استمرار الفعاليات التضامنية المناصرة لفلسطين

 

الثورة / صفاء عايض/ سبأ

أمانة العاصمة
نظمت كلية التجارة والاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات بجامعة صنعاء وملتقى الطالب الجامعي، أمس فعالية خطابية ووقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ودعماً وتأييداً لعمليات القوات المسلحة ضد الكيان الصهيوني تحت شعار «لستم وحدكم».


وفي الفعالية اعتبر عضو مجلس الشورى الدكتور يحيى المهدي، المشاركات الفاعلة والوقفات التضامنية لنصرة الأقصى والشعب الفلسطيني، من التجارة الرابحة المؤدية إلى الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة .
وأشار إلى أن المعركة اليوم معركة فاصلة بين الحق والباطل، بين الإيمان والنفاق وأن معركة طوفان الأقصى أعادت الأمل للشعوب التواقة لتحقيق وعد الآخرة وإزالة الكيان الصهيوني من جسم الأمة .
وبارك الدكتور المهدي العمليات التي نفذتها القوات المسلحة باستهداف سفينة أمريكية في خليج عدن كانت متجهة إلى المؤاني الفلسطينية المحتلة .. مؤكداً تطور قوة الردع اليمنية، وأصبحت استراتيجية وقوة مؤثرة على الصعيد الإقليمي والدولي.
من جانبه أشاد عميد كلية التجارة والاقتصاد الدكتور هاني المغلس بموقف اليمن الداعم والمساند للقضية الفلسطينية والقرارات الحكيمة والشجاعة لقائد الثورة في المشاركة في معركة الجهاد المقدس مع أبطال المقاومة في غزة وكذا العمليات التي تنفذها القوات المسلحة لمنع عبور السفن في البحر الأحمر المتجهة إلى العدو الصهيوني .
من جانبه دعا عباس وجيه الدين في كلمة ملتقى الطالب الجامعي الجميع إلى التسجيل في دورات التدريب والتأهيل العسكرية، مؤكداً أن الشعب اليمني يتجه اليوم نحو القضايا الكبرى، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي تعد القضية الأولى والمركزية له وللأمة الإسلامية بشكل عام.
إلى ذلك نظم أكاديميو وطلاب وطالبات كلية التجارة والاقتصاد وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ومساندة أبطال المقاومة في غزة، وتأكيداً على الجاهزية والاستعداد لمواجهة العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن.
ورفع المشاركون في الوقفة العلم الفلسطيني واللافتات والشعارات المنددة بالمجازر الوحشية والإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق أطفال ونساء وشيوخ غزة.
وأكدوا تضامنهم الكامل مع أبناء الشعب الفلسطيني في جهادهم المشروع ضد العدو الصهيوني الغاصب، مشيرين إلى أن العدوان الأمريكي المباشر لن يحقق مالم يستطع تحقيقه عبر أدواته طوال تسع سنوات من الحرب والعدوان والحصار على اليمن.
الحديدة
إلى ذلك نظم موظفو فرعي شركتا النفط والغاز وهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية بمحافظة الحديدة، أمس، وقفة دعماً لصمود الشعب الفلسطيني وتنديدًا بالعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.
وفي الوقفة، التي تقدمها مدير فرع الشركة عدنان محمد الجرموزي ونائباه عبدالستار زعفور وهاني علوي، رفع المشاركون العلم اليمني والفلسطيني الفلســطيني.. ورددوا هتافات تؤكد استمرار الحشد والتعبئة لمواجهة العــدو الصــهيوني الغاصب حتى ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.
