لجريدة عمان:
2025-12-13@17:26:14 GMT

تحديات إسرائيل ومآزقها في 2024

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

تحديات إسرائيل ومآزقها في 2024

ارتكبت إسرائيل كل الجرائم التي يمكن تصورها خلال الحروب أو تلك التي لا يمكن تصورها خلال عدوانها على غزة في الأشهر الثلاثة الماضية، ومارست في هذه الحرب جرائم كانت تدعي أنها تعيش عذاباتها طوال عقود طويلة، من بينها عذابات المحرقة وعذابات الشتات، ووصلت إلى ذروة الإجرام البشري والانحطاط الأخلاقي الذي لا يمكن تصوره من أقوام بشرية في القرن الحادي والعشرين.

. والمضحك المبكي في الموضوع أن «دولة» الاحتلال الإسرائيلي تدعي أنها تخوض هذه الحرب تحت ذريعة حماية «الحضارة»! ما يعني أن تعريف العلماء لمصطلح «الحضارة» يحتاج إلى مراجعة جذرية وتحديث ليتوافق مع معطيات اللحظة «الغربية» الجديدة.

ورغم بشاعة الجرائم التي تعرض لها سكان غزة بما في ذلك الأطفال، وما أصاب غزة نفسها من تدمير كامل للبنى الأساسية فيها والحقول الزراعية والمعالم الأثرية إلا أن أحدا لا يستطيع تجاوز المأزق الكبير الذي تعيشه إسرائيل نفسها قبل هذه الحرب، وتكرس خلالها وسيمتد بعدها لسنوات طويلة في رحلة سقوط إسرائيل الحتمية سواء بمعتقدات اليهود أنفسهم أو بالوعد القرآني الصادق أو وفق منطق الأشياء الذي يشير إلى أن كل مقاومة لاحتلال لا بدّ أن تنتصر يوما ما دام المقاوم يؤمن بحقه ويناضل من أجله.

وإذا كانت الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية بدأت داعمة لإسرائيل وحقها في القضاء على «حماس» التي كسرت وفضحت نظرية الأمن الإسرائيلي فإن وزير الخارجية الأمريكي في المنطقة هذه الأيام للتأكيد على أن أمريكا لم تعد داعمة للتجاوزات التي تقوم بها إسرائيل خلال حربها ضد غزة. وبغض النظر عن أسباب هذا الطرح فإن قوله بشكل مباشر من شأنه أن يضعف الجبهة الداخلية المضطربة في إسرائيل ويشعرها بأنها يمكن أن تعيش عزلة دبلوماسية عالمية إضافة إلى عزلتها الإقليمية.

ورغم أن حماس والكثير من الدول العربية والعالمية تحمّل الولايات المتحدة مسؤولية ما قامت به إسرائيل بعد استخدامها حق «الفيتو» ضد كل مشاريع وقف الحرب، وبعد دعمها إسرائيل بالسلاح إلا أن المنطق الذي تنطلق منه أمريكا هذه المرة آتٍ من «مخاوفها بشأن التكتيكات التي تستخدمها إسرائيل، وعدم حماية المدنيين». ولعل هذه صحوة أمريكية متأخرة.. لكن لا يمكن أن يكون هدفها الإشفاق على أطفال غزة بقدر ما يمكن أن يكون إدارة للسمعة الأمريكية في سنة مهمة بالنسبة للرئيس بايدن الذي سيخوض في هذه السنة انتخابات مهمة جدا لا يبدو أنه يمكن أن يعبرها بسهولة.

ويعرف بايدن وإدارته أن الناخبين الأمريكيين المسلمين يمكن أن تصنع أصواتهم فارقا في الانتخابات خاصة إذا ما استمر تأييد الناخبين الأمريكيين الشباب للقضية الفلسطينية وفق ما أكده استطلاع رأي أجرته جامعة هارفارد ونشرته جريدة جيروزاليم بوست الإسرائيلية والذي خلص إلى أن 48% من العينة المستطلع رأيها تؤيد حماس وترفض الدعم الذي يقدمه بايدن لإسرائيل.

