أحمد السلماني

[email protected]

المشهد كان صارخًا وواضحًا في نهائي بطولة دوري الهواة "شجع فريقك" لمحافظتي جنوب وشمال الباطنة؛ مدرجات مكتظة، أهازيج لا تهدأ، وحضور جماهيري طاغٍ أعاد وهج كرة القدم إلى صورته الشعبية الحقيقية. مشهد يدعو للتأمل والدراسة، حين نقارنه بمباريات دوري عمانتل التي تعاني من مدرجات شبه فارغة، وكأنها تدور في عالم موازٍ بعيد عن نبض المجتمع.

الفارق شاسع، والرسالة جلية: الناس تبحث عن الانتماء، والفرق الأهلية تمنحه بسخاء.

لكن خلف هذا الحضور المهيب، يطل سؤال مُقلق: ما معنى أن يجمد 27 ناديا نشاط فريقها الكروي الأول؟ الجواب مؤلم، إذ إن الأندية التي يفترض أن تكون قلب الحركة الرياضية والثقافية والاجتماعية، فقدت الكثير من دورها الطبيعي في خدمة المجتمع. هذا الدور انتقل تدريجيًا إلى الفرق الأهلية، التي باتت الأقرب إلى الناس، والأقدر على جذبهم، لأنها ببساطة منهم ولأجلهم.

الأندية اليوم، في كثير من الحالات، تعتاش على الفرق الأهلية، بينما تفرض عليها رسومًا مرتفعة للمشاركة في البطولات، من رسوم عضوية، واشتراكات، وتكاليف تسجيل لاعبين من خارج الولاية، وصولًا إلى الغرامات. هذا عكس المنطق الطبيعي، فالمفترض أن تتلقى الفرق الأهلية الدعم من الأندية والوزارة، لا أن تتحول إلى ممول لها.

إذا كنا نريد إصلاح الخلل، فلا بد من تمكين الفرق الأهلية لتصبح أندية هواة حقيقية، تمنح مساحات أرض مناسبة لتشييد بنيتها الأساسية، وتُفتح أمامها أبواب الاستثمار، مع دعم حكومي مباشر كتخفيض تعرفة الكهرباء ومنح تصاريح حفر آبار مياه لها، طالما أنها تقوم بالدور الذي يفترض أن تقوم به الأندية. في المقابل، يجب أن تتحول الأندية إلى كيانات متخصصة في رياضات معينة تتفوق فيها، وأن توفر مرافق مجتمعية حقيقية من صالات لياقة وملاعب ومكتبات وأحواض سباحة ومقاهٍ ومطاعم، وأن تكون الحاضنة المنظمة والداعمة للفرق.

الاستمرار بالوضع الراهن يعني تعميق أزمات الأندية، وإخراجها من نطاق الخدمة، وفقدان ما تبقى من الحاضنة المجتمعية التي كانت يومًا سر نجاحها. ما يحدث الآن غير صحي، وهو سبب رئيسي في معاناة الأندية وانحسار جماهيريتها.

ويبقى السؤال الذي يجب أن تجيب عليه الحكومة بوضوح وجرأة: هل الأندية في عُمان كيانات حكومية أم أهلية؟ الإجابة على هذا السؤال هي بوصلة الطريق نحو المستقبل. وإذا كانت الأندية تريد التطور والبقاء، فإن تحويلها إلى شركات أهلية قادرة على إدارة مواردها وضمان ديمومتها، لم يعد خيارًا ترفيهيًا، بل ضرورة وجودية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الفرق الأهلیة

إقرأ أيضاً:

إنسان” تختتم مشاركة 20 موهوبًا من أبنائها في برنامج “تحدي البقاء”

 الرياض -جواهر الدهيم 

اختتمت الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض “إنسان” مشاركة 20 موهوبًا من أبنائها في برنامج “تحدي البقاء”، الذي نفذه مركز تكامل لرعاية وتنمية الأيتام أحد مراكز جمعية البر بالأحساء، والشراكة مع جمعية “بصمات ” وامتد لنحو شهر من التدريب والتجربة، ضمن مسارات علمية وتوعوية تهدف إلى تطوير المهارات وتعزيز مفاهيم الاستدامة والوعي البيئي.

وتفصيلاً فقد شارك الأبناء ضمن 400 مشارك ومشاركة من مختلف مناطق المملكة، في 26 مسارًا علميًا تنوعت بين الورش التدريبية والمعرفية، وقدموا خلالها 50 مشروعًا توعويًا، إضافة إلى مشاركتهم في رحلات تعليمية وسياحية، وزيارات خارجية واستضافات علمية، ضمن تجربة ثرية شملت أيضًا ساعات تدريبية داخل المعامل، وساعات إثرائية ورياضية. إضافة إلى 10 رحلات سياحية وتعليمية وأكثر من 1500 ساعة إثرائية و1040 ساعة تدريبية في المعامل و160ساعة رياضية ، علاوة على15 زيارة خارجية وعدد12 استضافة علمية.

من جانبه ثمّن مدير عام جمعية إنسان محمد بن سعد المحارب رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء رئيس مجلس إدارة جمعية البر بالأحساء لبرنامج “تحدي البقاء” مؤكدًا أن هذه الرعاية تعكس حرص سموه على تمكين الأيتام وتوفير بيئات تعليمية وإثرائية تسهم بنأهيلهم ورفع كفاءتهم وزيادة الإنتاجية لما فيه خدمة المشاريع والمبادرات الوطنية

اقرأ أيضاًالمجتمعذوو الاعاقة ينثرون قصصهم الإبداعية الفنية والإنسانية بنحن نلهم

كما قدّم المحارب شكره لوكيل محافظة الأحساء معاذ بن إبراهيم الجعفري ، لحضوره وتشريفه حفل اختتام البرنامج، وأعرب عن تقديره لمركز تكامل وجمعية بصمات على جهودهم في إطلاق مبادرات وبرامج تنموية .

منوهاً بمخرجات البرنامج التي تسهم بتنمية قدرات الأيتام لما تضمنه من ابتكارات ومبادرات نوعية تناولت قضايا محورية في البيئة الزراعية، ومكافحة التصحر، وحلول الآفات، وترشيد استهلاك المياه، والحفاظ على التربة، باستخدام تقنيات ذكية ومستدامة، تسهم في تحفيز طاقات الشباب نحو الإبداع وتقديم حلول بيئية فعّالة ومستدامة.

مقالات مشابهة

  • علاج الشك المستمر في الوضوء والصلاة
  • ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي
  • تقارير.. ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي
  • إنسان” تختتم مشاركة 20 موهوبًا من أبنائها في برنامج “تحدي البقاء”
  • هل كانت ضوابط النشر العلمي خطأً جسيما أم فضيحة مستورة؟
  • ليفاندوفسكي يحسم قراره: البقاء في برشلونة وتأجيل الانتقال إلى الدوري السعودي
  • أشرف زكي: مرحبا بأي موهبة حقيقية في نقابة المهن التمثيلية
  • بـ بدلة رائد فضاء.. هشام ماجد يكشف كواليس «البقاء للأصيع» رفقة مي كساب
  • ابتسم أنت في مصر.. أول تعاون سينمائي مصري روسي يجسد تجربة إنسانية حقيقية