واعتبروا العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، تهديداً حقيقياً للملاحة والتجارة الدولية، وإصرارا على إشعال الصراع في المنطقة العربية.. مستنكرين صمت الأنظمة العربية واستمرار تخاذلها تجاه جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة والأراضي المحتلة.
وعبَّروا عن التـأييد المــطلق للقـرارات التي اتخـذتها القيـادة الثـورية والمـجلس السـياسي الأعلى بمواصلة استـهداف العدو الصـهيوني في المناطق المـحتلة، تضـامناً مع الشـعب الفلســطيني.
وأكد المشاركون في الوقفة أن تهديدات أمريكا وبريطانيا ومن كان على شاكلتهم لن تخيفهم.. معلنين وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني بالمال والسلاح وأن موقف الشـعب اليمني لن يتغير تجاه القضية الفلسطينية.
حجة
فيما نظمت مدرسة النصر الأساسية بمركز محافظة حجة أمس فعالية احتفاء بعيد جمعة رجب وافتتحت معرض الأقصى ودعماً لعملية «طوفان الأقصى».
وأشارت كلمات الفعالية، التي حضرها وكيل المحافظة أحمد الأخفش ومدير عام الأنشطة المدرسية بوزارة التربية لبيب السراجي، ومدير عام التنسيق التربوي والأنشطة الصيفية بوزارة الشباب أحمد السلوي، إلى أن الشعب اليمني اعتاد على مر التاريخ الاحتفال بمناسبة جمعة رجب ذكرى اعتناق اليمنيين للإسلام.
عقب الفعالية افتتح الأخفش والسراجي والسلوي والغشيمي والجبر معرض طوفان الأقصى بذات المدرسة ضمن إطار أنشطة الحملة الوطنية لنصرة الأقصى.
وأشاد الزوار بمحتويات المعرض وما جسده من إبداعات طلابية تعكس مدى الوعي والاهتمام بترسيخ قضية ومظلومية الشعب الفلسطيني في وجدان الأجيال الصاعدة وتبرز مختلف المواهب والمهارات لديهم.
ونوهوا بأن الشعب اليمني العظيم استطاع أن يجسد المواقف المشرفة والمتقدمة في نصرة القضية الفلسطينية من منطلق هويته الإيمانية وارتباطه الوثيق بالسيد القائد العلم عبد الملك بدر الحوثي، يحفظه الله.
وكرمت اللجنة العليا للأنشطة والدورات الصيفية الموهوبين والمبدعين من طلاب ومعلمي المدرسة في إطار الحملة الوطنية لنصرة الأقصى.
إلى ذلك أقيمت بمجمع الثورة وقفة طلابية دعماً لفلسطين ونصرة للأقصى .
ورفع المشاركون في الوقفة العلم الفلسطيني مرددين شعارات البراءة من أعداء الله أمريكا وإسرائيل وهتافات الغضب ضد العدو الصهيوني إزاء ما يرتكبه من جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين والأطفال والنساء في غزة .
وفي الوقفة، أشاد وكيل المحافظة أحمد الأخفش ومدير عام الأنشطة لبيب السراجي بحضور مدير عام التنسيق التربوي بوزارة الشباب أحمد السلوي، بالمواقف المشرفة والعظيمة لليمن قيادة وشعباً في نصرة الشعب الفلسطيني والتي تجسد الانتماء الإيماني والهوية الإيمانية الأصيلة .
وجددا التفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في اتخاذ كافة الخيارات والتدابير التي من شأنها ردع الكيان الغاصب والعدو الأمريكي والبريطاني، مشيدين بدور أبطال الجهاد والمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق الذين يدافعون عن شرف الأمة.