وهذه النتائج تتوافق مع نتائج استطلاع آخر أجراه (نظام مراقبة معاداة السامية عبر الإنترنت «إيه سي إم س») والذي يشير إلى ارتفاع معدلات معاداة السامية حيث زادت الدعوات على الإنترنت للعنف ضد إسرائيل والصهاينة واليهود بنسبة 1200%، وهذا الأمر جاء نتيجة ما ارتكبته إسرائيل من جرائم فظيعة ضد الفلسطينيين في غزة وهشاشة المنطق الذي تقوم عليه الحرب بعد نجاح السردية الفلسطينية في إقناع الجماهير العالمية بصدقها ومنطقيتها والتي كانت مدعومة بالصور الحقيقية من ساحات الجرائم الإسرائيلية.

وعلى إسرائيل أن تنتظر الكثير من المقاومة في الأراضي المحتلة تفوق بعشرات المرات طوفان الأقصى، كما عليها أن تنتظر موجات من العنف ضد مصالحها في مختلف بقاع العالم، فالندوب التي أحدثتها في الفلسطينيين( العرب) الإنسانية لا يمكن أن تمضي دون ردة فعل، وهذا أحد أبرز التحديات التي ستواجهها إسرائيل في السنوات الخمس القادمة.

وفي مسار آخر ولكنه متصل بجوهر القضية (احتلال فلسطين) فإن إسرائيل تعيش حالة من التشظي الداخلي ناتجة عن شعور داخلي في إسرائيل أن كل ما فعلته «الدولة» لم يستطع أن يوفر أبسط ما يبحث عنه الإسرائيلي وهو «الأمن»، وربما «السلام» الذي لا شك أن بعض الإسرائيليين يؤمنون به ولو وفق مفهومهم له، ولكن حتى بهذا المفهوم لم يستطع الإسرائيلي أن يعيشه في ظل إصرار الفلسطينيين على حقهم التاريخي بأرضهم وحقهم الطبيعي في الحياة.. ولذلك تتحدث الصحف الإسرائيلية نفسها أن حجم الاضطرابات النفسية التي يعيشها الإسرائيليون ناهيك عن إيمانهم أن ما حدث في طوفان الأقصى يمكن أن يتكرر كثيرا في المرحلة القادمة كرد فعل على جرائم «إسرائيل». وهذه الأمراض النفسية يمكن أن تصنع في داخل إسرائيل نفسها تطرفا وعنفا بين الإسرائيليين أنفسهم، ليس بين العامة فقط ولكن حتى بين النخب السياسية والثقافية الإسرائيلية.

أما المشهد الاقتصادي داخل إسرائيل فإنه ينذر بركود اقتصادي خلال العام الجاري، بل إنه ركود بدأت ملامحه تبرز بشكل واضح جدا الأمر الذي جعل نتانياهو يقول إن أحد أهم أسباب سحب بعض ألوية الجيش من داخل غزة هو لإنعاش الاقتصاد الإسرائيلي. واستدعت إسرائيل أكثر من 360 ألف جندي من جنود الاحتياط، وهؤلاء تم استدعاؤهم من وظائف مدنية واقتصادية الأمر الذي ينعكس بشكل سلبي على الحياة الاقتصادية في «دولة» تخوض حربا قوية جدا تحتاج إلى اقتصاد قوي.

ولكل هذه الأسباب وغيرها الكثير فإن إسرائيل تعيش مرحلة صعبة ستنعكس سلبا عليها في كل الأصعدة السياسية والاجتماعية، وسيزيد تطرفها خلال المرحلة القادمة وعدوانيتها وتشظيها وصراعاتها السياسية.. وعلى الجوار العربي المقاوم أن يدير معركته مع إسرائيل وفق كل هذه التحديات الكبرى.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: یمکن أن لا یمکن

إقرأ أيضاً:

دول عربية وإسلامية تصدر بياناً حول «أونروا».. أمريكا تجدد دعم إسرائيل!

قال مسؤولان أميركيان إن قوة استقرار دولية قد تنشر في قطاع غزة في أقرب وقت مطلع الشهر المقبل ضمن مهمة مخولة من الأمم المتحدة، فيما لا تزال كيفية نزع سلاح حركة حماس غير واضحة.

وأوضح المسؤولان، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما، أن قوة الاستقرار الدولية لن تكون مكلفة بقتال حماس، مشيرين إلى أن عدداً كبيراً من الدول أبدى اهتمامه بالمشاركة في هذه القوة.

