كُن متفائلًا في العام الجديد
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
هنا السكاكري
ما أجمل أن نبدأ العام الجديد بالتفاؤل؛ فالتفاؤل فن تصنعه النفوس الواثقة بفرج الله فمن عرف باب الأمل لا يعرف كلمة المستحيل ومن عرف حقيقة ربه لم يتوقع إلا الجميل "أنا عند ظن عبدي بي" (حديث قدسي).
نهاية العام هي حصاد للأعمال، وهي مراجعة أحداث الماضي والتعلم منها أنها بالفعل مدرسة لكل من أراد النجاح في المستقبل.
انتهى عام 2023 بكل ما فيه، وترك لنا سجلا ذاخرا من الذكريات لا نقول عام الفشل والنجاح واليأس والأمل، ولكنه كان مكتظا بالمواجهات والتحديات الصعبة كأحداث غزة والسودان فقد تسبب الحصار والنزوح والقصف الإسرائيلي المستمر على غزة في معاناة شديدة لسكان القطاع وخاصة الأطفال والنساء وأيضاً تأثر جميع المنطقة العربية والعالم.
وقد دعت مؤخرا الحملة العالمية لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة إلى جعل احتفالات ليلة رأس السنة الجديدة فرصة للدعوة إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وتنفيذ فعالية رمزية مرافقة للاحتفالات المحلية في مختلف أنحاء العالم. وقال بيان لهذه الحملة إنها تدعو إلى جعل لحظة الاحتفال برأس السنة "فرصة لاتخاذ قرارات من أجل مستقبل أكثر إشراقا".
وأمنياتنا في العام الجديد هو الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار وتحرير الأرض المحتلة من العدوان الغاشم المستبد بلا عودة إن شاء الله تعالى عاجلا غير آجل.
إن وقف إطلاق النار الدائم هو الخطوة الأولى لإنهاء الوضع الحالي المؤسف، وتحرك ملموس نحو مستقبل حيث يمكن للمجتمعات المتضررة من الصدمات إعادة البناء والتعافي".
وبعيدا عن المخاوف ففي ظل هذه الأجواء القاتمة، فإن الأمر لا يخلو من أصوات متفائلة، توحي بالأمل وتفريج الهم عن جميع المنطقة العربية والشعوب العربية.
أيضا كان من المتوقع ظهور توقعات بضعف الفيروس وانحساره وقد لا تكون السلالات المتحورة شديدة ويتحول الفيروس إلى فيروس تنفسي سائد كما يقال يتعامل معه الإنسان وستنتهي الجائحة عندئذ ويرجع الوضع طبيعيا تماما وتعود الحياة أجمل مما كانت. وبانتهاء الكورونا وما عقبها من القلق والصعوبات يتنفس الناس الصعداء قليلا مستبشرين بنهاية مأساة كورونا وتعود الحياة الطبيعية في غضون عام بعون الله.
وإن كانت سنة 2023، حقاً مليئة بالأحداث والتساؤلات، لكنها أيضاً كانت مليئة بالأحباب والتجارب حتى وإن كانت التجارب على قدر من الصعوبة إلا أنها صنعت من الألم الأمل وصنعت من المستحيل إرادة وعزيمة وكل ما هو ممكن، هنا ولدت حكايات وقصص ومواقف، هنا صنعت لنفسك مدرسة من نوع آخر، مدرسة مختلفة، مازالت تجبرك على احترام روحك وعدم التفريط والمبالغة في العلاقات حتى لأعز الناس إليك، تجنباً للعدوى، هنا وجدت أناس تقوّم الخطأ بالتدريج حتى تصل إلى الصلاح والهداية، هنا بنيت فكرك على قيم مهمة جدا، وهنا أيضاً تحملت وتعلمت الصبر والمحبة المطلقة لروحك، فقدرتها حق قدرها وتوصلت لقيمتها بعدما أدركت في الأعوام السابقة عدد الوفيات يومياً الذي كان يقارب عشرات الآلاف ولربما مئات الآلاف أيضاً، وكما قال الدكتور مصطفى محمود سابقاً: "إنه لو كانت الأشياء المادية أهم من الأشياء المعنوية، لما دفن الجسد في الأرض وصعدت الروح إلى السماء".
لنستعد لعام جديد وقلوبنا يغمرها الأمل في حياة جديدة هنيئة على مشارف عام 2024، ولو نظر كل منَّا إلى مرآة منزله ولو دقق كل واحد في وجهه جيداً وتدبر، وبسؤال كل واحد نفسه، هل قمنا بالتغيير المطلوب للوصول لأفضل صورة ممكنة من حياتنا؟ هل أنا راضٍ عن نفسي الآن وقبل الولوج الى عام جديد قد يتضمن صعوبات وتغييرات أخرى؟ هل أنا قادر على مواجهة تحديدات جديدة ومعرفة أشخاص جدد؟
كل هذه الأسئلة تبث بداخلنا اليقظة والوعي وتعمل على تجديد طاقات قوية لتشغيل محركات العقل والروح ليصل للإجابة عن هذه الأسئلة بشكل منطقي وسلس عليك فقط أن تجدد عزيمتك مع انتهاء العام لتبدأ العام الجديد بجد واجتهاد لتحقيق أهدافك.
