تشافي: أنا هنا في منصبي لأن الأهداف التي وضعتها الإداراة قد تحققت
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
عبر تشافي عن شكره للمدرب بيب جوارديولا على دعمه وأوضح أنه يعرف صعوبة تدريب برشلونة.
قال تشافي هيرنانديز، مدرب برشلونة، إن مباراة فريقه أمام أونيونيستا سالامنكا في دور الـ16 لبطولة كأس ملك إسبانيا يوم غد الخميس ستكون صعبة. وأكد تشافي في المؤتمر الصحفي أنه يجب تغيير النهج بعد هزيمة كأس السوبر، وأن فريقه يريد تغيير الانطباعات وهم المرشحون بفارق القوة مع سالامنكا، مشيرًا إلى أن الملعب صعب وأن المباراة تعد هي الأهم لفريق سالامنكا.
اقرأ أيضاً : الهلال يتعاقد رسميا مع رينان لودي قادما من مارسيليا
وأضاف تشافي أن رئيس النادي لابورتا ينقل للجميع الإيمان والثقة، وأن جميع الفرق متحدة لتحقيق النجاح. وأشار إلى أنهم لديهم ثلاثة ألقاب مهمة متبقية، وأنه في يوم لا يكون اللاعبون فيه معه، سيغادر. وأكد أنهم يرغبون في بداية جديدة بعد أداء سيء في مباراة كأس السوبر.
وعبر تشافي عن شكره للمدرب بيب جوارديولا على دعمه وأوضح أنه يعرف صعوبة تدريب برشلونة. وأكد أن النتائج تحدد مستقبل المدرب، وأنه هو هنا لأن الأهداف التي حددوها قد تحققت. وختم بالقول إنهم في منتصف الموسم وأنهم أقرب إلى تحقيق النجاح.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: تشافي تشافي هيرنانديز برشلونة
إقرأ أيضاً:
الرفض الإستراتيجي.. فن القادة في عصر الأهداف المستحيلة
استوقفتني مؤخرًا مقالة قرأتها حول موضوع يهمّ كل من يعيش في بيئة عمل ديناميكية تتغير باستمرار، وتُلقى على كاهله مسؤوليات ضخمة قد تتجاوز حدود المعقول. المقالة تحدّثت عن مفهوم بالغ الأهمية في عالم الإدارة، وهو “الرفض الاستراتيجي”، ووجدت فيه ما يستحق أن يُشارك مع القارئ، لأننا جميعًا، بدرجات مختلفة، نعيش تحت وطأة مطالب تفوق طاقتنا، ونقف حائرين بين القبول الذي قد يهلكنا، والرفض الذي قد يُساء فهمه.
القصة التي افتُتحت بها المقالة تدور حول “جون”، وهو مدير تنفيذي في شركة تقنية ناشئة، وُضِع أمامه هدف ضخم لا يمكن تحقيقه: زيادة غير واقعية في المبيعات ضمن إطار زمني قصير، مع تنفيذ تحوّل شامل في نموذج العمل، وتحديثات تقنية كبرى، وإعادة هيكلة شاملة، بل وإلزام الموظفين بالعودة إلى المكاتب. تلك المهام، لو طُلبت من عدة فرق على مدار أعوام، لربما كانت ممكنة، لكن أن تُطلب دفعة واحدة من فريق واحد؟ فتلك وصفة حتمية للفشل أو الانهيار.
هنا تبرز المعضلة التي يواجهها كثير من المدراء: هل يقولون “نعم” على أمل إثبات الذات؟ أم يتحلّون بالشجاعة ليقولوا “لا”، ولكن بطريقة مدروسة ومبنية على معطيات واقعية؟ فالقول “نعم” قد يُرضي رؤساءهم على المدى القصير، لكنه يضعهم في دوامة من التوتر والضغط والفشل المحتمل. أما “الرفض الاستراتيجي”، فهو لا يعني الهروب من المسؤولية، بل هو ممارسة واعية للحفاظ على استدامة الأداء وحماية الفرق من الإنهاك.
الرفض الاستراتيجي لا يقوم على العاطفة أو التهوّر، بل على معادلة عقلانية تُوازن بين أهمية المهمة وإمكانية تنفيذها. فهناك مهام قد تبدو جذابة أو ضرورية، لكنها في الواقع تُهدد التوازن العام للمؤسسة. هنا يصبح الرفض هو القرار الحكيم. ويمكن التعبير عن هذا الرفض بلغة ذكية لا تُقلّل من أهمية المقترح، وإنما تُعيد توجيهه نحو ما هو أكثر جدوى. فبدلاً من أن يقول المدير: “لا يمكننا تنفيذ هذا”، يستطيع أن يقول: “يمكننا تنفيذه، ولكن بشرط تأجيل مشروع آخر أكثر أهمية، فهل توافقون؟”.
القادة الناجحون لا يخشون هذا النوع من المحادثات، لأنهم يعلمون أن وظيفتهم ليست تنفيذ كل ما يُطلب منهم، بل قيادة فريقهم نحو أفضل النتائج بأقل التكاليف البشرية والمادية الممكنة. وهم يدركون أن الرفض الذكي قد يكون أعظم أداة لحماية جودة العمل وسمعة المؤسسة، لا سيما عندما يكون مبنيًا على بيانات واضحة، وتحليل للموارد، وتقييم للأولويات.
بعض المؤسسات المتقدمة باتت تُدرج أدوات عملية لدعم هذا التوجه، مثل “مراجعات الفريق الأحمر” التي تختبر واقعية أي مشروع قبل اعتماده، أو جلسات “التحليل المسبق للفشل” التي تفترض أسوأ السيناريوهات لتجنّبها مسبقًا. والهدف من هذه الممارسات ليس تثبيط المبادرات، بل التأكد من أنها قابلة للتنفيذ دون استنزاف الفرق أو إضعاف الثقة الداخلية.
القيادة ليست في عدد المشاريع التي تُطلق، بل في نوعية القرارات التي تُتخذ. القائد القوي هو الذي يملك الشجاعة ليقول “لا” في الوقت المناسب، وبالطريقة الصحيحة، من أجل “نعم” أكثر فاعلية في المستقبل. إن التوازن بين الطموح والواقعية، وبين الحماس والانضباط، هو ما يصنع الفرق بين مدير منهك يلهث خلف إنجازات متفرقة، وقائد ملهم يعرف طريقه جيدًا نحو النجاح المتوازن.
لا يجب ان نخجل من استخدام كلمة “لا”، ليس كرفض عبثي، بل كأداة استراتيجية ترسم لنا خارطة أولويات واقعية، وتعيد للعقل مكانه الطبيعي في قيادة القرار. فبعض النجاحات تبدأ بكلمة: “لا”.
jebadr@