موقع النيلين:
2025-12-14@06:30:23 GMT

حسان الناصر: تحتم تجميد العضوية في إيقاد!

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT


في الثالث عشر من يونيو ٢٠٢٣م كنتُ قد كتبتُ وبشكل واضح صريح هذا الأمر : “لا يمكن الحديث عن اي عملية تفاوضية، خارج الشرط الإنساني حاليا، خصوصا الاوضاع في دارفور وعدد من مناطق السودان المتضررة بشكل مباشر او غير مباشر، لا يمكن الحديث عن عملية سياسية بينما يتم احتلال المنازل وطرد ساكنيها، وتخريب المنشآت الحيوية و البنى التحتية.

توجد مشكلة عند الفاعلين الدوليين والإقليميين، فخياراتهم وطبيعة رؤيتهم السياسية تفتقر الى إمكانية رؤية الفاجعة الإنسانية التي تسببت فيها المليشيا المتمردة، ومهتمون بالتدخلات السياسية، إن كانت الديمقراطية و المسار الإنتقالي تأتي فوق دماء السودانيين بالنسبة لهم، فهذا أمر معيب، اننا نفقد ثقتنا في أي عملية تقاوضية تعبر على الحقائق بهذه الصورة. .

إيقاف الحرب يعني إيقاف التمرد، هذا ما حدث في جميع دول الجوار، السودان ليس حالة استثناء في ظل هذه الوضعيات الإقليمية، لن يتم فرض الشروط، وعلى الفاعليين في الداخل و الخارج التعلم من تجربة الأربع سنوات الماضية.

الإيقاد لن تنفذ خارطة طريقها بهذا الشكل، سيكون هناك تعديلات جوهرية في المبادرة، من أجل موائمتها مع الوضع على أرض الواقع”

إن ما أقدمت عليه مبادرة إيقاد منذ تنفيذها بعد إجتماع مجلس السلم و الأمن الإفريقي، يقوم على أساس خاطيء حيث أنها عرّفت الحرب وفقاً لتورط بعض دولها و الإتحاد الإفريقي عبر الثلاثية، التي كانت جزء من (شروط قيام الحرب) لذلك جاء المسار أعوج منذ إنطلاقه، حيث أنها حددت خارطة طريق مأزومة من خلال دعوتها إلى معالجة ما إندلع في الخامس عشر من أبريل عبر منهجية الحل السياسي السابق.

لم تكن الإيقاد صادقة في مساعيها التي إبتدرتها حيث تدخل كينيا عبر ما يعرف بالآلية الرباعية والتي في الأساس قامت بمبادرة من جنوب السودان إلا أن كينيا استغلت قمة يونيو في تسميم مساعي جنوب السودان في التوصل إلى صيغة يمكن من خلالها أن تفعل الإيقاد بشكل صحيح في دعم بقاء الدولة و سيادة السودان و الوصول إلى حل واضح يمنع الحرب و تمددها.
بتدخل كينيا حاولت أن تصنع طريق موازي منذ البداية حيث شاهدنا كيف كانت رباعية كينيا تلعب على تناقضات جدة بحيث تزين طريق ثاني في حالة لم تحقق المليشيا مكاسب من خلال التفاوض، فكانت كينيا تحاول أن تلعب بأوتار الإيقاد.

على الرغم من توصل جدة إلى نقطة جيدة وتعتبر لصالح المواطن المتضرر إلا أن الإيقاد أبت إلا أن تدخل من الباب الخلفي وهو ما ظهر في صورة الأجندة التي طرحت و شكل التفاوض الذي تم حيث عملت على إخراج عناصر جلسات التفاوض في صورة خارجة عن مسار المنبر إلا أن الجميع من طرف الحكومة و الجيش إلتزم بضبط النفس، وكان سؤال الذي طرحناه حينها (فيما التفاوض؟).

