موقع النيلين:
2025-05-27@20:35:10 GMT

حسان الناصر: تحتم تجميد العضوية في إيقاد!

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT


في الثالث عشر من يونيو ٢٠٢٣م كنتُ قد كتبتُ وبشكل واضح صريح هذا الأمر : “لا يمكن الحديث عن اي عملية تفاوضية، خارج الشرط الإنساني حاليا، خصوصا الاوضاع في دارفور وعدد من مناطق السودان المتضررة بشكل مباشر او غير مباشر، لا يمكن الحديث عن عملية سياسية بينما يتم احتلال المنازل وطرد ساكنيها، وتخريب المنشآت الحيوية و البنى التحتية.

توجد مشكلة عند الفاعلين الدوليين والإقليميين، فخياراتهم وطبيعة رؤيتهم السياسية تفتقر الى إمكانية رؤية الفاجعة الإنسانية التي تسببت فيها المليشيا المتمردة، ومهتمون بالتدخلات السياسية، إن كانت الديمقراطية و المسار الإنتقالي تأتي فوق دماء السودانيين بالنسبة لهم، فهذا أمر معيب، اننا نفقد ثقتنا في أي عملية تقاوضية تعبر على الحقائق بهذه الصورة. .

إيقاف الحرب يعني إيقاف التمرد، هذا ما حدث في جميع دول الجوار، السودان ليس حالة استثناء في ظل هذه الوضعيات الإقليمية، لن يتم فرض الشروط، وعلى الفاعليين في الداخل و الخارج التعلم من تجربة الأربع سنوات الماضية.

الإيقاد لن تنفذ خارطة طريقها بهذا الشكل، سيكون هناك تعديلات جوهرية في المبادرة، من أجل موائمتها مع الوضع على أرض الواقع”

إن ما أقدمت عليه مبادرة إيقاد منذ تنفيذها بعد إجتماع مجلس السلم و الأمن الإفريقي، يقوم على أساس خاطيء حيث أنها عرّفت الحرب وفقاً لتورط بعض دولها و الإتحاد الإفريقي عبر الثلاثية، التي كانت جزء من (شروط قيام الحرب) لذلك جاء المسار أعوج منذ إنطلاقه، حيث أنها حددت خارطة طريق مأزومة من خلال دعوتها إلى معالجة ما إندلع في الخامس عشر من أبريل عبر منهجية الحل السياسي السابق.

لم تكن الإيقاد صادقة في مساعيها التي إبتدرتها حيث تدخل كينيا عبر ما يعرف بالآلية الرباعية والتي في الأساس قامت بمبادرة من جنوب السودان إلا أن كينيا استغلت قمة يونيو في تسميم مساعي جنوب السودان في التوصل إلى صيغة يمكن من خلالها أن تفعل الإيقاد بشكل صحيح في دعم بقاء الدولة و سيادة السودان و الوصول إلى حل واضح يمنع الحرب و تمددها.
بتدخل كينيا حاولت أن تصنع طريق موازي منذ البداية حيث شاهدنا كيف كانت رباعية كينيا تلعب على تناقضات جدة بحيث تزين طريق ثاني في حالة لم تحقق المليشيا مكاسب من خلال التفاوض، فكانت كينيا تحاول أن تلعب بأوتار الإيقاد.

على الرغم من توصل جدة إلى نقطة جيدة وتعتبر لصالح المواطن المتضرر إلا أن الإيقاد أبت إلا أن تدخل من الباب الخلفي وهو ما ظهر في صورة الأجندة التي طرحت و شكل التفاوض الذي تم حيث عملت على إخراج عناصر جلسات التفاوض في صورة خارجة عن مسار المنبر إلا أن الجميع من طرف الحكومة و الجيش إلتزم بضبط النفس، وكان سؤال الذي طرحناه حينها (فيما التفاوض؟).

حيث قلنا إن التفاوض الذي جاء في أكتوبر هو متمم لأي عملية تفاوضية سابقة وأشرنا إلى ضرورة تنفيذ إتفاق مايو ٢٠٢٣ فهو إتفاق يضمن حق المواطن وإن كنا نرى فيه إشكاليات واضحة، لكن توقعنا أن تكون مخرجات جلسات اكتوبر التي جاءت على لسان الوساطة في نوفمبر أن تكون عالجت هذه المشكلة، إنطلاقاً من أولوية المسألة الإنسانية.

ولكن المليشيا و من يقف خلفها قام بهجمات عسكرية و إرتكب إبادة في حق ألفان من مواطني وحدة اردمتا بالرغم من جلسات التفاوض غير المباشرة التي كانت تعقد في جدة، كان واضحاً أن المليشيا لا تريد أن تقوم بالإيفاء بأي إلتزام إنساني.

