تفنيد الأكاذيب والازدواجية الأممية
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
أبو جهاد المطري
في ظل استمرار الصلف الأمريكي البريطاني الصهيوني ، ومساعيهم لعسكرة البحر البحر الأحمر، وتجاوز سفنهم مسألة المرور البرئ الى الاعتداء المباشر على الأراضي والسيادة اليمنية بشن سلسلة غارات على 6 محافظات يمنية، يوم الجمعة 12 يناير 2024، فإن عمليات الرد اليمني على هذا العدوان السافر تصبح عمليات مشروعة داخلياً وفقا لدستور الجمهورية اليمنية الذي يحدد في مادته الـ(36) وظيفة القوات المسلحة بحماية الجمهورية وسلامة أراضيها وامنها، وتصبح إستحقاقا شعبيا وواجباً وطنياً في إطار معركة الدفاع المقدس عن اليمن وسيادته واستقلاله وحريته.
وحسب المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على أنه “ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة”، فإن الرد اليمني القادم على العدوان الأمريكي- البريطاني صبيحة يوم الجمعة 12 يناير2024، يصبح حقاً مشروعاً في الدفاع عن النفس، وبالتالي فإن السفن والمعدات الحربية لدول العدوان باتت أهدافا مشروعة لنيران القوات المسلحة اليمنية في أي وقت وحين.
فاذا كانت قضايا الثأر في اليمن يقتل فيها العشرات والمئات سنويا، وتستغرق سنوات بين أقارب وأحيانا إخوة وداخل محيط مجتمعي واحد، فالثابت وفقا للتقليد اليمني هذا وسيكولوجية الإنسان اليمني عبر التاريخ، أن ثأر القوات المسلحة اليمنية من دول تحالف العدوان الجديد سيكون أشد إيلاماً، وأن العدوان الأمريكي الصهيوني والبريطاني سيدفع الثمن باهضاً، الأمر الذي أكده مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، بعد ساعات من العدوان، حينما أكد كذلك أن “الدم اليمني غالي وثأرنا لا يبات”.
ومن المتوقع ان يأتي الرد اليمني القادم على هذا العدوان غير مغفلا للجبهة الإعلامية والسياسية والقانونية كمنظومة قتالية متكاملة، تبدأ بتفنيد وإبطال مفعول أكاذيب العدوان وتضليله للراي العام الخارجي، بمزاعم حق الدفاع عن النفس، وهي الحالة التي أشار اليها الموقف الروسي الذي اكد إن “الهجمات واسعة النطاق التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أراضي اليمن لا علاقة لها بممارسة حق الدفاع عن النفس “، موضحاً أن “حق الدفاع عن النفس لا يمكن استخدامه لضمان حرية الملاحة.
كذلك يمكن في هذا السياق مخاطبة الرأي العام الخارجي بتسليط الضوء على حقيقة إزدواجية معايير مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة في التعامل مع الاحداث، وذلك بالنظر الى إمتناع أمريكا وبريطانيا عن التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مقابل هرولتهما للتصويت على قرار يدين الجمهورية اليمنية في منع السفن الإسرائيلية، والمتجه إلى الكيان الصهيوني.
ومن المهم استمرار الرد اليمني إعلاميا وحقوقيا وسياسيا في التأكيد على مأمونية الملاحة وطرق التجارة الدولية في البحرين العربي والأحمر وباب المندب باستثناء السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، وأن الحل هو في وقف العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيا على الأشقاء في غزة وليس بالعدوان على اليمن.
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
الوحدة اليمنية منجز استراتيجي تاريخي حققته الإرادة الشعبية كمبدأ وخيار لا رجعة عنه
الثورة نت/..
من منظور ديني ووطني تظل الوحدة اليمنية بالنسبة لكل اليمنيين الأحرار إحدى الثوابت والقضايا المصيرية التي لا يمكن التراجع عنها أو التفريط بها كون البديل عنها هو الشتات والفرقة والتشظي والمشاريع الصغيرة التي لا تخدم سوى الأعداء والطامعين.
وعلى الرغم من كل الأحداث والمنعطفات التي مر بها اليمن منذ قرابة عقد ونصف من الزمن بما في ذلك العدوان العسكري المباشر على البلد من قبل نفس القوى المتآمرة والحاقدة على الوحدة اليمنية وما تلا ذلك من احتلال لجزء من أراضي اليمن، وإنشاء كيانات مليشاوية تابعة لتحالف العدوان هدفها الأساسي النيل من وحدة اليمنيين وزرع بذور الفرقة والصراع فيما بينهم، إلا أن الوحدة صمدت وظلت راسخة وعصية أمام كل التحديات والمؤامرات.
مثل تحقيق وحدة اليمن قبل 35 عاماً، حدثا تاريخيا واستثنائيا اعتبرته كل الشعوب العربية الحرة النواة أو اللبنة الأولى على طريق تحقيق الوحدة العربية، والمنطلق للخروج من حالة التفكك والتقسيم التي فرضتها مرحلة الاستعمار والاحتلال الأجنبي، وهو ما تضمنه خطاب الرئيس مهدي المشاط الذي أكد أن الوحدة اليمنية لم تكن مجرد منجز وطني وحسب بل مثلت النواة الحقيقية واللبنة الأولى نحو تحقيق الوحدة العربية الشاملة.
وبقراءة فاحصة لخطابات القيادة الثورية والسياسية ومنها خطاب الرئيس المشاط مساء أمس بمناسبة العيد الوطني الخامس والثلاثين للجمهورية اليمنية 22 مايو، تتجلى الرؤية الحكيمة فيما يتعلق بوحدة الوطن، كمبدأ وخيار لا رجعة عنه انطلاقا من توجيهات الله تعالى لعباده المؤمنين بالتوحد ونبذ الفرقة والشتات لما له من عواقب خطيرة في الدنيا والآخرة.
