دراسة صادمة: 90 في المئة من طعامنا يتضمن مواد مسرطنة
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
يمن مونيتور/القدس العربي
خلص علماء مختصون الى أن نحو 90 في المئة من البرغر وشرائح اللحم والدجاج والأطعمة النباتية التي يتناولها الناس في مختلف الأماكن من العالم تحتوي على مواد تسبب أنواعاً مختلفة من السرطان، وهو ما يُشكل صدمة بالغة، حيث أن هذا يعني بأن المواد المسرطنة تكاد تكون في كل أنواع الطعام التي يتناولها الناس.
وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» فقد وجد العلماء أن 90 في المئة من جميع أنواع البرغر وشرائح اللحم والدجاج والأطعمة النباتية تحتوي على جزيئات بلاستيكية دقيقة تسبب السرطان.
وتأتي هذه الدراسة بعد بعد يوم واحد فقط من دراسة أخرى اكتشفت أن المياه المعبأة مليئة بالسموم، وهو ما يعني بأن طعامنا وشرابنا على حد سواء ملوث وضار ومسرطن.
وفي الدراسة الحديثة اختبر العلماء 16 نوعاً من البروتين، بما في ذلك قطع الدجاج وشرائح اللحم البقري وشرائح السمك والبرغر النباتي، ما أظهر أن البشر يستهلكون البلاستيك بغض النظر عن مصدر البروتين الذي يختارونه.
وتسعون بالمئة من المنتجات تحتوي على مواد بلاستيكية نانوية، والتي يخشى العلماء من تراكمها في الأعضاء الحيوية مع آثار صحية غير معروفة.
وتحتوي شريحة لحم الخاصرة الواحدة على 90 جزيئاً مطاطياً، بينما تحتوي عينتان من لحم البقر النباتي على 40 و25 جزيئاً مطاطياً. وقد تم ربط الجزيئات الصغيرة بتطور السرطان وأمراض القلب والخرف، فضلا عن مشاكل الخصوبة.
وتكهن الباحثون بأن الأطعمة ملوثة بالمعدات المستخدمة أثناء إنتاج الأغذية وتوزيعها، أو التعبئة والتغليف، أو المكونات المضافة، أو الجسيمات المحمولة جواً.
وقالت الدكتورة بريتا بايشلر، المؤلفة المشاركة في الدراسة: «هذا تذكير مذهل بمدى انتشار التلوث البلاستيكي، حيث يعيش البشر على الأرض، ومع ذلك فإن عينات المأكولات البحرية من المحتمل أن تكون ملوثة بالبلاستيك مثل البروتينات المشتقة من الأرض».
وأضافت بايشلر: «ليس هناك مفر منهم بغض النظر عما تأكله، على ما يبدو». وتابعت: «إن أزمة التلوث البلاستيكي تؤثر علينا جميعاً، ونحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات لمعالجة أشكالها المتعددة».
وعمل فريق تابع لمنظمة «Ocean Conservancy» وهو فريق من العلماء الذين يدافعون عن المحيطات، مع علماء في جامعة تورنتو لإجراء هذه الدراسة.
وقام الفريق بشراء عينات من البروتين والنباتات من متجرين كبيرين في منطقة بورتلاند بولاية أوريغون الأمريكية لإجراء التجربة. وقد تم ذلك لأن الأمريكيين هم أكثر عرضة لاستهلاك الأطعمة المشتراة من المتاجر والمعالجة والمعبأة قبل الوصول إلى مائدة العشاء، وفقاً للدراسة.
وتضمنت العينات التي تم شراؤها من المتجر ثلاثة أنواع من الجمبري، وأعواد سمك بولوك المفرومة العادية والنباتية، وألاسكا بولوك، وشذرات الدجاج العادية والنباتية، وشرائح لحم الخاصرة العلوية، وقطع لحم الخنزير، وصدور الدجاج، ولحم البقر المفروم النباتي.
وتم وضع العينات في محلول، وتم تقسيمها على مدار 24 ساعة، ثم نقعها في منظف لإزالة المواد الدهنية المتبقية.
ونظر الباحثون في 124 عينة تم اختيارها عشوائياً من مصادر الغذاء المقسمة لتحديد كمية ونوع المواد البلاستيكية الدقيقة.
وتحتوي جميع منتجات البروتين الستة عشر على مواد بلاستيكية دقيقة وكانت موجودة في 88 في المئة من إجمالي العينات، بما في ذلك البروتينات النباتية والمأكولات البحرية.
وتم العثور على الألياف في ما يقرب من نصف مصادر الغذاء، في حين شكلت شظايا البلاستيك حوالي ثلث المواد البلاستيكية الدقيقة.
وقال الفريق إن كيفية وصول المواد البلاستيكية الدقيقة إلى طعامنا لا تزال غير واضحة، لكنه اقترح أن يتم إطلاق الجزيئات في المصانع حيث تتم معالجة العناصر وتعبئتها قبل شحنها إلى المتاجر.
وقالت مادلين ميلن، المؤلفة المشاركة الرئيسية: «من المغري استخلاص استنتاجات مثل تناول كميات أقل من هذا وأكثر من ذلك، لتجنب المواد البلاستيكية الدقيقة في نظامك الغذائي، ولكن في الوقت الحالي ما زلنا نعرف القليل جداً عن أعباء المواد البلاستيكية الدقيقة في الأطعمة التي يتم استهلاكها بشكل شائع».
