التراث المادي السوري في عام 2023.. حضور مميز بالمشهد الثقافي يعكس صورة المنجز الحضاري السوري
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
دمشق-سانا
شهد التراث الثقافي السوري المادي خلال عام 2023 العديد من الأحداث المهمة رغم تأثره في بداية العام بزلزال ال6 من شباط والذي طال العديد من المواقع الأثرية في بعض المحافظات.
وكان الحدث الأبرز خلال العام منح السيد الرئيس بشار الأسد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة لعالم الآثار الإيطالي باولو ماتييه مكتشف إيبلا.
وقلدت الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية الدكتور ماتييه وسام الاستحقاق تقديراً لإنجازاته المهمة في مجال التنقيب الأثري في مملكة إيبلا طوال 59 عاماً من العمل الأثري والبحثي، وسخر جزءاً كبيراً من حياته في العمل لصالح الآثار السورية، وكان له دور كبير في تعريف الشعوب الأوروبية بالآثار والهوية السورية وأهميتها.
تقليد وسام الاستحقاق للدكتور ماتييه جاء خلال انعقاد أعمال المؤتمر الدولي “آخر نتائج الأبحاث الأثرية السورية وتداعيات الزلزال” الذي أقامته وزارة الثقافة- المديرية العامة للآثار والمتاحف في حزيران 2023،
بالتعاون مع وزارة السياحة، وذلك في المتحف الوطني بدمشق، وبمشاركة مجموعة من الباحثين السوريين والأجانب من إيطاليا وبولندا وهنغاريا والتشيك وألمانيا.
ـ في الـ 6 من شباط ضرب زلزال مدمر العديد من المحافظات السورية ولم تسلم من هذه الكارثة الطبيعية المواقع الأثرية في كل من حلب وحماة وحمص وطرطوس وعملت مديرية الآثار والمتاحف على إصدار تقارير تقيم حجم الأضرار التي لحقت في تلك المواقع.
ـ فجر الـ 19 من شباط تعرضت مدينة دمشق لعدوان إسرائيلي تسبب بأضرار كبيرة في المعهد التقاني للفنون التطبيقية والمعهد المتوسط للآثار والمتاحف بقلعة دمشق وطالت الأضرار المكاتب الإدارية بالقلعة وأدت لدمار كبير في المعهدين، وأدان هذا العمل الاجرامي العديد من الجهات الرسمية وغير الرسمية لاستهدافه موقعا أثريا يمثل جزءا من التراث الثقافي العالمي والإنساني.
– في الـ 25 من شباط زار وفد من منظمة اليونسكو مدينة حلب القديمة اطلع على احتياجات إنقاذ المدينة بعد الزلزال وكانت مهمة بعثة اليونسكو تقدير حجم ما أصاب المدينة القديمة من أضرار تمهيدا لوضع أولويات التدخل العاجل للأماكن المتضررة ودراسة تمويل بعض المشاريع التي تحتاج إلى تدخل إسعافي عاجل.
ـ في الـ 13 من نيسان نظم المتحف الوطني التشيكي في براغ معرضا للآثار السورية، وتضمن قطعا أثرية تضررت خلال الحرب الإرهابية على سورية، أرسلت إلى براغ للعمل على ترميمها وفقاً لاتفاق مشترك بين البلدين وتعود معظم القطع للعصر البرونزي من الفترة الممتدة بين 1500 و2500 قبل الميلاد.
ـ بمشاركة سورية افتتاح مؤتمر مجلس حماية التراث الثقافي الآسيوي في الصين في الـ 24 من نيسان بهدف التعاون على حماية التراث الثقافي الأثري، ودعم الجهود الرامية إلى استرداد الآثار ومكافحة تهريبها.
ـ في منتصف شهر أيار باشرت كوادر المديرية العامة للآثار والمتاحف في درعا بالعمل على ترميم وتأهيل مدرسة أبي الفداء الأثرية في بصرى الشام، بعد تعرضها للحرق والتخريب على يد المجموعات الإرهابية.
