إيران تعلن احتجاز "ناقلة نفط أميركية" في بحر عمان
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
دبي- رويترز
قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن طهران استولت على ناقلة تحمل خاما عراقيا كانت متجهة إلى تركيا يوم الخميس ردا على استيلاء الولايات المتحدة على الناقلة نفسها ونفطها العام الماضي في خطوة يرجح أن تؤجج التوتر الإقليمي.
ويأتي الاستيلاء على الناقلة سانت نيكولاس التي ترفع علم جزر مارشال بعد أسابيع شهدت هجمات لجماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران استهدفت طرق الشحن في البحر الأحمر.
ونقلت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء بيانا للبحرية الإيرانية جاء فيه "بعد سرقة الولايات المتحدة للنفط الإيراني العام الماضي، احتجزت البحرية الإيرانية الناقلة سانت نيكولاس هذا الصباح بأمر قضائي... وتتجه (الناقلة الآن) إلى الموانئ الإيرانية".
وفي واشنطن، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن القوات الإيرانية اعتلت بشكل غير قانوني الناقلة سانت نيكولاس في خليج عمان وأجبرتها على تغيير مسارها إلى المياه الإقليمية الإيرانية.
وندد البيت الأبيض بالاستيلاء على السفينة.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض "لا يوجد مبرر إطلاقا للاستيلاء عليها، لا يوجد إطلاقا. يتعين عليهم ترك السفينة تمضي".
واستولت الولايات المتحدة في 2023 على سانت نيكولاس في عملية لإنفاذ العقوبات لكن السفينة كانت تبحر تحت اسم مختلف وهو (سويز راجان). وحينها حذرت إيران الولايات المتحدة قائلة إن هذا "لن يمر دون رد".
وقالت شركة أمبري البريطانية لأمن الملاحة البحرية في مذكرة إن مسلحين اعتلوا ناقلة النفط (سانت نيكولاس) أثناء إبحارها قرب مدينة صحار بسلطنة عمان وتم إغلاق نظام التتبع فيها وهي متجهة إلى بندر جاسك بإيران.
وقالت شركة تكرير النفط التركية توبراش لرويترز في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني "تم قطع الاتصال مع ناقلة النفط سانت نيكولاس التي ترفع علم جزر مارشال والمملوكة لشركة إمباير نافيجيشن اليونانية في حوالي الساعة 06:30 يوم 11 يناير في مياه عمان"، مؤكدة أنها اشترت الشحنة من شركة تسويق النفط العراقية الحكومية (سومو).
وأضافت الشركة التركية التي لديها قدرة على تكرير 241 ألفا و500 برميل نفط يوميا بمصفاة إزمير في ألياجا أنه "ليس للواقعة تأثير على عمليات التكرير لدينا".
وقالت شركة إمباير للملاحة إن السفينة كانت محملة بنحو 145 ألف طن نفط من ميناء البصرة العراقي وكانت متجهة إلى ميناء علي أغا في غرب تركيا عبر قناة السويس وإنها فقدت الاتصال بالناقلة.
وأضافت الشركة التي تشغل السفينة أن طاقم الناقلة يتألف من 19 شخصا أحدهم من اليونان و18 من الفلبين. وأضافت أن الناقلة تستأجرها مصفاة النفط التركية توبراش.
ويهاجم الحوثيون اليمنيون المتحالفون مع إيران السفن التجارية في البحر الأحمر منذ أكتوبر تشرين الأول لإبداء الدعم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تتعرض لحملة عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة، لكن هجماتهم تركزت في منطقة مضيق باب المندب إلى الجنوب الغربي من شبه الجزيرة العربية.
وحدثت واقعة يوم الخميس بالقرب من مضيق هرمز بين عمان وإيران.
وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية في وقت سابق من يوم الخميس إنها تلقت تقريرا يفيد بأن أربعة إلى خمسة مسلحين صعدوا على متن سفينة على بعد نحو 50 ميلا بحريا شرقي ساحل عمان.
وأشارت تقارير إلى أن المسلحين الذين صعدوا على متن السفينة كانوا يرتدون زيا أسود يشبه الزي العسكري وأقنعة سوداء.
وقالت الهيئة التي توفر معلومات الأمن البحري إنها لم تعد قادرة على إجراء مزيد من الاتصالات مع السفينة وإن السلطات ما زالت تجري تحقيقات.
وقال نائب الأميرال براد كوبر، قائد الأسطول الخامس في البحرية الأمريكية، في بيان "تصرفات إيران تتعارض مع القانون الدولي وتهدد الأمن والاستقرار البحريين".
وكانت السفينة سويز راجان تحمل أكثر من 980 ألف برميل نفط من الخام الإيراني العام الماضي حين اُحتجزت وصودر نفطها في عملية أمريكية لإنفاذ العقوبات.
وقالت الولايات المتحدة حينذاك إن الحرس الثوري الإيراني كان يحاول إرسال نفط مهرب إلى الصين في انتهاك للعقوبات الأمريكية.
