أبوظبي - وام
شكلت «الحوارات الوطنية» التي أطلقتها وزارة البيئة والتغير المناخي، منصة لإدارة النقاش البناء وتبادل الأفكار ووجهات النظر بين الجهات الفاعلة والشركاء من القطاعين الحكومي والخاص حول سبل تعزيز الاستدامة البيئية والحد من تداعيات التغير المناخي.
ونظمت الوزارة خلال الفترة الماضية، الحوار الوطني للطموح المناخي، والحوار الوطني للأمن الغذائي، اللذين أسفرا عن مجموعة من المبادرات والحلول والتعهدات التي تعزز تحقيق مستهدفات الدولة في تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة، فيما أعلنت الوزارة عبر موقعها الإلكتروني عن إطلاق الحوار الوطني الأول للطب البيطري تحت شعار «تعزيز قدرات الخدمات البيطرية في الدولة».


- الطموح المناخي
أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة، مبادرة «الحوار الوطني حول الطموح المناخي»، بهدف رفع الطموح على مستوى القطاعات كافة وتعزيز مشاركتها في تحقيق أهداف مبادرة الإمارات الإستراتيجية للسعي نحو تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
واستهدفت الاجتماعات التي عقدت ضمن الحوار تحديد توقعات الاستدامة والعمل المناخي على مستوى كل قطاع، والتركيز على التقنيات والحلول الابتكارية التي تسهم في تسريع وتيرة العمل فيه، وتحديد الفاعلين الرئيسيين في كل قطاع خصوصاً من المؤسسات الخاصة.وحدد الحوار 4 مبادرات مقترحة لخفض الكربون في قطاع صناعة الأَسمنت بالدولة تضمنت مبادرة تقليل الاعتماد على حجر الكلس في إنتاج الأَسمنت والاعتماد على بدائل أخرى صديقة للبيئة منها calcite، ومبادرة لتمكين استخدام الطاقة المتجددة في المصانع، ومبادرة لاستخدام الوقود البديل RDF وأنظمة استعادة الطاقة، بالإضافة إلى مبادرة تعزيز استخدام وتوظيف تقنيات التقاط الكربون وتخزينه وإعادة استخدامه.
وناقش الحوار آفاق الطاقة العالمية، ومشهد القطاع على الصعيد المحلي، إضافة إلى تسليط الضوء على الحلول الناشئة التي تساعد على بناء منظومة طاقة محايدة مناخياً مثل الهيدروجين النظيف.
وبحث الحوار توجهات التمويل المستدام عالمياً، حيث تم استعراض حالة هذا النوع من التمويل على المستوى المحلي، بهدف استكشاف الأدوات والآليات اللازمة لدعم رحلة دولة الإمارات للوصول للحياد المناخي.وشهد الحوار في جلسته الرابعة، إطلاق وزارة التغير المناخي والبيئة، «تعهد الشركات المسؤولة مناخياً» بهدف تعزيز مشاركة مؤسسات القطاع الخاص في توجهات الدولة لخفض الانبعاثات، ومواكبة مستهدفات مبادرة الإمارات الاستراتيجية للسعي نحو تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
وخصص الحوار جلسة لاستكشاف دور قطاع التأمين لتعزيز قدرات التكيف مع التغير المناخي، كما استعرض في جلسة أخرى سبل توظيف التمويل الأخضر للارتقاء بطموحات العمل المناخي الوطني.
وركز الحوار على تسريع وتيرة عزل الكربون عبر الحلول القائمة على الطبيعة، وناقش جهود دولة الإمارات للاستفادة من النظم البيئية للكربون الأزرق، مثل غابات القرم «المانغروف»، والأراضي الرطبة ومناطق الأعشاب البحرية، لمواجهة تحدي التغير المناخي.وحدد الحوار 5 فرص لقطاع البناء والتشييد بهدف تخفيف آثاره على التغير المناخي، وهي ضمان تبني ممارسات الشراء الأخضر من خلال اعتماد معايير الشراء التي تعزز الشراكة مع موردي المنتجات منخفضة الكربون؛ وتحديث أنظمة البناء للمباني الجديدة؛ والعمل على تحديث المباني القائمة بهدف تحسين كفاءة الطاقة؛ والتركيز على استخدام الطاقة الشمسية الحرارية وأنظمة التبريد الأقل استهلاكاً للطاقة في المناطق السكنية؛ وأخيراً الحد من توليد النفايات والتشجيع على إعادة تدوير مخلفات البناء والهدم.