كن متفائلا، ولا تنقل ما لا يستحق أن يكون معك في عامك الجديد لأنك ستشهد أحداثا جديدة ولا تفكر بآلام الماضي؛ فالسنة تمضي تلو الأخرى والبعض قد حقق شيئا والبعض الآخر لم يصل فلابد أن تدرك أن الأهداف قريبة وليست بالمستحيل.
ثق دائمًا أن الله سبحانه وتعالى وحده من يدفع النقم ويسبغ النعم ويزيل الهم ويكشف الغم ويسمع النداء ويجيب الدعاء وهو سبحانه أعدل من حكم، وأجود من سئل وأوسع من أعطى إن مسنا الضر أو ضاقت بنا الحيل فلن يخيب لنا في ربنا أمل، فالتفاؤل من الإيمان ويعمق الثقة بالنفس ويحفز على النشاط والعمل وهذه كلها عناصر لا غنى عنها لتحقيق النجاح.
وكتاب الله الحكيم يدعو للتفاؤل وقد ذكرت الكثير من الآيات الكريمة "سيجعل الله بعد عسر يسرًا" وأيضا حتى المذنبين يدعوهم ليتفاءلوا بمغفرة الله لهم "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله"، وأنبياء الله أيضا كانوا متفائلين جميعهم وكان نبينا الكريم يتفاءل بالكلمة الطيبة والاسم الحسن والهيئة الحسنة حتى في المرض يتفاءل "لا تسبوا الحمى؛ فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد" ولعل ما أهمنا يذهب خطايانا ويجدد قوانا وتعلمنا دروسًا مما سبق لنا غير بناء حياة البشرية وأعادها من جديد.
تفاءلوا مع بداية العام الجديد ليذهب الألم وينبثق الأمل ولتروا جمال الحياة ورونقها فإنه لايراه إلا المتفائلون وأختم كلماتي بدعوة للجميع للتفاؤل "تفاءلوا بالخير تجدوه"، ولتجعلوا من حاضركم واحة من السعادة ومن مستقبلكم حديقة من الأمل لتحقيق النجاح
اللهم نهاية لكل ألم وفرجًا لكل هَمٍّ وفرحًا وسعادة، يا رب سنة 2024 هي سنة العوض والخير وجبر الخواطر إن شاء الله.. وكل عام والجميع بألف خير.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مسيرة الحق والوعد الإلهي
نتذكر العام 2004 وما قبله من الأعوام عندما ظهر قائـد إيماني قـرآني هو السـيد حسين بن بدر الدين الـحـوثـي سلام الله ورضوانه عليه وكان مع قلة قليله من المستضعفين بجانبه في منطقة مران يهتفون بشـعار الحق ” الله اكـبـر الـمـوت لأمريكا الـموت لإسـرائيـل الـلعنـة على الـيهـود الـنصـر للإسلام ” وهذا الشـعار هو مستنبط من محكم كتاب الله والكثير من الآيات في القرآن الكريم التي تأمر المؤمنين بالبراءة من أعداء الله وأعداء الأمة الإسلامية .. وكان في تلك المرحلة بجانبه عدد بسيط من المستضعفين المتفـقهين بالـدين .
في تلك المرحلة عندما علم البيت الأبيض بهذا التحرك الذي يدعو إلى البـراءة من أعداء الإسلام اعتبروه تحركا خطيرا يهدد الكـيان الصهيـوني اليهـودي رغم قلة عدد الأفراد وضعف إمكانياتهم التي لا تساوي شيئاً اطلاقاً ولكن لعلمهم بالوعد الإلهي الذي لا مناص منه، لذلك تحرك العـدو الأمريكي والإسرائيلي بشكل سريع وجاد وتمثل ذلك بتواصلهم مع النظام الحاكم في صنعاء آنذاك لوضع حد لهذه الحركة، وقد تحرك النظام حسب توجيهات أسياده لتلبية مطلبهم وإخماد ذلك التحرك وقام بتوجيه بوصلة الاسـتهداف وتحريك ترسانته العـسكرية المسـلحة بالسـلاح الثقيل والطـيران لاستهداف وإخماد هذا الـشعـار .
هذا الشـعـار لم يقل المـوت للرئيس أو الـموت للسعودية أبدا، وانما كان واضحاً انه إعلاء لكلمة الله في مرحلة كانت الأمة تقبل أقدام العـدو الأمريكي والإسرائيلي، هؤلاء المستضعفون القلة القليلة مـؤمنون بالله تعالى وبوعده بأن النـصر حليفهم لا محالة .. وكان النصر حليفهم لا محالة بتأييد الله وتمكينه وخاض النظام ضدهم ست حـروب ظـالمة و في كل حـرب كانوا يزدادون قوة وعدداً وعتاداً .
