تنفيذاً لأوامر رئيس الدولة.. 9 آلاف مزرعة تستفيد من دعم خفض «تعرفة الكهرباء»
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
سعيد أحمد (أبوظبي)
أخبار ذات صلةأكد المهندس يوسف أحمد آل علي، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للماء والكهرباء، أن الشركة بدأت فعلياً من الشهر الحالي، تنفيذ أوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتوسيع نطاق دعم تكلفة الكهرباء المخصص لأصحاب المزارع من المواطنين، والتي تشمل 9 آلاف مزرعة تقع تحت إشراف الشركة في المناطق الشمالية بالدولة.
وأشار إلى أن الدعم يغطي التكلفة الفعلية على الشركة، بحيث يصبح سعر الكيلو واط 7.5 فلس فقط، بدلاً من 28 و33 فلساً لكل كيلوواط/ساعة، لافتاً إلى أن هذا الدعم يشجع المزارعين على زيادة محاصيلهم وإنتاجهم، وسد حاجة الأسواق المحلية من الأغذية.
وقال المهندس يوسف آل علي: الدعم المقدم من صاحب السمو رئيس الدولة، يتم منحه من هذا الشهر، مؤكداً أنه يقتصر على الحسابات المسجلة قبل صدور الأوامر، ولا يشمل توصيلات المزارع الجديدة، كما أنه يقتصر على مزرعة واحدة فقط من المزارع المسجلة باسم مالك واحد، سواء كانت للغرض الشخصي أو كانت ضمن مبادرات الأمن الغذائي، وألا تكون المزرعة مصنفة تحت فئة «تجاري» أو يتم استخدامها للأغراض التجارية، وألا يكون المالك يتلقى دعماً آخر من إحدى الجهات المحلية، ويمكن للمالك التعرف على الدعم المخصص له من خلال فاتورة الاستهلاك الشهري، ويمكن تسجيل المزارع المستحقة للدعم بعد التأكد من استيفاء الشروط المقررة، وذلك عن طريق منافذ الخدمة التابعة لشركة الاتحاد للماء والكهرباء.
وثمن الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للماء والكهرباء، أوامر صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، التي جاءت بتوسيع نطاق دعم تكلفة الكهرباء المخصص لأصحاب المزارع من مواطني الدولة، لتشمل جميع المواطنين من أصحاب المزارع ضمن المناطق التي تقع تحت إشراف الشركة في الإمارات الشمالية، مشيراً إلى أن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، دائماً تسعد المواطنين، وتساعدهم على مواجهة التحديات والصعوبات.
ودعا يوسف آل علي، إلى أهمية قيام أصحاب المزارع بتحديث بياناتهم لضمان الاستفادة من الدعم، كما يجب دمج جميع العدادات التي تخدم مزرعة واحدة في حساب واحد، حيث لا يمكن اعتماد التعرفة المدعومة لأكثر من حساب على المزرعة نفسها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تعرفة الكهرباء رئيس الدولة الإمارات محمد بن زايد رئیس الدولة صاحب السمو
إقرأ أيضاً:
صوتُ حامد
المعتصم البوسعيدي
ها هي بلدةُ الأخضرِ يَغسلُها المطر، يُبَلِّلُ تُربتها الندية، ثمةَ بياضٌ يخرجُ من منزلِه -للمرةِ الأخيرة- محمول على الأكتاف، وهو الذي حمل على كتفِه بُندقيةَ الفرحِ وهي تَدوي مُعلِنةً وصولَ الأودية. واليومَ، لا وادٍ، ولا صوتٌ يهُزُّ الجبال؛ رُبما لأنَّه هو الوادي الكبير الذي يجري في قلوبِنا، قبلَ أن ينهمرَ من المُقلَتين، والأيادي ترتفعُ، والأفواهُ صادحةٌ داعيةٌ: "اللهُمَّ ارحم الوالدَ حامد بن حارث الفرعي، واجعل قبرَهُ روضةً من رياضِ الجنة".