وأشاد بيان الوقفة الطلابية بحضور القيادات التربوية والتعليمية بما حققته القوات المسلحة من ضربات موجعة للكيان الغاصب واعترافه بالوجع الذي لحق به وتمكنها من إسقاط طائرة تجسسية في مياهنا الإقليمية.
وجدد البيان الإدانة والاستنكار لكل الجرائم والانتهاكات ومجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني الغاصب ومن ورائه أمريكا بحق الشعب الفلسطيني والصمت المخزي لحكام العرب والأنظمة المطبعة المتخاذلة.
إلى ذلك زار الأخفش والسلوي والسراجي ومعهم القيادات التربوية بالمحافظة والمدينة معرض طوفان الأقصى بمجمع أم المؤمنين خديجة بمركز المحافظة.
وأشاد الزوار بمحتويات المعرض وإبداعات الطالبات والمعلمات اللاتي جسدن من خلاله صمود الشعب الفلسطيني والمواقف المشرفة لليمن قيادة وشعباً نصرة للأقصى وكذا ما حققته قواتنا المسلحة من إنجازات نوعية .
ونوهوا بصمود وثبات الجبهة التربوية وعطائها المتواصل في تعليم الطلاب والطالبات العلوم النافعة وتعزيز الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية.
وكرمت اللجنة العليا للأنشطة والدورات الصيفية طالبات ومعلمات المجمع نظير جهودهن وأحيائهن فعاليات وأنشطة الحملة الوطنية لنصرة الأقصى.
ذمار
كما شهدت جامعة ذمار وعدد من قيادات وأعضاء مجلس التنسيق للجامعات ومعاهد الصحة والتعليم الفني في ذمار وقيادات وكوادر من جامعة ذمار وملتقى الطالب الجامعي أمس مسيره حاشده شارك فيها طلاب الجامعات ومنتسبوها وكلياتها دعماً لصمود غزة وإسنادا للمقاومة الفلسطينية الباسلة.
وفي المسيرة التي انطلقت من كلية العلوم الإدارية وجابت شوارع مدينة ذمار والتي حضرها الأستاذ أحمد الضوراني مسؤول التعبئة العامة والدكتور محمد محمد الحيفي – رئيس جامعه ذمار ورؤساء الجامعات الأهلية. وعمداء الكليات بالجامعات ومدراء عموم الإدارات والموظفون والدكاترة والأكاديميون تنديدا بالعدوان الأمريكي الصهيوني البريطاني وإعلان الجهوزية والنفير العام لمواجهة العدوان. ردد المشاركون شعارات وهتافات منددة بالقصف الأمريكي البريطاني الذي طال عددا من المحافظات وتنديدا بالمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في ظل صمت دولي وتغاض عربي.
واعتبرت الحشود المشاركة في مسيرة «الفتح الموعود والجهاد المقدس» هذا العدوان تصعيدا خطيرا وانتهاكا واضحا للقوانين والمواثيق الدولية وتأكيدا واضحا على المساندة العسكرية للكيان الصهيوني وما يرتكبه من مجازر وحرب إبادة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وشددوا على ضرورة الاستمرار في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة مهما كان حجم العدوان الأمريكي الصهيوني والبريطاني، محملين العدو الأمريكي والبريطاني مسؤولية عسكرة البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية.
وأشاروا إلى أن العدوان الإجرامي الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني لا يزال يرتكب أبشع وأفظع الجرائم، ولن يترك وسيلة للإجرام ولا طريقة للقتل والتنكيل أو التدمير إلا واستخدمها مستهدفا الأطفال والنساء والشيوخ ومدمرا المساجد والمدارس والمستشفيات والأحياء السكنية وممارسا التعذيب والتجويع والحصار بكل أشكاله.
