قطر تنظم حفلات غنائية عربية وأجنبية ومهرجانات سياحية تزامنًا مع "كأس آسيا"
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
الدوحة- خاص
بعد النجاح الكبير الذي حققته بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، كأفضل نسخة على الإطلاق خلال القرن، تستعد قطر للترحيب مجدداً بالعالم من خلال استضافة بطولة كأس آسيا AFC قطر 2023 التي تُقام في 12 يناير وتستمر حتى 10 فبراير 2024.
تُكرس بطولة كأس آسيا لكرة القدم الإرث المستمر الذي خلفته البطولات الرياضية في قطر، وتثبت قدرة البلاد على استضافة أحداث عالمية كبرى والترحيب بالزوار من جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل تمتعها ببنية تحتية سياحية متطورة.
وبهذه المناسبة، قال سعادة سعد بن علي الخرجي رئيس قطر للسياحة: "يسرّنا هذا العام استضافة بطولة كأس آسيا AFC قطر 2023 والتي تمتد فعالياتها من تاريخ 12 يناير وحتى 10 فبراير، حيث سيتمكن الزوار من قضاء أوقات رائعة وحماسية والتعرف على العديد من مناطق الجذب السياحي في قطر. ستقدم قطر للسياحة مجموعة غنية من الفعاليات والمهرجانات الرائعة التي ترضي كافة أذواق زوارنا من دول مجلس التعاون الخليجي. ويتزامن انطلاق كأس آسيا AFC قطر 2023 مع تنظيم باقة من المهرجانات والفعاليات والتي تتضمن مهرجان قطر للتسوق، ومعرض الدوحة للمجوهرات والساعات، ومهرجان قطر الدولي للأغذية، ومهرجان الطائرات الورقية، والمعرض الدولي للبستنة أكسبو قطر 2023، والذي تستمر فعالياته حتى أواخر شهر مارس إلى جانب تنظيم مجموعة من الفعاليات الموسيقية والترفيهية والتي تشكل جميعها تجربة استثنائية لا تنسى."
وأضاف سعادته: "لقد استطاعت قطر على مدار الأعوام الماضية، أن تصبح وجهة سياحية رياضية مرموقة، بفضل ما تتمتع به من بنية تحتية ومرافق رياضية وطبية متطورة، بالإضافة إلى تنوع الفعاليات الرياضية التي تستضيفها على أرضها وأهمها بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™️، حيث تمكنت قطر من أن تظهر للعالم أجمع حسن الضيافة، والتنظيم المميز، يعززها وجود المرافق السياحية الفاخرة التي تتمتع بها والمناظر الطبيعية الخلابة التي تتميز بها الوجهة".
أبرز الفعاليات
مهرجان قطر للتسوق 2024
تنطلق فعاليات مهرجان قطر للتسوق في 1 يناير وتستمر حتى 27 يناير 2024، ويقدم المهرجان عروضاً مذهلة في المتاجر، وسحوبات، وعروض ترفيهية تتوزع على جميع مراكز التسوق. وسيشهد المهرجان مشاركة 13 مركزاً تجارياً يمكن للزوار زيارتهم، بالإضافة إلى 100 متجر يقدم عروضاً وفعاليات ترفيهية مختلفة.
مهرجان قطر الدولي للأغذية (QIFF)
يعود مجدداً مهرجان قطر الدولي للأغذية، المفضل لدى الكثير منا في الفترة من 7 إلى 17 فبراير في حديقة البدع، كإحدى أكثر الفعاليات التي تحظى بشعبية كبيرة في قطر، وذلك لجمعه العديد من المطابخ في مكان واحد. ويضم المهرجان أكثر من 100 من الأطباق المميزة والتي يمكن لمرتادي المهرجان الإختيار بينها.
معرض الدوحة للساعات والمجوهرات 2024
يُقام معرض الدوحة للمجوهرات والساعات من 5 إلى 11 فبراير 2024، وذلك بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات لعرض القطع الفريدة والتصاميم الرائعة. وسيتمكن عشاق اقتناء المجوهرات والساعات من اكتشاف عالمٍ من المجوهرات الفاخرة والأنيقة.
