القدس المحتلة-سانا

1.4  مليون فلسطيني من جميع مناطق قطاع غزة نزحوا إلى رفح جنوبه.. المدينة التي لا تتجاوز مساحتها 32 كيلومتراً مربعاً تضم اليوم أكثر من نصف أهالي القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون، حيث اكتظت شوارعها وساحاتها بالنازحين الذين لم يجدوا حتى خياما تؤويهم ويعيشون في العراء.

ويقول عبد الفتاح النجار النازح من منطقة خزاعة شرق خان يونس جنوب القطاع لمراسل سانا: رفح تعيش ظروفا كارثية.

. لا خيام تؤوي النازحين في ظل البرد والأمطار.. ولا مواد غذائية ولا مياه صالحة للشرب.. مئات آلاف النازحين لجؤوا إلى منطقة المواصي غرب رفح هربا من قصف الاحتلال المكثف على المدينة التي انهارت مستشفياتها في ظل هذه الأعداد الكبيرة من النازحين الذين لا زالوا يتدفقون إليها.

محمد العر من سكان مخيم المغازي وسط القطاع يؤكد أن المشهد الإنساني في رفح مروع، قائلاً: ليلاً لا تسمع إلا صوت القصف والانفجارات وسيارات الإسعاف التي لا تتوقف بحثا عن الشهداء والجرحى لصعوبة تحديد مواقعهم مع انهيار شبكات الاتصالات.. ونهاراً مئات آلاف النازحين يتدفقون إلى شوارع المدينة ومحالها التجارية الفارغة من البضائع بحثاً عن طعام لأطفالهم فلا يجدون ما يبحثون عنه.. تسمع صراخ الأطفال الذين يتضورون جوعاً بعد نفاد الحليب والطعام.. رفح منكوبة ووضعها كما كل مناطق قطاع غزة كارثي.

الشاب محمد الكفارنة الذي يقيم في مركز إيواء بالمدينة يقول: فشلت جميع جهودي لنقل نجلي الجريح إلى أحد مستشفيات رفح التي تستقبل الشهداء والجرحى في ساعات الليل ما ضاعف من معاناته وجروحه الملتهبة، بسبب القصف المستمر، وخاصة من طائرات الاحتلال المسيرة التي تستهدف كل شيء يتحرك، مبيناً أن علاج نجله لا يتوفر في مستشفيات القطاع، حيث يحتاج لعدة عمليات في أطرافه التي تلفت أعصابها بعد أن مزقتها شظايا صواريخ الاحتلال.

حال الكفارنة ليس الوحيد فثمة أكثر من 6 آلاف جريح بحاجة ماسة للعلاج خارج القطاع لعدم قدرة مستشفياته على علاجهم بسبب تدمير الاحتلال الغاشم للمرافق الصحية، وفي مقدمتها مجمع الشفاء الطبي.

إياد حمد الذي يقيم هو الآخر في خيمة قرب دوار العودة وسط رفح يروي جانباً من مأساة النازحين الجرحى قائلا: استشهد شقيقي وزوجته وأطفاله في قصف استهدفنا داخل مركز إيواء تابع لوكالة الأونروا، أما أنا فأصبت بجروح في الأطراف أفقدتني القدرة على الإحساس بأي شيء.. ولم يستطع الأطباء الذين لا يمتلكون الأجهزة الطبية المناسبة إخراج شظايا صواريخ الاحتلال ما أفقدني القدرة على تحريكها، وخاصة يدي اليمنى.

ويضيف: مع نفاد غاز الطهي في القطاع منذ بدء العدوان.. قمت بإشعال النيران لطهي الطعام لأطفالي داخل الخيمة.. واحترقت يدي اليسرى الجريحة ولم أشعر بالألم لأن الأعصاب تلفت وفقدت بسبب ذلك الإحساس، مشيراً إلى أن آلاف الجرحى والمرضى داخل مراكز الإيواء في رفح يبحثون عن علاج ودواء دون جدوى والمستشفيات غير قادرة على متابعة حالتهم الصحية في ظل أعدادهم الكبيرة التي تزداد كل ساعة نتيجة قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة.

محمد أبو شباب

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يخلي قسرا مستشفى العودة وينذر مناطق بشمالي قطاع غزة

أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي الليلة "أوامر إخلاء" جديدة للمواطنين في مناطق شمالي قطاع غزة، في حين باشر بإجلاء مستشفى العودة قسرا، وقد استشهد الخميس 70 فلسطينيا في قصف إسرائيلي.