وفي خلال عشر سنوات منذ الحرب في مران عام 2014حتى العام 2014 اصبح هذا المنهـج وهذه القيـادة في عاصمة النظام الذي خاض ضـدها حـروباً ظالمـة لعدة أعوام وبدأ المشروع القـرآني بالتوسع والتأييد بفضل الله وتوفيقه .
في هذه المرحلة بالتحديد بدأ القلق والـرعب في قلوب الأعداء ومن والاهم من خـطر هذا المـنهج وهذه القيـادة التي حسبوا لها الف حساب وهي مازالت في مـران في اصغر رقعة جغرافية واقل عددا .. اذ وصولهم للعاصمة معناه التوسع الأكثر والأكثر لهذا المنهـج ليس بداخل الجمهورية اليمنية فحسب .. بل والانتشار في الدول العربية والإسلامية لذلك لم يستطيعوا تحمل هذا الواقع الذي جثم على قلوبهم اذ قاموا في هذه المرحلة بتحريك أياديهم في الخليج ممثلة بقوى العـدوان بالسعودية والإمارات الذين يعتبرونهم الابن المطيع لهم، وفي نفس الوقت قادة هاتين الدولتين يريدان خدمة أسيادهم لكي يرضوا عنهم اكثر وأكثر، وفي منتصف ليل مارس 2015 قاموا بشن العـدوان على اليمن وليس مران فقط لأن هذا المنهـج القـرآني المبارك وصل إلى جميع المحافظات وكان شن الحرب بقصد القضاء عليه وإخماده، ولكن لن يضروكم إلا أذى .
في نفس العام 2015 اعلن ناطق قوى العـدوان السعودي والإماراتي انه تم القضاء على مقدرات القـوات المسلحـة اليمـنية و تدمير المنافذ الجوية والبحرية وكان بهذا يقصد انه تم إخماد هذا المنهـج، وأهم شيء انه اغلق المنافذ لكي لا يمتد هذا المنهج الذي يشكل خطراً حقيقياً على أسيادهم اليهـود الصهاينـة … وما يقارب عشرة أعوام وهذا المـنهج والقيـادة القـرآنية من تطور إلى تطور ومن نصر إلى نصر وصمـود وثبـات واستبسـال ونجـاح فاق كل المستويات، من التصنيـع الحربـي والقـوة الصـاروخية والطيـران المسيـر، ووصلت المواجهة إلى عمق العـدو السعودي وهناك الكثير من الأحداث التي لا يسعنا ان نوجزها هنا .. وكل هذا بفضل الله سبحانه وتعالى القائل “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة” وبفضل القيـادة الثـورية والسيـاسية والجـيش واللجـان الشعبيـة وصمـود ووعـي شعبنـا اليمنـي المجـاهـد الصـامـد والثـابت ..
والآن دعونا لنقارن عشرة أعوام من عام 2014 من مواجهة مع أيادي الصهـاينة والعـدو الأمريكي .. إلى 2024 حتى أصبحت المواجهة مع العـدو الحقيقي الأمريكي والإسرائيلي نفسه، وإسنادا لمظلوميـة غـزة الذي كان دور المنـهج القرآني فيها بقـطع المنـافذ البحـرية واستهـداف بارجـات العـدو الإسرائيلي حتى رفـع الحصـار عن غـزة .. وآيـات النـصر واضحـة وجلية .. حتى في حاضـرنا إعلان الناطـق الرسمي للقـوات المسلحـة اليمنيـة عن استهـداف مطـار بن غـوريون في عمق الأراضي المحتلة في عمق العـدو الإسرائيلي ..
في العام 2015 اعلن ناطـق قوى العـدوان انهم فـرضوا حصـارا على اليـمن جـوا وبحـرا .. واليوم في عام 2025 تمكنت قواتنـا المسلحـة من فرض حصـار بحري كامل على السـفن الإسرائيلية في البحـر الأحمر وإغلاق مينـاء إيلات البحـري وتم الإعلان عن بدايـة الحصـار الجـوي للعـدو الإسرائيلي
وكل هذا حصل في ظل صمت عربي ومازال بعض المنـافقين من الخونة والمطبعين الذين يدعون انهم مسلمون وانهم يقولون ان هذه مسرحية.
هذا وعـد إلهي “إِنَّ ٱللَّهَ ٱشتَرَىٰ مِنَ ٱلمُؤمِنِينَ أَنفُسَهُم وَأَموَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلجَنَّةَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقّا فِي ٱلتَّورَاةِ وَٱلإِنجِيلِ وَٱلقُرءَانِ وَمَن أَوفَىٰ بِعَهدِهِ مِنَ ٱللَّهِ فَٱستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلفَوزُ ٱلعَظِيمُ”.
نسأل من الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من أنصاره وانصـار رسوله وانصـار أوليائه، وان يجعلنا من الذين قال فيهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وان يحفظ وينصـر علـم الهـدى سيـدي ومـولاي عبدالـمـلك بن بـدر الـديـن الحـوثـي يحـفـظـه الله.