الموقع بوست:
2025-06-12@05:19:20 GMT

توترات البحر الأحمر تتعب الصيادين في اليمن

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

توترات البحر الأحمر تتعب الصيادين في اليمن

تلقي الأحداث المتصاعدة في البحر الأحمر بتبعاتها على أنشطة الصيد البحر في اليمن، لتضيف المزيد من المتاعب للصيادين الذين يعانون من انحسار أعمالهم وتضرر موانئ الصيد والقوارب بفعل سنوات الحرب التي مزقت البلاد.

 

وتبدي جمعيات عاملة في مجال الاصطياد السمكي قلقها ومخاوفها الشديدة جراء ما يتعرض له هذا القطاع من تدهور خطير، وسط توسع الأعمال العسكرية وانتشار البوارج والقطع الحربية في مياه البحر الأحمر وتأثير ذلك على مناطق الاصطياد في محافظات اليمن الشمالية الغربية مثل الحديدة وحجة ومناطق المخاء وذباب وباب المندب.

 

وتاتي هذه المخاطر لتضاف إلى تداعيات استمرار ممارسات جرف الثروة السمكية واستنزافها من قبل أباطرة صيد إقليميين ودوليين كما هو حاصل في مياه محافظات اليمن الشرقية كالمهرة وحضرموت وسقطرى.

 

يقول طاهر قايد، وهو مسؤول في جمعية عاملة في الاصطياد السمكي، لـ"العربي الجديد"، إن هناك صعوبات بالغة يواجهها الصيادون في سواحل اليمن الشمالية الغربية على البحر الأحمر في الوصول إلى مناطق الاصطياد بسبب خطورة الأوضاع ليس بسبب تصاعدها مؤخراً بل أيضا من بفعل الصراع الدائر في البلاد وتركزه بدرجة رئيسية في مثل هذه المناطق الاستراتيجية في ظل تحويل عدد من مراكز الإنزال السمكي إلى مخازن ومواقع عسكرية.

 

وشكلت الولايات المتحدة الأميركية تحالفا دوليا بعد تكثيف الحوثيين لهجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة التي تم تدشينها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على السفن التجارية الإسرائيلية والمتعاونة معها رداً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

 

ويؤكد قايد أن تصاعد الأحداث الأخيرة في البحر الأحمر وبحر العرب سيكون له تأثير كبير على جرف الأسماك وتهجيرها عن السواحل ومناطق الاصطياد في المياه اليمنية.

 

ويقدر عدد الصيادين الذين تأثروا أو فقدوا مصادر دخلهم جراء الصراع في اليمن بما يقارب 30 ألف صياد و102 موظف و21 ألفاً من الأيدي العاملة المساعدة، فضلا عن تدمير 249 قارب صيد في سواحل الحديدة وحجة، فيما بلغت الخسائر المترتبة على توقف تنفيذ المشاريع السمكية في البحر الأحمر أكثر من 1.5 مليار دولار، إضافة إلى الخسائر الناتجة من الاصطياد الجائر وغير المرخص.

 

ويرى خبراء في الاقتصاد والبيئة أن هناك أضرارا بالغة للسفن الحربية المنتشرة في الممرات المائية، إضافة إلى الأضرار الناتجة جراء رمي الملوثات المختلفة في السواحل والمياه اليمنية والتي تسببت وفق بيانات رسمية في خسائر تقدر بنحو 420 مليون دولار، في حين يُقدر إجمالي تقييم الأضرار البيئية لسفن الصيد الأجنبية المخالفة بنحو 1.68 مليار دولار، إلى جانب الخسائر الناتجة من الصناعات والخدمات المصاحبة للنشاط السمكي والرسوم والعائدات والتي تصل إلى حوالي 100 مليون دولار.

 

ويشير الصياد خميس عايش، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن التواجد العسكري للبوارج والسفن الحربية يتسبب في تدمير مناطق الاصطياد، لافتا إلى خطورة هذه الأوضاع التي تمنعهم من البحث عن بدائل للاصطياد السمكي.

 

وكانت سلطة صنعاء قد استنكرت الشهر الماضي استمرار جرائم الاعتداءات والصيد الجائر من قبل قوى العدوان للثروة البحرية في المياه الإقليمية في بحر العرب وخليج عدن" باستخدام قوة السلاح، موضحة أن هناك بواخر عملاقة تتبع شركات أجنبية تعمل على تجريف الثروة السمكية منذ سنوات، مستغلة غياب مؤسسات الدولة وعدم تطبيق القانون على المخالفين.