لهذا كان خطاب الرئيس المشاط واضحا فيما يتعلق بالتمسك بالوحدة اليمنية، والذي قال إنه ليس من باب العاطفة، بل من منطلق إيماني ووطني وعقلاني وعروبي، ومن وعي وإدراك بأن التفتيت ليس حلاً، وأن أخطاء الماضي لا تُعالج بالتقسيم والانفصال، بل بالإنصاف والعدل والإصلاح وبما يضمن الحقوق والمشاركة العادلة لكل اليمنيين.
بهذه الرؤية المنصفة والعقلانية تغلق القيادة الباب أمام كل المزايدين ومن يحاولون المتاجرة بالوحدة تحت أي مسميات، وتنم عن حرص كبير على الإنصاف والعدل والإصلاح وإحقاق الحقوق وإتاحة فرصة المشاركة العادلة للجميع، بعيدا عن التجزئة والتشرذم.
كما أن الوحدة في نظر القيادة وكل اليمنيين الأحرار قضية مصيرية وجزء لا يتجزأ من هوية اليمن الجامعة، ومنجز استراتيجي لا يمكن المساومة أو التفريط فيه، ولهذا جاء تحذير الرئيس المشاط لدول العدوان والميليشيات التابعة لها من أي محاولة للمساس بالوحدة اليمنية.
ورغم انشغال الشعب اليمني وقيادته وجيشه في الوقت الراهن بمساندة الشعب الفلسطيني الشقيق في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة كقضية مركزية ومبدأ إيماني، ووعد قطعه اليمن لأشقائه المخذولين عربيا وإسلاميا في غزة، إلا أن فخامة الرئيس أكد على مواصلة الجهاد والنضال حتى تحرير آخر شبر من أراضي الجمهورية اليمنية وطرد المحتلين الغزاة.
لاشك أن جميع القوى بما فيها قوى الاحتلال ستضع ألف حساب لكل ما يصدر عن القيادة في صنعاء، بعد أن خبر الجميع صدق توجهاتها، وأنها لا يمكن أن تساوم في كل ماله علاقة بالثوابت والسيادة الوطنية، وقد أثبتت الأيام ذلك.
ومن أهم الرسائل التي تضمنها خطاب رئيس المجلس السياسي الأعلى هي تذكير كل من يراهن على الخارج بأن رهانه خاسر وأن هذا الطريق نهايته الدمار والخذلان، بينما التمسك بخيار الشعب هو الطريق إلى المستقبل الأمثل.
ففي هذا السياق تطرق الرئيس المشاط إلى الحالة المزرية التي وصل إليها من خانوا الوحدة اليمنية والذين انتهى بهم المطاف للعيش في فنادق وعواصم الخارج، فيما يواجه أبناء المناطق المحتلة البأساء والضراء، وويلات الانهيار وانعدام الخدمات، واصفا ما آل إليه حال المواطنين في ذلك الجزء العزيز من البلد القابعٌ تحت نير الاحتلال، بالشيء المحزن في ظل ما يتعرضون له من ممارسات وانتهاكات من قبل عصابة التبعية الخانعة للمحتل، والتي لم تحافظ لا على مال عام ولا على كرامة شعب ولا استقلال وطن، لكنها كشفت في الوقت نفسه النموذج الخطير الذي يسعى العدو لتطبيقه وتعميمه.
من ضمن الرسائل أيضا أن الشعب اليمني ظل موحداً عبر التاريخ، وإن اختلفت عليه الدول وتعاقبت عليه الحضارات؛ بل وحتى في زمن الغزو والاحتلال ظل موحدا في مواجهة التحديات التي هددت وحدته ونسيجه الاجتماعي، وكما تجاوز محاولات التقسيم قديماً، والأقلمة حديثاً، فإنه قادر على كسر كل المحاولات لتقسيمه وتفكيك بنيته التاريخية.
لم يخلو خطاب الرئيس المشاط من عبارات الفخر والاعتزاز بوحدة الوطن المباركة بل اعتبرها إنجازا وطنيا وتاريخيا، لم يكن حكراً على منطقة أو فئة، بل مثل امتداداً طبيعياً لتاريخ طويل من الكفاح الوطني.
فالوحدة اليمنية في منظور القيادة ليست مجرد وحدة جغرافيا، بل إنها وحدة قلوب ومصير وموقف، وهي اليوم تمثل عزة وفخر اليمن وضمان سيادته، والملاذ الآمن الذي يجمع أبناء اليمن على كلمة سواء، إذ لا يمكن مواجهة التحديات أو إصلاح الاختلالات والأخطاء إلا في ظل الوحدة وجمع الكلمة.
وكما استطاع الشعب اليمني أن ينهي الاحتلال البريطاني في جنوب الوطن، وينتزع استقلاله بعد عقود من الهيمنة، أشار فخامة الرئيس إلى أن هذا الشعب الأصيل يدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى عواقب الفرقة والتقسيم التي يسعى إليها الأعداء، كما لا يمكن لهذا الشعب بعد أن خبر قسوة الاستعمار البريطاني وصمد في وجه العدوان الأمريكي السعودي خلال العقد الأخير، أن يقبل بعودة عقارب الساعة إلى الوراء، بل سيمضي في الحفاظ على سيادة البلد واستقلاله، تحت عنوان الوحدة التي تكفل حقوق جميع أبنائه دون انتقاص.
سبأ