الخليج الجديد:
2025-06-25@16:10:04 GMT

«بلينكن» والمبني للمجهول!

تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT

«بلينكن» والمبني للمجهول!

«بلينكن» والمبني للمجهول!

«بايدن» لا يحتاج لأن يغلق الهاتف فى وجه «نتنياهو»، إذ بإمكانه ببساطة إغلاق صنبور الأسلحة، ولديه الغطاء الشعبى.

كون «بايدن» لا يتحدث مع «نتنياهو» لا يعنى شيئًا، فاتصالات أمريكا-إسرائيل لم تنقطع يومًا، ثم إن الخلاف ليس جوهريًا بل تكتيكيا!

«التسريبات» القائلة بأن «بايدن» نفد صبره، وأنه «أغلق الهاتف» فى وجه «نتنياهو»، ثم هاتفه بعد مقاطعة لأكثر من شهر، ليست تسريبات من أصله.

كرر بلينكن فى دافوس الاستراتيجية كانت تنفذها الإدارة منذ وصلت للحكم، بخلق شبكات صغيرة من دول إقليمية بناء على اتفاقات أبراهام وأظهرت طوفان الأقصى فشلها.

التسريبات تطلقها إدارة بايدن عمدًا عبر مراسلين مقربين فالانتخابات الرئاسية بدأت فعلًا وشعبية «بايدن» محدودة، وقطاعات واسعة بحزبه، خاصة الشباب، يرفضون موقفه من فلسطين.

* * *

لا يغيب عن فطنة القارئ الكريم أن «التسريبات» القائلة بأن «بايدن» قد نفد صبره، وأنه «أغلق الهاتف» فى وجه «نتنياهو»، ثم هاتفه بعد مقاطعة لأكثر من شهر، ليست تسريبات من أصله. فالتسريب عادة ما يكون من شخص يكشف سرًا دون علم مرؤوسيه.

أما تلك الأقاويل فتطلقها الإدارة عمدًا عبر مراسلين مقربين منها. فالانتخابات الرئاسية قد بدأت فعلًا، وشعبية «بايدن» محدودة، وهناك قطاعات واسعة بحزبه، خصوصًا الشباب، يرفضون موقفه بخصوص فلسطين. وقطاعات واسعة بالحزب تقول فى الاستطلاعات إنها تريد للسياسة الخارجية أن تصبح قضية انتخابية.

وتلك مسألة فريدة لم تحدث فى انتخابات الرئاسة منذ غزو العراق. لذلك يريد مساعدو «بايدن» منحه مساحة لخطاب مختلف فى الحملة متى اضطر لذلك. والحقيقة أن حكاية نفاد صبر «بايدن» تتردد منذ شهرين على الأقل.

وهو ما يعنى أن نفاد الصبر، فى العرف الأمريكى، نفَسه طويل للغاية! ثم إن «بايدن» لا يحتاج لأن يغلق الهاتف فى وجه «نتنياهو»، إذ بإمكانه ببساطة إغلاق صنبور الأسلحة، ولديه الغطاء الشعبى.

أما كون «بايدن» لا يتحدث مع «نتنياهو» فلا يعنى شيئًا، فالاتصالات الأمريكية- الإسرائيلية لم تنقطع يومًا، ثم إن الخلاف ليس جوهريًا وإنما هو تكتيكى! وأكثر ما يدل على ذلك أن سياسة أمريكا لم تتغير الآن عما كانت عليه قبل 7 أكتوبر.

فوزير الخارجية الأمريكى كرر فى دافوس الاستراتيجية ذاتها التى كانت تنفذها الإدارة منذ وصلت إلى الحكم، وأثبتت «طوفان الأقصى» فشلها، ومؤداها خلق شبكات صغيرة من دول إقليمية، تُبنى على اتفاقات أبراهام.

وتلك الاستراتيجية، بما فيها طريق الهند- حيفا، فشلت، لأنه ثبت استحالة تنفيذها عبر تجاهل قضية فلسطين، ولكن الإدارة تُصر على تنفيذها. كل ما فى الأمر هو السعى شكليًا لإضافة «عملية» سلام جديدة توحى بإمكانية حل الدولتين رغم المعارضة الإسرائيلية المعلنة.

لكن «للتسريبات» الرسمية تلك حول الخلاف هدف آخر هو شخصنة الأزمة، أى جعلها متعلقة بـ«نتنياهو» وحده. ولا أخفي عن القارئ كم يدهشنى تكرار تلك المقولة عربيًا دون حذر، عبر القول إن «نتنياهو» يطيل أمد العدوان على غزة لأسباب شخصية فقط لحماية نفسه من المحاكمة.

ذلك لأن تلك المقولة تعفى إسرائيل من المسؤولية عن الجرائم، وتضعها فقط فى رقبة «نتنياهو». وتلك الشخصنة مفيدة لأسباب كثيرة. فليس خافيًا أن إسرائيل خسرت معركة الرأى العام الدولى، لسببين مرتبطين ارتباطًا وثيقًا:

- أولهما وسائل التواصل الاجتماعى التى رأى بفضلها العالم، ودون «فلتر» الإعلام الغربى المنحاز، جرائم إسرائيل ضد المدنيين.