إكسبو الدوحة 2023
يستمر إكسبو الدوحة، أول معرض دولي للبستنة من تصنيف A1يُقام في قطر والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حتى 28 مارس 2024، ليوفر للزوار منصة للتواصل مع الكيانات الزراعية المحلية والدولية. تحت شعار "صحراء خضراء، بيئة أفضل"، يركز مقدمو العروض على إيجاد حلول لمشهد زراعي أكثر استدامةً وتطوراً. ويمكن للزوار الاستمتاع بالعديد من الفعاليات الأخرى في المعرض أيضاً، مثل الانغماس في الواقع الافتراضي، أو المشاركة في ورش عمل مبتكرة، أو استكشاف الحديقة النباتية.
متاحف ومعارض
يحتضن متحف: المتحف العربي للفن الحديث العديد من المعارض التي تستمر حتى مارس 2024، بهدف استقطاب الزوار من محبي الفنون والثقافة. وتشمل بعض هذه المعارض معرض مهدي مطشر: "المواجهة عبر الاستبطان"، و"دروس مُختزلة: التجريد في الحداثة العربية"، و"مدن تحت الحجِر: مشروع صندوق البريد"، و"معانٍ مبنية".
يقع متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني في السامرية بالقرب من استاد أحمد بن علي. ويتيح للمشجعين فرصة التعرف على السيرة الذاتية لسعادة الشيخ فيصل، أحد أبرز رجال الأعمال وأكثرهم تأثيراً في قطر. يحتوي المتحف على الحرف اليدوية السورية التقليدية، والمصنوعات اليدوية التي تعود جذورها إلى العصر الجوراسي، والسيارات الكلاسيكية، والسجاد الريفي.
مظاهر طبيعية
يمكن للمشجعين أخذ قسط من الراحة في حديقة أسباير، أكبر حديقة في قطر تحتوي على مساحات خضراء ومسارات للمشي ومقاهي مميزة. كما يمكن للمشجعين التوجه إلى المدينة التعليمية حيث حديقة الأكسجين التي تحتوي على مسارات للمشي وملاعب لكرة القدم لممارسة الرياضة، بالإضافة إلى حديقة القرآن النباتية، وهي حديقة فريدة من نوعها تضم النباتات المذكورة في القرآن والسنة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للزوّار التوجّه إلى مزرعة حينة سالمة، التي تستغرق 20 دقيقة بالمركبة للوصول إليها، انطلاقاً من استاد أحمد بن علي. وتقدم المزرعة المنتجات العضوية والحرف اليدوية وورش العمل الإبداعية والتدريب المهني والمنتجعات الصحية، مما يجعلها مكاناً مثالياً لقضاء عطلة نهاية أسبوع مريحة، أو ببساطة مكاناً يمكن زيارته لتحفيز الجانب الفني.
الحفلات الغنائية والموسيقية
تقدم قطر للمقيمين والزوار من عشاق الفن والموسيقى، العديد من الحفلات لأشهر الفنانين والموسيقيين في ثلاث مواقع مختلفة، حيث يقام في حديقة الفندق في الخليج الغربي حفل غنائي للمطرب العربي وفيق حبيب في 17 يناير، وحفل لعشاق الموسيقى الإلكترونية تقدمه الفرقة السويدية "سويدش هاوس مافيا" في 19 يناير، وعروض فرقة "باك ستريت بويز" الشهيرة في 26 يناير، وفرقة البوب روك الشهيرة "ون ريبابليك" في 1 فبراير. يمكنكم حجز التذاكر الخاصة بهذه العروض من خلال هذا الرابط الإلكتروني: https://tickets.virginmegastore.me/qa
أما على المسرح المكشوف بالحي الثقافي "كتارا"، يمكن لعشاق الموسيقى حضور حفلات غنائية لعدد من المطربين العرب منهم موضي ورحاب الشمراني في 27 يناير، والفنانة اللبنانية نجوى كرم في 1 فبراير، والفنان المغربي الفرنسي أمين بودشار في 8 فبراير، والفنانة المصرية أمل ماهر في 11 فبراير. يمكنكم حجز التذاكر الخاصة بهذه العروض من خلال هذا الرابط الإلكتروني: https://www.eventat.com/home
كما يستضيف مركز قطر الوطني للمؤتمرات حفل غنائي للفنان ناصيف زيتون في 3 فبراير.