ـ البعثة المشتركة السورية التشيكية بدأت موسم التنقيب لعام 2023 في الـ 21 من أيار بموقع “تل الشامية” العائد إلى عصور البرونز والحديد، والذي يقع على الساحل السوري بالقرب من موقعي أوغاريت وابن هاني، حيث استكملت أعمال التنقيب في منطقة الأكروبول والمدافن.
– في الـ 25 من أيار انطلقت أعمال الورشة العلمية “رؤى ومنهجيات ترميم وإعادة بناء قوس النصر في تدمر” بالتعاون بين مديرية الآثار والمتاحف والأمانة السورية للتنمية ومعهد تاريخ الثقافة المادية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم بحضور خبراء من منظمة اليونيسكو.
ـ بمشاركة 14 خبيراً سورياً وهنغارياً واصلت البعثة السورية الهنغارية المشتركة في ال12 من حزيران العمل في قلعة المرقب للموسم الأول لتوصيف الأضرار الناجمة عن الزلزال بشكل دقيق، وتصنيفها بدءاً من التصدعات والتشققات وصولاً إلى الأكثر خطورة.
– في ال13 من حزيران أنهت البعثة الأثرية السورية الإيطالية المشتركة أعمالها للموسم الأول في موقع عمريت بمحافظة طرطوس، وركزت على توثيق وتقييم أضرار الزلزال، وخاصة مدفن أبو عفصة الأرضي المكتشف بعام 2003 إلى جانب القيام بأعمال إسعافية داخله.
– في الـ 20 من حزيران بدأت الأمانة السورية بالتعاون مع مديرية الآثار والمتاحف وشركة دياري بأعمال ترميم مدخل قلعة حلب، التي تعرضت لأضرار جراء الزلزال.
– في ال22 من حزيران عادت اللوحة الفسيفسائية الأثرية المكتشفة في مدينة الرستن بريف حمص إلى الأضواء، مع اكتشاف مشهد ثالث جديد ذكر في الأسطورة اليونانية القديمة في النصف الثاني من القرن الرابع للميلاد، حيث أعلنت مديرية الآثار والمتاحف أن المشهد الجديد للوحة نادر التمثيل ويعرف في الميثولوجيا اليونانية باسم حرب القناطير.
– في 4 تموز أطلقت مديرية ثقافة إدلب المرحلة الثانية لمبادرة “بيئة، تنمية، إعمار” والتي تتضمن تنظيف وتأهيل حديقة ضريح الخليفة عمر بن عبد العزيز في بلدة دير شرقي في معرة النعمان بريف إدلب المحرر وتعاون أبناء البلدة مع الجهات الإدارية كمديريات الثقافة والخدمات الفنية والآثار والزراعة والجمعية السورية للتنمية الاجتماعية لإنجاز هذا العمل التطوعي بتأهيل حديقة الضريح لما لها من أهمية وقيمة أثرية ودينية وسياحية.
– في 16 تموز تعرضت بعض بيوت حي العقيبة التابع لمنطقة ساروجة بدمشق لحريق تمكن من قصر أمير محمل الحج الشامي عبد الرحمن باشا اليوسف التراثي ومنزل خالد العظم بيت التراث الدمشقي، وهما من المعالم التاريخية والأثرية المرتبطة بحقبة اجتماعية وزمنية، حيث بلغ حجم الضرر جراء الحريق أوسع مداه.
_ في 24 تموز بدأت مديرية الآثار والمتاحف بالتعاون مع الفيلق الاستكشافي التطوعي الروسي المرحلة الأولى من مشروع ترميم واجهة مسرح تدمر الأثري المدمرة، جراء اعتداءات تنظيم “داعش” الإرهابي قبل اندحاره من المنطقة.
_ وفي حلب بتاريخ 30 تموز افتتح بمتحفها الوطني معرض “تاريخ المسكوكات الإسلامية” نظمته مديرية الآثار والمتاحف، وضم 19 لوحة لأبرز العملات النقدية التي استعملت خلال الفترة الإسلامية التاريخية في سورية وحلب بشكل خاص.
