مكون سياسي جنوبي يصدر بياناً بشأن الضربات الأمريكية البريطانية التي استهدفت صنعاء وعدة محافظات يمنية
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
حيروت – خاص
أصدر مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي ، اليوم الجمعة ، بياناً أدان فيه العدوان الأميركي البريطاني الذي استهدف عدة محافظات يمنية بما فيها العاصمة صنعاء.
وجاء في نص البيان :
بيان مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي بشأن العدوان الأميركي البريطاني على اليمن
تابع مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي العدوان الذي نفذه تحالف عدة دول وعلى رأسها أميركا وبريطانيا على عدة محافظات يمنية بما فيها العاصمة صنعاء .
إن مجلس الإنقاذ إذ يدين ويستنكر ويرفض هذا العدوان السافر على اليمن والذي تجاوز حدود مناطق العمليات العسكرية في البحر الأحمر إلى داخل العمق اليمني ، ويعتبره عملاً جباناً يهدف إلى صرف الأنظار عن المجازر التي ترتكب في غزة وعن الدعوى المرفوعة من قبل دولة جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ، فإنه يؤكد بأن
العدوان قد عكس صورة للمنطق الإستعلائي والغطرسة والإستكبار الأمريكي البريطاني في التعامل مع الدول المناهضة لسياساتها الداعمة للكيان الصهيوني ، وتلك الغطرسة الأميركية البريطانية لاينبغي أن تمر دون ردع أو عقاب .
إن ماتقوم به اليمن من عمليات عسكرية نصرة لغزة وفلسطين تتوافق كلياً مع القانون الدولي الإنساني الذي يحث الدول على القيام بواجباتها لمنع الإبادة الجماعية ، ومع يقيننا بتماسك أبناء شعبنا اليمني بجنوبه وشماله وتعاضده إزاء أي عدوان يطال السيادة اليمنية براً وبحراً وجواً ، وإيماننا المطلق بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة ، فإننا نؤكد ماتدركه أمريكا يقيناً من عدم جدوى هذا العدوان في منع استمرار اليمن من أداء واجباتها تجاه الشعب الفلسطيني في غزة والضفة أمام العدوان الصهيوني الهمجي حتى إيقاف الحرب ورفع الحصار عن فلسطين المحتلة .
إن مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي يدعو أبناء شعبنا اليمني وكافة القوى السياسية إلى التعاضد والتماسك خلال هذه المرحلة التي تمر بها اليمن ، ويحذر الأطراف المحلية والإقليمية من محاولة استغلال الأحداث القائمة اليوم لتحقيق أجندات خاصة متجاوزة الثوابت والإستحقاقات الوطنية والقومية والإنسانية .
وختاماً ، يشيد المجلس بموقف سلطنة عمان الشقيقة الذي أغلق أجواء السلطنة أمام أي طيران عسكري يستهدف اليمن ، وهذا الموقف يعد امتداداً لمواقف السلطنة الثابتة وسياساتها المعهودة تجاه أشقائها في المنطقة .
حفظ الله اليمن وفلسطين
مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي
12 يناير 2024م
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
تفاصيل اليوم الذي غيرت فيه القبائل اليمنية كل شيء
في لحظة فارقة من تاريخ اليمن، وبينما كان العدوان الغاشم يضغط بكل ثقله لإسقاط الجبهة الداخلية، جاءت فتنة ’’عفاش’’ في الثاني من ديسمبر كخيانة صريحة تستهدف الوطن من الداخل بعد فشله في اختراقه بكل أدوات العدوان العسكرية في المواجهة المباشرة، لكن القبائل اليمنية بخبرتها المتجذرة ووعيها العميق والتفافها حول دعوة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، للثبات أمام المؤامرات، قرأت تلك الدعوة منذ اللحظة الأولى باعتبارها امتداداً مخططاً لمشروع تفكيك الصف الوطني وإسقاط الانتصارات التي صُنعت بدماء أبنائها.
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
ومع إدراكها لطبيعة المخطط، تحركت القبائل بسرعة وحسم، فأغلقت منافذ الفتنة، وحاصرت تحركات عفاش قبل أن تتوسع، وثبّتت الجبهات عبر إبقاء مقاتليها في مواقعهم لإفشال رهانه على انهيار الداخل، وبوعيها الاستراتيجي، وموقفها التاريخي المتماسك، تمكنت القبائل من إسقاط الخيانة خلال ساعات، مثبتة أنها الحصن الأول للوطن، وأن التضحيات التي قدمتها ليست مجالاً للمقامرة السياسية ولا ورقة في يد أي طرف يساوم على أمن اليمن وسيادته.
هذه الوقفة القبلية الصلبة، التي التقت مع رؤية السيد القائد في مواجهة العدوان وإسقاط المؤامرات، لم تنقذ صنعاء فحسب، بل حفظت وحدة البلاد، وأكدت أن اليمن محصّن برجاله ودمائهم، وأن الخيانات تُدفن حيث تولد، وأن الوطن فوق كل الأشخاص وكل الانقلابات وكل التحالفات العابرة.