مرحباً آسيا
بالتزامن مع حلول فصل الشتاء المميّز في قطر، يرحب درب لوسيل بعشاق كرة القدم في مهرجان "مرحباً آسيا" الذي سيُقام في 10 يناير ويستمر حتى 10 فبراير 2024. ويستعد درب لوسيل ليُزين سمائه بأنوار وإضاءة رائعة، إلى جانب أعلامٍ وديكورات تُثري المشهد الثقافي للبلاد. ويضم مهرجان "مرحباً آسيا" أكشاك تقدم أشهى الأطعمة والمشروبات للمشجعين أثناء تشجيعهم لمنتخباتهم الوطنية. كما يضم المهرجان 24 ركناً يمثل كل منها جانب من ثقافة بلدان الفرق المتنافسة خلال البطولة، مثل: قطر، والصين، والهند، وكوريا الجنوبية، ولبنان. لذلك ندعو المشجعين للحضور والمشاركة بالاحتفالات والعروض الترفيهية في مدينة لوسيل ودعم منتخباتهم الوطنية.
فن عمارة مبتكرة
تتميّز قطر بالعمارة الحديثة والمذهلة. حيث سيحظى المشجعون المتوجهون إلى استاد المدينة التعليمية بنظرة عن قرب على مكتبة قطر الوطنية التي يشبه تصميم مبناها ورقتين فوق بعضهما مطويّتين من الزوايا ومسحوبتين إلى الأعلى بحيث يشكل الفراغ بينهما ما يشبه شكل الصدفة. كما يمكنهم الاطلاع على التصميم المعاصر لجامع المدينة التعليمية، ذي المنارتين. تستحق كل من مكتبة قطر الوطنية ومركز المنارتين الاستكشاف من الداخل مع مقهى المكتبة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، واستوديو الموسيقى، وزوايا القراءة، والجولات الإرشادية في المسجد. وفي منطقة الوكرة، يمكن للزوار زيارة مسجد أبو منارتين، للتعرف على هندسته المعمارية غير التقليدية التي تحاكي أربعينيات القرن العشرين.
وجهات جذّابة
تم افتتاح حديقة ميريال المائية في جزيرة قطيفان الشمالية، مع ألعاب ذات تصميم مستوحى من تاريخ دولة قطر في استخراج النفط. ويعد البرج الأيقوني في الحديقة، الأطول والأول من نوعه في العالم. كما يمكن زيارة لوسيل وينتر وندرلاند في جزيرة المها بالقرب من استاد لوسيل، مع 50 لعبة تشمل 25 لعبة عائلية، و 15 لعبة للأطفال، و 10 جولات مثيرة، و 395 أفعوانية، وعجلة فيريس بطول 150 قدماً.
أسواق ليلية وبازارات
يتواجد سوق الدحيل الليلي داخل استاد عبد الله بن خليفة، ويعتبر السوق الليلي الرائد في قطر، ويُقدم تشكيلة رائعة من الأطعمة الشعبية والقهوة والكرك. في حين يتواجد السوق الجديد "داون تاون" بالقرب من حديقة أسباير ويحتضن عدة مطاعم ومقاهي تقدم باقة متنوعة من الوجبات اللذيذة الخفيفة والقهوة.
