لجريدة عمان:
2025-07-13@02:56:56 GMT

في الموت والغياب

تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT

«لا حقيقة نتعامل معها وكأنها الوهم مثل الموت» - مصطفى محمود

لم تُتِح لي الزيارة الأخيرة للبلدة فرصة الحديث إليه، فكانت آخر مرة رأيته فيها قبل يومين فقط من رحيله المفاجئ، تمامًا بعد فراغنا من صلاة العشاء. ما شاهدته بعدها إلا وهم يَحثُون عليه التراب في فجر يوم كئيب من أيام هذا الصيف.

كُنا قد اعتدنا أن نتحاور «واقفيّن» لمدة تتجاوز كثيرًا ربع الساعة حول أمور مختلفة، نتداول فيها المهم من أحوال الأصدقاء، وأخبار البلدة، وآخر ما كُتب من أشعار، لم يكن ينسى أن يُطلعني على جديد جهوده الرياضية، التي ظلت جزءًا مهمًا من حياته بعد التقاعد، كنا نُطلق العنان لأحاديث خاصة أيضًا دون تحفظ.

ما خطر ببالي أبدًا أن تكون تلك اللمحة السريعة لوجه «نجيب» وهو يَهِمّ بمغادرة المسجد هي الأخيرة، وأن الموت يترصده على الأبواب خلال اليومين القادمين، لم أكن مُهيّأً لاستقبال خبر غيابه النهائي، لكنه الموت الذي يطرق الأبواب دون موعد مُسبق، لا يعترف بالتوقعات، ففي تلك الليلة سرقه الموت غفلة من بين أصدقائه الذين كان يجتمع معهم. انطفأ وهج شخص أحببناه تلك الليلة، سقط اسمه الذي عُرف به منذ ولادته، وكأن الجميع كانوا متفقين سلفًا على تجريده مما يدل على وجوده، هكذا يسقط اسم الإنسان بصورة تلقائية منذ اللحظة التي تفارق فيها روحه جسده، فيتحول في الحال من «فلان الفلاني» إلى «الغائب» أو «الهالك» أو «الجنازة».على رأس قبره أعلنوا عن موقع عزاء «نجيب»، عاد الجميع إلى حيواتهم. وأنا في طريق العودة من المقبرة، سلكت طريقًا ضيقًا يُفضي إلى المخرج الرئيسي، شاهدت القبور العتيقة وقد اندرست معالمها، شجرٌ استوطن أركان المقبرة، بيوت مُقامة حديثًا تنتظر زُوّارها الجُدد، اخترقت آذاني أحاديث متداخلة لا تَمتُّ للموت وعوالمه بصلة، قفز في ذهني سؤال وحيد: هل عاش «نجيب» خمسين عامًا أم أيامًا معدودات؟

جاوزت حدود المقبرة، كانت ملامح وجهه تتشبث بمخيلتي، كنت أحاول استيعاب رحيله المُفجع، فانفتح باب واسع من التذكر لأحبة وأصدقاء ومعارف رحلوا باكرًا، شعرت بكآبة عميقة واشتياق مُزلزِل للحديث إليه حول أحلامه التي لم تتحقق، قصائده التي لم تكتمل، مواعيد منحها بسخاء وشاء ربه ألا يوفي بها، وفي لحظة يقين بقدر الله الذي لا رادّ له، لمحته يبتسم ويبتعد قليلًا قليلًا.

النقطة الأخيرة..

«من لم يكن الموت له واعظًا فلا واعظ له» - مثل عربي

عُمر العبري كاتب عُماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

نجيب جبرائيل: قانون الأحوال الشخصية يمنع التحايل بتغيير الملة

تطرق الدكتور نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان وخبير الأحوال الشخصية إلى ما وصفه بـ"ماراثون الطلاق"، مشيرًا إلى بروتوكول التعاون بين الكنيسة الأرثوذكسية وكنيسة السريان الأرثوذكس، الذي يسمح للبعض بتغيير الملة والحصول على حكم مدني بالطلاق، ثم البحث عن تصريح زواج جديد من الكنيسة، وهي عملية قال إنها مليئة بالتعقيدات.

 إثبات الزنا أمام المحكمة

وأشار خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج نظرة المذاع على قناة صدى البلد إلى أن بعض الزوجات لا يستطعن إثبات الزنا أمام المحكمة، لكن يمكن للكنيسة إصدار تصريح زواج جديد إذا اقتنعت بوقوع الخيانة، مضيفًا أن وجود ما يُعرف بـ"الزنا الحكمي" – مثل الرسائل الإلكترونية أو محادثات الفيسبوك – لا يُعتد به قانونًا بسهولة، رغم أنه مؤشر على انهيار العلاقة الزوجية.

قانون الأحوال الشخصية .. ضمانات مُشدّدة لنفقات الزوجة والأبناءقانون الأحوال الشخصية يحمي حقوق الأسرة ويشدد على التزام الزوج بالنفقة

وكشف جبرائيل أن القانون الجديد، بعد التعديلات الأخيرة، يقترح فترة انفصال لا تقل عن ثلاث سنوات (سواء بوجود أولاد أو بدون)، قبل اللجوء لطلب التطليق، موضحًا أن ذلك يُعد تيسيرًا مهمًا مقارنة بما كان معمولًا به سابقًا من اشتراط خمس سنوات.

وأشاد بالنص الجديد الذي يمنع التحايل بتغيير الملة، حيث ينص على تطبيق لائحة الكنيسة التي تم فيها الزواج، مهما تغيرت الطائفة لاحقًا، مؤكدًا أن ذلك سيغلق باب التلاعب ويمنع استغلال الثغرات القانونية للوصول للطلاق.

وشدد جبرائيل على أن القانون الجديد أصبح ضرورة ملحة، وليس مجرد تعديل تشريعي، مضيفًا: "مش ممكن أستنى زوجة عندها 40 سنة كمان خمس سنين علشان تاخد تصريح زواج، ده معناه إن فرصة تكوين أسرة جديدة هتضيع منها". وأكد أن الهدف هو الوصول لقانون يحقق التوازن بين العقيدة المسيحية والواقع الاجتماعي المتغير.

طباعة شارك الأحوال الشخصية نجيب جبرائيل الكنيسة الأرثوذكسية كنيسة السريان الأرثوذكس الرسائل الإلكترونية

مقالات مشابهة

  • المرور يوضح غرامة القيادة على أكتاف الطريق والمسارات التي تُمنع القيادة فيها
  • التعليم تنفي تأجيل قرار تخصيص 20% من الدرجات للحضور والغياب بالإعدادية لـ2027
  • السعودية.. فيديو الأمير الوليد بن طلال يزور الفيلا التي ولد فيها يثير تفاعلا
  • نجيب جبرائيل: حالات الطلاق بين المسيحيين 25% من إجمالي الزيجات
  • عقب الهجمات الحوثية الأخيرة.. ارتفاع كبير لتكاليف تأمين السفن التي تمر عبر البحر الأحمر
  • نجيب جبرائيل: قانون الأحوال الشخصية يمنع التحايل بتغيير الملة
  • ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
  • الحالات التي يباح فيها للمصلي قطع الصلاة .. الإفتاء توضح
  • عاجل تحديث في "منصة قبول" يتيح للطلاب الإطلاع على الرغبات التي لم يحققوا فيها شروط الأهلية الخاصة بالجامعات والتخصصات