حيث قلنا إن التفاوض الذي جاء في أكتوبر هو متمم لأي عملية تفاوضية سابقة وأشرنا إلى ضرورة تنفيذ إتفاق مايو ٢٠٢٣ فهو إتفاق يضمن حق المواطن وإن كنا نرى فيه إشكاليات واضحة، لكن توقعنا أن تكون مخرجات جلسات اكتوبر التي جاءت على لسان الوساطة في نوفمبر أن تكون عالجت هذه المشكلة، إنطلاقاً من أولوية المسألة الإنسانية.

ولكن المليشيا و من يقف خلفها قام بهجمات عسكرية و إرتكب إبادة في حق ألفان من مواطني وحدة اردمتا بالرغم من جلسات التفاوض غير المباشرة التي كانت تعقد في جدة، كان واضحاً أن المليشيا لا تريد أن تقوم بالإيفاء بأي إلتزام إنساني.

زار السيد رئيس مجلس السيادة في نوفمبر ثلاث دول (كينيا/ إثيوبيا/ جيبوتي) بجانب أريتريا التي كانت الأجندة فيها أكثر عُمقاً حيث طُرح ملف أن يتم تنفيذ مخرجات جدة وأن يكون لقاءه بقائد التمرد شروطه مبنية على أساس إلتزام جدة وهذا قدمت الحكومة مقترح قمة يتم الإلتزام فيها بمخرجات جدة و يعقد لقاء بين رئيس مجلس السيادة و قائد المليشيا.

إتضح من خلال هذه القمة أن الإيقاد لا تعترف بالبرهان كرئيس مجلس سيادة بل ترى فيه جنرال عسكري وقائد للجيش، وهنا تسعى الإيقاد إلى نزع سيادة السودان، هذا الأمر كان من الواضح أنه ترتيب إماراتي مكتمل حيث اتفقت المليشيا و قوى تقدم برئيسها حمدوك أن البرهان ليس رئيس مجلس سيادة بل قائد فقط للجيش وهنا كانت النوايا واضحة أن الجميع مشترك في العداء ونزع سيادة السودان.

إن مسألة وصف برهان كقائد للجيش فقط وليس رئيس مجلس سيادة عندما يطرح ليس المعني به برهان أو مسألة مجلس السيادة لأنها في نظري مسألة ثانوية، وهنا على المواطنين الشرفاء و السياسيين الوطنيين و القادة الإجتماعين أن لا ينظروا لهذا الأمر من النظرة الضيقة وإنما النظر على كونها مسألة فاصلة ومصيرية بالنسبة للسيادة الوطنية.
إن ما حاولت إيقاد القيام به في قمتها الأخيرة هي محاولة منها لضرب سيادة السودان و شرعيته ونزع إرادته لفرض حلول خارجية تُمكن المليشيا من مشروعها وتُمكن عملاء الفنادق و السفارات الأجنبية من حكمنا عبر الإرادة الدولية التي أسندتهم في عدوانهم علينا!

لذلك إن خطوة السودان بتجميد عضويته في إيقاد هي خطوة منطقية في سبيل إيقاف العبث السياسي الذي تلعب على وتره إيقاد وتريها حجمها أمام السودان، طالما أنها تدعم هذه الخيارات البالية في تمزيق وتفكيك البلاد و ترفض الإلتزام بالأعراف و التقاليد التي تقوم عليها المنظمة.

حسان الناصر

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: سیادة السودان رئیس مجلس إلا أن

إقرأ أيضاً:

الدولية للهجرة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

قالت المنظمة الدولية للهجرة إن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.

ويأتي ذلك على خلفية تصاعد الحرب بين الجيش الوطني السوداني وميليشيات الدعم السريع. 

أشارت مصادر سودانية إلى أن مُسيرة لميليشيات الدعم السريع استهدفت حي طيبة شرقي مدينة الأبيض السودانية.

ويأتي ذلك في إطار المعارك المُستمرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.

اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

جيش الاحتلال يُخطط لعملية عسكرية ضد حزب الله موسكو تدعو برلين إلى تخفيف حدة الخطاب "المناهض" لروسيا

وأصدرت وزارة الخارجية السودانية، في وقت سابق، بياناً قالت فيه إن مليشيا الدعم السريع ارتكبت أمس مذبحة في مدنية كلوقي جنوب كردفان. 