يُمكن للزوار قضاء عطلة نهاية الأسبوع في سوق تربة للمزارعين الذي يقام في المدينة التعليمية كل سبت ويُقدم المنتجات المحلية، والحرف اليدوية، والأطعمة الطازجة ليستمتع بها الزوار. وبإمكانكم العثور على سوق الوكرة بالقرب من استاد الجنوب، حيث يمكنكم التنزه على شاطئ البحر تحت أشعة شمس الشتاء الدافىء، والاستمتاع بتناول مجموعة من المأكولات، وخاصة المأكولات البحرية، واستكشاف المتاجر التي تبيع المنتجات العربية التقليدية.
لمحبي الحيوانات
يقع مضمار الشحانية لسباق الهجن على بعد 20 دقيقة بالسيارة من استاد أحمد بن علي، والذي يستضيف العديد من سباقات الهجن على مدار العام. يُمكن للزوار الاستمتاع بكل من السباقات وفعاليات ترويض الهجن التي تقام هناك كل صباح. ويعد الشقب، بالقرب من استاد المدينة التعليمية، وجهة جذّابة لعشاق الفروسية لمشاهدة فعاليات ركوب الخيل، بالإضافة إلى ذلك، سيقام مهرجان كتارا الدولي للخيل العربية في الفترة الممتدة من 1 حتى 11 فبراير، بإمكانكم الاستمتاع بمشاهدة مختلف الخيل العربية الأصيلة وهي تتنافس وتظهر مهارتها الفائقة. ومن المعروف أن هذه الخيول تمثل رمز للقوة والفخر والاعتزاز بالثقافة العربية.
البطولات الرياضية
تُقام بطولة العالم للألعاب المائية الدوحة 2024 في 2 فبراير وتستمر حتى 18 فبراير 2024 في قبة أسباير، وميناء الدوحة القديم، ومركز حمد للألعاب المائية. وستستضيف هذه البطولة 2600 رياضي من أفضل الرياضيين من أكثر من 190 دولة حول العالم. وسيتنافس اللاعبون جميعاً على 75 ميدالية، وعلى فرصة التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024. وتشمل الرياضات السباحة (المفتوحة والفنية)، والغوص والغطس العالي، وكرة الماء. يُمكن للزوار مشاهدة العروض المائية المذهلة للرياضيين الذين قدموا من جميع أنحاء العالم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تصعيد بوقت خاطئ.. هل يُعيد مقتل 6 مصريين على يد الشرطة مشهد يناير؟
شهد الشارع المصري مؤخرا بعض الأحداث الأمنية التي تتشابه إلى حد كبير مع إرهاصات ما قبل ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، التي مهدت لها واقعة مقتل الشاب المصري خالد سعيد في 6 حزيران/ يونيو 2010، على يد قوات الشرطة.
وفي وقائع مماثلة؛ تتوالى وفيات مواطنين موقوفين على ذمة قضايا جنائية وسياسية في مراكز وأقسام الشرطة المصرية، حي توفي 6 مصريين هذا الأسبوع بما نسبت إلى عنف الشرطة، ما رأى فيه مراقبون تصعيدا أمنيا خطيرا في الوقت الخاطئ وقد يؤدي لانفجار شعبي.
قتيل في بلقاس وآخر في الصف
وصدمت مدينة بلقاس بواقعة مقتل الشاب أيمن صبري (21 عاما) تحت التعذيب -وفق رواية الأهالي- بمركز شرطة المدينة بمحافظة الدقهلية السبت الماضي، وعاشت مدينة "الصف" واقعة مماثلة في مركز شرطة المدينة بمقتل الشاب كريم محمد عبده بدر (26 عاما)، الأحد الماضي، ليخرج أهالي بلقاس في تظاهرة غاضبة.
احتجاز "المعصرة" وقتيلي "بولاق الدكرور"
واقعتا "بلقاس" و"الصف"، سبقتهما واقعة قسم شرطة "المعصرة"، الجمعة الماضية، باحتجاز شابين مصريين لضباط وأفراد الأمن الوطني بالقسم، وهو ما تبعته تأكيدات حقوقية بمقتل الشابين على يد قوات الأمن بعدها بأيام.