 

بدوره، يشدد الخبير الاقتصادي ياسين القاضي، في حديثة لـ"العربي الجديد"، على أن قطاع الصيد في اليمن من أكثر القطاعات المتضررة من الأحداث المتصاعدة في البحر الأحمر، بينما لايزال يعاني من تبعات الصراع المحلي في اليمن وانتشار الألغام البحرية.

 

ويؤكد البنك الدولي أهمية إنعاش هذا القطاع الحيوي في اليمن، حيث قدم مساندة مباشرة إلى 250 صياداً على شكل منحٍ لشراء المولدات الكهربائية للقوارب، وأنظمة تحديد المواقع، وأجهزة اكتشاف تجمعات الأسماك، إضافة إلى دعم تقنيات الصيد الحديثة من خلال دورات تدريبية، لتمكين المستفيدين من تعزيز حجم صيدهم وزيادة دخلهم.

 

ويبلغ طول الساحل اليمني 2520 كيلومتراً، وتوفر موارده السمكية الوفيرة سبل كسب العيش والتغذية لسكان الساحل، كما يعد اليمن منتجاً رئيسياً للأسماك بحسب البيانات الصادرة قبل الحرب في البلاد العام 2015، والتي ترجح وجود أكثر من 350 نوعاً من الأسماك وغيرها من الأحياء البحرية في مياه اليمن الإقليمية.

 

وتعد الأسماك المصدر الرئيسي للغذاء في المناطق الساحلية اليمنية، حيث يعتمد عليها سكان هذه المناطق في موائدهم ووجباتهم اليومية، في حين يجدون أنفسهم خلال الفترة الماضية في حالة عجز تام على شرائها للارتفاع المبالغ به في أسعارها وانخفاض المعروض منها مع وصول الأمر إلى بعض الأصناف التي كانت تتوفر بمستويات تفوق احتياجات الأسواق.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اقتصاد البحر الأحمر الحوثي الصيد فی البحر الأحمر فی الیمن

إقرأ أيضاً:

البحرية الإسرائيلية تقصف ميناء الحديدة… هل يتوسع الصراع

شمسان بوست / خاص:

تعرضت أرصفة ومرافق في محيط ميناء الحديدة، الواقع على الساحل الغربي لليمن، لقصف صباح اليوم الثلاثاء، نُفذ من البحر، في إطار تصعيد مستمر تشهده المنطقة البحرية في البحر الأحمر.

وأفادت مصادر ملاحية بأن القصف طال مواقع ضمن نطاق الميناء بعدة ضربات متتالية، ما تسبب في اهتزاز المباني القريبة وتصاعد كثيف لأعمدة الدخان من المنطقة المستهدفة.

يأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوترات الإقليمية الناتجة عن الحرب الدائرة في قطاع غزة، وفي سياق الهجمات المتكررة التي تشنها جماعة الحوثي ضد سفن الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والتي تعتبرها الجماعة رداً على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

ولم تُعرف بعد تفاصيل دقيقة حول حجم الخسائر أو وقوع إصابات بشرية جراء القصف، كما لم تُصدر أي جهة رسمية، سواء من جماعة الحوثي أو الحكومة اليمنية أو الجانب الإسرائيلي، أي تعليق حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

مقالات مشابهة

  • سائحة توثق رده فعل ابنها عند زيارة البحر الأحمر بالمملكة .. فيديو
  • وزارة المالية تعتزم إصدار صكوك جديدة بضمان قطعة أرض على البحر الأحمر
  • بعد قرار الرئيس.. أين تقع أرض خفض الدين العام بمحافظة البحر الأحمر؟
  • 6045 أضحية بمجازر البحر الأحمر خلال عيد الأضحى
  • البحرية الإسرائيلية تقصف ميناء الحديدة… هل يتوسع الصراع
  • تداول 32 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • غارات رعب في قلب البحر الأحمر: إسرائيل تُشعل الحديدة في غارات هي الاعنف
  • أمريكا تحقق في إسقاط مقاتلة FA-18 في البحرالأحمر
  • خسائر مؤلمة وثمن باهظ.. كواليس المواجهة الأمريكية - اليمنية في البحر الأحمر
  • ارتفاع معدلات السياحة في البحر الأحمر رغم التحديات الجيوسياسية