الجزيرة:
2025-05-30@12:59:27 GMT

كيف تُحافظ على قدرتك على التعلّم طوال حياتك؟

تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT

كيف تُحافظ على قدرتك على التعلّم طوال حياتك؟

التعلّم حالة مستمرة تتواصل طوال الحياة، وفي اللحظة التي تفقد فيها قدرتك على التعلم تفقد معنى الحياة، وربما كانت القدرة على التعلم المستمر من أسرار النجاح، فالناجحون أناس في حالة تعلم مستمر، ومن النادر أن تجد شخصا ناجحا في الحياة لا يقرأ أو يتعلم شيئا جديدا كل يوم.

التعلم والقراءة يطيلان العمر

هناك بعض الأساطير المتداولة من مثل أن الإنسان عندما يتقدم به العمر تقل قدرته على التعلم، وهذا غير صحيح، وذلك لأن الحفاظ على أدمغتنا نشطة في مناطق جديدة له فوائد معرفية عديدة.

فوفقًا لإحدى الدراسات العلمية، فإن الذين يقومون بالحياكة أو النجارة أو ممارسة الألعاب أو استخدام أجهزة الحاسوب أو القراءة، يتمتعون بقدرات معرفية أكبر مع تقدمهم في العمر.

كما وجدت أبحاث أخرى، أنه كلما زاد مستوى تعليمك، أو زاد نشاطك المعرفي المحفز، قل خطر إصابتك بأمراض الكبر مثل مرض ألزهايمر.

ووجدت دراسة علمية أخرى أن التعلم يمكن أن يطيل العمر، فالذين يقرؤون الكتب لأكثر من 3.5 ساعات في الأسبوع هم أقل عرضة للوفاة بنسبة 23% مقارنة بغيرهم، وذلك بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post).

وفوائد التعلم المستمر كثيرة لا حصر لها، وبالذات في زمن الذكاء الاصطناعي، إذ تحلّ الآلات محل البشر في عدد كبير من الوظائف والمهن. فحسب تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي، سيرتفع معدل الاعتماد على الآلات في جميع أنواع الوظائف إلى 52% بحلول عام 2025، وستقضي الأتمتة والروبوتات والذكاء الاصطناعي على 85 مليون وظيفة على مستوى العالم في الفترة نفسها.

ومن هنا، فإن تعلم مهارات جديدة يصبح أمرا حتميا ولازما للحفاظ على التطور المهني والوظيفي، أو تعلم مهن ومهارات جديدة تنسجم مع روح العصر.

تعلّم مهارات جديدة أصبح أمرا حتميا ولازما للحفاظ على التطور المهني والوظيفي (غيتي) كيف تدعم قدرتك على التعلم؟

هناك عوامل عديدة تدخل في عملية الحفاظ على قدرتنا على التعلم في مختلف مراحل الحياة، بغض النظر عن تقدمنا في السن، ومن أهمها بحسب ما ذكرت مجلة "نيوزويك" (Newsweek):

متطلبات جسدية:

النوم: للنوم آثار مباشرة وفورية على التعلم، فهو بالغ الأهمية لعمليات التعلم والقدرة على التذكر، والحكم الصحيح على الأشياء، وعلينا أن نأخذ عامل النوم في الاعتبار بأي خطة أو مشروع تعليمي أو إبداعي.

التمارين الرياضية: تعمل التمارين الرياضية على تحسين الحالة المزاجية، وتعزز من القدرة على اتخاذ القرار السليم، وتحسن الحالة النفسية حيث تطلق الرياضة "هرمون الإندروفين" (Endorphins)، وهو هرمون السعادة الذي يحسّن من مزاجنا، وكذلك من قدرتنا على التعلم.

نظام غذائي صحي: تظهر مجموعة من الأدلة آثارا مدهشة لنظام غذائي صحي على الأداء الإدراكي، وبالذات في المراحل المتقدمة من العمر.