وعلى طريقة اقتحام ثوار 25 يناير 2011، مقرات الأمن الوطني، تمكن الشابان محسن محمد مصطفى، وأحمد عبدالوهاب، الجمعة الماضية، من اقتحام قسم شرطة المعصرة وقاما باحتجاز ضباط وأفراد الأمن الوطني 5 ساعات، مطالبين بفتح معبر رفح البري.
واقعة المعصرة، أحدثت ردود فعل هائلة في الشارع المصري ورأي فيها مراقبون أنها أسقطت هيبة أهم قطاع في الداخلية، وأكدت أن مستوى الاحتقان في الشارع على خلفية ما يحدث في غزة قد بلغ ذروته؛ وأن ردود الأفعال المصرية لم تعد قابلة للتنبؤ.
وفي 20 تموز/ يوليو الجاري، أعلنت قوات الأمن المصرية عن مقتل المصريين أحمد محمد عبدالرازق، وإيهاب عبداللطيف محمد، في شقة بمنطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة غرب القاهرة، يوم 7 تموز/ يوليو الجاري، موجهة لهما اتهامات بالشروع في تشكل خلية إرهابية، لتوثق منظمات حقوقية وقائع تهدم رواية الشرطة حول الواقعة.
الوقائع الأربعة السابقة، أصدرت وزارة الداخلية بشأنها بيانات تؤكد عدم ضلوع ضباطها وأفرادها في ارتكاب تلك الجرائم، مؤكدة أن الوفيات في الواقعة الأولى والثانية "لا تحمل شبهة جنائية"، وهو ما يتنافى مع شهادات شهود وثقتها منظمات حقوقية.
غضب في بلقاس على طريقة يناير
ومساء الأحد الماضي، خرج غاضبون مصريون للشوارع في مدينة بلقاس احتجاجا على قتل الشاب أيمن صبري داخل قسم الشرطة، هتفوا مطالبين برحيل السيسي، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة، التي رد بإطلاق النار لتفريق المتظاهرين.
ذلك المشهد نقلته مقاطع صورها مواطنون، وأكد متابعون أنها تتشابه مع أحداث ثورة 25 يناير 2011، ومع أحداث الغضب بمواجهة الانقلاب العسكري 3 تموز/ يوليو 2013، وفي تظاهرات 20 أيلول/ سبتمبر 2019، و2020، المطالبة برحيل السيسي.
???? احتجاجات أمام محكمة بلقاس بعد وفاة الشاب أيمن صبري تحت التعذيب داخل مركز شرطة #بلقاس بمحافظة الدقهلية ومناوشات مع قوات الأمن في محيط المحكمة. pic.twitter.com/qTS5sMU9OU — Ali Bakry (@_AliBakry) July 27, 2025
حملات اعتقال وأحكام قاسية وتحريض إعلامي
في السياق، تتوالى حملات اعتقال طالت معتقلين سابقين ممن جرى إخلاء سبيلهم سابقا، في حملات مكبرة ومتتابعة منذ الجمعة الماضية، وسط تحذيرات حقوقية من تبعات تلك الحملة على المعارضين والمدونين.
في ذات الإطار، تواصل السلطات القضائية أحكامها بحق المعتقلين السياسيين، إذ قضت محكمة "جنايات أمن الدولة" (طوارئ)، الاثنين، من مجمع محاكم بدر، بالسجن المشدد 5 سنوات على أحمد أبوالفتوح، نجل المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب "مصر القوية" والمعتقل منذ 2018، الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.
وأصدرت محكمة جنايات القاهرة، من ذات مجمع المحاكم في بدر، أحكاما مشددة بالسجن بحق 30 معتقلا مصريا، بينهم أطفال، بالقضية المعروفة إعلاميا باسم "خلية الجوكر"، والذين جرى اعتقالهم على خلفية تظاهرات دعا لها المعارض المقيم بالخارج محمد علي.
