المعاناة الإنسانية بوصفها ورقة سياسية لرفض جهود السلام.