ولم تتمكن الناقلة من تفريغ الخام الإيراني لنحو شهرين ونصف الشهر بسبب مخاوف من فرض عقوبات ثانوية على السفن التي تستخدم في تفريغ الشحنة. وتغير اسمها إلى سانت نيكولاس بعد تفريغ الشحنات.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة سانت نیکولاس
إقرأ أيضاً:
ميناء حيفا بوابة إسرائيل التي يتوعدها الحوثيون
الميناء الرئيسي والأهم في إسرائيل، وأحد أكبر موانئ شرق البحر الأبيض المتوسط، يضطلع بدور محوري في الاقتصاد الإسرائيلي، إذ يشهد نشاطا تجاريا وصناعيا مطردا على طول السنة، كما يحتضن مرافق عسكرية ومنشآت نفطية عدة، مما يجعله ذا أهمية أمنية وإستراتيجية بالغة.
في 19 مايو/أيار 2025 أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن وضع الميناء ضمن بنك أهدافها، واعتزامها بدء العمل على فرض حظر بحري عليه، ردا على تصعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعت جميع الشركات التي تستخدم الميناء إلى أخذ تحذيرها على محمل الجد.
الموقعيقع ميناء حيفا على الساحل الشمالي الغربي لفلسطين المحتلة، عند الطرف الجنوبي لخليج حيفا المطل على البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من "قاعدة ستيلا ماريس"، وهي موقع عسكري إسرائيلي للرصد والمراقبة البحرية يطل على ميناء حيفا وخليجها.
يوجد الميناء في خليج طبيعي عميق ومحمي نسبيا بفضل السفوح الشمالية لجبل الكرمل، وتحيط به شبكات مواصلات برية (طرق سريعة وسكك حديد) تربطه بالمناطق الداخلية في إسرائيل، وذلك يجعل منه بوابة تجارية رئيسية تنفتح منها آسيا على أوروبا عبر المتوسط.
يمتد الميناء على مساحة واسعة تقدر بـ6.5 كيلومترات مربعة، ويغطي 3 كيلومترات على شاطئ مدينة حيفا، ويضم أرصفة ومحطات للحاويات، ومنشآت عسكرية وصناعية عدة، مما يجعله ذا أهمية إستراتيجية.
تاريخ الميناءيعود تاريخ ميناء حيفا إلى منتصف القرن 18، حين كان مرفأ صغيرا في عهد الأمير "ظاهر العمر الزيداني" (1695-1775) الذي استخدمه لنقل البضائع إبان سلطته المحلية للمنطقة الممتدة بين حيفا وصيدا، تحت حكم الدولة العثمانية، مستفيدا من موقعه الطبيعي في خليج محمي على البحر الأبيض المتوسط.
إعلانومع بداية الانتداب البريطاني على فلسطين في عشرينيات القرن العشرين، عملت السلطات البريطانية على توسيع الميناء، وربطه بشبكة السكك الحديد وبخط أنابيب النفط الممتد من مدينة كركوك في العراق إلى حيفا، الأمر الذي جعل منه مركزا لتصدير النفط نحو أوروبا.
وعقب إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، انتقلت إدارة الميناء إلى السلطات الإسرائيلية التي واصلت تطوير بنيته التحتية. وشهدت العقود التالية توسعة الأرصفة، وبناء مرافق مخصصة للبضائع والحاويات، إضافة إلى تحديث أنظمة المناولة والربط مع شبكة المواصلات الداخلية.
تحول الميناء في العقود الأخيرة من القرن العشرين إلى منشأة صناعية وتجارية كبيرة، فأصبح أحد أكبر الموانئ في شرق البحر الأبيض المتوسط، ليضطلع بدور محوري في الاقتصاد الإسرائيلي عبر استيراد البضائع وتصديرها وارتباطه المباشر بالأسواق العالمية.
في مطلع عام 2023 خصخصت الحكومة الإسرائيلية ميناء حيفا، وفوضته مقابل 1.15 مليار دولار إلى مجموعة تتألف من شركة موانئ "أداني" الهندية وشركة "سديه غادوت" الإسرائيلية، ويستحوذ الشريك الهندي على ثلثي أسهم الميناء، بينما تمتلك الشركة الإسرائيلية الثلث.
