«بلينكن» والمبني للمجهول!
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
«بلينكن» والمبني للمجهول!
«بايدن» لا يحتاج لأن يغلق الهاتف فى وجه «نتنياهو»، إذ بإمكانه ببساطة إغلاق صنبور الأسلحة، ولديه الغطاء الشعبى.
كون «بايدن» لا يتحدث مع «نتنياهو» لا يعنى شيئًا، فاتصالات أمريكا-إسرائيل لم تنقطع يومًا، ثم إن الخلاف ليس جوهريًا بل تكتيكيا!
«التسريبات» القائلة بأن «بايدن» نفد صبره، وأنه «أغلق الهاتف» فى وجه «نتنياهو»، ثم هاتفه بعد مقاطعة لأكثر من شهر، ليست تسريبات من أصله.
كرر بلينكن فى دافوس الاستراتيجية كانت تنفذها الإدارة منذ وصلت للحكم، بخلق شبكات صغيرة من دول إقليمية بناء على اتفاقات أبراهام وأظهرت طوفان الأقصى فشلها.
التسريبات تطلقها إدارة بايدن عمدًا عبر مراسلين مقربين فالانتخابات الرئاسية بدأت فعلًا وشعبية «بايدن» محدودة، وقطاعات واسعة بحزبه، خاصة الشباب، يرفضون موقفه من فلسطين.
* * *
لا يغيب عن فطنة القارئ الكريم أن «التسريبات» القائلة بأن «بايدن» قد نفد صبره، وأنه «أغلق الهاتف» فى وجه «نتنياهو»، ثم هاتفه بعد مقاطعة لأكثر من شهر، ليست تسريبات من أصله. فالتسريب عادة ما يكون من شخص يكشف سرًا دون علم مرؤوسيه.
أما تلك الأقاويل فتطلقها الإدارة عمدًا عبر مراسلين مقربين منها. فالانتخابات الرئاسية قد بدأت فعلًا، وشعبية «بايدن» محدودة، وهناك قطاعات واسعة بحزبه، خصوصًا الشباب، يرفضون موقفه بخصوص فلسطين. وقطاعات واسعة بالحزب تقول فى الاستطلاعات إنها تريد للسياسة الخارجية أن تصبح قضية انتخابية.
وتلك مسألة فريدة لم تحدث فى انتخابات الرئاسة منذ غزو العراق. لذلك يريد مساعدو «بايدن» منحه مساحة لخطاب مختلف فى الحملة متى اضطر لذلك. والحقيقة أن حكاية نفاد صبر «بايدن» تتردد منذ شهرين على الأقل.
وهو ما يعنى أن نفاد الصبر، فى العرف الأمريكى، نفَسه طويل للغاية! ثم إن «بايدن» لا يحتاج لأن يغلق الهاتف فى وجه «نتنياهو»، إذ بإمكانه ببساطة إغلاق صنبور الأسلحة، ولديه الغطاء الشعبى.
أما كون «بايدن» لا يتحدث مع «نتنياهو» فلا يعنى شيئًا، فالاتصالات الأمريكية- الإسرائيلية لم تنقطع يومًا، ثم إن الخلاف ليس جوهريًا وإنما هو تكتيكى! وأكثر ما يدل على ذلك أن سياسة أمريكا لم تتغير الآن عما كانت عليه قبل 7 أكتوبر.
فوزير الخارجية الأمريكى كرر فى دافوس الاستراتيجية ذاتها التى كانت تنفذها الإدارة منذ وصلت إلى الحكم، وأثبتت «طوفان الأقصى» فشلها، ومؤداها خلق شبكات صغيرة من دول إقليمية، تُبنى على اتفاقات أبراهام.
وتلك الاستراتيجية، بما فيها طريق الهند- حيفا، فشلت، لأنه ثبت استحالة تنفيذها عبر تجاهل قضية فلسطين، ولكن الإدارة تُصر على تنفيذها. كل ما فى الأمر هو السعى شكليًا لإضافة «عملية» سلام جديدة توحى بإمكانية حل الدولتين رغم المعارضة الإسرائيلية المعلنة.
لكن «للتسريبات» الرسمية تلك حول الخلاف هدف آخر هو شخصنة الأزمة، أى جعلها متعلقة بـ«نتنياهو» وحده. ولا أخفي عن القارئ كم يدهشنى تكرار تلك المقولة عربيًا دون حذر، عبر القول إن «نتنياهو» يطيل أمد العدوان على غزة لأسباب شخصية فقط لحماية نفسه من المحاكمة.
ذلك لأن تلك المقولة تعفى إسرائيل من المسؤولية عن الجرائم، وتضعها فقط فى رقبة «نتنياهو». وتلك الشخصنة مفيدة لأسباب كثيرة. فليس خافيًا أن إسرائيل خسرت معركة الرأى العام الدولى، لسببين مرتبطين ارتباطًا وثيقًا:
- أولهما وسائل التواصل الاجتماعى التى رأى بفضلها العالم، ودون «فلتر» الإعلام الغربى المنحاز، جرائم إسرائيل ضد المدنيين.
