المطلقات في مصر وأطفالهن من ذوي الاحتياجات الخاصة..ما قصة معاناتهم مع المأوى والنفقة؟
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
القاهرة، مصر (CNN) -- معاناة كبيرة تواجهها المطلقات في مصر مع أطفالهن من ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ أنه في العديد من الحالات تُطرد هؤلاء النساء من الشقة الزوجية، ولا يُلزم الأب بدفع إيجار مسكن جديد طالما أن الأطفال اختاروا البقاء مع والدتهم بعد انتهاء سن الحضانة، لتُصبح الأم مع أطفالها بلا مأوى في وقت يعيش غالبيتهن طوال سنوات الزواج من دون عمل لرعاية أطفالهن المرضى.
ويسلّط موقع CNN بالعربية الضوء على حالات نساء مصريات قام أزواجهن بطردهن من مسكن الزوجية، بصحبة أطفالهم الذين ما زالوا في سن الحضانة، بطريقة اعتبرتها تلك النساء مخالفة للقانون.
ورغم لجوء بعضهن للقضاء، إلا أنهن لم يحصلن إلا على مبالغ زهيدة لم تتخط نفقة الـ800 جنيه مصري شهرياً للطفل الواحد أو ما يعادل 25.89 دولارًا، وهو مبلغ لا يغطي الاحتياجات الأساسية للمرأة وطفلها.
طردها إلى الشارع مع رضيعها
تزوجت هاجر التي تبلغ من العمر 31 عامًا، وأنجبت طفلين، وهي تعمل بقسم مبيعات في إحدى الشركات الخاصة منذ عام 2017.
ولكنها طُردت من منزلها بعد 20 يومًا من إنجاب طفلها الأصغر إبراهيم في أبريل /نيسان 2020، واستحوذ زوجها، الذي لم يطلقها رسميًا على مسكن الزوجية.
تروي هاجر قصتها المأساوية، قائلة: "قام زوجي ووالدته بطردي من شقة الزوجية، مع طفلتي التي لم يتخط عمرها الأربعة أعوام، ورضيعي الذي يعاني من مرض التوحد، في الوقت الذي كنت أعاني فيه من حمى النفاس".
وأضافت أنه "بعد التعافي، عدت إلى عملي، وأصبحت أنا الأم والأب لطفلي، واضطررت إلى استئجار شقة صغيرة للعيش فيها معهما وسط معاناة اقتصادية حادة، جعلتني لا أستطيع التوجه بصغيري لطبيب خاص، وأعتمد على المستشفيات الحكومية"، لافتة إلى أن المحكمة حددت مبلغ تعويضي يتمثل بنفقة وإيجار مسكن لصالحها مع طفليها تبلغ قيمتهما ما يُعادل 32.36 دولارًا، بينما تُنفق هاجر على طفليها شهريًا ما يعادل الـ 258.86 دولاراً، بحسب قولها.
وذكرت آخر نشرة زواج وطلاق صدرت عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر لعام 2021 أن العدد الإجمالي لأحكام الطلاق النهائية بلغ 11,194 حكمًا، ويتصدر الخلع المركز الأول في أسباب الطلاق بـ9197 حكمًا.
إيجار المسكن رهن سن الحضانة
في هذا السياق، تُوضح رئيسة تكتل "المحاميات المصريات" لحقوق المرأة هبة عادل، أنه "يحق للزوجة التي طُرِدَت من شقة الحضانة رفع دعوى تمكين للوحدة السكنية، طالما أنها ما زالت حاضنة للأطفال"، موضحة أن "التمكين لا يعني ملكيتها للمسكن، لكنها حيازة وإقامة مؤقتة".
تضيف عادل أنه "وفقاً للقانون، بعد انتهاء سن الحضانة، يُخَيَّر الأولاد أمام القضاء بالبقاء مع والدتهم أو والدهم، وفي حال وجود تقارير طبية تثبت إعاقة الطفل، فإن هذا كفيل بإثبات حاجته لرعاية خاصة قد تكون الأم قادرة عليها او غير قادرة في حالة وجود عوارض تحول دون ذلك".
تهرّب من علاج طفلته
أما إيناس التي تبلغ من العمر 38 عامًا، فقد شاء القدر أن تُولد وهي مصابة بالعظام الزجاجية ما يعيقها عن العمل والحركة. ويُعرف المرض بأنه مجموعة من الاضطرابات الجينية التي تؤثر في تكون العظام منذ الولادة، مما يسبب هشاشتها وسهولة تعرضها للكسر.
لم تعلم إيناس أن زواجها في عام 2017 سيُسفر عن ولادة طفلتها وهي تعاني من الإصابة بالمرض ذاته، إذ تقول: "انفصلنا بعد 7 أشهر من الزواج، لم يعر (زوجي السابق) طفلته البالغة من العمر 4 سنوات ( الآن) أي اهتمام منذ ولادتها".