واستهدف الحوار في جلسته العاشرة القطاع الصناعي وتعزيز مشاركته في خفض الانبعاثات الكربونية في دولة الإمارات، فيما استهدفت الجلسة الحادية عشرة مناقشة سبل تعزيز استدامة قطاع النقل ومساهمته في خفض الانبعاثات الناتجة عنه بالشراكة مع الجهات الاتحادية والحكومية المختلفة والقطاع الخاص في الدولة.
وفي الجلسة الثانية عشرة ركزت المناقشات على السجل الوطني للكربون وهدفه المتمثل في أن يكون منصة لإدراج ونقل وتتبع أرصدة الكربون الناتجة عن المشروعات والشركات في الدولة.
وجاءت الجلسة الثالثة عشرة بعنوان «التحول إلى سلوك المستهلك المسؤول في قطاع التجزئة»، وبحثت تعزيز الاستدامة في قطاع التجزئة ودمجها في جميع أنشطته، ودفع عجلته نحو الحياد المناخي، وتعزيز دور المستهلكين الإيجابي في هذه العملية.
- الأمن الغذائي
في مارس 2023 أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة الدورة الأولى من «الحوار الوطني للأمن الغذائي» بهدف مناقشة التحديات والموضوعات المختلفة التي تسم في تعزيز الأمن الغذائي لدولة الإمارات، وذلك عبر إدارة حوار ونقاش بناء بين الجهات الفاعلة المختلفة والشركاء في الدولة من القطاعين الحكومي والخاص.
وناقشت الدورة الأولى أهمية الزراعة المستدامة، ودور شركات توريد الغذاء في استدامة المزارع الوطنية، وتعزيز استدامة الغذاء، والابتكار في قطاع الزراعة، وتسويق المنتجات الزراعية المحلية في ظل الاستدامة.
واستعرضت الوزارة خلال الفعالية تفاصيل مبادرة «تعزيز استدامة المزارع الوطنية» التي تهدف إلى جعل مزارع المواطنين مورداً رئيسياً للعديد من المحاصيل الزراعية والمنتجات الغذائية لكبريات شركات توريد الأغذية العاملة في دولة الإمارات.
وتنطوي المبادرة على إيجاد سوق مستدام للمزارع الوطنية والمزارع على مستوى الدولة من خلال التعاقد مع الجهات الحكومية وشبه الحكومية لتزويدها باحتياجاتها من المنتجات الغذائية والزراعية السنوية على 3 مراحل، هي رفع نسبة مشتريات الجهات الحكومية المتعهدة بنسبة 50% من الإنتاج المحلي خلال 2023، ثم الارتقاء بتلك النسبة إلى 70% بحلول 2025، ثم بنسبة 100% عام 2030.
وجاءت الدورة الثانية من الحوار الوطني للأمن الغذائي تحت شعار «صناعة الدواجن في الإمارات العربية المتحدة.. تحديات وفرص واعدة»، وناقشت التحديات التي تواجه صناعة الدواجن في الدولة، من خلال الكشف عن العديد من البيانات والتحاليل حول وضع الصناعة في إمارات الدولة؛ فضلاً عن أهم التشريعات المرتبطة بها بما في ذلك التشريعات التي تنظم استيراد وتصدير الدواجن والحيوانات، وتلك الخاصة بصحة الحيوانات والطيور، وتشريعات الرفق بالحيوان، وتشريعات تنظيم الحياة البرية، والتشريعات المنظمة لسلامة الغذاء.
وانتظمت الدورة الثالثة من «الحوار الوطني للأمن الغذائي» في يونيو 2023.. تحت شعار «التحول إلى أنماط الاستهلاك الغذائي المستدامة» التي ركزت على متطلبات الانتقال إلى أنظمة غذائية صحية مستدامة، والابتكار الغذائي.
وتميزت الدورة الرابعة من الحوار الوطني للأمن الغذائي التي عقدت في نوفمبر الماضي، بالكشف عن خارطة طريق المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء (نعمة)، التي تعد خطة عمل متكاملة تهدف إلى الحد من فقد وهدر الغذاء في الدولة بنسبة 50% بحلول عام 2030.
وركزت المناقشات على تحديد التحديات والحلول، ورسم خرائط لأماكن النقاط الساخنة لفقد وهدر الغذاء، والفجوات الشاملة، وأفضل الممارسات، مع التركيز على حشد جهود القطاعين الحكومي والخاص، والمجتمع ككل، لتغيير العادات الاستهلاكية الحالية.
وشهد الحدث عرض بيان توضيحي لمبادرة «صفر غذاء إلى مكب النفايات»، الذي سلط الضوء على كيفية فصل جميع المواد الغذائية وإعادة استخدامها أو إعادة توظيفها وإعادتها إلى الطبيعة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الاستدامة التغیر المناخی دولة الإمارات فی الدولة فی قطاع

