حل الدولتين.. مطية السياسة الغربية في الأزمات
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
تعيش الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال الإسرائيلي حالة من التخبط في التصريحات على مستوى القيادة العليا تكشف عن حجم المأزق الذي تعيشه إسرائيل ومحاولات الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بالذات انتشال إسرائيل ورئيس وزرائها من مأزقهم الكبير.
ففي الوقت الذي يظهر فيه نتانياهو بشكل يومي على قنوات التلفزيون الإسرائيلية ويؤكد أن دولة فلسطينية لا يمكن أن تنشأ وهو موجود في السلطة يصرح الرئيس الأمريكي جو بايدن «بأنه ناقش مسألة حل الدولتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وأن الأخير لم يعترض على هذا الحل».
وأصدر أمس مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو بيانا ردا على تصريحات الرئيس جو بايدن جاء فيه: «في محادثته الليلة الماضية مع الرئيس بايدن، كرر رئيس الوزراء نتانياهو موقفه الثابت لسنوات، والذي أعلنه أيضًا في مؤتمر صحفي في اليوم السابق: بعد القضاء على حماس، يجب أن تظل إسرائيل تسيطر أمنيًا بالكامل على قطاع غزة، لضمان أن غزة لم تعد تشكل تهديدا لإسرائيل، وهذا يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطيني».
وعلاوة على تباعد التصريحات حول «مشروع» حل الدولتين المتعثر منذ عام 1999 إلا أن ثمة طرحا جديدا يمكن أن نفهم تفاصيله من كلا التصريحين. فالرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث عن دولة منزوعة السلاح ليس بها أي قوات مسلحة! ورئيس دولة الاحتلال يتحدث عن سيطرة إسرائيلية كاملة على قطاع غزة بعد الحرب ما يعني أن الدولة الفلسطينية في حال إعلانها لن تكون لها سيادة على قطاع غزة! ناهيك أنها لن تكون بها قوات مسلحة، أصلا، تستطيع بها حماية سيادتها.
والذي يمكن فهمه من مجمل هذه التصريحات وغيرها من التصريحات الكثيرة منذ بداية الحرب وربطها بالفلسفة التي يؤمن بها الاحتلال ويدعمه فيها الغرب أن أيا من إسرائيل أو أمريكا أو بريطانيا أو ألمانيا أو فرنسا لا يمكن أن يوافقوا على إنشاء دولة فلسطينية سواء كان بسيادة كاملة أو بسيادة جزئية، ونتانياهو يكرر هذا كل يوم منذ بداية الحرب عندما يقول: أوسلو كانت غلطة كبرى» بل إنه قال مرة إنها «كارثة»!
ومن يقرأ أدبيات الاحتلال وفكره يستطيع أن يخرج بيقين كامل إن فكر إسرائيل لا يمكن أن يؤمن بالسلام لا مع الفلسطينيين ولا مع عموم العرب ولذلك فإن أي ميول إسرائيلية أو غربية تجاه حل الدولتين لم تكن في يوم من الأيام إلا لضمان المواقف العربية في قضايا لا علاقة لها بفلسطين أبدا.. لأن ذهاب اعتراف الاحتلال الإسرائيلي بدولة فلسطينية يعني وفق فكر إسرائيل الديني أو الفكر الصهيوني فقدان إسرائيل لشرعيتها؛ لأن الاحتلال الإسرائيلي يقوم على فكرة إحلال إسرائيل محل فلسطين، وتهجير الفلسطينيين إلى خارج «إسرائيل». وهذا النمط من الاحتلال يسمى الاحتلال «الإحلالي» الذي لا يريد بقاء الفلسطينيين حتى من أجل العمل في الوظائف الدنيا وبأجور رخيصة جدا كما هو الحال عندما كانت الدول الإمبريالية الأوروبية تحتل الكثير من الدول الأفريقية والآسيوية.
ولذلك من المهم يدرك صناع السياسة في العالم العربي الفكر الذي تقوم عليه فكرة «إسرائيل» سواء من منظور «اليهود» أنفسهم لإكمال مشروعهم، أو من منظور الغرب الإمبريالي الذي أنشأ إسرائيل لأسباب وظيفية تخصه هو في المقام الأول.