وأضافت أنه لا تزال هناك حاجة لإجراء أبحاث إضافية لفهم مدى انتشار المشكلة وتحديد مصدر المواد البلاستيكية الدقيقة وكيفية تأثير استهلاك المواد البلاستيكية الدقيقة على صحة الإنسان.
وقال الدكتور جورج ليونارد، كبير العلماء في منظمة حماية المحيطات والمؤلف المشارك في الدراسة: «باعتبارنا علماء محيطات، أشعر أنا وزملائي بقلق بالغ إزاء أزمة البلاستيك المتزايدة في محيطات العالم». وأضاف: «لكن دراستنا تُظهر أن المواد البلاستيكية الموجودة في طعامنا تتجاوز الأسماك والمحار إلى مجموعة واسعة من مصادر البروتين الأخرى أيضاً».
وتابع: «إن عملنا هو دعوة للعمل للحد من التلوث البلاستيكي بأشكاله المتعددة لضمان إمدادات غذائية آمنة وصحية لجميع المستهلكين».
ويبدو أن النتائج المروعة تحاكي ما توصلت إليه دراسة صدرت سابقاً والتي وجدت في المتوسط 240 ألف جسيم نانوي في زجاجة ماء سعة لتر واحد، مقارنة بـ5.5 جسيم نانوي في لتر واحد من ماء الصنبور.
واختبر باحثون من جامعة كولومبيا ثلاث علامات تجارية مشهورة من المياه المعبأة التي تباع في الولايات المتحدة، وباستخدام الليزر، قاموا بتحليل الجزيئات البلاستيكية التي تحتوي عليها والتي يصل حجمها إلى 100 نانومتر فقط.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الطعام الغذاء المواد البلاستیکیة الدقیقة فی المئة من
إقرأ أيضاً:
بقيادة جامعة الشارقة.. دراسة تمنح أملاً لمرضى السرطان
الشارقة: «الخليج»
كشفت دراسة دولية بقيادة باحث من «جامعة الشارقة» عن نتائج مهمة قد تُحدث نقلة في طريقة علاج مرضى «المايلوما المتعددة»، وهو نوع من سرطانات الدم، حيث أظهرت أن الاستماع لتقييم المرضى لحالتهم الجسدية قبل بدء العلاج بدواء «الداراتوموماب» يمكن أن يساعد الأطباء على التنبّؤ بمدى استجابتهم للعلاج.
قاد الدراسة الدكتور أحمد أبو حلوة، الأستاذ المساعد في كلية الصيدلة في الجامعة، وشملت 1804 مرضى مصابين، من ثلاث تجارب سريرية كبرى في مختلف أنحاء العالم، بالتعاون مع معهد «برجيل للسرطان» بالإمارات، و«جامعة فليندرز» في أستراليا، و«مركز موفيت» للسرطان و«جامعة نورث كارولينا» بالولايات المتحدة، وأظهرت النتائج، التي نُشرت في المجلة الأوروبية لأمراض الدم، أن المرضى ذوي القدرة البدنية المنخفضة الذين كانوا يواجهون صعوبة في أداء المهام اليومية مثل المشي أو ارتداء الملابس، حققوا فائدة أكبر عند البدء في العلاج بدواء «الداراتوموماب»، حيث انخفض خطر الوفاة لديهم 47% وخطر تطور المرض 66%. ولكن في المقابل، فإن المرضى الذين كانوا في حالة بدنية جيدة قبل العلاج حققوا فوائد أقل، حيث انخفض خطر الوفاة لديهم 14% فقط، وخطر تطور المرض 47%.وقال الدكتور أبو حلوة «تُظهر هذه الدراسة أن شعور المرضى قبل بدء العلاج لا يؤثر في جودة حياتهم فقط، بل في البقاء أحياء. وما يميز دراستنا أنها تعتمد على شعور المريض الذاتي بحالته، وليس على التقييم الطبي فقط. فقد وجدنا أن تقييم المريض لحالته الجسدية كان أكثر دقة في التنبّؤ بالاستجابة للعلاج من التقييم الطبي التقليدي».
وأشار إلى أن «هذه النتائج قد تغير الطريقة التي نختار بها العلاج لمرضى هذا النوع من السرطان. بدلاً من اعتماد المعايير الطبية التقليدية فقط، ولذلك يمكننا الآن الاستماع بعناية أكبر لما يشعر به المريض وتخصيص العلاج وفقاً لذلك» وتأتي هذه الدراسة في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعاً في أعداد المصابين بالمايلوما المتعددة، حيث سُجلت في عام 2022 نحو 188 ألف حالة، و121 ألف وفاة في العالم، ومن المتوقع ارتفاع هذه الأرقام 70% بحلول عام 2045.
وقال البروفيسور حميد الشامسي، المؤلف المشارك من معهد برجيل للسرطان «تُبرز هذه الدراسة الأهمية المتزايدة لرعاية المريض في علم الأورام. بالاستماع بعناية لما يشعر به المرضى قبل بدء العلاج، يمكننا تخصيص العلاجات بشكل أفضل وتحسين النتائج، خصوصاً لأولئك الأكبر سناً أو الأكثر هشاشة بدنياً. إنها خطوة نحو جعل رعاية السرطان أكثر دقة وإنسانية وفعالية».