ولفتوا إلى أن اللوبي الصهيوني حاول بهذه الجرائم والممارسات الوحشية أن يستعيد ولو جزءا بسيطا من هيبة جيشه التي تلاشت واندثرت بعد عملية «طوفان الأقصى» وأصبح واقعه اليوم متخبطا ويعاني اقتصاده من الانهيار المتسارع.
وجددت الحشود التأكيد على أن الشعب اليمني العظيم من منطلق هويته الإيمانية وانتمائه الإيماني حمل على عاتقه إلى جانب إخوانه في فلسطين ومحور الجهاد والمقاومة مسؤولية النصرة والدفاع والدعم للشعب الفلسطيني بكل ما أوتي من قوة، لا ترهبه أو تخيفه تهديدات الأعداء ولا إرجافهم
عمران
كما شهدت مديرية شهارة أمس فعاليات و مسيرات جماهيرية بعزلة سيران الشرقي وشهارة بمنطقة النابت وعزلة ذري بمنطقة الهجر وعزلة سيران الغربي في منطقة الهيجة بمديرية شهارة محافظة عمران ، تحت شعار «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس».
وفي المسيرة الحاشدة بمنطقة النابت والتي تقدمها عضوا لجنة الإنصاف والمظالم بمحافظة عمران أبو طه الغماري ومدير عام مكتب المياه بالمحافظة الأستاذ مجاهد دهقم ومدير عام المديرية رئيس المجلس المحلي ياسر علي عايض العرضي ومدراء المكاتب التنفيذية والتعبوية والقيادات العسكرية والأمنية والصحية ومدراء المدارس والمشايخ والوجاهات والشخصيات الاجتماعية ، رفعت الجماهير المحتشدة الأعلام اليمنية والفلسطينية والشعارات مرددين الهتافات المناهضة لإجرام العدو الإسرائيلي والأمريكي بحق الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال في قطاع غزة وتأييدا لعمليات الجيش اليمني باستهداف السفن الإسرائيلية، وقرارات قائد الثورة السيد القائد العلم  عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله .
وهتفت الجماهير المحتشدة الهتافات المؤكدة على مواصلة الاستنفار والتحشيد لمواجهة العدوان الأمريكي والبريطاني ونصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال في قطاع غزة
وجددت الوقفات التفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، في اتخاذ كل قرارات وخيارات الردع في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار العالمي أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.
وأكد المشاركون ثباتهم في مواقفهم المساندة للشعب الفلسطيني مهما كانت النتائج، معلنين تفويضهم المطلق لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله في اتخاذ أي خيارات للرد على العدوان الأمريكي البريطاني الإجرامي والغاشم.
وأعلنوا النفير العام نحو ميادين التدريب والتعبئة العامة للمرحلة الثانية بمراكز التدريب استعداداً للمواجهة والدفاع عن اليمن وأرضه وأبنائه، وتأكيداً على الاستمرار في نصرة الشعب الفلسطيني بمنع السفن المتجهة نحو موانئ فلسطين المحتلة حتى يتوقف العدوان على غزة.
وأكد الغماري أهمية استمرار الحضور الجماهيري المساند للشعب الفلسطيني انطلاقا من الواجب الديني والوطني والأخلاقي.
وأشار إلى أن دخول أهل اليمن الإسلام مكسب لكل مسلم في أرجاء المعمورة، وهو ما يتجّسد على الواقع من خلال المواقف المشرفة التي اتخذها أهل اليمن دفاعاً عن الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من حرب إبادة من قبل آلة الحرب الصهيونية في ظل صمت عربي وإسلامي معيب.