- ثانيهما أن وقائع الإبادة بالصوت والصورة جعلت استيعاب ما يجرى أكثر سهولة بكثير من أى وقت مضى. فإسرائيل نجحت عبر عقود فى إقناع الرأى العام الدولى بأن القضية بالغة التعقيد، مما يستحيل معه تشكيل رأى بشأنها ممن لا يُلم بتفاصيلها وتاريخها.
لكن الصوت والصورة، فضلًا عن التصريحات الفجة للإسرائيليين أنفسهم، لم تحتج لخبرات ولا خبراء لفهم مغزاها. لذلك تهدف الشخصنة لخلق حكاية سهلة موازية.
وكأنها تقول إن ما رأيته، أيها العالم، من فظائع مسؤول عنه «نتنياهو» لا إسرائيل، وإن التطرف ليس إسرائيليًا وإنما هو بن غفير وسموتريتش. وعليه، فإن أمريكا تدعم إسرائيل لا متطرفيها!
و«بلينكن» فى دافوس قدم نموذجًا فريدًا لإعفاء إسرائيل وأمريكا من المسؤولية عن مقتل 25 ألف فلسطينى. فهو تقمص دور أستاذ الجامعة لا الوزير، وبعد أن قال لنا إن قلبه ينفطر بسبب «معاناة» الفلسطينيين، قال لمحاوره: «السؤال هو: ما العمل؟»، مستخدمًا بالإنجليزية صيغة المبنى للمجهول!
*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي
المصدر | المصري اليومالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين أمريكا إسرائيل بايدن نتنياهو بلينكن انتخابات تسريبات اتفاقات أبراهام فى وجه
إقرأ أيضاً:
سامسونج تستعد للكشف رسميا عن أنحف الهواتف على الإطلاق
بعد تأجيل غير متوقع، تستعد سامسونج للإعلان رسميا عن هاتف Galaxy S25 Edge في 13 مايو، والذي يعد أحدث إضافة إلى سلسلة S وأكثرها نحافة حتى الآن، بسمك يبلغ 5.85 ملم فقط، ليكون أنحف هاتف Galaxy في تاريخ الشركة.
وبحسب ما ذكره موقع “gsmarena” التقني، كان من المفترض أن يتم الكشف عن الهاتف في وقت سابق، إلا أن تغييرات داخلية دفعت سامسونج لتأجيل الإعلان.
تشير تسريبات لاحقة إلى أن الإطلاق الفعلي في الأسواق سيبدأ في كوريا الجنوبية والصين أولا، على أن تتوسع المبيعات عالميا بدءا من 21 مايو، مع موجة بيع ثانية في 30 مايو، وسيتبع الإعلان فترة حجز مسبق قصيرة، كما جرت عادة الشركة.
نشر فرع سامسونج في إيطاليا مؤخرا فيديو تشويقي يركز على عامل النحافة، وظهر فيه الهاتف بإطلالة أنيقة وسلسة، مع لمحات سريعة عن تصميمه الانسيابي.
مواصفات Galaxy S25 Edge بحسب التسريبات والتأكيدات الرسمية:سيكون سامسونج Galaxy S25 Edge أول هاتف في العالم مزود بزجاج Gorilla Glass Ceramic 2 من شركة كورنينج، والذي يجمع بين تقنيات زجاج متقدمة ومعالجات خاصة من سامسونج لزيادة المتانة ومقاومة الخدوش والكسور، دون التأثير على شفافية الشاشة.
من حيث المواصفات، يأتي الجهاز بشاشة من نوع AMOLED بقياس 6.7 بوصة، بدقة FHD+ ومعدل تحديث 120 هرتز.
ويعمل الهاتف بمعالج كوالكوم Snapdragon 8 Gen Elite، وهي نسخة خاصة محسنة لأجهزة جالاكسي.
وسيأتي الهاتف مع كاميرا رئيسية بدقة 200 ميجابكسل مع تقريب بصري بجودة 2x، وكاميرتين إضافيتين للتصوير الواسع بدقة 12 ميجابكسل تدعم التصوير الماكرو والسيلفي بدقة 12 ميجابكسل.
سيأتي الهاتف ببطارية بسعة 3900 مللي أمبير، وتم تصنيع الإطار من التيتانيوم، مع دعم لمعيار IP68 لمقاومة الماء والغبار.
تسربت مجموعة من أغطية الحماية الرسمية التي ستطرح مع الهاتف، وتشمل:
- غطاء Kindsuit بمظهر الجلد الصناعي، متوفر بالألوان الأسود، الأزرق البنفسجي، والفضي، بسعر 59.99 يورو.
- غطاء شفاف Clear Case بسعر متوقع 29.99 يورو.
- غطاء السيليكون مع بطانة داخلية ناعمة بنفس ألوان Kindsuit، بسعر 39.99 يورو
- لاصقة شاشة مضادة للانعكاس ستكون متاحة أيضا
وتؤكد المواد الترويجية المسربة أن الهاتف يوفر تجربة أداء فائقة مع تصميم نحيف جدا، وسيطرح بثلاثة ألوان تحمل طابع التيتانيوم هي: الأزرق والأسود والفضي.
وفي العلبة كالعادة مع أجهزة سامسونج الحديثة، لن تحتوي سوى على كابل USB-C وأداة إخراج شريحة SIM، دون شاحن.