أما طرح الرئيس الأمريكي جو بايدن مشروع حل الدولتين في هذا التوقيت ما هو إلا خدمة لمشروعه الانتخابي ومحاولة حماية صديقه نتانياهو من مأزقه الكبير على أمل أن يقف كل منهما مع الآخر في محنة الانتخابات القادمة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: حل الدولتین جو بایدن یمکن أن
إقرأ أيضاً:
آخر تقرير.. ما الذي تخشاه إسرائيل في سوريا؟
نشر موقع "arabnews" تقريراً جديداً قال فيه إن الجبهة الإسرائيلية مع سوريا قد تكون واحدة من العديد من الجبهات". ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه "منذ زمن طويل، حذر استراتيجيون في إسرائيل من الحروب متعهددة الجبهات والأسوأ من ذلك، الحروب التي تطول"، وتابع: "تنبع الحاجة إلى حملات عسكرية حاسمة وقصيرة من اعتماد الجيش بشكل رئيسي على جنود الاحتياط والمتطوعين، وبالتالي، لأسباب اقتصادية واجتماعية، لا يتمتع الجيش برفاهية خوض حرب طويلة الأمد، وخاصة بالنسبة لدولة صغيرة". وتابع: "كذلك، يتطلب الجيش الإسرائيلي مستوى عالياً من الإجماع بشأن أهداف الحرب والوسائل المستخدمة، وهو أمر نادراً ما تتمتع به الحكومة الإسرائيلية الحالية بين شعبها. علاوة على ذلك، فإن صغر حجم إسرائيل وضعف عمقها الاستراتيجي، حيث تقع المراكز السكانية والأصول الاستراتيجية بالقرب من حدودها، يشكلان أيضاً مصدر ضعف يخلق عقلية أمنية معينة". وأكمل: "تخوض إسرائيل حرباً متعددة الجبهات، بعضها أكثر نشاطاً من غيرها، منذ أكثر من 18 شهراً، في حين يتصاعد الصراع مع الحوثيين، وبالتالي مع إيران، مجدداً، بينما هناك ترقب متوتر لهجوم شامل على غزة ستكون له عواقب وخيمة. ومع ذلك، تبرز الجبهة مع سوريا. فعلى عكس غزة أو لبنان أو حتى اليمن، لم يكن هناك أي عمل عدواني أولي من جانب دمشق قبل أن تتخذ إسرائيل خطوة أحادية الجانب للاستيلاء على مساحات من الأراضي السورية تتجاوز ذلك الجزء من مرتفعات الجولان المحتلة منذ عام 1967، بالإضافة إلى استخدامها للقوة العسكرية المفرطة في أعقاب ثورة كانون الأول الماضي التي أطاحت بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد". وأردف: "منذ انتفاضة عام 2011 في سوريا والصراع المميت الذي تلاه هناك، عملت إسرائيل بحرية تامة في سوريا، حيث هاجمت بشكل رئيسي قوافل الأسلحة والذخيرة من إيران في طريقها إلى حزب الله في لبنان ومستودعاته في سوريا، واستهدفت حزب الله والعسكريين الإيرانيين الذين كانوا يدعمون نظام الأسد حتى سقوطه. كان من المفترض أن تُشكّل نهاية النظام السابق في سوريا مصدر ارتياح لإسرائيل، خاصةً أنها جاءت في أعقاب إجراءات إسرائيل التي قلّصت بشكل كبير القدرات العسكرية لحزب الله في لبنان وقضت على قيادته في خريف العام الماضي، ونهاية النظام الموالي لطهران في دمشق. ففي نهاية المطاف، لطالما ساور إسرائيل القلق من استمرار وجود إيران ووكلائها بالقرب من حدودها. لكن هذا لم يعد الحال الآن بعد أن تضررت القدرات العسكرية لحماس وحزب الله بشدة، ومع تغيير القيادة في دمشق، قُطعت شريان إمدادات الأسلحة لحزب الله في لبنان، مما أدى إلى إنشاء منطقة عازلة بين إسرائيل وعدوها الإقليمي الأول". وقال: "مع ذلك، جاء تغيير القيادة في سوريا بأحمد الشرع إلى السلطة. وهذا مصدر قلق لإسرائيل، التي اتخذت قراراً باستخدام القوة العسكرية للاستيلاء على أراضٍ من الحكومة الجديدة، ليس رداً على أي عمل عدائي، بل كدفعة أولى لردع قيادة قد تكون عدائية أو لا تكون. وحتى الآن، لم يُشر أي مؤشر على أن سوريا تلغي اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 التي حافظت على هدوء هذه الحدود. ومع ذلك، كانت إسرائيل أول من انتهك اتفاقية الهدنة بسيطرتها الفورية على أكثر من 400 كيلومتر مربع من الأراضي التي كانت، وفقاً لاتفاقية ما بعد حرب 1973، منطقة عازلة منزوعة السلاح في عمق الأراضي السورية". ورأى التقرير أنه "لدى إسرائيل مخاوف مشروعة بشأن شكل الدولة التي ستؤول إليها سوريا بعد الأسد، باعتبار أن الجماعة المسلحة الرئيسية التي قادت الثورة قد انبثقت من فلول جبهة النصرة، الفرع السوري السابق لتنظيم القاعدة"، وأردف: "إن إسرائيل لا تتبع ما بعد 7 تشرين الأول 2023 سوى أسلوب عمل واحد، وهو استخدام القوة العسكرية المفرطة، وهو ما يثير استياء حتى الدول التي لا تكنّ لها بالضرورة نوايا سيئة".المصدر: ترجمة "لبنان 24" مواضيع ذات صلة هذا ما تخشاه إسرائيل في غزة.. تقريرٌ يكشف Lebanon 24 هذا ما تخشاه إسرائيل في غزة.. تقريرٌ يكشف