حددت المحكمة مبلغًا يقرب من قيمة الـ 25 دولارًا كنفقة لطفلتها وبدل إيجار مسكن لإيناس، في وقت تُنفق فيه ما يعادل الـ 194.15 دولاراً شهريًا كنفقات علاج، ورعاية لطفلتها، وإيجار مسكن.
ورغم كل ما مرّت إيناس به، إلا أنها لا يمكن أن تنسى كلمات طليقها لها بعد ولادة طفلتها، قائلا: "ابنتك لا تعنيني في شيء، إيه القرف ده"، في إشارة منه لحالتها الصحية.
الدعم النفسي والإعاقة
في هذا السياق، تُوضح استشارية الأمراض الوراثية والتمثيل الغذائي بجامعة الزقازيق في مصر وسام عبد المنعم، أن الأمراض المسببة للإعاقة الأكثر انتشاراً في مصر هي متلازمة داون، وضمور العضلات، والشلل الدماغي، والتوحد، وأمراض التمثيل الغذائي، وفرط الحركة، وتشتت الانتباه، وكلها تندرج تحت الأمراض النفسية والعصبية، لافتة إلى أن "التوحد أكثرها انتشاراً، حيث يحتاج الأطفال للمتابعة والدعم الطبي".
وتشير عبد المنعم إلى أن "هؤلاء الأطفال يحتاجون للدعم غير المحدود والاستقرار الأسري والنفسي، في وقت قد تواجه الأم بعض المعوقات مثل بعد مراكز التخاطب وتنمية المهارات، وعدم السيطرة على طفلها بمفردها، بخلاف الأعباء المادية والأسرية الأخرى تجاه أطفالها الآخرين".
مأوى على كف عفريتتولت ابتسام رعاية حفيدها من ذوي الاحتياجات الخاصة مع ابنتها أشجان التي انفصلت عن زوجها في عام 2016، بالخلع.
تقول ابتسام: "لم يتخط حفيدي العامين حينذاك، حددت المحكمة مبلغ 800 جنيه مصري (ما يُقارب 25 دولارًا) كنفقة وعلاج له من والده، في وقت تبلغ كلفة علاجه ما يتجاوز الـ 4000 جنيه شهرياً (حوالي 130 دولارًا)".
وأضافت: "يعيش الطفل في شقة خاله حالياً، وقد بلغ من العمر الـ9 سنوات، حيث نقوم برعايته بسبب إصابته بالشلل الدماغي".
قانون تقاسم الثروة
وتطالب نرمين أبو سالم، من مؤسسة جروب "أمهات مصر المعيلات"، لدعم وتمكين الأم المعيلة، بزيادة الحد الأقصى لصرف النفقات المحددة من قبل المحاكم، وتحديد النفقة كنسبة مئوية من دخل الزوج، لافتة إلى أن النفقة التي تحددها المحاكم لا تتماشي مع الأوضاع الاقتصادية الحالية.
وتعتبر أبو سالم أن تطبيق قانون تقاسم الثروة بين الأزواج في مصر إسوة بالخارج بمثابة الحل، خاصة للمرأة كي تستطيع أن تعيش حياة آمنة مستقرة نوعا ما في حال طلاقها وحضانة أطفالها.
ووفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، فقد تزايد عدد حالات الطلاق خلال الفترة بين العامين 2002 و2021 من 71192 حالة، إلى 254777 حالة، فيما ارتفع المعدل من 1.1 إلى 2.5%.
من ناحية أخرى، ترى عادل أن النفقة يجب أن تُحدد بنسبة 40% من إجمالي الدخل الشهري للزوج، ولا تتجاوز الـ50% في حال تعددت النفقات، وتلزم السيدة بتقديم ما يثبت الدخل الشهري لطليقها من خلال المستندات الرسمية، إذ أن غالبية الأزواج يتهربون من دفع المستحقات، معتبرة أن القانون لا ينص على امتيازات إضافية للطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أن الأب ملزم بنفقات طفله المريض، وتُرفع دعوى مستقلة بالعلاج بعيداً عن دعوى النفقة، وتُسمى بدعوى نفقة علاجية.
ومن جانبها، تقول الأمين العام السابق للمجلس القومى للمرأة والعضو السابق في مجلس النواب مارغريت عازر: "ناقشنا سابقاً اقتراح تقاسم الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ووالدته شقة الحضانة مدى الحياة وإدراجه بقانون الأحوال الشخصية الجديد، واقترحنا تخصيص وحدات سكنية بالمدن الجديدة للمطلقات غير الحاضنات ممن طلقن في سن متقدمة ولا يملكن مأوى، وضرورة إدراج تلك المادة بقانون الأحوال الشخصية الجديد".