تواصل الفعاليات الثقافية والخطابية في العاصمة والمحافظات بذكرى جمعة رجب

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الأمریکی والبریطانی بحق الشعب الفلسطینی الأمریکی البریطانی الشعب الفلسطینی فی العدوان الأمریکی بدر الدین الحوثی الکیان الصهیونی أن الشعب الیمنی العدو الصهیونی القوات المسلحة لنصرة الأقصى طوفان الأقصى لقائد الثورة التی یرتکبها فی قطاع غزة فی الوقفة ومدیر عام على الیمن إلى ذلک إلى أن

إقرأ أيضاً:

السردية الفلسطينية في مواجهة السردية الإسرائيلية في ظل طوفان الأقصى

في ظل الصراع المستمر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تحتل السردية والرواية دورا محوريا في تشكيل الرأي العام المحلي أو الإقليمي أو الدولي وتوجيه السياسات. فمع تصاعد الأحداث حول المسجد الأقصى، وعمليات التطبيع وصفقة القرن التي من كان أهدافها القضاء على القضية الفلسطينية القسري لأهل غزة؛ أتت معركة طوفان الأقصى لتقلب الموازين وتتصاعد السردية الفلسطينية متفوقة على نظيرتها الإسرائيلية.

في السطور القادمة سأحاول معرفة الأسباب والعوامل التي أدت إلى هذا التفوق، وكيف تمكنت الرواية الفلسطينية من كسب التعاطف والدعم العالمي.

أولا: السياق التاريخي للسردية الفلسطينية والإسرائيلية:

لطالما كانت السردية جزءا لا يتجزأ من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فمنذ إعلان دولة الاحتلال الإسرائيلي في عام 1948، تركزت السردية الإسرائيلية على فكرة أن فلسطين "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، مع ترويج للمظلومية ولمفاهيم الأمن والدفاع عن النفس في وجه التهديدات الخارجية.

في المقابل، جاءت السردية الفلسطينية لتسلط الضوء على نكبة 1948 وما تبعها من تهجير وتشريد للفلسطينيين، مع التركيز على حق العودة والحقوق الإنسانية والمدنية، والأهم هو الحق التاريخي في الأرض وقدسية الأرض والمسجد لدى كل من المسلمين والمسيحيين.

أصبح الإعلام والتواصل الاجتماعي أدوات قوية في تشكيل السرديات والروايات، فتمكن الفلسطينيون من الاستخدام الأمثل لهذه الأدوات بشكل فعال لنقل واقعهم ومعاناتهم اليومية بشكل مباشر إلى العالم
مع مرور الوقت، نجحت السردية الفلسطينية في كسب تأييد واسع على المستوى العالمي بفضل جهود المثقفين والكتاب والنشطاء الفلسطينيين والدوليين الذين عملوا على نقل معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم على الرغم من سيطرة اللوبيات الصهيونية على القوة الإعلامية في العالم الغربي وكذلك الدبلوماسية الإسرائيلية، إلا أن الرواية الفلسطينية تصاعدت مع تمتعها بمصداقية وتأثير متزايدين بالإضافة إلى الأدلة المنطقية.

ثانيا: دور الإعلام والتواصل الاجتماعي:

في العقدين الماضيين أصبح الإعلام والتواصل الاجتماعي أدوات قوية في تشكيل السرديات والروايات، فتمكن الفلسطينيون من الاستخدام الأمثل لهذه الأدوات بشكل فعال لنقل واقعهم ومعاناتهم اليومية بشكل مباشر إلى العالم (الفيديوهات والصور والتغريدات التي تنقل الأحداث بشكل لحظي من مناطق الصراع، في القدس وقضية الشيخ جراح كمثال، وغزة وحروبها المختلفة فكان صوت وائل الدحدوح وتامر المسحال من غزة؛ وتمكن من إثارة تعاطف واسع النطاق).

وعلى الجانب الآخر عانت السردية الإسرائيلية من صعوبة في مواجهة هذا الزخم الإعلامي والتأييد الشعبي، فبينما اعتمدت الرواية الإسرائيلية بشكل كبير على البيانات الرسمية والتقارير الإعلامية التقليدية، نجد أن الرواية الفلسطينية تأتي مدعومة بشهادات حية ومشاهدات يومية تتجاوز الفلاتر الإعلامية التقليدية. هذا التفوق في التواصل الاجتماعي أسهم بشكل كبير في تعزيز السردية الفلسطينية.

ثالثا: تأثير الفنون والثقافة:

لطالما لعبت الفنون دائما دورا بارزا ثابتا في الأذهان والضمائر، فقامت الفنون والثقافة الفلسطينية بدور كبير في تعزيز الرواية الفلسطينية. الأفلام الوثائقية والروائية، الأدب والشعر، والمعارض الفنية، والسينما التي وصلت للعالمية؛ كلها أدوات استخدمها الفلسطينيون لنقل قصتهم إلى العالم.