القبيلة اليمنية .. ذاكرة دم لا تقبل العبث
على امتداد سنوات العدوان، كانت القبائل اليمنية، خصوصاً قبائل الطوق، تمثل الركن الأساس في حماية العاصمة والجبهات. وقدّمت خيرة أبنائها وأثمن الرجال دفاعاً عن دين الله وعن الأرض والكرامة، لذلك لم تتردد لحظة في اعتبار خطاب عفاش خطوة تستهدف تلك التضحيات مباشرة، بل وتحوّلها إلى ورقة لتمرير تحالفاته المشبوهة مع دول العدوان.
ومع الساعات الأولى للأحداث، كان الوعي القبلي أعلى من أن يُستدرج إلى صراع داخلي، وقد ظهرت ملامح ذلك في أحاديث الشيوخ ومجالس القبائل التي رأت في خطاب عفاش تكراراً لأسلوبه القائم على المقامرة السياسية حتى لو كان الثمن سقوط الوطن.
التفاف القبائل حول دعوة السيد القائد .. نقطة التحول الحاسمة
قبل اندلاع فتنة ديسمبر، كانت القبائل قد استجابت بقوة لدعوة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي للثبات أمام العدوان وكشف المؤامرات التي تستهدف الداخل، وقد لعب هذا الالتفاف دوراً مركزياً في بناء جبهة صلبة موحّدة جعلت القبائل أكثر قدرة على كشف أي محاولة للاختراق الداخلي.
لقد استوعبت القبائل، عبر هذه الدعوة، أن المعركة ليست فقط في الحدود ولا في الجبهات، بل في وحدة الداخل التي كان العدو يسعى لإسقاطها بالمال والإعلام والتحريض السياسي.
ومن هذا الإدراك، تشكلت لدى القبائل قناعة أن أي دعوة تهدف لشق الصف أو خلق صراع داخلي ليست سوى جزء من استراتيجية العدوان، مهما حاولت أن تظهر بوجه وطني.
ولذلك، عندما خرج عفاش بخطابه، كانت القبائل قد بنَت لنفسها حصانة فكرية وسياسية تجاه المؤامرات، وأصبحت أكثر استعداداً لرفض أي تحرك يستهدف الثبات الداخلي الذي دعت إليه القيادة.
لقد كانت دعوة السيد القائد أحد أهم الأسس التي جعلت القبائل تتعامل مع خطاب صالح باعتباره امتداداً واضحاً لمخطط خارجي لا يمكن السماح له بالعبور.
قراءة القبائل للفتنة .. الخيانة بلا تورية
لم يمض وقت طويل بعد خطاب عفاش حتى اتضحت لدى القبائل العلاقة بين دعوته وتحركات إعلامية متزامنة صادرة عن قنوات دول العدوان كانت تنتظر لحظة انفجار القتال الداخلي.
وفي تلك اللحظة، باتت الصورة واضحة، أن ما يحدث ليس خلافاً سياسياً، بل خيانة صريحة تحاول فتح ثغرة للعدو.
وقد عبّر مشائخ القبائل عن ذلك بوضوح في اجتماعاتهم التي سارعوا إليها، مؤكدين أن خيانة الداخل أخطر من قذائف العدوان الخارجي، وأن أي قبول لمغامرة عفاش وخيانته يعني السماح للعدو بتحقيق ما لم يستطع تحقيقه في سنوات القصف.
موقف القبائل على الأرض .. سرعة في الحسم ودقة في التقدير
تحركت القبائل لإغلاق الطرق المؤدية إلى مواقع حساسة، ومنعت تحركات مجاميع عفاش التي حاولت استغلال الفتنة.
وفي الوقت نفسه، حافظت على تماسك الجبهات بإصدار أوامر واضحة لمقاتليها بالثبات، فأسقطت بالضربة الأولى أهم رهانات عفاش الذي اعتمد على انهيار الجبهة لتمكين مشروعه.
ومع تماسك الجبهات، وانتشار القبائل في محيط صنعاء، باتت الفتنة محاصرة من كل الجهات، وأصبح واضحاً أن مشروع الخيانة فقد كل أسباب نجاحه، وكانت النتيجة أن الخيانة تسقط والوطن يثبت .
خاتمة
في الثاني من ديسمبر، كشفت القبائل اليمنية أنها الحصن الذي لا يُكسر، وأنها تملك البصيرة التي تميز بين الخلاف السياسي والخيانة، وبالتفافها حول دعوة القيادة للثبات، وبموقفها الحاسم من دعوة عفاش، أكدت القبيلة اليمنية أن الوطن فوق الأشخاص، وأن تضحياتها ليست جسراً يمر عليه أحد لتحقيق طموحات شخصية.
لقد سقطت خيانة ديسمبر لأن قبائل اليمن قررت أن وحدة الصف هي خط الدفاع الأول، وأن المؤامرات تُدفن قبل أن تولد، وأن الوطن لا يُباع ولا يُسلَّم للعدو تحت أي ظرف.