حماس: الاحتلال يواصل حرب التجويع الممنهج ضد أكثر من مليوني مواطن بغزة
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان إن الاحتلال يواصل في حرب التجويع والتعطيش الممنهج ضد أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزة.
وأضاف -في مؤتمر صحفي عقد في بيروت مساء اليوم الأربعاء- أن أكثر من 800 ألف فلسطيني باتوا يعيشون مجاعة حقيقية، بمنع الاحتلال إدخال المساعدات والمواد الغذائية والتموينية والوقود والغاز والإمدادات الضرورية لاستمرار الحياة الطبيعية، وأن أكثر من 60 ألف جريح منذ بدء العدوان محرومون من السفر للعلاج.
وأشار حمدان إلى أن "تشكيل أي حكومة فلسطينية هو شأن وطني خالص لا شأن لأميركا به" وحمل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مسؤولية جرائم الاحتلال منذ بدء عدوانه على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ملف الأسرى
وفيما يتعلق بملف الأسرى، أوضح حمدان أن أي عملية لإطلاق الأسرى "يجب أن تستند أولا إلى وقف شامل للعدوان على غزة"، وحذر من أن "كل يوم جديد يتواصل فيه العدوان والقصف الهمجي على شعبنا يمثل تهديدا حقيقيا على حياة الأسرى لدى المقاومة"، وأضاف "هناك تصور قدمناه لكل من قطر ومصر يحقق ما نريد، لكن هناك مماطلة من الكيان الصهيوني".
وجدّد القيادي في حماس رفض المقاومة وإدانتها للعدوان الصهيوني على لبنان، والعدوان الأميركي البريطاني على اليمن، "بسبب دعمهما للشعب الفلسطيني وتأييدهما لنضاله وحقوقه المشروعة"، وقال" نشيد بموقف الإخوة أنصار الله والجيش اليمني، في استمرار خطواتهم الشجاعة والجريئة في فرض حصار بحريّ على الكيان الصهيوني المجرم".
وأشاد حمدان بالمقاومة، وقال إن كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة (حماس) و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي والمقاومة لا تزال تدير المعركة بقوة واقتدار.
يذكر أن جيش الاحتلال يواصل عدوانه للشهر الرابع على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين، وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وتشير تقارير إلى أن حصيلة عدوان الاحتلال المستمر على القطاع بلغت 24 ألفا و448 شهيدا، إلى جانب ارتفاع عدد الإصابات التي وصلت إلى 61 ألفا و504 إصابات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
كاتب بريطاني: جريمة التجويع المتعمدة بغزة لم تنجح لولا تواطؤ الغرب
قال الكاتب البريطاني أوين جونز، إن جريمة التجويع المتعمدة التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، لم تكن لتنجح لولا الغطاء الذي وفره لها الحلفاء الغربيون.
وقال جونز بمقال في صحيفة الغارديان، إن التصرفات الغربية التي بدت وكأنها تعبير عن "القلق" من الوضع الإنساني في غزة، ليست أكثر من مظاهر فارغة، إذ كان الجميع يعلم بما يجري.
وأضاف: "بينما كانت جهة تابعة للأمم المتحدة تحذر من وقوع أسوأ سيناريو مجاعة في غزة، كان من المفترض أن يسأل زعماء الغرب أنفسهم: ماذا فعلنا؟".
وأكد أن تجويع الاحتلال لغزة لم يكن فقط فعلا متعمدا بل معلنا أيضا، إذ صرح قادة الاحتلال منذ الأيام الأولى بأنهم سيمنعون دخول الطعام والماء والكهرباء. ولفت إلى أن تصريحات وزير حرب الاحتلال السابق يوآف غالانت ومنسق الاحتلال غسان عليان ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كانت واضحة في إعلان الحصار الشامل وحرمان السكان من الأساسيات، واصفين الفلسطينيين بالحيوانات البشرية والبهائم".