ونقلت رويترز عن المصدرين أن واشنطن تعمل حالياً على تحديد حجم القوة وتشكيلها ومقار إيوائها وبرامج تدريبها وقواعد الاشتباك الخاصة بها، كما تدرس تعيين جنرال أميركي برتبة لواء لقيادة القوة، دون اتخاذ أي قرارات نهائية بعد.

ويأتي نشر القوة الدولية كركيزة أساسية في المرحلة الثانية من خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، عقب بدء هدنة هشة في الحرب المستمرة منذ عامين في 10 أكتوبر، والتي شهدت إطلاق سراح رهائن من قبل حماس وإفراج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن التخطيط لهذه المرحلة يجري بهدوء خلف الكواليس، مع التركيز على ضمان سلام دائم ومستقر في المنطقة.

الخارجية الأمريكية: قرار الأمم المتحدة بشأن غزة منحاز وغير جاد

قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن قرار الأمم المتحدة الأخير بشأن غزة «غير جاد ومنحاز ضد إسرائيل»، معتبرة أنه يعرقل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الحرب.

وأوضحت الخارجية الأمريكية في بيان أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت قرارًا «مسيّسًا ومثيرًا للانقسام»، يستند إلى ما وصفته بادعاءات غير صحيحة، ويطالب إسرائيل بتنفيذ رأي استشاري غير ملزم صادر عن محكمة العدل الدولية.

وأكد البيان أن الآراء الاستشارية للمحكمة لا تُعد أساسًا ملزمًا للقانون الدولي، وأن محاولة فرضها من قبل الجمعية العامة تمثل انتهاكًا لسيادة الدول، مشددًا على أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل في رفض هذا القرار.

كما جددت الخارجية الأمريكية رفضها لأي دور لوكالة الأونروا في غزة، ووصفتها بأنها تفتقر إلى الرقابة والمساءلة، متهمة إياها بالارتباط بحماس.

وختم البيان بالتأكيد على أن الولايات المتحدة ستواصل العمل وفق قرار مجلس الأمن رقم 2803، بهدف التوصل إلى حل دائم يضمن الأمن لإسرائيل ويتيح لسكان غزة تقرير مصيرهم بعيدًا عن سيطرة الجماعات المسلحة.

وكانت وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة، على قرار يدعم الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل تجاه المنظمات الدولية في الأراضي الفلسطينية.

وينص القرار، وفق حكم المحكمة الصادر في أكتوبر الماضي، على وجوب احترام إسرائيل لحظر استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب، وتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان الفلسطينيين، بما في ذلك الإمدادات الإغاثية. كما يتوجب على إسرائيل قبول والتعاون مع برامج المساعدات التابعة للأمم المتحدة، بما فيها أنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

وتم اعتماد القرار بأغلبية 139 صوتًا، بينما امتنعت 19 دولة عن التصويت، وصوتت 12 دولة ضده، من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل وهنغاريا والأرجنتين. وامتنعت أوكرانيا وجمهورية التشيك وألبانيا وجورجيا عن التصويت، فيما صوّتت روسيا لصالح القرار.

واعتبر المندوب الإسرائيلي الدائم داني دانون أن القرار لن يغير موقف إسرائيل الرافض للتعاون مع الأونروا، مؤكدًا أن الوكالة “تدعم الإرهاب وشارك موظفوها في أعمال عنف ضد إسرائيليين وتعاونوا مع مجموعات إرهابية”.

ويُذكر أن آراء محكمة العدل الدولية الاستشارية غير ملزمة، كما أن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة لا تحمل قوة إلزام قانونية.

ثماني دول عربية وإسلامية تدعو لدعم الأونروا وتدين اقتحام قوات إسرائيلية لمقرها بالقدس

أصدرت ثماني دول عربية وإسلامية، بيانًا مشتركًا أكدت فيه أهمية الدور الحيوي الذي تضطلع به وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في حماية حقوق اللاجئين وتقديم الخدمات الأساسية لهم منذ عقود.

وأشار وزراء خارجية قطر والأردن والإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا وباكستان وتركيا والسعودية ومصر في بيانهم إلى أن تجديد ولاية “أونروا” لثلاث سنوات إضافية يعكس الثقة الدولية في عملها الحيوي.

وأدان الوزراء اقتحام القوات الإسرائيلية مقر “أونروا” في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، معتبرين ذلك انتهاكًا للقانون الدولي وحرمة مقار الأمم المتحدة، وتجاوزًا للرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية الذي يؤكد التزام إسرائيل بعدم عرقلة عمل الوكالة.