- ثانيهما أن وقائع الإبادة بالصوت والصورة جعلت استيعاب ما يجرى أكثر سهولة بكثير من أى وقت مضى. فإسرائيل نجحت عبر عقود فى إقناع الرأى العام الدولى بأن القضية بالغة التعقيد، مما يستحيل معه تشكيل رأى بشأنها ممن لا يُلم بتفاصيلها وتاريخها.

لكن الصوت والصورة، فضلًا عن التصريحات الفجة للإسرائيليين أنفسهم، لم تحتج لخبرات ولا خبراء لفهم مغزاها. لذلك تهدف الشخصنة لخلق حكاية سهلة موازية.

وكأنها تقول إن ما رأيته، أيها العالم، من فظائع مسؤول عنه «نتنياهو» لا إسرائيل، وإن التطرف ليس إسرائيليًا وإنما هو بن غفير وسموتريتش. وعليه، فإن أمريكا تدعم إسرائيل لا متطرفيها!

و«بلينكن» فى دافوس قدم نموذجًا فريدًا لإعفاء إسرائيل وأمريكا من المسؤولية عن مقتل 25 ألف فلسطينى. فهو تقمص دور أستاذ الجامعة لا الوزير، وبعد أن قال لنا إن قلبه ينفطر بسبب «معاناة» الفلسطينيين، قال لمحاوره: «السؤال هو: ما العمل؟»، مستخدمًا بالإنجليزية صيغة المبنى للمجهول!

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين أمريكا إسرائيل بايدن نتنياهو بلينكن انتخابات تسريبات اتفاقات أبراهام فى وجه

إقرأ أيضاً:

إسرائيليون يعتبرون نتنياهو ملك إسرائيل وآخرون يرونه خطرا عليها

في الوقت الذي يعدد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نجاحاته في التصدي لما يسميها التهديدات الوجودية لإسرائيل، بدأ مقربون منه يتحدثون عن إجراء انتخابات مبكرة فورية، وهو ما اعتبره البعض تأكيدا على سعيه لتحقيق مصالحه الشخصية.

فقد ظل نتنياهو طوال العامين الماضيين يرفض بشدة إجراء انتخابات مبكرة طالبت بها المعارضة بقوة، بحجة أنها غير مبررة في ظل حكومة منتخبة فعليا، رغم أن استطلاعات الرأي كانت تظهر تراجعا كبيرا في شعبيته.

لكن تقريرا أعدته مراسلة الجزيرة في فلسطين فاطمة خمايسي، تحدث عن سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي لاستغلال رواية انتصاره على إيران، لتجاوز احتمالات تراجع شعبيته مجددا.

ووفقا للتقرير، فقد كتب أحد الإسرائيليين أنه يهدي خبر الحديث عن انتخابات مبكرة فورية لمن يقولون إن نتنياهو لا يعمل من أجل مصلحته الشخصية، في حين قالت إحدى المعارضات إنها تتمنى هذا الأمر، لكي تتشكل حكومة طبيعية تعيد الأسرى من قطاع غزة.

واعتبرت هذه المعارضة أن مصالح نتنياهو الشخصية كانت السبب الوحيد لبقاء من بقي من الأسرى في غزة، مؤكدة أنهم كانوا سيكونون في بيوتهم منذ فترة لولا هذا السبب.

"ملك إسرائيل"

في الوقت نفسه، قوبل نتنياهو بحفاوة كبيرة في أحد المطاعم جنوبي تل أبيب، حيث هتف له الحضور بأنه "ملك إسرائيل"، مما يعكس تحوله من صاحب أكبر إخفاق في تاريخ إسرائيل إلى صاحب أكبر إنجاز، وفق تقرير خمايسي.

غير أن صحيفة هآرتس نشرت مقالا حذر من أن خطر نتنياهو على البلاد لا يقل عن الخطر الإسرائيلي.

وقال كاتب المقال إن رئيس الوزراء يعتقد أنه مرسل للقيام بمهمة تاريخية وكأنه المنقذ الوحيد لإسرائيل، وهو ما يدفعه لاتخاذ قرارات ذات دوافع أيديولوجية. وطالب المقال بتشكيل حكومة متوازنة تحترم القانون ولا تعتبر إسرائيل ملكا خاصا.

إعلان

مقالات مشابهة

  • نتنياهو عن مقـ.تل 7 من جنوده: يوم بالغ الصعوبة على شعب إسرائيل
  • ستيف بانون: حكومة نتنياهو كذبت على ترامب وتُهدد دعم إسرائيل في واشنطن
  • إسرائيليون يعتبرون نتنياهو ملك إسرائيل وآخرون يرونه خطرا عليها
  • نتنياهو: إسرائيل حققت انتصاراً تاريخياً على إيران
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل حققت كافة أهداف الحرب على إيران 
  • نتنياهو يعلن تحقيق إسرائيل لأهدافها ضد إيران ووقف إطلاق النار رسميا
  • نتنياهو يحدد "سبب" موافقة إسرائيل على اقتراح ترامب
  • ترامب يعلن وقف الحرب بين إسرائيل وإيران.. نتنياهو يأمر وزراءه بالصمت
  • إسرائيل تعتقل جاسوس جمع معلومات عن المقربين من نتنياهو لصالح إيران
  • نتنياهو : إسرائيل قريبة من تحقيق أهداف الحرب على إيران