لماذا لا تريد حماس إطلاق سراح الرهائن؟
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
أطلقت حركة حماس سراح 105 رهائن إضافة إلى عدد آخر من السجناء، خلال الهدنة التي استمرت أسبوعاً مع إسرائيل، ولكنها الآن تبدو أقل رغبة في الوصول إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، إضافة إلى معارضتها للمبادرة المصرية الأخيرة، حتى مع الإشارة إلى أن الاقتراح لا يزال قيد الدراسة من قبل قادة الحركة.
مع تزايد الضغوط على تل أبيب تعتقد حماس أنها قادرة على النصر
وبحسب تحليل للقسم السياسي في صحيفة "وول ستريت جورنال" رفضت حركة حماس منذ الهدنة الأولى أكثر من عرضين لوقف القتال، وكان كل منهما أكثر سخاءً من سابقه.
This is Hamas’s path to survival and victory: a premature shift of Israel’s war effort to meet Biden’s political timetable. Why give up your hostage bargaining chips if you need only hold out for another few weeks?https://t.co/yjCIkCJvYZ
— Wall Street Journal Opinion (@WSJopinion) December 28, 2023 وقف للحربوتقول الصحيفة أن الحركة تجاهلت الاقتراح المصري، خلال عطلة عيد الميلاد، وأوضح عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، أنه "لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات دون وقف كامل للعدوان"، أي بفرض معادلة نهاية الحرب.
وفي 20 ديسمبر (كانون الأول)، قال عضو المكتب السياسي غازي حمد، في معرض رفضه للعرض الإسرائيلي، إن حماس لم تعد مهتمة بـ"توقف هنا وهناك، لمدة أسبوع، أسبوعين، أو حتى 3 أسابيع"، على الرغم من أن إسرائيل مستعدة لإطلاق سراح كبار أعضاء الحركة من المحتجزين لديها.
ويقدم مستشار الأمن القومي الإسرائيلي من 2017 إلى 2021 مئير بن شبات تفسيراً واقعياً، حيث كتب أن حماس الآن "تشعر بالثقة الكافية" لرفض أي صفقة لا تحقق لها النصر بشكل مباشر، وقد تكون هذه الثقة مضللة، لكنها ليست بلا أساس تعتمد عليه.
ويوضح بن شبات قائلاً: "على الرغم من أن الظروف التي تعمل في ظلها قواتنا أصبحت أكثر صعوبة مما كانت عليه في الماضي، إلا أن الأمور تحسنت بالنسبة لمقاتلي حماس". وتحت ضغط إدارة بايدن، تستخدم إسرائيل الآن قوة نيران أقل لإعداد تقدمها على الأرض، وهذا يترك المزيد من الفرص لحماس لنصب كمائن للجنود الإسرائيليين.
If Israel wants a decisive win, it must renew the blockade on Gaza
Israel cannot afford to let the war become a stalemate or a war of attrition. The actions in the diplomatic, economic and civilian arenas, just like those on the battlefield, must serve the strategy of reaching… pic.twitter.com/pizc9PXEYK
وبيّن أنه بين هجمات الكر والفر، يختبئ عناصر حماس في أنفاق جيدة التجهيز، مضيفاً: "ستحصل حماس على سيطرة فعلية على معظم المساعدات التي تدخل القطاع". ومرة أخرى، وتحت ضغط إدارة بايدن، سمحت إسرائيل بزيادة تدفق الوقود إلى غزة، والذي تحتاجه حماس للبقاء تحت الأرض.
وبحسب الصحيفة هناك 3 اتجاهات سياسية تشجع حماس أيضاً، أولها يتلخص في الحملة المتنامية التي يقوم بها الصحافيون الإسرائيليون لتحرير الرهائن بأي ثمن، بل وحتى ترك حماس في السلطة وبالإشارة إلى أن القتل العرضي لـ3 رهائن كان بمثابة "ضربة سياسية" للاعتقاد بأن المجهود الحربي الإسرائيلي سيعيد المحتجزين إلى أرض الوطن.
أما الاتجاه الثاني، فيكشف سلوك الولايات المتحدة عن رغبة طاغية في وقف تصعيد المعركة الأكبر مع وكلاء إيران، ومنها إلى هجمات الميليشيات الحوثية في اليمن تمر دون رد، وفرار الميليشيات العراقية من العقوبة، بعد استهدافها القواعد الأمريكية. وفي حين أدى القصف اليومي الذي يشنه حزب الله إلى نزوح حوالي 100 ألف إسرائيلي من منازلهم، تحثّ واشنطن تل أبيب على إبقاء ردها عند حدوده الدنيا.
The Grayzone goes to the scene of the Christmas Eve massacre in Maghazi Refugee Camp, which left over 70 dead in a single Israeli airstrike
We speak to survivors of the attack and reveal the scale of the war crime with exclusive drone footage pic.twitter.com/84ZBOSijat
وبينت الصحيفة أن الاتجاه الثالث ينصب على تركيز أمريكي على تقليص الهجوم الإسرائيلي المضاد في غزة، على الرغم من الدعم الذي تظهره واشنطن للعمليات العسكرية، فيما تظهر تقارير شبه يومية عن مسؤولين أمريكيين كبار أنهم يحثون إسرائيل على "الانتقال إلى المرحلة التالية من العمليات"، عبر قتال منخفض الحدة مع غارات من الحدود. وتقول إسرائيل إنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لطرد حركة حماس، لكن ارتفاع الخسائر العسكرية له أثره عليها أيضاً.