أهميته الإستراتيجيةيستمد الميناء أهميته الإستراتيجية لدولة الاحتلال الإسرائيلي من عوامل عدة، نوجزها في ما يلي:
يقع في خليج حيفا عند الطرف الجنوبي، محاطا بجبل الكرمل، وذلك يوفر له حماية طبيعية من الرياح والأمواج، ومن ثم لا يعرف الميناء توقفات كبيرة قد يسببها تقلب الظروف الجوية. يشكل بوابة بحرية لإسرائيل نحو الأسواق الأوروبية، ومحطة مهمة في ممرات التجارة العالمية الجديدة، ضمن مبادرة "ممر الهند-الشرق الأوسط-أوروبا" التي تهدف إلى ربط جنوب آسيا بأوروبا عبر الخليج وإسرائيل (مشروع أميركي منافس لمبادرة الحزام والطريق الصينية). يتوفر على تجهيزات متقدمة تشمل أرصفة للحاويات ومنشآت تخزين، وخطوط سكك حديد تربطه مباشرة بالداخل الإسرائيلي، مما يجعله نقطة توزيع رئيسية للبضائع الواردة والصادرة. يحتضن منشآت أمنية وعسكرية يستغلها الاحتلال في عملياته العسكرية، وترسو فيه بوارج وغواصات حربية، الأمر الذي يجعله مضطلعا بدور محوري في "الأمن القومي الإسرائيلي". يضم مصانع وشركات كبيرة في مجالات متعددة، لا سيما في الصناعة البتروكيماوية، مما يجعل منه مرفقا حيويا للاقتصاد الإسرائيلي. يرتبط بشبكات أنابيب الغاز والنفط، وتستخدمه إسرائيل لتصدير المواد الكيماوية ومنتجات الطاقة، وذلك يجعله محورا في إستراتيجيتها لتسويق مواردها في شرق المتوسط. إعلان أبرز المنشآت التي يحتضنها الميناء مجموعة "بازان"كانت تسمى سابقا "شركة مصافي النفط المحدودة"، وهي إحدى أبرز شركات تكرير النفط والبتروكيماويات في إسرائيل، وتدير أكبر مصفاة نفط في البلاد، بقدرة تكريرية تصل إلى نحو 9.8 ملايين طن من النفط الخام سنويا.
توفر الشركة تشكيلة واسعة من المنتجات التي تستخدم في قطاعات الصناعة والزراعة والنقل، كما تقدم خدمات متكاملة تشمل تخزين مشتقات الوقود ونقلها.
مخازن المواد الخام للصناعة البتروكيماويةيضم الميناء مواقع تعدّها إسرائيل "مخزنا إستراتيجيا وطنيا" للأمونيا والميثانول والإيثيلين، المواد الخام في إنتاج الأسمدة وأحد أسس الصناعة العسكرية، ويشكل مصنع "حيفا للكيماويات" ورصيف الشحن الكيميائي "هاكيشون" ومصانع الأسمدة التابعة لشركة "آي سي إل" أبرز هذه المواقع.
خزانات النفط والمصافيتقع في منطقة كريات حاييم المتاخمة للميناء، ويضم الموقع 41 خزانا، سعتها الإجمالية 937 ألف متر مكعب من النفط الخام، إضافة إلى 17 خزانا آخر بسعة 157 ألف متر مكعب توجد داخل الميناء الرئيسي، مخصصة لتخزين النفط الخام الثقيل والخفيف والديزل والكيروزين والغازولين.
مطار حيفامطار دولي أُسّس عام 1936، كان في البداية قاعدة عسكرية بريطانية، قبل أن يتحول تدريجيا إلى مطار تجاري صغير. يعد محطة نقل مهمة تخدم أساسا الرحلات المحلية، كما تربط حيفا بعدد محدود من الوجهات الدولية.
يقع المطار بالقرب من مرفأ كيشون داخل ميناء حيفا، ويحظى بأهمية أمنية خاصة، إذ يضم منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية لصدّ الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستهدف الميناء.
محطة كهرباء حيفاإحدى أبرز محطات توليد الطاقة في شمال إسرائيل، تعمل بالوقود الأحفوري بقدرة إنتاجية تصل إلى 1022 ميغاواتا، مما يجعلها ركيزة أساسية في شبكة الكهرباء الوطنية، إذ تزود مدينة حيفا والمناطق المحيطة بها باحتياجاتها من الكهرباء، وخصوصا المجمعات الصناعية الكبرى.
قاعدة حيفا البحرية إعلانتضم مركز قيادة البحرية الإسرائيلية في البحر المتوسط، كما تضم أنظمة دفاع جوي وصاروخي لحماية "المنشآت الإستراتيجية"، وتتمركز بها وحدة الحوسبة 3800 المكلفة بتتبع الاتصالات والنقل اللاسلكي والحوسبة والسيطرة على المعلومات العسكرية والاستخباراتية في الجيش الإسرائيلي.
وتحتضن القاعدة سفنا عسكرية من طراز "ساعر 6" وغواصات "دولفين 2″، التي يرجح أنها تحمل رؤوسا نووية.
محطات شحن حاويات البضائعتقع في الميناء 8 محطات شحن، تنقل أكثر من 30 مليون طن من البضائع سنويا، من بينها: محطة داجون لنقل الحبوب، ومحطة كيشون لنقل البضائع العامة، ومحطة خاصة بنقل المواد البتروكيماوية، فضلا عن محطة متصلة بخط سككي لنقل البضائع، توجد بالجهة الشرقية من الميناء.