أما دينا الجندي، عضو لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومي للمرأة، فتشير إلى المعاناة التي تمر بها المطلقة جراء عدم توفير القوة الأمنية المطلوبة لتنفيذ أحكام تمكين شقة الحضانة في بعض الحالات، مطالبة جهات الاختصاص بتنفيذ الأحكام بمجرد صدور الحكم.
مصرنشر الاثنين، 22 يناير / كانون الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: من ذوی الاحتیاجات الخاصة من العمر دولار ا إلى أن فی وقت فی مصر
إقرأ أيضاً:
حوادث مأساوية تضرب عددا من المحافظات: طعنات غادرة تودي بحياة محفظة قرآن في مسكن الزوجية.. سقوط شاب من الطابق الرابع .. مشاجرة تنهى حياة شخص
شهدت عدة محافظات خلال الساعات الماضية مجموعة من الحوادث المتفرقة، أثارت حالة من الجدل والقلق بين الأهالي. وتنوعت الحوادث ما بين تصادم سيارات على الطرق السريعة
محافظة الوادى الجديدلقي شخص مصرعه، بعد أن سقط من الطابق الرابع بمركز الخارجة في محافظة الوادي الجديد.
تلقت الأجهزة الأمنية بمحافظة الوادي الجديد، إخطارًا من إدارة شرطة النجدة يفيد بوصول جثة شخص لمشرحة مستشفى الخارجة التخصصي.
تبين مصرع "أحمد رجب إبراهيم"، 53 عامًا، بعد أن سقط عن طريق الخطأ من الطابق الرابع بوحدة سكنية بحي " الزهور" بمدينة الخارجة.
جرى نقل جثة المتوفي لمشرحة مستشفى الخارجة التخصصي، تحت تصرف النيابة العامة وتحرر محضر بالحادث وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
محافظة القليوبيةأمرت جهات التحقيق بالقليوبية بالتصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه فى مشاجرة بسبب خلافات الجيرة بعد توقيع الكشف الطبى عليها لبيان سبب الوفاة.
تلقى اللواء محمد السيد مدير إدارة البحث الجنائي بالقليوبية، واللواء وائل متولى رئيس مباحث المديرية، إخطاراً من المقدم مصطفى دياب رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة بورود بلاغ من مستشفى ناصر بوصول المدعو "أحمد ص م" 22 سنة ومقيم بمنطقة إبراهيم بك دائرة القسم، جثة هامدة وبه طعنة نافذة بالفخذ.
و على الفور انتقل المقدم مصطفى دياب ومعاونوه لمكان البلاغ، وبالفحص تبين أن وراء إرتكاب الواقعة جار المجني عليه، ويدعى "سيد ع ع ا" 23 سنة عاطل ومقيم بمنطقة إبراهيم بك، وذلك بسبب خلافات جيره سابقة بينهما، ويوم الواقعة تجددت الخلافات وبدأت بمشادة كلامية تطورت لمشاجرة، وقام علي إثرها المتهم بطعن المجنى عليه طعنة بالفخذ بسلاح أبيض"مطواة"، أودت بحياته، وفر هارباً.
وعقب تقنين الإجراءات، بقيادة المقدم مصطفى دياب، تمكن ضباط مباحث القسم من ضبط المتهم، والسلاح المستخدم بالواقعة، وبمواجهته أقر بإرتكاب تلك الواقعة.
أصدر المستشار محمد صلاح الفقي، المحامي العام الأول لنيابات شرق طنطا الكلية بمحافظة الغربية، اليوم الثلاثاء، توجيهاته العاجلة إلى رئيس نيابة مركز المحلة بفتح باب التحقيق العاجل في واقعة وفاة زوجة محفظة للقرآن الكريم علي يد زوجها، بعدما تعرضت للضرب بأدوات حادة وطعنات غادرة أودت بحياتها داخل منزلها عش الزوجية بسبب خلافات أسرية بقرية كفر العبايدة.
تعود أحداث الواقعة حينما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الغربية إخطارا يفيد بورود بلاغ من الأهالي بمقتل سيدة داخل منزلها بالقرية، إثر تعرضها لعدة طعنات نافذة في منطقة الصدر بسلاح أبيض على يد زوجها.
كما انتقلت قوة من المباحث الجنائية بدائرة المركز تحت إشراف العقيد أبو العزم فتحي وتم الدفع بسيارة إسعاف، حيث تبين وفاة السيدة وتدعى "ريهام. أ"، متأثرة بإصاباتها البالغة، واتضح أن المتهم هو زوجها "حسين. ش".
كما تم الدفع بسيارة إسعاف لنقل الجثمان إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بانتداب الطب الشرعي لبيان الصفة التشريحية.