أعمال مثل "عمر" و"الجنة الآن" و"خمس كاميرات مكسورة" و"200 متر"، كان لها تأثير كبير في تقديم السردية الفلسطينية بطريقة إنسانية وعاطفية، مما ساهم في كسب تعاطف الجمهور الدولي. بالإضافة إلى ذلك، تميز الأدب الفلسطيني بشهادته الحية على المعاناة والآمال، مع كتابات محمود درويش وإدوارد سعيد وغسان كنفاني ورسوم ناجي العلي التي أصبحت أيقونات للفن المقاوم.

هذه الإسهامات الثقافية جعلت من السردية الفلسطينية جزءا من الوعي الثقافي العالمي، مما صعّب على الرواية الإسرائيلية التفوق عليها.

رابعا: الأحداث حول المسجد الأقصى:

يمثل المسجد الأقصى، بمكانته الدينية والتاريخية نقطة حساسة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقد أظهرت التصعيدات حول الأقصى وحرب طوفان الأقصى مرة أخرى التفوق الواضح للرواية الفلسطينية.

فالأحداث التي شهدها الأقصى من اقتحامات المتطرفين الصهاينة لباحات الاقصى والتحريض عليها من قبل اشخاص أمثال بن غفير وسيموترتيش، تم توثيقها وبثها بشكل مكثف عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، مما أثار موجة من الإدانات والتعاطف العالمي.

في كل هذه الأحداث ومن اللحظات الأولى لاحتلال فلسطين والشهادات الحية لأفراد شهود عيان على مجازر قامت بها العصابات الصهيونية الإرهابية (لم يكن الفلسطينيين هم من قالوا هذا الوصف، إنما سلطات الانتداب البريطاني في فلسطين المحتلة، وارجعوا إلى الصحف الإنجليزية التي رصدت الأموال للقبض على أعضاء العصابات الصهيونية مناحيم بيجين وشمعون بيريز)؛ كانت الرواية الفلسطينية تركز على الانتهاكات والممارسات التعسفية التي يتعرض لها الفلسطينيون في كل مدن وقرى فلسطين، وهو ما ساهم في تعزيز مصداقيتها أمام الرأي العام الدولي.

في المقابل، كانت الرواية الإسرائيلية تحاول تقديم مبررات أمنية وسياسية لهذه الأعمال، لكنها لم تتمكن من كسب نفس القدر من التعاطف والتأييد رغم كل الامكانيات الكبيرة سواء كانت الاموال أو امتلاك القنوات الإعلامية والأفراد مثل الإعلاميين والمطربين وغيرهم.

خامسا: دور المنظمات الدولية وحقوق الإنسان:

لعبت المنظمات الدولية لحقوق الإنسان دورا مهما في تعزيز الرواية الفلسطينية، فقد ساهمت تقارير هذه المنظمات التي وثقت الانتهاكات والاعتداءات التي يتعرض لها الفلسطينيون. في تقديم صورة واقعية لما يحدث على الأرض. هذه التقارير أتت مدعومة بإحصائيات وشهادات حية، مما يعزز من مصداقية السردية الفلسطينية.

فمنظمات مثل هيومن رايتس ووتش، منظمة العفو الدولية، وحتى بعض الهيئات التابعة للأمم المتحدة، قدمت تقارير تنتقد السياسات الإسرائيلية وتدعم حقوق الفلسطينيين، وكان آخرها قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال لرئيس الوزراء نتنياهو. هذا الدعم الدولي أسهم في تعزيز الرواية الفلسطينية وجعلها أكثر تأثيرا على الساحة العالمية.

سادسا: الأبعاد القانونية والسياسية:

تسعى الرواية الفلسطينية من الناحية القانونية إلى تسليط الضوء على القرارات الدولية وقرارات الأمم المتحدة التي تدعم حقوق الفلسطينيين. القانون الدولي يعتبر الأراضي الفلسطينية محتلة، ويعتبر بناء المستوطنات غير قانوني، واستخدام الرواية الفلسطينية لهذه الأطر القانونية يعزز من مصداقيتها أمام المجتمع الدولي.