زار السيد رئيس مجلس السيادة في نوفمبر ثلاث دول (كينيا/ إثيوبيا/ جيبوتي) بجانب أريتريا التي كانت الأجندة فيها أكثر عُمقاً حيث طُرح ملف أن يتم تنفيذ مخرجات جدة وأن يكون لقاءه بقائد التمرد شروطه مبنية على أساس إلتزام جدة وهذا قدمت الحكومة مقترح قمة يتم الإلتزام فيها بمخرجات جدة و يعقد لقاء بين رئيس مجلس السيادة و قائد المليشيا.

إتضح من خلال هذه القمة أن الإيقاد لا تعترف بالبرهان كرئيس مجلس سيادة بل ترى فيه جنرال عسكري وقائد للجيش، وهنا تسعى الإيقاد إلى نزع سيادة السودان، هذا الأمر كان من الواضح أنه ترتيب إماراتي مكتمل حيث اتفقت المليشيا و قوى تقدم برئيسها حمدوك أن البرهان ليس رئيس مجلس سيادة بل قائد فقط للجيش وهنا كانت النوايا واضحة أن الجميع مشترك في العداء ونزع سيادة السودان.

إن مسألة وصف برهان كقائد للجيش فقط وليس رئيس مجلس سيادة عندما يطرح ليس المعني به برهان أو مسألة مجلس السيادة لأنها في نظري مسألة ثانوية، وهنا على المواطنين الشرفاء و السياسيين الوطنيين و القادة الإجتماعين أن لا ينظروا لهذا الأمر من النظرة الضيقة وإنما النظر على كونها مسألة فاصلة ومصيرية بالنسبة للسيادة الوطنية.
إن ما حاولت إيقاد القيام به في قمتها الأخيرة هي محاولة منها لضرب سيادة السودان و شرعيته ونزع إرادته لفرض حلول خارجية تُمكن المليشيا من مشروعها وتُمكن عملاء الفنادق و السفارات الأجنبية من حكمنا عبر الإرادة الدولية التي أسندتهم في عدوانهم علينا!

لذلك إن خطوة السودان بتجميد عضويته في إيقاد هي خطوة منطقية في سبيل إيقاف العبث السياسي الذي تلعب على وتره إيقاد وتريها حجمها أمام السودان، طالما أنها تدعم هذه الخيارات البالية في تمزيق وتفكيك البلاد و ترفض الإلتزام بالأعراف و التقاليد التي تقوم عليها المنظمة.

حسان الناصر

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: سیادة السودان رئیس مجلس إلا أن

إقرأ أيضاً:

ابراهيم جابر: قطع العلاقات مع “الامارات” مستمر حتى (….)

