هل يؤثر النظام النباتي على نمو الأطفال؟ دراسة تكشف فروقًا في الطول والوزن
تاريخ النشر: 14th, December 2025 GMT
كشفت أكبر دراسة من نوعها أن الأطفال والمراهقين الذين يتبعون أنظمة غذائية نباتية صارمة يكونون، في المتوسط، أنحف وأقصر قامة مقارنة بأقرانهم الذين يتناولون اللحوم.
وشارك في الدراسة باحثون من الولايات المتحدة وإيطاليا وأستراليا، حيث حللوا بيانات مستخلصة من 59 دراسة أُجريت في 18 دولة، شملت نحو 48 ألف طفل ومراهق بمراحل عمرية مختلفة، بدءًا من مرحلة الرضاعة وحتى أواخر المراهقة حسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وأظهرت النتائج أن الأطفال النباتيين كانوا أقصر في المتوسط بنحو 1.19 سم وأخف وزنًا بنحو 0.69 كيلوجرام مقارنة بآكلي اللحوم، في حين كان الأطفال النباتيون الصرف أقصر بنحو 3.64 سم وأخف وزنًا بنحو 1.17 كيلوجرام.
كما سجلت هذه الفئات مؤشر كتلة جسم أقل، ما يشير إلى انخفاض نسبة الدهون في الجسم واقتراب بعضهم من نقص الوزن.
وأوضح الباحثون أن الأنظمة الغذائية النباتية قد تفتقر إلى بعض العناصر الغذائية الأساسية المهمة لنمو الأطفال، مثل الكالسيوم والحديد وفيتامين B12 واليود والزنك والسيلينيوم، خاصة خلال فترات النمو السريع.
ورغم أن الأطفال النباتيين يستهلكون كميات أكبر من الألياف والحديد وحمض الفوليك وفيتامين C والمغنيسيوم، إلا أن مدخولهم من الطاقة والبروتين والدهون وفيتامين B12 والزنك يكون أقل مقارنة بآكلي اللحوم.
وقال الدكتور وولفجانج ماركس، مؤلف الدراسة من جامعة ديكين الأسترالية: إن الأنظمة الغذائية النباتية المخطط لها بعناية يمكن أن تكون كافية ومفيدة للبالغين، إلا أن مدى ملاءمتها للأطفال لا يزال أقل وضوحًا، ما يؤدي إلى توصيات متباينة للأهالي وأكد أن اتباع نهج متوازن، مع الاهتمام بتعويض العناصر الغذائية الأساسية من خلال المكملات الغذائية، أمر ضروري لدعم نمو الأطفال بشكل صحي.
ورغم هذه النتائج، أشار الباحثون إلى أن الأنظمة الغذائية النباتية والنباتية الصرفة تتمتع ببعض الفوائد الصحية، أبرزها تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، حيث سجل الأطفال النباتيون مستويات أقل من الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار (LDL).
وفي الختام، شدد الباحثون على أهمية وعي الآباء وطلب المشورة الطبية المتخصصة عند اختيار نظام غذائي نباتي لأطفالهم، مؤكدين أن هذه الأنظمة يمكن أن تدعم النمو الصحي إذا تم التخطيط لها جيدًا وتدعيمها بالمكملات الغذائية المناسبة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأطفال النظام الغذائي للاطفال طول الاطفال غذاء الاطفال
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة: أوروبا تتجه نحو صيف أطول وجفاف أشد
ترفع دراسة علمية حديثة مستوى القلق الأوروبي بعدما أبرزت سيناريوهات مناخية شديدة الاضطراب في حال انهيار نظام دوران الانقلاب الزوالي الأطلسي آموك الذي يشكّل واحدًا من أهم محركات توزيع الحرارة على الكوكب.
وتكشف نتائج المحاكاة التي أجراها الباحثون أن أوروبا ستواجه موسماً أطول وأكثر قسوة من الجفاف، وأن شدته سترتفع بنسبة تصل إلى ٢٨٪ إذا انهار النظام المحيطي، بينما ترتفع النسبة إلى ٨٪ فقط في حال حفاظه على استقراره، وأن التأثير يبدو متفاوتاً بين شمال القارة وجنوبها، إذ ترتفع مستويات الجفاف في السويد بنسبة ٧٢٪ وفي إسبانيا بنسبة ٦٠٪.
ويشرح الخبير المناخي تحسين شعلة أن التيارات المحيطية المرتبطة بآموك تؤدي وظيفة مركزية في ضبط حرارة الأرض ونقل الطاقة بين نصفي الكرة، وأن دراسات حديثة اعتمدت على محاكاة امتدت لأكثر من ألف عام أبرزت تعرض هذا النظام لاضطراب عنيف بفعل ذوبان الجليد وتدفق المياه العذبة إلى الأطلسي، الأمر الذي يغيّر ملوحة المياه وكثافتها ويعطّل قدرتها على تحريك الطاقة الحرارية.
ويؤكد شعلة أن انهيار آموك سيُصعّد موجات الجفاف في أوروبا ويمدّ فصل الصيف لأكثر من مئة يوم مع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، ويضيف أن النشاط البشري غير المنضبط خلال العقود الماضية أسهم في تسريع هذه التحولات المناخية، وأن القارة ستواجه شتاء أقسى وتطرفاً مناخياً لا يفرق بين دول غنية أو فقيرة، بينما تتحمل الحكومات مسؤولية منع الوصول إلى نقطة تحول مناخية تمتد آثارها لألف عام.
وعلى جانب آخر، يوضح الخبير البيئي مجدي علام أن التغيرات المناخية تنبع من تداخل عوامل متعددة تشمل الأنهار الكبرى والمحيطات والبحار التي تتأثر بذوبان الجليد وارتفاع درجات الحرارة، ويشير إلى أن مستوى سطح البحر ارتفع أربعة سنتيمترات بفعل ذوبان القطبين، وهو رقم صغير حسابياً لكنه شديد الخطورة لأنه يغيّر كيمياء المياه وحركة التيارات البحرية والرياح.
ويبرز علام أن الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري يمثل العامل الأبرز في إفساد النظام البيئي العالمي، وأن الانبعاثات حولت الغلاف الجوي إلى خزان للحرارة والتلوث، ويضيف أن إزالة الغابات وعلى رأسها غابات الأمازون وجهت ضربة مباشرة لرئة الكوكب، ما انعكس على مناطق واسعة مثل أفريقيا والصومال التي تواجه موجات جفاف متفاقمة، ويحذّر من أن العبث المتواصل بالإيكوسيستم يهدد قدرة الإنسان على البقاء وسط تراجع غير مسبوق في جودة الهواء.