متطلبات بيئية

أساسيات البيئة الجيدة: إذا كانت بيئة الشخص -بما فيه المجتمع الذي يعيش فيه- لا تدعم رفاهيته، فسوف تتضاءل قدرته على التعلم. وتشمل المتطلبات البيئية الأساسية: الطعام الجيد، وتوفر الرعاية الصحية المناسبة، والمساحة الخاصة بكل شخص، بما في ذلك المنزل الصحي، وأيضا توفر الوقت لممارسة الرياضة والقراءة والنوم. بالإضافة إلى العادات والأعراف الاجتماعية التي تشجع وتدعم الرغبة في التعلم، وتقدم المساعدة العملية عند الحاجة.

السلامة عند الفشل: الفشل غير مسموح به في المجتمعات غير الواعية، ويصبح الشخص الفاشل مدعاة للتندر والسخرية، لكنه ضرورة عند المجتمعات المتحضرة، ذلك لأن الفشل جزء من عملية التعلم، والمجتمعات الواعية تقدم الدعم والأمان لأفرادها عندما يفشلون، وتدعمهم حتى يحاولوا مرات ومرات وصولا للنجاح المنشود.

وتتضمن عملية التعلم قلة الاستيعاب أو الفهم البطيء ونسيان أشياء أساسية واتخاذ خيارات سيئة، فإذا تمت معاقبة هذه التجارب أو جعلها مخزية فسيتم إعاقة التعلم.

وأظهر بحث علمي أجرته الباحثة آمي إدموندسون ونشرته منصة جامعة "ماساشوستش/إم آي تي" (MIT) أن البيئة التي تعزز التعلم هي البيئة التي تزيل "وصمة العار" عن الفشل، بل تحتفل بالأخطاء التي تأتي من عملية التعلم أو التجارب العلمية المثيرة للاهتمام.

الفشل جزء من عملية التعلم، والمجتمعات الواعية تقدم الدعم والأمان لأفرادها عندما يفشلون (غيتي) نصائح لمن هم فوق الستين

يجب أن يدرك من تجاوزوا سن الستين أنهم ما زالوا في قمة العطاء والقدرة على تعلم أشياء جديدة كل يوم، ومن أفضل طرق التعلم هي الجمع بين التمارين والأنشطة البدنية والعقلية، من خلال ممارسة التمارين الرياضية والألعاب البدنية والإلكترونية والرقص، وممارسة تمارين "تاي تشي" (tai chi) والمشي في الهواء الطلق، وذلك لأن إشراك الجسد والعقل معا له تأثير مضاعف على تحفيز القدرة على التعلم.

وعليكم مقاومة الصورة النمطية السلبية للشيخوخة، سواء كانت معتقدات اجتماعية أو داخلية في أذهانكم، كما ننصحكم بالاستمرار في التخطيط للأنشطة والمشاريع المستقبلية، فهناك حياة كاملة ما زالت أمامكم.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

اكتشاف رائد لتشخيص وعلاج الفشل الكلوي المزمن

في سابقة عالمية، تمكن علماء من تحديد جزء صغير من الحمض النووي الريبي "مايكرو آر إن إيه" (microRNA) في الدم قادر على حماية الأوعية الدموية الصغيرة، ودعم وظائف الكلى بعد الإصابات الشديدة.

وتقع ملايين الأوعية الدموية الصغيرة في الكلى، حيث تقوم بتصفية الدم من الفضلات، وتنقل الأكسجين والعناصر الغذائية اللازمة. ويمكن أن تؤدي إصابات الكلى، الناتجة عن الانقطاع المؤقت إلى تدفق الدم واستعادته، إلى انخفاض عدد الأوعية الدموية الصغيرة، مما يُسبب خللا خطِرا في وظائف الكلى. ويعتبر فقدان الأوعية الدموية في الكلى مؤشرا على الفشل الكلوي المزمن.

وقد يكون لهذا الاكتشاف تأثير كبير على التشخيص المبكر والوقاية من مرض الكلى المزمن، حيث لم يكن هناك مؤشر حيوي معروف وموثوق للتحقق من صحة هذه الأوعية الدموية وتطوير أساليب مُستهدفة للحفاظ على وظائف الكلى.

ويعرف المايكرو آر إن إيه (المؤشر الحيوي الجديد) بأنه جزيء صغير من الحمض النووي الريبي أحادي السلسلة الذي يعمل على تنظيم التعبير الجيني بعد النسخ.

