"منروفيا" أول عمل روائي للدبلوماسي أحمد فريد المرسي بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
صدر حديثًا عن بيت الحكمة رواية "منروفيا"، للكاتب والدبلوماسي المصري أحمد فريد المرسي، والتي كتب مقدمتها الكاتب والسفير المصري محمد توفيق .وهي سردية تنطلق من أحداث واقعية حدثت إبان الحرب الأهلية في منروفيا عاصمة دولة ليبيريا على الساحل الغربي للقارة الإفريقية خلال صيف 2002، والحرب التي أراقت أحداثها دماء الكثيرين سواء أبرياء أو مجرمي حرب وأطفال مقاتلين.
تتبع الرواية، المشاهد التي تتسارع بتطور الأحداث خطوات شاب مصري ساقته الظروف ليعيش في المدينة التي أنهكتها الحروب والصراعات، فيصحبنا الكاتب في رحلة مشوقة ننظر فيها عن كثب لمقاربة البطل مع الآخر المجهول واللامعقول، وفي كثير من الأحيان ينتقل معه القارئ لمساحة ما بين الحقيقة بأبعادها الحسية وتلك الحقيقة الأخرى التي تقبع في اللاوعي، وتطرح سؤلاً حول مدى معقولية العالم الذي نعيشه بحواسنا في مقابل العالم الذي ننسجه حول أمانينا!
تدور أحداث الرواية، في مدينة منروفيا مع التعرض لظروف حياة البطل السابقة ونشأته في مدينة الإسكندرية المصرية وتأثير تلك النشأة على تطور شخصيته وقدرته على التعامل مع واقعه الجديد، حيث يتكشف مع الأحداث أن الغموض الذي يكتنف شخصية البطل من خلال الغوص في تكوينه النفسي منذ نشأته كطفل في بيت توترت فيه العلاقة بين والديه واختلطت فيه المشاعر الإيجابية والسلبية.
الرواية تفرد قدراً من الحكي لظروف البطل النفسية وكيف تأثرت سلباً وإيجاباً في منروفيا حيث يتكشف له عالم آخر غريب تتنازعه فيه أطياف وخيالات وسحرة وشخوص تمتحن قدرته الذهنية على الصمود، لكنه أيضاً عالم تتصدر فيه "رحمة" واجهة الأحداث، رحمة الفتاة الأفريقية غريبة على حواسه شهية لغرائزه مثيرة لعقله، يلتقيها بعد بضعة أيام من وصوله ثم يغرم بها وتضعه أمام أسئلة مصيرية تحدد علاقته بمنى التي سافر إلى ليبريا لكي يستطيع تحصيل ما يكفي للزواج منها، كذلك تتيح الرواية المجال للنظر في محيطه الاجتماعي وتسرد لكيفية تقبله وتعامله مع المجتمع المنروفي الذي يختلف عن كل ما أدرك وعقل من قبل.
ترصد الرواية أحوال المجتمع المنروفي فيما قبل ثم أثناء الحرب ومن ثم تأثير هذه الحرب بمحاربيها وبشاعتها ولامعقوليتها على بطل الرواية وتفاعلاته مع الشخوص في محيطه، وتطرح عليه وعلى القارئ سؤالاً حول ماهية علاقته برحمة وتسلط الضوء على الحرب الأهلية كحدث تعاني منه الكثير من المجتمعات وخاصة في أفريقيا وما يترتب عليها من ظواهر اجتماعية سلبية في المجمل وإيجابية في بعضها.
الرواية أيضاً تقدم خطاً سيكولوجياً يتبلور شيئاً فشيئاً بتتابع الأحداث وتصاعد الحبكة الدرامية ثم يسيطر في النهاية ويضع القارئ أمام تفسيرات صادمة لتصرفات البطل حيث تتكشف رويداً رويداً أبعاده النفسية لتبرر للمتلقي سر تعلقه برحمة!
الرواية في مجملها تطرح أسئلة معيارية من خلال تفاعلات خطوط ثلاثة رئيسية تُحكى بالتوازي، أولها الخط الاجتماعي الذي يصف حالة المجتمع في تلك الفترة، وكيفية تعايش بطل الرواية مع مختلف الشخوص الذين تتقاطع حيواتهم وحياته خلال ممارساته اليومية، والخط الثاني هو الخط الرومانسي والذي يتناول حياة البطل العاطفية ومشاعره وتقلباتها وتعلقه بفتاة منروفية والخط الثالث هو الخط السيكولوجي الذي يطرح السؤال الأساسي للسردية حول تعريف من هو الإنسان السوي وما هي الخطوط الفاصلة بين ما هو مقبول اجتماعيا كشطوط ذهني وقتي وما هو مرض نفسي يستوجب المعالجة وفي سبيل ذلك يسلط الضوء على عزلة الإنسان وتشرنقه على ذاته بما يحول دون أن يتكشف للآخرين عواره النفسي، الأمر الذي يمنعه من الوصول لطوق نجاة قد ينقذ هذا الإنسان من محنته أو لا.
الجدير بالذكر أن أحمد فريد المرسي، من مواليد حي العباسية بالقاهرة 1974 وتخرج في مدرسة القبة الثانوية العسكرية قبل أن يلتحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة في عام 1991، تدرب أثناء سنوات الدراسة الأولى في جامعة القاهرة بجريدة أخبار اليوم في قسم الأدب ثم القسم الرياضي.
