مؤتمر الحج والعمرة يستعرض تطور القطاع.. مبادرة «طريق مكة» هدية خادم الحرمين لضيوف الرحمن
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
البلاد – جدة
تناولت جلسات مؤتمر الحج والعمرة المنعقد في جدة أمس، عددًا من الجوانب ذات الصلة بالجهود الكبيرة للمملكة في تطوير الخدمات لضيوف الرحمن، وما يشهده القطاع من تقدم متسارع؛ بما يعزز سبل الراحة والسلامة للحجاج والمعتمرين والزائرين.
فقد أكد معالي مدير عام الجوازات الفريق سليمان بن عبدالعزيز اليحيى، أن مبادرة طريق مكة تعد هديةً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لضيوف بيت الله الحرام، التي تتمحور على إنهاء إجراءات الحجاج من بلدانهم مباشرةً؛ وتهدف إلى تقليص عدد الإجراءات والمدة الزمنية، والارتقاء بخدمات الحج، وإلغاء وقت الانتظار في صالات الوصول، ونقل أمتعة ضيوف الرحمن إلى مقر إقامتهم.
وأوضح أن المبادرة استفاد منها 7 دول، تمت خدمة حجاجها من مطارات بلدانهم، وهي: باكستان، وماليزيا، وإندونيسيا، والمغرب، وبنجلاديش، وتركيا، وكوت ديفوار، واستفاد منها 242,272 حاجًا في عام 2023م خلال موسم الحج لعام 1444هـ.
وعدّ المبادرة جزءًا من مستهدفات رؤية المملكة 2030، وجزءًا هامًا من برنامج خدمة ضيوف الرحمن، مُرحبًا بالبلدان التي ترغب بالانضمام إلى مبادرة طريق مكة، سواء التي سبق أن شاركت بالمبادرة أو البلدان الأخرى، مشيرًا إلى اشتراطات معينة يجب للدولة الراغبة بالانضمام بتنفيذها كاملة، ومنها: أن الطائرة المغادرة من الدولة المنضمه في المبادرة، يجب أن يكون جميع راكبيها من الحجاج، ولتطبيق المبادرة يجب تطبيق اشتراطات سلامة وصحة المعلومات إلى التواصل مع المطارات في بلدانهم.
أتمتة الخدمات
وفي جلسة أخرى عُقدت بعنوان ” تكامل البيانات والمعلومات لخدمة ضيوف الرحمن” أوضح معالي مدير مركز المعلومات الوطني الدكتور عصام الوقيت، أن منصة استشراق تقوم بتحليل البيانات لخدمة صناع القرار، عادًا المملكة من الدول الرائدة في تفعيل التقنيات الرقمية في إدارة الحشود، ومشيرًا إلى أن أتمتة الخدمات كانت سابقًا تعد من الرفاهيات، أما اليوم فقد باتت أحد المتطلبات الضرورية للحياة.
واستعرض عددًا من مجالات توظيف الذكاء الاصطناعي المستخدمة في العام الماضي، حيث تم تحليل حركة السير من خلال 500 كاميرا في 20 موقعًا بمكة والمشاعر، وهو ما يسهم في عملية اتخاذ القرار الصحيحة.
من جانبه، أكَّد معالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري، أهمية توثيق الحج وأثره المستقبلي، حيث إن المملكة العربية السعودية اعتنت بمناسك الحج منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود- طيب الله ثراه- وتحرص على مواكبة العصر في تطوير الخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام.
وأشار إلى أن توثيق تجربة الحجاج أمرًا ذات أهمية كبيرة؛ لما يترتب عليه من إثراء تجربة الحاج والحجيج الذين يرون ويسمعون تجربة من سبقهم لنسك الحج، وبيّن أن الجانب الإثرائي يهتم بالإنسان ويتحدث عن تجربة الحاج؛ لذلك كوّنت دارة الملك عبدالعزيز فريقًا متكاملًا من مختلف الدول الإسلامية لتوثيق تجربة حجيجهم في موسوعة الحج والحرمين الشريفين؛ وذلك لإبراز الجوانب الثقافية المتعلقة بكل دول في موسم الحج كل عام، وتنقسم الموسوعة على أربعة أقسام: الحج عبر العصور، والحج والحجاج في دول العالم، وطرق الحج، وخدمات الحج والحرمين الشريفين، مؤكداً أن المملكة لا تفخر بأرقام الحج الهائلة؛ بل تفخر وتعتز بجودة الخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: مبادرة طريق مكة
إقرأ أيضاً:
بوابة قصر الملك عبدالعزيز بـ «لينة».. معلم تاريخي شامخ وحضور متجدد في الذاكرة الوطنية
على بُعد 105 كيلومترات جنوب رفحاء، تقف بوابة قصر الملك عبدالعزيز بقرية لينة التاريخية شامخةً باعتبارها أقدم البوابات العمرانية في منطقة الحدود الشمالية، وواحدة من الشواهد الحية على عمق التاريخ وثراء الهوية المعمارية في منطقة الحدود الشمالية.
وتتميز البوابة بتصميمها النجدي العريق، حيث تبلغ مساحتها 14.4 مترًا مربعًا، وشُيّدت قبل ما يقارب قرنًا من الزمان، وتحديدًا في (1354 - 1355هـ)، باستخدام مواد البناء التقليدية المتمثلة في الطين واللبن والحجارة، إلى جانب خشب الأثل وسعف النخيل، ويمنح هذا المزيج المعماري البوابة طابعًا تراثيًا أصيلًا حافظ على قوته وتماسكه على مر السنين.
وتُعد البوابة أحد أبرز معالم القصر التاريخي الذي ارتبط بتاريخ المنطقة ومسارات الدولة السعودية، كما تجسد في تفاصيلها روح العمارة الإسلامية والنجدية التي ما زالت تقف شاهدة على مهارة البنّاء القديم وجماليات الفن المعماري المحلي.
وتحظى لينة التاريخية بأهمية استراتيجية متجذرة، إذ تقع على طريق تجاري قديم كان يربط وسط الجزيرة العربية بالعراق عبر درب زبيدة الشهير، ما جعلها محطة رئيسة للقوافل وملتقى للتجار بين العراق والشام والجزيرة العربية؛ كما اشتهرت بوفرة مياه آبارها التي أسهمت في ازدهارها الاجتماعي والاقتصادي عبر العصور.
وبقيت بوابة القصر -بما تحمله من رمزية تاريخية- معْلمًا بارزًا يجسد أصالة الماضي وامتداده في الحاضر، لتبقى إحدى أهم الوجهات التراثية التي تعكس الذاكرة العمرانية والثقافية والتاريخية لمنطقة الحدود الشمالية.