_ فيلم (قَسَم سيرياكوس) حاز في الرابع من شهر آب الجائزة الأولى في مهرجان السينما الأثرية بنسخته ال19 الذي أقيم في حديقة وادي المعابد الأثرية في إيطاليا.
_ في 10 آب أطلقت وزارة الثقافة ومديرية الآثار والمتاحف أعمال ترميم وتأهيل المتحف الوطني في مدينة معرة النعمان بريف إدلب، جراء ما تعرض له من أعمال تخريب على يد التنظيمات الإرهابية المسلحة، ودراسة ترميم مبنى المركز الثقافي وضريح أبي العلاء المعرّي.
_ المديرية العامة للآثار والمتاحف شاركت في 4 أيلول بالورشة التأطيرية لمساعدة الدول العربية على إخراج مواقعها المدرجة على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر، والتي نظمتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ألكسو في مقرها المركزي بتونس.
_ وفي حفل رسمي بتاريخ 11 أيلول وبحضور شخصيات علمية مؤثرة من مؤلفين وأدباء ومؤرخين وعلماء آثار ومديري مواقع أثرية إيطالية، سُلمت جائزة التواصل مع الماضي إلى محمد نظير عوض المدير العام للآثار والمتاحف في سورية، عن دوره في مواجهة التحديات والأخطار التي تعرض لها التراث الثقافي السوري خلال الحرب الإرهابية على سورية، وبعد حدوث الزلزال في السادس من شباط الماضي.
_ في 14 أيلول وبجهود عمانية استردت سورية بالتعاون مع المتحف الوطني في سلطنة عمان قطعاً أثرية تم تهريبها إلى الخارج، حيث عثر عليها في المتحف البريطاني بالمملكة المتحدة وعمل المتحف الوطني العماني على تسليم القطع الأثرية من خلال التنسيق مع عدد من الجهات المعنية بالشؤون الأثرية المحلية والدولية.
_ وفي 28 أيلول شاركت سورية بالمنتدى الفرعي للمتاحف ضمن منتدى نيشان التاسع للحضارات العالمية الذي حمل عنوان المتاحف.. جسر بين الماضي والحاضر والمستقبل، وذلك في مدينة كوفو _ مقاطعة شاندونغ بالصين وقدمت خلال المنتدى أمينة المتحف الوطني بدمشق الباحثة الدكتورة ريما خوام محاضرة بعنوان المتحف الوطني بدمشق.. أهمية المعارض الدولية.
_ وفي 14 تشرين الأول بدأت الأمانة السورية بالتعاون مع محافظة ومجلس مدينة حلب ومديرية الآثار والمتاحف أعمال الترميم في سوق الخيش بمدينة حلب القديمة، والذي يصل بين سوق الحبال وساحة الفستق، ويضم 48 محلاً حجرياً كانت تستخدم لبيع مختلف أنواع الخيوط والأقمشة.
_ و في 28 تشرين الثاني أطلقت وزارة الثقافة المديرية العامة للآثار والمتاحف، بالتعاون مع جامعة المنارة الخاصة المرحلة الأولى من مشروع توثيق ثلاثي البعد لموقع أوغاريت الأثري.
والجدير بالذكر أن عام 2023 شهد زيارة العديد من المجموعات السياحية الأجنبية مدينة بصرى الشام، واطلعت على المعالم الأثرية والعمرانية فيها.
رشا محفوض
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: للآثار والمتاحف التراث الثقافی المتحف الوطنی بالتعاون مع الأثریة فی العدید من من حزیران من شباط فی الـ
إقرأ أيضاً:
تكريم الفائزين بجائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي في دورتها الخامسة
الشارقة (وام)
كرم معهد الشارقة للتراث، أمس، الفائزين في الدورة الخامسة من جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي، وذلك على مسرح مركز المنظمات الدولية للتراث الثقافي التابع للمعهد بحضور الشيخ محمد بن حميد القاسمي، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، ونخبة من كبار الشخصيات والمسؤولين والخبراء والباحثين من مختلف أنحاء العالم. وفاز بشخصية العام للتراث الثقافي هذا العام الدكتور نجيب عبدالله الشامسي، من دولة الإمارات؛ تقديراً لإسهاماته البحثية والمجتمعية في صون التراث الإماراتي، والمحافظة عليه من الاندثار لعقود متتالية من خلال دراسته وبحوثه المهمة. وقال الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس مجلس أمناء الجائزة، إن الجائزة تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتُجسّد رؤيته في دعم التراث الثقافي وتقدير روّاده». مشيراً إلى أن الشارقة أصبحت نموذجاً عالمياً في صون الموروث الثقافي وتعزيز حضوره.