وأجرى الدراسة باحثون من جامعة مونتريال في كندا، ونُشرت نتائجها في مجلة "جيه سي آي إنسايت" (JCI Insight)، في 22 مايو/أيار الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

إعلان

وصرحت ماري جوزيه هيبرت طبيبة أمراض الكلى وزراعة الكلى، والباحثة المشاركة في الدراسة: "في حالة الأشخاص الذين خضعوا لعملية زراعة كلى، فإن بقاء الكلى يكون مهددا إذا تغيرت وظائف الكلى بشكل كبير". وباستخدام المؤشر الحيوي المكتشف، يُمكن تطوير اختبار لتقييم حالة الأوعية الدموية الصغيرة في وقت أبكر بكثير. وأضافت: "سيتمكن الأطباء في المستشفيات من تقييم صحة الأوعية الدموية الدقيقة للمرضى الأكثر عرضة للخطر بشكل أفضل".

ويمكن أن يشمل ذلك المرضى المسنين أو الذين يخضعون لعمليات جراحية يتوقف خلالها تدفق الدم مؤقتا، كما هو الحال في عمليات زرع الأعضاء أو التدخلات القلبية الوعائية. وبفضل هذا المؤشر الحيوي، استطاعت الفرق الطبية تأكيد ما إذا كانت تدخلاتها تُحسّن أو تُضعف صحة الأوعية الدموية الصغيرة.

علاج وقائي محتمل

قال فرانسيس مينيولت، المؤلف المشارك للدراسة من جامعة مونتريال: "لاحظنا في البداية مستويات متقلبة من المايكرو آر إن إيه المكتشف في دم الفئران المصابة بإصابات كلوية حادة. ثم تم تأكيد هذه النتائج لدى 51 مريضا خضعوا لزراعة الكلى ممن شاركوا في البنك الحيوي لزراعة الكلى".

لكن الأمر المذهل حقا هو أنه بحقن هذا المايكرو آر إن إيه في فئران تعاني من إصابات في الكلى، تمكنا من الحفاظ على الأوعية الدموية الصغيرة والحد من الضرر الذي يلحق بالكلى، كما قال مينيولت.

في حين أن الحقن المباشر في الكلى يُعدّ طريقة مجدية طبيا أثناء عملية الزرع، ولحماية الأوعية الدموية الصغيرة المتبقية، يُركز العلماء الآن على تقنيات بديلة لنقل المايكرو آر إن إيه إلى الكلى.

وقد يكون الاختبار القائم على هذا المايكرو آر إن إيه المكتشف مفيدا للمرضى الذين يعانون من قصور القلب أو قصور الرئة أو بعض الأمراض العصبية التنكسية.

وقالت هيبرت: "في هذه الحالات الطبية، يلعب فقدان الأوعية الدموية الصغيرة دورا رئيسيا، نظرا لارتباطه بالشيخوخة الطبيعية أو المتسارعة. وعليه، يمكن أن يكون لاكتشافنا تأثير كبير على صحة جميع الكنديين".

إعلان

مقالات مشابهة

  • علماء يكتشفون المفتاح الذهبي لعلاج تلف الكلى ووقف الفشل الكلوي
  • هل تكمن الشيخوخة الصحية في الكربوهيدرات التي تتناولها؟
  • 10 فوائد للمطبخ الكبسولة.. طريقة ذكية ستغير حياتك
  • اكتشاف رائد لتشخيص وعلاج الفشل الكلوي المزمن
  • دراسة جديدة: فيتامين "د" قد يساهم بـ"إبطاء" الشيخوخة
  • تقنية جديدة في التمارين تحمي من الزهايمر
  • برج الأسد .. حظك اليوم الخميس 29 مايو 2025: حافظ على حيويتك
  • نائب محافظ الدقهلية يعقد الاجتماع التحضيري للإعداد لمسابقة مدن التعلم مدى الحياة
  • ومضة الشرارة التي تغير مجرى حياتك
  • مُحافظ الطائف يتفقد مركز الضبط الأمني بالبهيتة ويدشن مبادرة التكامل التنموي