وتحقق نيابة أمن الدولة العليا مع الناشط السياسي، أحمد دومة، في قضية جديدة، وفقا لما أعلنه دومة، عبر "فيسبوك".
وإلى جانب التصعيد الأمني والقضائي، صعدت الأذرع الإعلامية للنظام المصري من لهجتها، إذ طالب المذيع أحمد موسى السبت الماضي، السلطات باستخدام "القوة الغاشمة"، و"تنفيذ أحكام الإعدام"، بحق مئات من المعتقلين الصادرة بحقهم منذ العام 2013، وأغلبهم من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين.
مطالبات بالتهدئة
قراءات كثيرة من سياسيين تؤكد أن التعامل الأمني الغليظ من النظام المصري على مدار 12 عاما وانغلاق السبل أمام الشباب قد تدفع لثروة غضب عارم.
وتطالب شخصيات مصرية بتهدئة الأوضاع، وحل أزمة المعتقلين، وتخفيف القبضة الأمنية، ومطالبة النظام بمراجعة سياساته الأمنية، ووقف التعامل العنيف والأسلوب القمعي، وفتح الباب لاندماج الشباب المعتقل سابقا في المجتمع.
والأسبوع الجاري، وقع عشرات السياسيين والنشطاء والصحفيين والحقوقيين المصريين على بيان يدعو لإخلاء سبيل المعتقلين المصريين في سجون السيسي، في خطوة قد تكون هي الأولى التي تجمع هذا العدد والنوعية من أسماء لشخصيات وازنة ولها ثقل سياسي وعلمي.
بفعل أزمتي غزة والغلاء
وأكد مصريون في حديثهم لـ"عربي21"، على تنامي حالة الغضب، بفعل أزمات الاقتصاد والغلاء والفقر وانتشار الجريمة من السرقة إلى تجارة المخدرات وأعمال البلطجة في الشارع المصري، إلى جانب ضغوط الفشل الحكومي والإداري في الكثير من الملفات.
ويشير البعض إلى أزمة انقطاع الكهرباء والمياه والإنترنت والاتصالات التي ضرب محافظة الجيزة على مدار الأيام الماضية، نتيجة عطل في محطة كهرباء "جزيرة الذهب"، وإلى واقعة سيدة مصرية طالبت محافظ القاهرة بكيلو من اللحوم، ملمحين إلى أنها تؤكد حجم أزمة النسبة الغالبة من المصريين.
وذهب البعض، حد التأكيد على أن حالة الغضب في الشارع المصري، من تعامل النظام المصري مع أزمة تجويع وحصار شعب غزة على الحدود الشمالية الشرقية لمصر، قد تقود إلى ردود فعل أشد غضبا، مشيرين إلى أنها سبب واقعة "قسم المعصرة"، ووقائع غلق السفارات المصرية في الخارج.
غليان قادم والنداء الأخير
وتحت عنوان "نصيحة مخلصة"، تحدث رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" الحكومية الأسبق عبدالعظيم حماد، عن وقائع: "المعصرة، وبلقاس والجيزة، وكفر السنابسة، وحريق سنترال رمسيس، وقانون إيجارات وإخلاء المساكن القديمة، واستفزازات الساحل الشرير، وحكومة العلمين، مقابل عجوز تتمنى أكل اللحمة، والمداهمات الأمنية، وغزة، والانتخابات البرلمانية".
وقال حماد، عبر "فيسبوك": "الغليان يبدأ بفقاعة هنا، وثانية هناك، وثالثة بينهما، ثم رابعة، وخامسة، وفجأة يهدر سطح الوعاء كله"، مؤكدا أنه "لابد من إطفاء اللهب وفتح الغطاء وإلا فاض الطوفان الحارق"، موضحا أنه قال مثل ذلك لمن يعنيهم الأمر علمي 2009 و2010، ولم يهتموا.