وبعد عامين من الدراسة الجامعية أتيحت له الفرصة فقرر السفر إلى الولايات المتحدة لدراسة السينما لينتهي به المطاف في مدينة نيويورك حيث درس إنتاج الفيديو وتدرب في عدد من شركات الإنتاج والمحطات في نيويورك، وأنهى دراسته الجامعية في 1996 ومن ثم عمل مساعداً للإخراج ثم مخرجاً بمحطة بلومبرج للأخبار الاقتصادية. وفي عام 2001 التحق بالعمل الدبلوماسي في وزارة الخارجية المصرية حيث عمل بمختلف البعثات المصرية في عدد من البلدان منها ليبيريا وساحل العاج والكونغو وشيلي وأستراليا والصين والولايات المتحدة الأمريكية.
للكاتب مجموعة شعرية نشرت في 2004 بعنوان نقوش عشق وارتحال.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحروب والصراعات الحقيقة الحرب الأهلية السفير المصرى الساحل الغربي بيت الحكمة مجرمي حرب
إقرأ أيضاً:
ماهر مهران: «أزهار السنط» الفائزة بجائزة الرواية العربية: كتبتُها لتذكّر القارئ بأن الإرادة تنتصر دائمًا| خاص
صدر حديثًا عن مؤسسة الخلق العظيم بالعراق، العمل الروائي الجديد "أزهار السنط" للكاتب والشاعر ماهر مهران، في 122 صفحة، تحت إشراف ومراجعة اللجنة العلمية بالمؤسسة، بعد فوز مخطوطتها بجائزة الرواية العربية في دورتها الأولى التي تنظمها المؤسسة بالعراق.
وقال الكاتب ماهر مهران، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إن رواية أزهار السنط فازت العام الماضي بجائزة الرواية العربية بالعراق وهي رواية اجتماعية تدور في قرية من قرى صعيد مصر ، وهي رواية ترويها فتاة حالمة اسمها عوافي تتعرض لعقبات تكاد أن تدمرها لكن سرعان ما يجد القاريء نفسه وقد تورط في رواية للشخصية الثانية في الرواية وهي شلع تلك المرأة الصعيدية العنيدة التي وجدت نفسها محاصرة بكل عوامل الانهيار لكنها تقاوم وتحلم وتتحمل وقبل أن نعرف نتيجة حلمها يجد القاريء نفسه أمام رواية بدرية تلك المعلمة التي وجدت نفسها في مدرسة مدمرة وطلاب ضائعين وقررت أن تحيل الضعف إلى قوة والاحباط إلى نجاحات.
الرواية رغم أن ابطالها مأزومون وعلى وشك الضياع إلا أنها طاقة رواية ايجابية.
وأضاف
أزهار السنط رواية تستحق أن يقرأها طلاب المرحلة الثانوية والجامعية وكل من يريد التحول من الضعف إلى القوة ومن العجز إلى الإرادة ومن الضياع إلى التميز والتألق..
أزهار السنط هي الرواية الثامنة للكاتب ماهر مهران بعد قاو أسطورة الدم وبنات قبلي وعشى ليلي وأين أذهب يارب؟ وكرة النار والمزيفون وعحائب قريتي.
تدور أحداث الرواية في قرية "قاو" جنوب شرق أسيوط، حيث يستثمر المؤلف خبرته الطويلة في الكتابة عن الصعيد المهمش، ليقدم عالما سرديا لا يكتفي برصد الواقع الاجتماعي والاقتصادي القاسي، بل يفتش عن "الجميل الكامن" داخل شخوصه، ويجعل من التحول من الضعف إلى القوة ومن الركود إلى الانطلاق محورًا دراميًا أساسيًا.
وتوازن رواية أزهار السنط بين مستويات متعددة للغة، تمزج بين الحساسية الشعرية واللغة اليومية الحية، في بناء سردي يراوح بين الحزن والبهجة، واليأس والأمل، مع حضور واضح لخبرة المؤلف الشعرية في صياغة الجمل وإضفاء إيقاع خاص على السرد.
ماهر مهران، شاعر وروائي وكاتب مصري، عضو اتحاد كتاب مصر، ويعمل مؤلفًا ومعد برامج باتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، صدرت له في مجال الرواية أعمال بارزة عن عالم الصعيد المهمش، من بينها "قاو أسطورة الدم" (سلسلة وعد)، "بنات قبلي" (سلسلة أصوات – الهيئة العامة لقصور الثقافة)، "عشى ليلي" (دار الساقي – بيروت)، "كرة النار"، "أين أذهب يا رب؟"، و"المزيفون".
وعُرف كأحد أبرز أصوات شعر العامية المصرية، حيث أصدر عددًا من الدواوين منها "هفهفات النخيل"، "أغاني أشجار السنط"، "الخدامة"، "تعليم مجاني"، "العزف على الضلوع"، و"جسمها جنينة"
نال مهران الجائزة الأولى لشعر العامية التي نظمتها جريدة "أخبار الأدب" عام 1998، كما حصدت مخطوطات رواياته جوائز عربية مهمة، من بينها جائزة مانديلا للآداب عن "الحفر بأصابع ناعمة" (2021)، وجائزة شرف الدين بلال للآداب عن "اللعنات" (2022)، قبل أن تفوز "أزهار السنط" بجائزة الرواية العربية بالعراق عام 2024.