*عضـــو مجلس السيــادة الفريق مهندس إبراهيــــم جابــر مساعد القـــائد العام لـ”الكـــرامة”????
*لاتوجد مفاوضات.. والجيــــش حقق المطلوب من “جــــدة”..*
*توافق تام حول “كــــامل إدريـــــس”.. وهذه أبــرز المـــــهام العاجلــــــــة (……)*
*إلغاء الإشراف السيادي على الوزارات “إجراء صحيــــــح”..*
*قطــــــع العـــــلاقات مع “الإمــــــارات” مستمر حتى (……)*
*سيتم حســــــم الميليشيا وطــردها من كـــــــردفان ودارفــــــور..*
*اتخذنا تحوطات وإجراءات لتأمين المرافــــــــق الاستـــــراتيجية..*
*لقـــــــاءات ممتازة اجريناها في “بغــــــداد” ورؤية الحكــــــومة وجدت القبـــــــول..*
*حـــوار : محمــــد جمال قنــــدول*-الكرامة
تمر الأمة والدولة السودانية بمنعطفٍ خطير، وذلك بسبب تمرد ميليشيا الدعم السريع الإرهابية المدعومة “إماراتيًا”، وما ارتكبته من فظائع وانتهاكات غير مسبوقة بحق السودانيين.. وتدير الدولة الى جانب الحرب ملفات شائكة ومعقدة سياسبا واقتصاديا ودبلوماسيا فى ميادين مواجهة اخرى..
“الكرامة” استنطقت عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق مهندس إبراهيم جابر إبراهيم مساعد القائد العام للقوات المسلحة حول التطورات الراهنة فى ميدان الحرب والسياسة واخرها مشاركته في القمة العربية الأخيرة بالعاصمة العراقية “بغداد”، وكواليس لقاءاته التي تمت على هامش القمة، وما يُثار حول العودة لمفاوضات “جدة”، والعلاقات مع دولة العدوان وغيرها من ملفات، فإلى مضابط الحوار.
كيف تقيمـــــون مشاركتكم في القمة العربية بـ”بغــــداد”؟ وما الرسائل التي حرصتم على إيصالها باسم الســــودان؟
تقييم المشاركة في القمة ظهر من خلال دعم القمة لكل ما تقدم به السودان وورد في بيان “قمة بغداد” الفقرة (22). وكذلك اللقاءات الجانبية التي حدثت نتائجها في جانبنا، وكذلك تأييد وقبول تعيين رئيس الوزراء من الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية، واعتماد خارطة الطريق التي تقدمت بها حكومة السودان.
هل ترون أنّ “القمة العربية” ستقدم دعمًــــا عمليًــــا للسودان، أم أنها اكتفت بالتضامن اللفظي؟
نعم.. سوف تقدم الدعم في سبيل تحسين الأمن الغذائي العربي.
ما أبرز نتائج اللقاءات التي أجريتموها على هامش القمة مع الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وعدد من المسؤولين العرب والدوليين؟ وهل سمعتم التزامات واضحة تجاه دعم السودان؟
نعم.. كانت لقـــــــاءات ممتــــــازة، أوضحنا فيها رؤية حكومة السودان ووجدنا فيها قبــــــولًا.
ما تعليقكم على سحب إشــــراف أعضــــــاء مجلس السيــــــادة على الوزرات؟
هذا هو الإجراء الصحيح حتى يتمكن رئيس الوزراء من قيادة الدولة دون تدخل.
تم الإعلان عن اختيار الدكتور كامـــــل إدريـــس رئيسًا للوزراء بكامل الصلاحيات، ما الذي تنتظرونه في هذه المرحلة المفصلية؟
قيادة السودان ونهضته وسلامته، والعمل على ترسيخ معايير العدل، والمساواة، والحوكمة الشفافة.
ما هي أبرز المهـــــام العاجلــــــة التي يجب أن يبدأ بها؟ وهل هناك توافـــــقٌ حقيـــــــقي حول اختيـــــاره؟
ترتيب البيت السوداني وتحقيق احلام السودانيين، وكان هنالك توافــــــقٌ كامــــــل في اختيـــــــاره.
هل هنالك مفاوضــــــات حاليــــــًا؟ وإن كانت هنالك مفاوضات ما طبيعتها؟
لا توجــــــد أي مفاوضــــــات.
هل هنالك “نيــــــة” لعودة الوفد الحكومي إلى “منبر جدة”؟ وما هي الضمانات التي تبحثون عنها للعودة؟
القـــــــوات المسلحــــــــــة حققت المطلــــــــــوب.
هنالك حديث عن قرب حسم الميليشيا المتمردة في إقليــــــــم كردفــــــان ودارفـــــور، إلى أي مدى هذا الطرح واقعي من وجهة نظركم العسكرية؟
سوف يتم حسمهم وطردهم كما حدث في سنـــــار، والجزيـــــرة، والخرطــــــوم…. إلــــــــخ.
هل من بشـــــريات يمكن أن تُزف للمواطن الســــــوداني بشــــأن الأوضاع الاقتصادية؟
نعم.. الكثيـــــــر والشعب السوداني يستحق الأكثـــــر.
ما الرســـــــــــالة التي تودون توجيهها للشعب السوداني في هذا التوقيت الدقيــــــق؟
مُبـــــــــارك للشعـــــب الســــــوداني الانتصارات.
متى ستنتقل الحكـــــومة الاتحادية للخرطـــــوم؟
هنالك وزراء الآن في الخرطـــــوم، وآخرين يعملون في مدن أخرى، وقريبًـــــا يكتمل انتقال الحكـــــومة بعد تجهيز المقــــــرات الحكومية.
الميليشيا استهدفت محطات كهرباء ومرافق خدمية، هل هنالك تحـــــوطات لتفادي هذه السينــــــاريوهات؟
نعم.. هنالك تحــــــوطات وإجــــــراءات اتخذت لتأمين المرافــــــق الاستـــــراتيجية.
بعد قطــــع العلاقات مع “الإمــــــارات”، ثم ماذا بعد ذلك؟
إلى أن يتم وقف الدعــــــــــم.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عقار.. “التزليج اللغوي بين الحار والبارد”
  • تحرير 149 مخالفة للمحال التي لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء بالغلق
  • الإعيسر: أمريكا سارعت باتهام السودان في الوقت الذي تم فيه ضبط أسلحة أمريكية بيد المليشيا المتمردة
  • نعيم قاسم: الحرب مع إسرائيل لم تنته.. وأمريكا تجاوزت حدود سيادة لبنان
  • حازم إمام: هذه المراكز التي تحتاج للتدعيم بالموسم الجديد.. واستراتيجية لجنة التخطيط في ملف كرة القدم
  • القوات المسلحة: نطمح إلى سيادة رقمية تعتمد على الابتكار والشراكة وتتجاوز مجرد الدفاع
  • ستزداد الأحوال سوءا لدى المليشيا وسينهب جنودها ما تبقى من مناطق سيطرتهم
  • ابراهيم جابر: قطع العلاقات مع “الامارات” مستمر حتى (….)
  • مهلة ثمانية أشهر لملف السلاح توازياً مع تجميد المساعدات
  • مها عبد الناصر: نحتاج تعديلات جوهرية على قانون انتخابات مجلسي النواب والشيوخ