وذكرت الصحيفة إلى أن ما سبق هو طريق حماس نحو البقاء والنصر، في تحول سابق لأوانه في الجهود الحربية الإسرائيلية للوفاء بالجدول الزمني السياسي لبايدن، وهنا يظهر للجميع لماذا ترفض حماس التخلي عن أوراق مساومة الرهائن الخاصة بها، إذا كانت تحتاج فقط إلى الصمود بضعة أسابيع أخرى؟.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
جدعون ليفي: أطلقوا سراح جميع الرهائن إسرائيليين وفلسطينيين
كتب جدعون ليفي أن إسرائيل عندما تنتهك رهائنها ومعتقليها الفلسطينيين بطريقة مهينة، تفقد كل حق أخلاقي في المطالبة بإطلاق سراح رهائنها، لأنه لا يحق لأحد أن ينتهك حقوق البشر بهذه الطريقة.
وأوضح ليفي -في عموده بهآرتس- أن الإجراء الطارئ الأكثر إلحاحا والمطلوب الآن، إلى جانب إنهاء المجازر في غزة، هو إنقاذ جميع الأسرى، الإسرائيليين والفلسطينيين، من الظروف المزرية التي يحتجزون فيها، سواء في أنفاق غزة، أو سجن مجدو، وسواء لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أو لدى جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) فكل ذلك شر لا يوصف.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أكبر 6 تحديات تواجه حزب إيلون ماسك الجديدlist 2 of 2صحف عالمية: إسرائيل أصبحت محتقرة وإيران أصابت 5 قواعد عسكرية خلال الحربend of listوأبدى الكاتب أسفه على أن أقارب المحتجزين الإسرائيليين لم يطالب أي منهم بالإفراج عن السجناء الفلسطينيين، ولا حتى بتخفيف ظروف احتجازهم، مع كثرة التقارير عن سوء ظروف احتجازهم في إسرائيل، مما كان ينبغي أن يوقظ ذرة من الإنسانية والرحمة، وخاصة لدى من يخشون بشدة على مصير أحبائهم.
وذكر ليفي بأنه لا جدوى من مقارنة مركز الاحتجاز في قاعدة سدي تيمان العسكرية الإسرائيلية بالأنفاق تحت خان يونس، ولكن المقارنة الصحيحة تكون بين من وصفهم بالمعتدين في غزة، وبين دولة تدعي الديمقراطية، لأنه لا يمكن إلا لشخص بلا ضمير أن لا يحركه وصف هاجر شيزاف -في صحيفة هآرتس العبرية- لظروف احتجاز المعتقلين والرهائن الفلسطينيين، وخاصة سجناء الاعتقال الإداري المحتجزين دون محاكمة، وهناك الآلاف منهم.
القتلى في أسر حماس أقلووفقا للكاتب، كان من المفترض أن يهز التقرير الاستقصائي، الذي كتبه لوفداي موريس وسفيان طه في صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي، هذا البلد حتى النخاع، إذ مات 73 سجينا ومعتقلا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية، وهو رقم صادم، ولا يزيده إلا اللامبالاة التي قوبل بها، فأين ذهبت تلك الأيام التي تعد فيها وفاة معتقل في السجن فضيحة؟ يتساءل الكاتب، مشيرا إلى أن عدد القتلى في أسرى حماس ليس قريبا من هذا العدد.
ووصفت شيزاف قصة مقلقة عن التعذيب والتجويع ونقص الرعاية الطبية والعنف جميعها ترتكب من قبل الدولة، فبأي حق يجوز حرمان 2800 سجين يعانون من آفة الجرب، أو آلاف آخرين أصيبوا بأمراض معوية في هذه المواقع التي تعاني من المجاعة والأوبئة، من الرعاية الطبية؟
صور الفلسطينيين الهزيلين والمشلولين الذين خرجوا من سجون إسرائيل تروي القصة كاملة وتشكل لائحة اتهام خطيرة ضد إسرائيل
وذكر ليفي بالسجين وليد أحمد (17 عاما) الذي لم يبق في جسده أي نسيج دهني أو عضلي، ولديه التهاب معوي وجرب، وجوّع حتى الموت بسبب زجاجة مولوتوف وحجارة ألقاها، تشبه تماما تلك التي ألقاها المستوطنون في كفر مالك، وهكذا أعدمته مصلحة السجون الإسرائيلية دون محاكمة.
إعلانوتحدثت صحيفة واشنطن بوست مع معتقلين خرجوا من ذلك الجحيم، ومع محامين زاروا السجون، وكانت الصورة هي نفسها، وصفوا سياسة التجويع الممنهجة والحرمان من الرعاية الطبية، وقال أحدهم "إنه غوانتانامو".
وعلق الكاتب بأن صور الفلسطينيين الهزيلين والمشلولين الذين خرجوا من سجون إسرائيل خلال العام والنصف الماضيين تروي القصة كاملة، وتشكل لائحة اتهام خطيرة ضد إسرائيل.
ولكن الأمر الفظيع -حسب ليفي- هو أن إسرائيل كانت تشعر بالخجل من الانتهاكات وتحاول إخفاءها، أما الآن فهي تفخر بساديتها وتظهرها للجميع، لتصبح السادية تجاه الفلسطينيين جزءا من العلاقات العامة، بل تجذب أصواتا في انتخابات الكنيست.