وأشار جونز إلى أن هذه التصريحات "لم تحظ بأي تغطية جادة في الإعلام الغربي، وإن ذكرت فكانت بشكل عابر ودون إبراز دلالاتها القانونية والإنسانية الخطيرة"، مضيفا أنه "لو أبرزت كما يجب، لكان لا بد من تصنيف العدوان الإسرائيلي كجريمة، لا كحرب دفاعية".
وتحدث الكاتب عن سلسلة من الأدلة التي تؤكد علم الغرب بما يجري، بينها رسالة كتبها وزير الخارجية البريطاني السابق كاميرون في آذار/مارس 2024، أشار فيها إلى الأساليب الإسرائيلية لمنع دخول المساعدات.
كما أظهرت تقارير رسمية أمريكية أن الاحتلال كان يعرقل المساعدات، وهو ما كان يفترض أن يلزم إدارة بايدن بوقف تصدير الأسلحة، لكن البيت الأبيض تجاهل ذلك.
وذكر جونز أن "إسرائيل ارتكبت المجزرة الأكبر في التاريخ الحديث ضد عمال الإغاثة، إذ قتلت أكثر من 400 منهم حتى الربيع الماضي"، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال استهدف ضباط الشرطة الذين كانوا يرافقون القوافل، ودمر الأراضي الزراعية، وقتل المواشي، وضرب البنية التحتية للصيد، لشلّ كل مصادر الغذاء في القطاع.
وأوضح أن الجريمة لم تتوقف عند حرمان الفلسطينيين من الطعام، بل شملت أيضا قتل من حاولوا الوصول إليه، كما حدث في شباط/فبراير 2024 حين قتل الجيش أكثر من مئة فلسطيني أثناء انتظارهم الحصول على الدقيق. وأثبت تحقيق لشبكة سي إن إن بعد أسابيع أن الجيش هو من أطلق النار.
وفي آذار /مارس، فرضت إسرائيل حصارا مطبقا، وأوقفت برامج الأمم المتحدة الإنسانية، واستبدلتها بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تحوّلت مراكزها إلى "حقول قتل"، بحسب وصف الكاتب.
ولفت إلى أن هذه المراكز صممت لدفع السكان نحو الجنوب، حيث يحتجزون ضمن ما وصفه رئيس وزراء الاحتلال السابق إيهود أولمرت بـ"معسكر اعتقال"، تمهيدا لترحيلهم.
كما اتهم جونز وسائل الإعلام الغربية والسياسيين بنشر رواية إسرائيلية كاذبة تزعم أن حركة حماس تسرق المساعدات، رغم نفي برنامج الغذاء العالمي، وتحقيقات داخلية أمريكية وإسرائيلية أكدت عدم صحة هذه الادعاءات.
وقال إن العصابات التي تسرق المساعدات هي جماعات إجرامية مدعومة من الاحتلال، وتربطها تقارير بأطراف مرتبطة بـ"داعش".
ووصف الكاتب مذكرات التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق قادة الاحتلال، بسبب جريمة التجويع، بأنها "خطوة منطقية لأن الأدلة دامغة"، مضيفا: "حتى لو دخلت المساعدات بغزارة الآن، فإن عددا كبيرا من الفلسطينيين سيموتون لأن أجسادهم نخرها الجوع، وهذا لم يعد على جدول أولويات العالم".
وانتقد جونز رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بسبب دعمه المتكرر للحصار الإسرائيلي على غزة، وترويج حكومته لفكرة الإنزالات الجوية "التي لا تكفي، وقتلت مدنيين حين سقطت عليهم"، واصفا ذلك بأنه محاولة لصرف الأنظار عن الجريمة الأصلية: التجويع الجماعي المتعمد.
وتساءل الكاتب: "ماذا فعلنا؟"، مضيفا: "لو كانت لدى النخب الغربية ذرة خجل، لكان هذا السؤال يقض مضاجعها، لكن الجواب واضح لقد سهّلتم جريمة تجويع شعب بأكمله عرفتم ما كان يجري من فيض الأدلة، لأن الجاني صديقكم، وقد تفاخر علنا بفعلته، و للأسف، لن يحاسب أحد نفسه، سيترك ذلك للتاريخ وللمحاكم".