وفي ظل الأزمة الإنسانية الحادة في قطاع غزة، شدد الوزراء على الدور المحوري لـ”أونروا” في توزيع المساعدات الإنسانية عبر مراكزها، وضمان وصول الغذاء والمواد الإغاثية إلى مستحقيها بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 2803، إضافة إلى استمرار مدارس الوكالة ومرافقها الصحية في تقديم خدماتها رغم الظروف الصعبة.

وأكد الوزراء أن “أونروا” جهة لا يمكن استبدالها نظرًا لبنيتها التحتية وانتشارها الميداني وخبرتها الفريدة في خدمة اللاجئين الفلسطينيين، محذرين من أن أي إضعاف لقدراتها سيترك آثارًا إنسانية وسياسية خطيرة في المنطقة، ودعوا المجتمع الدولي إلى توفير تمويل كافٍ ومستدام ودعم سياسي يضمن استمرار عمليات الوكالة، باعتبار ذلك ضرورة للحفاظ على الاستقرار وصون كرامة اللاجئين إلى حين الوصول إلى حل عادل ودائم لقضيتهم وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وعلى رأسها القرار 194.

وكانت قوات الجيش الإسرائيلي قد اقتحمت مقر “أونروا” في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة يوم الإثنين الماضي، ونفذت عمليات تفتيش داخل المقر، واستولت على هواتف حراس الأمن، ما أدى إلى انقطاع التواصل معهم وتعذر معرفة ما يجري داخل المقر، بالتزامن مع إغلاق المنطقة بالكامل.

ووصفت محافظة القدس هذا الاقتحام بأنه يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتعديًا خطيرًا على حصانة ورفعة مؤسسات الأمم المتحدة، ومخالفة واضحة لميثاق المنظمة الدولية وشروط عضويتها وقراراتها، خاصة قرار مجلس الأمن رقم 2730 الذي يُلزم الدول باحترام وحماية مؤسسات الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني.

وتعتبر “أونروا” جهة أساسية في تقديم الخدمات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين منذ إنشائها عام 1949، وتواجه الوكالة تحديات متواصلة بسبب القيود السياسية والأمنية، بينما تدعو الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى ضمان استمرار عملياتها وتمويلها، لما لذلك من تأثير مباشر على الاستقرار الإقليمي وحقوق اللاجئين وفق القانون الدولي.

اليونيسف تحذر من تفشي الأمراض بين أطفال غزة والدفاع المدني يناشد بإخلاء المنازل المتصدعة

حذرت منظمة اليونيسف من تزايد مخاطر تفشي الأمراض بين أطفال قطاع غزة، مؤكدة ضرورة تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية، وخاصة الملابس والخيام، في ظل الظروف الجوية القاسية.

وشددت المنظمة على أن الأوضاع الحالية تهدد سلامة الأطفال بشكل متزايد مع استمرار المنخفض الجوي وتأخر وصول الإمدادات الأساسية.

ميدانيًا، ناشدت المديرية العامة للدفاع المدني النازحين الذين عادوا للسكن في مبانٍ ومنازل استهدفها القصف بضرورة توخي أقصى درجات الحذر وإخلائها فورًا إذا كانت متصدعة وغير صالحة للسكن، بعد تسجيل انهيارات جزئية في ثلاثة منازل بأحياء النصر وتل الهوى والزيتون نتيجة الأمطار الغزيرة.

وأعلنت طواقم الدفاع المدني في محافظة الشمال عن إنقاذ طفل وانتشال خمسة أشخاص من عائلة بدران عقب انهيار سقف منزلهم في منطقة بئر النعجة فجر الجمعة 12 ديسمبر.

من جهته، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن السلطات حذرت مرارًا من تداعيات المنخفض الجوي وضرورة إدخال الخيام للسكان، متوقعًا تفاقم الأوضاع خلال 72 ساعة المقبلة.

وحمل المسؤول الاحتلال الإسرائيلي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسؤولية التلكؤ في معالجة الأزمة الإنسانية، متهما الاحتلال بمواصلة «جريمة الإبادة» بحق سكان القطاع، ومشيرًا إلى أن المعلومات المضللة المنتشرة بشأن المساعدات غير دقيقة، في حين لم تدخل غزة سوى 10% من شاحنات الإغاثة المقررة.