إقرأ أيضاً:

مصر على أعتاب تحقيق الاكتفاء الذاتى من السكر| والزراعة: تحديات تواجه زراعة قصب السكر.. والفلاحين: الفضل للبنجر

وزير الزراعة:تحديات تواجه زراعة قصب السكر فى مصر

المحاصيل السكرية: مصر وصلت إلى حوالي 90% من مرحلة الاكتفاء الذاتي من السكر

الفلاحين: خطة حكومية شاملة لزيادة مساحات البنجر فى الأراضى المستصلحة حديثًا

تتجه الحكومة حاليًا نحو تحقيق الاكتفاء الذاتى من السكر بفضل جهود كبيرة تقوم بها القيادة السياسية الحالية من أجل زيادة الانتاج بكلا النوعين “القصب والبنجر” ، مع وضع تسعير تشجيعى وتطوير المصانع مما يؤدي إلى زيادة الانتاجية مما سيكون استغلال فائض للتصدير وخلق فرص جديدة للمزارعين .

 ومن جانبه أكد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن هناك تحديات تواجه زراعة قصب السكر فى مصر، وتتطلب حلولاً مبتكرة لضمان استدامة هذا المحصول الاستراتيجى وزيادة إنتاجيته، مشيرا إلى تطوير السياسات الزراعية للدولة فيما يتعلق بزراعة قصب السكر والتى تهدف لتعظيم العائد من وحدة الأرض والمياه والعمل على تحقيق الأمن الغذائي، ومخططات التوسع فى زراعة بنجر السكر من خلال الزراعة الآلية فى الأراضى الجديدة .

الحكومة: رؤية شاملة لتحقيق الإكتفاء الذاتي من السكر وتقليل الفجوة الاستيرادية3 وزارات وجهاز «مستقبل مصر» يناقشون تعظيم إنتاجية السكر وتقليل الفجوة الاستيرادية"الزراعة": إنتاج السكر المحلي يصل إلى 3.3 مليون طن.. ومصانع جديدة تخطط لزيادة الإنتاج والتصدير

كما ناقش سبل تحقيق أعلى عائد من الأرض والمياه، مع التركيز على تعظيم العائد الاقتصادى من خلال سياسات زراعية مبتكرة، منها مراعاة «البصمة المائية»  وتم الاتفاق على تطبيق الممارسات الزراعية الحديثة مثل «التسوية بالليزر» والرى المطور، والتوسع فى الزراعة الآلية لبنجر السكر بالأراضى الجديدة، والعمل بخطة متكاملة للوصول إلى الاكتفاء الذاتى من السكر، وتقليل الاعتماد على الواردات لتعزيز التنمية المستدامة.  

ومن جانبه ، قال الدكتور مصطفى عبدالجواد رئيس مجلس المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة ، أن مصر تشهد طفرة كبيرة في الاكتفاء الذاتي من السكر والذي يعتبر من المحاصيل الاستراتيجية.

وأكد" عبد الجواد "إن مصر وصلت إلى حوالي 90% من مرحلة الاكتفاء الذاتي من السكر، مضيفا أنه في العام القادم سنصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي الكامل بنسبة 100%، بعد تشغيل مصنع شركة القناة بكامل طاقته الإنتاجية.

