الجزيرة:
2025-12-15@00:41:08 GMT

ميلان كونديرا.. روائي سحرته كرة القدم

تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT

ميلان كونديرا.. روائي سحرته كرة القدم

"الحب هو الشوق إلى النصف الذي فقدناه من أنفسنا".. هكذا صاغ الروائي الراحل ميلان كونديرا واحدة من أجمل تعاريف الحب، وبلغة لا تُشبه إلا كونديرا، ولا تترجم إلا لتزداد كثافة. لغةٌ حفظت للرجل مكانته كأحد أعظم روائيي القرن العشرين، وفتحت له أبواب الخلود منذ أن نشر رائعته الخالدة "خفة الكائن التي لا تُحتمل" عام 1984.

ومع أن كونديرا لم يكتب رواية عن كرة القدم، فإن سحر اللعبة تسلل إلى وجدانه، وشغل حيزا من تأملاته الفلسفية. ففي إحدى مقالاته، قال "لاعبو كرة القدم نفس جمال وتراجيديا الفراشات، تطير عاليا بمنتهى البهاء، دون أن تُتاح لها فرصة الإعجاب بجمالها".

بهذا التشبيه، يعبّر كونديرا عن حساسية بالغة تجاه اللاعبين، ليس فقط بوصفهم رياضيين، بل ككائنات وُجدت بين الجمال والزوال، الحرية والانضباط، الجماعة والفرد.

في كتاباته، استخدم كونديرا كرة القدم كعدسة لرؤية الوجود. رأى فيها ساحةً يتصارع فيها الفرد مع المجتمع، ويلتقي الجمال بالتضحية. اللاعب الذي يتخلى عن مجده لأجل الفريق، أو من يصمد أمام الألم دفاعا عن المرمى، هو في نظر كونديرا بطل وجودي. والملعب الأخضر، في نظره، ليس مجرد ساحة لعب، بل فضاء للحرية والتعبير.

ربط كونديرا بين فلسفة الحياة ومعاني الكرة. كما في "خفة الكائن التي لا تُحتمل"، حيث يتأرجح الإنسان بين الخفة والثقل، يعيش اللاعب أيضا تحت ثقل التوقعات وخفة اللحظة. وكما في كتابه "الضحك والنسيان"، تُغري كرة القدم لاعبيها بتجاوز الإخفاق والعيش في لحظة النسيان التي تمنحهم مجدا جديدا.

كرة القدم مقاومة رمزية وصوتا للحرية

وكان كونديرا يُدرك حدود التغيير في هذا العالم، لكنه رأى في كرة القدم مقاومة رمزية، وصوتا للحرية. وقال ذات مرة "لقد أدركنا أنه لم يعد ممكنا قلب هذا العالم، كانت ثمة مقاومة يتيمة: ألا نأخذه على محمل الجد".

هكذا، ظلّ كونديرا ممسكا بخيوط الأدب والفلسفة، ومنح كرة القدم مكانتها الرمزية كفنّ يعكس تراجيديا الإنسان، ويؤكد أن الحياة ليست فقط ما نعيشه، بل كيف نعيشه.

إعلان

ورحل ميلان كونديرا في 2023، لكنه خلّد اسمه قبل ذلك بزمن، وطرح سؤالا ظل يتردد في عقل كل من قرأه "ماذا سنترك بعد أن نرحل؟"
قد يترك البعض كتبا، أو أطفالا، أو مشاريع، لكن وفق كونديرا، ربما تتركنا كرة القدم هي الأخرى ونحن نتركها، كلاعبين ومشجعين ومؤمنين بأنها اللعبة الخالدة التي لا تموت.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات کرة القدم

إقرأ أيضاً:

كيفو: إنتر ميلان «موسم جيد» و«نتائج سلبية»!

 
لندن (د ب أ)

أخبار ذات صلة لاتسيو يقهر «الطردين» أمام بارما! رد عاجل من «عائلة أنييلي»: يوفنتوس ليس للبيع


رفض الروماني كريستيان كيفو، مدرب إنتر ميلان الإيطالي، التسرع في الحكم على موسم فريقه، رغم النتائج الأخيرة على الصعيدين المحلي والخارجي.
ويحل إنتر ميلان ضيفاً على جنوة في الدوري الإيطالي بعد خسارته صفر - 1 أمام ليفربول في دوري أبطال أوروبا على ملعب سان سيرو.
وتعد هذه الخسارة هي أحدث تعثر للفريق أمام فرق كبيرة، بعدما كان خسر من أتلتيكو مدريد في أوروبا، وضد يوفنتوس ونابولي وميلان بالدوري هذا الموسم.
ومع ذلك، فإن الفريق لا يزال ينافس على لقب الدوري، ويضمن التأهل المباشر لدور الـ16 من دوري الأبطال.
وقال كيفو في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا): «نقدم موسماً جيداً، فيه لحظات صعود وهبوط، نعمل على تجاوز اللحظات السلبية، والنتائج تتضح في الأداء، وليس فقط في النقاط».
وأضاف: «علينا أن نواصل بثقة وعزيمة، وأن نصحح الأخطاء الصغيرة، من دون أن نغفل حقيقة أننا نقدم موسماً جيداً، والفريق لديه رغبة قوية في الهيمنة ومواصلة هذا المسار نحو تحقيق أهدافنا، الواقع على أرض الملعب مختلف تماماً عما يشاع».
وأضاف كيفو: «لا يزال لدينا أشياء بحاجة للتحسن، لكننا لم نرغب أبداً في التخلي عن هويتنا، وشغفنا، ورغبتنا في الهيمنة في إيطاليا وأوروبا، نحن على الطريق الصحيح».

 

مقالات مشابهة

  • إنتر ميلان يفوز على جنوى بثنائية في الدوري الإيطالي
  • ميلان يتعادل مع ساسولو 2-2 في الدوري الإيطالي
  • ساسوولو يعرقل ميلان!
  • بالصور.. رصاص يحوّل عيد يهودي إلى ساحة رعب في سيدني
  • رصاص على الرمال الأسترالية يحول شاطئ بوندي إلى ساحة دم ونار
  • كيفو: إنتر ميلان «موسم جيد» و«نتائج سلبية»!
  • ميلان ونابولي في البروفة الأخيرة قبل موقعتهما المنتظرة
  • الباحث محمد جمال القليط ينشر دراسة موسعة حول بدائل العقوبات السالبة للحرية في الأردن
  • الفلسفة ليست ترفًا… بل مقاومة يومية ضد التفاهة
  • إردوغان يحذّر من تحويل البحر الأسود إلى ساحة مواجهة بين روسيا وأوكرانيا