المخابرات الأميركية تعلق مؤقتًا تبادل بعض المعلومات مع إسرائيل وسط مخاوف من سلوك الحرب في غزة

ذكرت ستة مصادر مطلعة أن مسؤولي المخابرات الأميركية علّقوا مؤقتًا تبادل بعض المعلومات الأساسية مع إسرائيل خلال إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسبب مخاوف تتعلق بسلوك إسرائيل في إدارة الحرب في غزة.

وفي النصف الثاني من عام 2024، قطعت الولايات المتحدة البث المباشر من طائرة مسيرة أميركية فوق غزة، كانت تُستخدم من قبل الحكومة الإسرائيلية في ملاحقة الرهائن ومقاتلي حركة حماس، واستمر التعليق لعدة أيام على الأقل وفق خمسة من المصادر.

وأشار مصدران إلى أن الولايات المتحدة قيّدت أيضًا كيفية استخدام إسرائيل لبعض معلومات المخابرات في استهداف مواقع عسكرية بالغة الأهمية في غزة، دون الإفصاح عن توقيت اتخاذ هذا القرار.

وأفادت المصادر بأن المسؤولين الأميركيين كانوا قلقين من إساءة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “شين بيت” التعامل مع الأسرى الفلسطينيين، كما أبدوا قلقهم من عدم تقديم إسرائيل ضمانات كافية بالالتزام بقانون الحرب عند استخدام المعلومات الأميركية، وهو ما يتطلبه القانون الأميركي قبل مشاركة أي معلومات مع بلد أجنبي.

وأوضح مصدر مطلع أن قرار حجب المعلومات داخل أجهزة المخابرات كان محدودًا وتكتيكيًا، بينما ظلت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتبع سياسة الدعم المستمر لإسرائيل من خلال تبادل المعلومات والأسلحة.

وأضاف المصدر أن مسؤولي المخابرات يتمتعون بصلاحيات اتخاذ بعض قرارات تبادل المعلومات بشكل فوري دون الحاجة إلى أمر من البيت الأبيض، في حين يتطلب أي طلب من إسرائيل لتغيير طريقة استخدام المعلومات تقديم ضمانات جديدة بشأن استخدامها.

ولم تحدد رويترز تواريخ هذه القرارات أو ما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على علم بها، فيما أكد مكتب الإعلام العسكري في إسرائيل استمرار التعاون الاستخباراتي الاستراتيجي طوال فترة الحرب في غزة، دون التعليق مباشرة على حالات حجب المعلومات.

وأشار خبراء، منهم لاري فايفر المسؤول السابق في جهاز الأمن القومي و”السي.آي.إيه”، إلى أن طلب الولايات المتحدة ضمانات حول استخدام معلوماتها لتجنب انتهاك حقوق الإنسان أمر معتاد، لكن حجب معلومات ميدانية عن حليف رئيسي أثناء صراع يُعد خطوة غير مألوفة وتشير إلى توتر بين البلدين، في وقت يُعتبر فيه تبادل المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل حساسًا سياسيًا نظرًا للعلاقات الراسخة بين المخابرات الأميركية والإسرائيلية والدعم القوي من الحزبين بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.

مقالات مشابهة

  • دول عربية وإسلامية تصدر بياناً حول «أونروا».. أمريكا تجدد دعم إسرائيل!
  • رويترز: أميركا حجبت معلومات استخباراتية عن إسرائيل خلال حرب غزة
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • وليد مصطفى العضو المنتدب لـ«مدى للتأمين»:استراتيجيات جديدة لمواجهة تحديات السوق
  • الفائز بمسابقة “يوروفيجن” لعام 2024 يعيد الكأس احتجاجا على مشاركة إسرائيل
  • فائز "يوروفيجن 2024" يعيد جائزته احتجاجًا على مشاركة "إسرائيل"
  • فائز يوروفيجن 2024 يعيد جائزته احتجاجا على استمرار مشاركة إسرائيل
  • خلال المنتدى العربي للأسرة.. أيمن عقيل يطرح حلولاً لحماية الأطفال من تحديات العالم الرقمي
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • عائدات قياسية لشركات الأسلحة.. كيف غيّرت الحرب الروسية على أوكرانيا خريطة الصناعات الدفاعية؟