نهارَ الجُمعة، الرابعِ والعشرين من مُحرم، عام ١٤٤٧هـ، يغادرُ دُنيانا الجد والأب وصفحةُ الزمنِ الجميلِ "أبو خليفة"، تاركًا إرثًا لطالما ستتحدثُ عنه الأجيال، وسيرةً محمودةَ الخِصال؛ كرمٌ باذخ، وسمتٌ راسخ، كالفَلجِ إذا تحدثَ نقي، وكالنخلةِ إذا وقفَ بهي، عصاهُ أبناؤه وقبيلته، وقريته التي شبَّ وشابَ فيها، يذكُرُ المعروفَ وهو صاحبه، ويُقدر الإنسانَ ويُنزلُهُ منازله.
ثلاثينيُّ الميلادِ من قرنٍ منصرم، نافحَ ضراوةَ الحياة، وكافحَ في طلبِ العيش، وتعلَّمَ تحتَ ظلِّ الشجرة. علَّمه وأدَّبه والده، ولقَّنهُ العلمَ مشايخُ أَجِلاء، منهم: الشيخ أحمد بن ناصر البوسعيدي، والشيخ حمد بن عبدالله البوسعيدي، والشيخ الراشدي ناصر بن حميد.
وصار مُعلِّمًا -مُعتمدًا- للقرآنِ في بلدته؛ تراه بين حلقةِ كتابِ اللهِ العزيز تارةً، وبين اخضرارِ البساتينِ تارةً أُخرى، يُناجي النخلةَ ويهمسُ لشجرةِ الليمون.
يداهُ -"يدٌ يُحبُّها اللهُ ورسولُه"– تحنَّتا بالماءِ والتُّراب، وهما تبنيانِ المنازل في البلدةِ وما جاورها، و"الشويرة" شاهدةٌ على هندستِه المعمارية، قبل أن ينقل رِكابه نحو مطرح، حيثُ عمل في شركةٍ للإسمنت، وبنى منزلَه الخاص بـ"حلّة الوشل"، ثُمَّ ما لَبِثَ أن انتقل إلى "الرميس" للعملِ في شرطةِ عُمان السلطانية، في مرحلةٍ فارقةٍ من حياتِه، مُشرِفًا على مزرعةِ السجن، التي ازدهرت بعرقِه، ونَمَت بحبِّه وشغفِه؛ إذ جمعَ فيها صنوفَ النباتات، وأقام حظائر للحيواناتِ والطيور، فكان حَصادُها يُباع في أسواق السيب وبركاء ومطرح. ومع تقاعدِه، ترك أثرًا لا تُخطئُه العين، ولم يتوقف عن العمل؛ بل واصلَ حُبَّه للزراعة، فاشترى مزرعةً في حي "عاصم" بولاية بركاء، كانت ملاذَه ونجاتَه من صَخب الحياة وضوضائها.
العمُّ حامد، أكبرُ إخوتهِ الثلاثة، الذين سبقوهُ إلى دارِ البقاء، وهو أخٌ لشهيدَين؛ أحدُهما قضى نحبَهُ دفاعًا عن الوطن إبَّانَ بزوغِ فجرِ نهضةِ عُمان الحديثة، في الجنوبِ الظفاري، والآخر غرقًا في إعصار "جونو". فكان السندَ والوتد، وعمودَ البيوتِ لا بيتًا واحدًا، وهو عنوانٌ للبذلِ والعطاء.
تفرَّغ بعد عودتِه للبلدة، لـ"ضاحيتِه بالوقيف"، يجمع الأحباب، ويُسامر الأصحاب، لحيتهُ البيضاءُ لا يُضاهيها إلا قلبُه الأبيض. ونحنُ صغارٌ، كنَّا نسمع عن العمِّ حامد وقوته "الأسطورية"، ثمَّ عرفناهُ من البُسطاء الرُّحماء، رَامٍ يُصيب الهدف، وصاحب علمٍ فلكي، يرقبُ موقعَ القمرِ بالنسبةِ للشمسِ بالمرآة، فيتنبَّأ برؤية هلالِ الشهرِ الهجري من عدمِه. وبرحيلِه، تفقدُ بلدةُ الأخضر أحدَ أقمارِها، لكنَّ العزاءَ في خَلَفِه المباركِ بإذنِ الله. وحينَ تُمطرُ السماء، ويأتي الوادي، نريدُ أن نسمع صوتَ حامد... فقد مرَّ من هنا.