وأضاف المسلم أن الشارقة أطلقت هذه الجائزة لتكون منصة دولية تقدّر الجهود في مجالات حفظ التراث الثقافي غير المادي، وهي اليوم تحتفي بخبراء وباحثين ورواة تركوا بصمات واضحة في حماية هذا الإرث الإنساني المشترك، كما تكرّس الجائزة دور الشارقة الريادي كجسر للتواصل الحضاري والتبادل الثقافي حول العالم.
من جانبها، أكدت عائشة راشد الحصان الشامسي، مديرة الجائزة، أن الدورة الخامسة تمثل امتداداً لمسيرة ناجحة للجائزة التي أصبحت علامة فارقة في الجوائز الثقافية المتخصصة، موضحة أن الجائزة أصبحت اليوم منصة عالمية تُكرّم الأفراد والمؤسسات التي تسهم في صونه، وتحتفي هذا العام بـ«شخصية العام للتراث الثقافي»، وهي بادرة لتكريم من أفنوا أعمارهم في خدمة التراث وحمايته.
وشهدت الدورة الخامسة مشاركات مميزة من مختلف الدول، وتوزعت الجوائز على ثلاثة حقول رئيسية، تشمل تسع فئات (محلية، عربية، دولية)، وفي فرع أفضل الممارسات في صون التراث الثقافي فاز بفئة «جائزة الممارسات المحلية» مجمع القرآن الكريم بالشارقة بملف زاخر بعنوان «دور مجمع القرآن الكريم في صون التراث العربي المخطوط»، وفاز بفئة «جائزة الممارسات العربية» المعهد الملكي للفنون التقليدية بالمملكة العربية السعودية في مجال صناعة الأبواب الخشبية التقليدية في منطقة نجد، بينما فازت مؤسسة مالايبار للبحث والتطوير من الهند بملف بعنوان «مبادرة رقمنة مالايبار- إتش إم إم إل» في فئة «جائزة الممارسات الدولية».
وفي فرع الرواة وحملة التراث (الكنوز البشرية الحية)، فازت في فئة «جائزة الراوي المحلي» الراوية محينة علي عبيد الصريدي، وفاز سلمان بن عبدالله بن أحمد الحمد، من المملكة العربية السعودية، بجائزة «فئة الراوي العربي»، بينما فازت الراوية إليزابيث وير من إيرلندا بجائزة «فئة الراوي الدولي».
وفي فرع أفضل البحوث والدراسات في التراث الثقافي، فازت بجائزة البحث المحلي الدكتورة عائشة علي أحمد الغيص الزعابي عن دراستها «الفنون الأدائية التقليدية والأهازيج الشعبية في دولة الإمارات العربية المتحدة»، وفي فئة «جائزة البحث العربي» فاز سعيد بن عبدالله بن مبارك الفارسي، من سلطنة عمان، عن دراسته «الثابت والمتغير في المأثورات الشعبية المصاحبة لحرفة صيد الأسماك في سلطنة عمان» (محافظة شمال الباطنة نموذجا)، أما «فئة البحث الدولي» فقد فاز بها جان لامبير من فرنسا عن دراسته «الطرب أوالقنبوس» (العود وحيد القطعة والموسيقى في اليمن). كما تم تكريم عدد من الجهات الداعمة، بالإضافة إلى أعضاء لجنة التحكيم من نخبة المتخصصين في التراث الثقافي محلياً وعالمياً.