في المقابل، تواجه الرواية الإسرائيلية تحديات في تبرير مواقفها وسياساتها من الناحية القانونية. فعلى الرغم من الدعم القوي الذي تحظى به إسرائيل من بعض القوى الكبرى، إلا أن الرواية الفلسطينية تعتمد على الشرعية الدولية والقوانين الإنسانية في تعزيز موقفها، بالإضافة إلى الدلائل الواقعة على الأرض، مما يجعلها أكثر قوة أمام المجتمع الدولي.

سابعا: التحديات التي تواجه السردية الفلسطينية:
رغم كل هذه التحديات، تمكنت الرواية الفلسطينية من الحفاظ على قوتها ومصداقيتها بفضل الدعم الشعبي والدولي الذي كان من نتائجه تزايد الدول المعترفة بدولة فلسطين والمظاهرات الدولية في بلدان كانت وما زالت معاقل لمؤيدي السردية الإسرائيلية
برغم التفوق الملحوظ للرواية الفلسطينية، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة. فالقوة الإعلامية والسياسية لإسرائيل، ودعمها القوي من بعض الدول الكبرى، تشكل عقبات أمام تعزيز الرواية الفلسطينية. بالإضافة إلى ذلك، تعاني الرواية الفلسطينية من تباين داخلي في بعض الأحيان، بسبب الانقسامات السياسية بين الفصائل الفلسطينية المختلفة.

ولكن رغم كل هذه التحديات، تمكنت الرواية الفلسطينية من الحفاظ على قوتها ومصداقيتها بفضل الدعم الشعبي والدولي الذي كان من نتائجه تزايد الدول المعترفة بدولة فلسطين والمظاهرات الدولية في بلدان كانت وما زالت معاقل لمؤيدي السردية الإسرائيلية، مثل إنجلترا وأمريكا، والحراك الطلابي الذي فضح المؤسسات الجامعية في أوروبا وأمريكا، واستخدام الأدوات الحديثة في التواصل ونقل الحقائق. والأمثلة كثيرة، ولكن تكفى السردية الفلسطينية التفوق على اللجان الإلكترونية (الهاسبرا) التي روجت للقصة المزعومة من جندي إسرائيلي أنه رأى جثث الأطفال مقطعة الرؤوس، وتبناها البيت الأبيض فسببj له إحراجا وغلطة لا تغتفر أمام المجتمع الدولي.

وأخيرا يجب علينا أن نقول:

إن تفوق السردية الفلسطينية لا يعتمد فقط على القدرة على سرد القصة، بل يعتمد أيضا على قوة الحقائق والمصداقية والشرعية الدولية. هذا التفوق يعزز من الأمل في تحقيق العدالة والسلام في المنطقة، ويظهر أن قوة الكلمة والصورة يمكن أن تكون أداة فعالة في معركة الحق والعدالة.

دامت الشعوب المقاومة في وجه الاحتلال وعملاء حزب الليكود العربي.

مقالات مشابهة

  • هيئة المحامين بتطوان تستنكر العدوان الإسرائيلي وتجدد تضامنها مع قطاع غزة - فيديو
  • شيخ العقل: لوقف العدوان الهمجي المستمر على الشعب الفلسطيني
  • السردية الفلسطينية في مواجهة السردية الإسرائيلية في ظل طوفان الأقصى
  • (طوفان الأقصى).. نصرُ الأمة الموعود
  • طوفان الأقصى .. والمؤتمر القومي العربي
  • مسير شعبي وعسكري لخريجي دورات طوفان الأقصى من طلاب وموظفي جامعة صنعاء
  • جامعة صنعاء تشهد مسيرًا شعبيًا وعسكريًا لخريجي دورات ” طوفان الأقصى”
  • سخط عالمي على مجزرة العدو الصهيوني بحق المدنيين في النصيرات
  • وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في عين الحلوة
  • التعاون الخليجي يدين العدوان الإسرائيلي المستمر على رفح الفلسطينية.. ويدعو لوقف فوري ودائم لإطلاق النار