أحد علماء الأوقاف: حب الوطن فطرة لا تعارض بينها وبين التدين
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
أكد الشيخ محمود الأبيدي أحد علماء وزارة الأوقاف، أن حب الوطن في السياق الطبيعي فطرة لا تعارض بينها وبين التدين، فالمواطنة أمر في غاية الأهمية لتحقيق الانسجام داخل المجتمع الواحد والعيش في سلم وسلام، مؤكدًا أن الوطنية في الإسلام ليست مجرد نظرية بل تطبيق عملي واضح خلال التاريخ الإسلامي، مما جعل بعض العلماء المجددين يضيفون حفظ الوطن كأحد الكليات التي اتفقت الشرائع على حفظها، مضيفًا أن الحفاظَ على الوطنِ حفاظٌ على الدينِ، فلا بد للدينِ من وطنٍ يحملُه ويحميهِ، ولقد حبانا اللهُ (عز وجل) بوطنٍ من أكرمِ الأوطان، فمصرُ هي البلدُ الذي أثنى الله (عز وجل) عليه في كتابه الكريم في أكثرِ من موضعٍ، فهي الأرضُ المباركةُ، وهي المقامُ الكريمُ، وهي أرضُ الأنبياءِ والأولياءِ والشهداءِ والصالحينَ، قال عبدُ الله بنُ عمرِو بنُ العاصِ (رضي الله عنهما): "مَن أرادَ أن ينظرَ إلى الفردوسِ فلينظرْ إلى أرضِ مِصرَ حين يخضرُّ زرعُها، ويُزهِرُ ربيعُها، وتُكسى بالنُّوَّارِ أشجارُها، وتُغنِّي أطيارُها.
وقال الصحابيُّ الجليلُ كعبُ الأحبارِ (رضي الله عنه): "إني لأحبُّ مصرَ وأهلَها؛ لأنَّ أهلَها أهلُ عافيةٍ، ومن أرادها بسوءٍ أكبَّه ُاللهُ على وجهِه"، ويكفي أبناءَ مصرَ شرفًا أنهم وصيةُ رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم)، حيث قال: "اسْتَوْصُوا بأهلِها خيرًا؛ فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً ورَحِمًا"، وقال (صلى الله عليه وسلم): "إذا فتحَ اللهُ عليكم مصرَ بَعْدي، فاتَّخذوا فيها جُندًا كثيفًا؛ فذلك الجندُ خيرُ أجنادِ الأرضِ"، فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ (رضي الله عنه): ولِمَ يا رسولَ الله؟ قال: "لأَنَّهُمْ وَأَزْوَاجَهُمْ وأبناءَهم فِي رِبَاطٍ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
وفي كلمتها أكدت الواعظة وفاء عبد السلام أن الإسلام كرم المرأة وأن الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتمت اهتمامًا كبيرًا بالمرأة وعملت على تمكينها في كافة المجالات وقد انتهجت وزارة الأوقاف هذا النهج فمكنت للمرأة واعظة وقيادية، مؤكدة أن الواعظات أثبتن على مدى السنوات القليلة الماضية أنهن على قدر الأمانة، حيث شاركن في العديد من الفعاليات الوطنية، هذا إلى جانب مشاركتهن في جميع المؤتمرات الدولية، والعديد من الندوات والمحاضرات واللقاءات التوعوية والتثقيفية التي تعقد للأئمة بأكاديمية الأوقاف الدولية أو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، فالدولة الوطنية لا تتعارض مع المبادئ الإسلامية، فكلنا نقر بالدولة الوطنية، وتصحيح المفاهيم غاية شريفة للدعوة الإسلامية فينبغي للعلماء والدعاة والواعظات مواجهة هذا الفكر المتطرف، فمبدأ التعايش مع الآخرين يحقق السلم المجتمعي.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
“علماء المسلمين” يدين اغتيال الشيخ حنتوس: استهداف للقرآن وأهله
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، اليوم الخميس، جريمة مقتل الشيخ اليمني صالح حنتوس، أحد أبرز علماء القرآن ومؤسسي دور التحفيظ في محافظة ريمة، والذي استشهد برفقة أفراد من أسرته، في هجوم مسلح للحوثيين وصفه الاتحاد بـ”الغادر والآثم”.
وقال الاتحاد، في بيان رسمي وقّعه كل من الأمين العام علي محمد الصلابي، ورئيس الاتحاد الأستاذ علي محيي الدين القره داغي، إن استهداف الشيخ حنتوس هو “جريمة كبرى تمثل اعتداءً سافرًا على النفس والدين، وانتهاكًا خطيرًا لحرمة بيوت الله وحملة القرآن الكريم”.
وذكّر البيان بأن قتل النفس المؤمنة هو من أعظم الجرائم عند الله بعد الشرك، مستندًا إلى قوله تعالى: ﴿وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا ﴾.
كما أدان ما وصفه بـ”السعي في خراب المساجد ومحاربة دور العلم”، استنادًا إلى الآية الكريمة: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا﴾.
وأكد الاتحاد أن هذه الحادثة ليست إلا واحدة من مظاهر الظلم والفوضى التي يعاني منها اليمن، داعيًا إلى وقف استهداف العلماء وحماة القرآن الكريم.
ووجه الاتحاد دعوته إلى الشعب اليمني بضرورة الحفاظ على وحدة الصف وتماسك المجتمع لمواجهة هذه الانتهاكات، كما دعا العلماء وطلاب العلم إلى الثبات في وجه هذه التحديات، والاستمرار في تعليم كتاب الله ونشره.
واختتم الاتحاد بيانه بتقديم التعازي لأسرة الشيخ حنتوس وطلابه ومحبيه، سائلاً الله أن يتقبله في عداد الشهداء، وأن يحفظ اليمن من الفتن والظلم، مؤكدًا أن استهداف أهل القرآن لا يزيدهم إلا إصرارًا وثباتًا على مواصلة رسالتهم.