وأشار إلى أن الدولة تضع خطة لإنشاء مصنع في منطقة الضبعة، وبذلك تصل مصر إلى مرحلة تصدير السكر إلى خارج، ويكون لدينا فائض من إنتاج السكر.

 وأوضح عبد الجواد أن الحكومة حرصت على تعزيز زراعة المحاصيل السكرية، حيث تم زيادة المساحات المزروعة من البنجر بمقدار 150 ألف فدان خلال الفترة الأخيرة، ما أدى إلى ارتفاع كبير في إنتاج السكر من البنجر، إذ ارتفع من 1.5 مليون طن إلى 2.5 مليون طن.

وأشار"عبدالجواد"  إلى أن الإنتاج من قصب السكر يبلغ حوالي 600 ألف طن، ليصل إجمالي الإنتاج المحلي من السكر إلى مستويات تقترب من 3.1 مليون طن، وتأتي هذه الزيادة في الإنتاج في ظل اهتمام الدولة بدعم المزارعين وتطوير منظومة الزراعة الصناعية للسكر، بما يعزز من القدرة على تغطية احتياجات السوق المحلية بشكل أكبر.


وشدد الدكتور عبد الجواد على أن هذه الخطوات تمثل نقلة نوعية في مسيرة القطاع الزراعي المصري، حيث تسهم بشكل مباشر في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى تقليل الاعتماد على استيراد السكر من الخارج، مما يوفر احتياجات السوق المحلية بأسعار أكثر استقرارًا.

وقال حسين أبوصدام نقيب الفلاحين، إن الدولة تقوم بمجهودات كبيرة فى سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتى من السكر لتوفير فرص للتصدير من ناحية ، ومن ناحية أخري تحقيق مزيد من الربح للمزارعين .

وأضاف “أبوصدام” خلال تصريحات لـ “صدى البلد” ، أننا لدينا اكتفاء ذاتى من السكر بنسبة 95% ، ولكن بعد افتتاح عدة مصانع لإنتاج السكر وتطوير أخرى نتوقع الوصول للاكتفاء الذاتى بنسبة 100% خلال الفترة القليلة القادمة .

وأشاد “نقيب الفلاحين” بجهود الحكومة فى زيادة مساحات قصب السكر وتطوير وتشغيل المصانع مما زاد من إنتاجية السكر ، موضحًا أن هناك خطة حكومية شاملة لزيادة مساحات البنجر فى الأراضى المستصلحة حديثًا والمشروعات القومية .

وأشار إلي أن هناك فرصًا كبيرة لزيادة كفاءة وإنتاجية المصانع القائمة، عبر تحديث خطوط الإنتاج وتطبيق تقنيات حديثة، مما سيسهم في تعزيز مكانة مصر كمصدر مهم للسكر في المنطقة.

طباعة شارك السكر الزراعة المحاصيل السكرية الفلاحين الاكتفاء الذاتي القصب البنجر

مقالات مشابهة

  • اللجنة القطرية للشحن والإمداد تبحث تحديات قطاع الخدمات اللوجستية
  • بالصور.. فيضانات تكساس المدمرة تفضح فشل أميركا المناخي
  • أڤيڤا تكشف أبرز ملامح تقريرها للاستدامة لعام 2024 خلال أسبوع لندن للعمل المناخي
  • التنمية والسلام
  • خبير عسكري: تحديات سياسية وميدانية عميقة تواجه جيش الاحتلال
  • تحديات ومخاطر تواجه طب الأسنان في مصر.. رؤية شاملة لحل أزمات المهنة
  • مصر على أعتاب تحقيق الاكتفاء الذاتى من السكر| والزراعة: تحديات تواجه زراعة قصب السكر.. والفلاحين: الفضل للبنجر
  • خبير تربوي: تحديات تواجه تخصيص 20% من درجات الشهادة الإعدادية لأعمال السنة
  • أكبر 6 تحديات تواجه حزب إيلون ماسك الجديد
  • الوطني للأرصاد يكشف عن أعلى درجة حرارة سجلت على الإمارات