وتحت عنوان: النداء الأخير، تساءل نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية إسلام الغمري: "هل تقترب مصر من ساعة الإفاقة أم الانفجار؟"، قائلا: "ما تشهده مصر اليوم ليس أزمة اقتصادية فقط، ولا اضطرابا سياسيا عابرا، بل تراكم ممتد لأخطاء منهجية أنتجت حالة وطنية مشحونة، بلغ فيها الاحتقان حدودا خطرة".
وأكد عبر "فيسبوك"، أن "أعراض الانفجار أصبحت مرئية للجميع، من مراكز الأبحاث إلى المقاهي، من أجهزة الأمن إلى العواصم الأجنبية".
وفي تقديرهم لنتائج التصعيد الأمني والقضائي والإعلامي بحق المصريين من قتل واعتقال وأحكام قاسية، وتأثيره على وضع الشارع المصري الغاضب، من سياسيات النظام المصري الأمنية والاقتصادية والداخلية والخارجية، تحدث سياسيون مصريون لـ"عربي21".
"غباء متكرر"
وعن تلك الحالة من تعنت النظام تجاه المصريين، قال السياسي المصري والقيادي السابق بحزب "الاستقلال" عادل الشريف، إن "غباء مبارك، وشرطته يتكرر وبشكل أوسع، وكأنهم لم يروا سيناريو 25 يناير 2011".
الخبير في الشؤون العسكرية والعميد السابق بالجيش المصري، أضاف لـ"عربي21"، أنه "الجزاء الوفاق الذي يحمل انتقاما من كل من خذل وخان وأفسد يدق على أبواب مصر وسائر المنطقة بقوة".
ولفت إلى "أن كلمات الشاب أحمد الشريف، صاحب واقعة قسم شرطة المعصرة، هي أيقونة الربيع القادم"، متوقعا أن "يستمر القمع في مصر أكثر وتحتقن الصدور الغاضبة أكثر".
"مهتز ومرعوب"
ورغم إجراءات القمع، قال عضو اتحاد القوى الوطنية المصرية الدكتور حسام فوزي جبر، إن "النظام مهتز ومرعوب، وأكثر ما يوضح ذلك هو استنجاد السيسي، أمس، بترامب لكي يظهر للناس أنه لم يُقصر، وأن الموضوع الخاص بفتح معبر رفح ليس بيده، وإنما بيد ترامب".
رئيس لجنة "فُض المنازعات" بسيناء سابقا، أكد لـ"عربي21"، أن "هذا كذب وتضليل، ولكن يظهر جبنهم وخوفهم في زلات ألسنتهم وتحركاتهم واستنجادهم بدول الاحتلال".
وحول حجم التشابه بين المشهد الحالي ومشهد ما قبل ثورة 25 يناير، من قتل واعتقال وانتخابات مزورة وتعالي النظام، ومدى إمكانية تكرارها، يرى فوزي، أن "إمكانية تكرارها بنفس الشكل صعب".
لكنه يعتقد أن "حالة الاحتقان والانفجار واردة، والآن أصبحت واضحة أكثر من ذي قبل؛ فلو لم يتدخل الجيش بعزل السيسي واستبداله بغيره، فإن كل السيناريوهات مطروحة وبقوة".
ويلفت معارضون إلى أن رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، يستشعر هذا الخطر، خاصة بعد كلمته موضحين أنه في المقابل يتخذ إجراءات قمعية ويغير في قيادات وزارة الداخلية، ملمحين إلى عزل مساعد الوزير لقطاع الأمن الوطني اللواء عادل جعفر، بعد واقعة الأمن الوطني في قسم المعصرة.
والاثنين، ظهر السيسي، في كلمة مسجلة تحدث فيها لأول مرة وبشكل خاص عن أزمة تجويع أهل غزة، موجها حديثه للمصريين، قائلا إن "دورنا دور محترم وشريف وواضح ويقوم على دعم وقف الحرب وإدخال المساعدات"، ما قرأ فيه البعض محاولة لتخفيف حدة الغضب الشعبي.