وذكرت مصادر محلية أن الاحتلال أصدر "أوامر إخلاء" للمواطنين في جباليا البلد والعطاطرة والشجاعية والدرج والزيتون، مطالبا إياهم بالنزوح عن منازلهم وخيامهم فورا.

إخلاء مستشفى العودة

كما أعلنت إدارة مستشفى العودة شمالي القطاع أن الاحتلال باشر في الإخلاء القسري للمرضى والطواقم الطبية من المستشفى.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن هذا الإجراء يعد استمرارا لجرائم وانتهاكات الاحتلال بحق المنظومة الصحية في القطاع.

وناشدت وزارة الصحة كل الجهات المعنية توفير الحماية للمنظومة الصحية في قطاع غزة وفق ما كفلته القوانين الدولية والإنسانية.

وفي السياق، أعلن المدير العام لوزارة الصحة بغزة منير البرش أن إسرائيل حرمت نحو 400 ألف فلسطيني شمال القطاع من الخدمات الصحية بعد إخراجها مستشفى العودة من الخدمة قسرا، وهو آخر صرح طبي كان يعمل في المنطقة.

والخميس، قال البرش في حديث للأناضول إن الاحتلال الإسرائيلي أجبر الطواقم الطبية والمرضى في المستشفى على الخروج منه.

إعلان

ومستشفى العودة من المؤسسات الطبية الخاصة التي تقدم خدماتها في قطاع غزة، وله فرعان، أحدهما وسط القطاع والآخر بمخيم جباليا (شمال)، ورغم الإمكانيات المحدودة بسبب الحصار الإسرائيلي والإبادة فإنه يواصل تقديم الرعاية للمرضى والمصابين بشكل محدود.

وأضاف البرش أن إسرائيل سبق أن أخرجت مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي من الخدمة.

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت إدارة مستشفى العودة أن الجيش الإسرائيلي فجّر روبوتات مفخخة في محيط المبنى، وأطلق النار بشكل كثيف على مرافقه، قبل أن يصدر أمرا بإخلائه.

وسبق أن أفاد المستشفى بأنه كان يضم 97 شخصا -بينهم 13 مريضا ومصابا- و84 من الكوادر الطبية.

ووفق مصادر طبية للأناضول، فإن إخلاء مستشفى العودة يعني خروج جميع مستشفيات شمال القطاع من الخدمة، وذلك نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المباشر والحصار المتواصل.

والأربعاء، قالت وزارة الصحة في غزة إن 22 مستشفى من أصل 38 بالقطاع خرجت من الخدمة بفعل الاستهدافات الإسرائيلية، وسط انهيار شبه كامل في النظام الصحي.

ومنذ بدئه حرب الإبادة على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظمها من الخدمة، مما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر.

قوات الاحتلال تفجر روبوتا قرب مستشفى العودة شمال غزة مما أدى إلى أضرار جسيمة فيه (الجزيرة) شهداء الخميس

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 70 فلسطينيا استُشهدوا في غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ فجر الخميس، 30 منهم بمدينة غزة (شمال).

واستشهد 3986 فلسطينيا وأصيب 11 ألفا و451 منذ 18 مارس/آذار الماضي.

وبذلك، يرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 54 ألفا و249 شهيدا و123 ألفا و492 مصابا.

يشار إلى أن إسرائيل ترتكب بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يتعمد استهداف خيام النازحين والمستشفيات وإبادة عائلات بأكملها
  • أكثر من 70 شهيدا في غزة جراء استمرار مجازر الاحتلال (حصيلة)
  • عشرات الإصابات برصاص الاحتلال قرب نقطة توزيع المساعدات وسط القطاع
  • الاحتلال يخلي قسرا مستشفى العودة وينذر مناطق بشمالي قطاع غزة
  • مجزرة في جباليا والاحتلال يحرق خيام النازحين في دير البلح / شاهد
  • غزة أكثر الأماكن جوعا على وجه الأرض.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر
  • مراحل عربات جدعون التي أقرها نتنياهو لتهجير سكان غزة
  • الأمم المتحدة: أهالي غزة يستحقون أكثر من البقاء على قيد الحياة
  • الاحتلال يرتكب مجزرتين جديدتين في قطاع غزة
  • يوم دام في غزة .. وحماس تدعو لأيام غضب عالمي