وأشارت الوزارة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل 79 مدنياً بينهم 43 طفلاً.

وأدان برنامج الأغذية العالمي الهجوم الذي استهدف شاحنة ضمن قافلة إنسانية شمال دارفور بغرب السودان، مطالباً بتحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين عن الحادث لضمان حماية المساعدات الإنسانية.

وقالت شبكة أطباء السودان، في وقتٍ سابق، إن الحصار المفروض على مدينتي الدلنج وكادوقلي يعرض حياة آلاف المدنيين للخطر.

وأضافت: "وفاة 23 طفلاً بسبب سوء التغذية الحاد خلال شهر بمدينتي الدلنج وكادوقلي بجنوب كردفان".

وقالت منظمة الهجرة الدولية، في وقتٍ سابق، إن تصاعد القتال في كردفان يُجبر سكانها على النزوح.

وذكرت مصادر سودانية أن هناك مواجهات اندلعت داخل مدينة بابنوسة في غرب كردفان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقالت شبكة أطباء السودان إنه تم تسجيل 32 حالة اغتصاب مؤكدة خلال أسبوع لفتيات من مدينة الفاشر وصلن إلى طويلة.

ويأتي ذلك في إطار الكشف عن جرائم الدعم السريع في السودان خلال الفترة الأخيرة.

 

وأشارت مصادر سودانية إلى أن الجيش السوداني بدأ في بسط سيطرته على بلدة أم دم حاج أحمد بولاية شمال كردفان.

 وذكرت المصادر أن الجيش السوداني يبدأ عملية عسكرية واسعة النطاق.

 وقال عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، إنه لا نهاية للحرب إلا بالقضاء على ميليشيا الدعم السريع.

وأضاف قائلاً: "سنواصل القتال ضد ميليشيا الدعم السريع".

 وأعلن البرهان التعبئة العامة من منطقة السريحة بولاية الجزيرة.

 وطالب مجلس حقوق الإنسان بتحقيق عاجل لتحديد المسؤولين عن الانتهاكات في الفاشر.

 وأصدر مجلس حقوق الإنسان مشروع قانون يهدف إلى إدانة انتهاكات الدعم السريع في الفاشر,

وأكد مجلس حقوق الإنسان الدولي ارتفاع مخاطر الجوع والمرض في السودان.

 وقال فريق الخبراء المستقلين بشأن السودان إن أجزاء كثيرة في الفاشر أصبحت ساحة جريمة.

 قالت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين إنها تُحذر من تفاقم كارثة نزوح آلاف الأسر من دارفور وكردفان في السودان.

 وأضافت: "النازحون من دارفور وكردفان في السودان يواجهون انتهاكات خطيرة".

وأكملت قائلةً: "الأوضاع في الفاشر غربي السودان تتجه إلى الانهيار السريع".

 

مقالات مشابهة

  • 4 حالات تحتم تخفيف السرعة أو إيقاف المركبة.. تعرّف عليها
  • وزير الخارجية يؤكد موقف مصر الثابت لحماية سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه
  • مصرع مواطن سوداني بنيران الدعم السريع في كردفان
  • الجيش السوداني يُدمر ارتكازات ومعدات عسكرية للدعم السريع
  • كرمها الرئيس عبد الناصر ودخلت الفن بالصدفة.. زبيدة ثروت «رمز» الجمال والرومانسية
  • شاهد بالفيديو.. آخر ظهور لفنان “الدعامة” إبراهيم إدريس يظهر وهو يحتفل وسط جنود المليشيا قبل أيام قليلة من إغتياله
  • الدولية للهجرة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم
  • الصندوق العربي للمعونة الفنية يختتم دورته حول التفاوض وإدارة الأزمات
  • عاجل | حسان يؤكد: موازنة 2026 تُنجز منتصف ديسمبر وبدء المشاريع الرأسمالية مطلع 2026
  • نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية سقياهم