حذر الكاتب الإسرائيلي تسفي بارئيل من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يضر بالعلاقات مع مصر وقطر والأردن، ويخاطر بتقويض اتفاقيات السلام، الحالية والتي قد يتم توقيعها مستقبلا، عبر وضع هذه الدول في "محور شر"

ولفت بارئيل، في تحليل بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية (Haaretz) ترجمه "الخليج الجديد"، إلى محاولة حكومة نتنياهو السيطرة على محور فيلادلفيا (محور صلاح الدين)، وهو الجانب الغزاوي من الحدود معبر رفح البري مع مصر، ضمن حرب تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وتابع أنه "من المرجح أن تنتهك هذه السيطرة الاتفاق الذي وقعته تل أبيب والقاهرة بعد انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، خاصة وأن القاهرة أعلنت أن أي خطوة أحادية من شأنها أن تقوض العلاقات الثنائية".

وأردف أن "نتنياهو أوجد وضعا غير مسبوق يرفض فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبال مكالماته الهاتفية، وتدرس القاهرة استدعاء سفيرها من إسرائيل، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، وعلى خطه الساخن مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، حذر السيسي بغضب من أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تدفع (تهّجر) سكان غزة إلى شبه جزيرة سيناء".

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تحتل منذ عقود أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان.

اقرأ أيضاً

وول ستريت جورنال: حرب غزة تدفع العلاقات المصرية الإسرائيلية نحو الانهيار

بنك أهداف

"ومصر، التي تشارك بشكل مكثف في الجهود الرامية إلى تحرير الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس، ليست الدولة الوحيدة التي أضافتها حكومة نتنياهو إلى بنك الأهداف الإسرائيلي"، بحسب بارئيل.

وأوضح أنه "في الأشهر التي تلت بداية الحرب، قامت إسرائيل ببناء "محور الشر" الخاص، والذي يضم بالإضافة إلى مصر كلا من الأردن وقطر، أقرب حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".

وفي عام 2002، استخدم الرئيس الأمريكي آنذاك جورج دبليو بوش للمرة الأولى عبارة "محور الشر" لوصف الحكومات في كل من العراق وإيران وكوريا الشمالية.

وأشار بارئيل إلى أنه "في وقت سابق من الشهر الجاري، وجّه نتنياهو اتهامات حادة إلى قطر، خلال اجتماع مع بعض عائلات الأسرى، وبعد أن جرى تسريب تصريحاته، أكدها علنا".

وسارعت الخارجية الأمريكية إلى الدفاع عن الدوحة، بقولها إن "قطر شريك إقليمي أساسي لا يمكن الاستغناء عنه، سواء في الصراع المستمر الحالي أو الأولويات الأمريكية الأخرى في المنطقة".

اقرأ أيضاً

غضب في الأردن بعد إزالة لافتة مطعم 7 أكتوبر.. ما القصة؟

مسار تصادمي

بارئيل قال إن "مصالح الولايات المتحدة تشمل إقامة علاقة استراتيجية مع الدول التي أدرجتها إسرائيل في "محور الشر".

وزاد بأن "الأردن، في نظر إسرائيل، يكمل محور الشر، بسبب الخطاب القاسي المناهض لإسرائيل الذي يتبناه (عاهل الأردن) الملك عبد الله ورئيس الوزراء أيمن الصفدي، وقرار عمّان (رفضا للحرب على غزة) استدعاء سفيرها من تل أبيب (للمرة السادسة عامة)".

واستدرك: "لكن الأردن أيضا حليف عسكري مهم لإسرائيل، على الرغم من التوتر الهائل بين عبد الله ونتنياهو. كما أن المملكة حليف استراتيجي للولايات المتحدة".

"لكن الأهم من كل هذا هو المساهمة الدبلوماسية التي قدمتها مصر والأردن، فتوقيعهما على اتفاقيتي سلام مع إسرائيل (في عامي 1979 و1994 على الترتيب) أرسى الأسس لاتفاقيات السلام الإسرائيلية اللاحقة مع الإمارات والبحرين والمغرب، ولولا تلك الاتفاقيات الثلاث، لما وصلت السعودية إلى حد مناقشة التطبيع مع إسرائيل"، وفقا لبارئيل.

وأضاف: "ولكن عندما تهاجم إسرائيل مصر، وتسعى إلى تسوية حساباتها مع قطر، وتهدد بمعاقبة الأردن بإلغاء الاتفاقية الثنائية لتقاسم المياه، فإنها تعرض اتفاقيات السلام، القائمة والتي قد يتم توقيعها مستقبلا، للخطر، وتهيئ مسارا تصادميا آخر مع الولايات المتحدة وحلفائها".

اقرأ أيضاً

تسريبات نتنياهو عن قطر تثير أزمة في إسرائيل.. ماذا قالت عائلات الأسرى والرقابة العسكرية؟

المصدر | تسفي بارئيل/ هآرتس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: نتنياهو إسرائيل السلام محور شر مصر قطر الأردن محور الشر

إقرأ أيضاً:

حرب إسرائيل وإيران تضرب قطاع السياحة في الأردن

عمّان – تراجع قطاع السياحة في الأردن بصورة حادة على وقع التوترات الإقليمية المتسارعة وتصاعد وتيرة حرب إسرائيل وإيران، لا سيما في ظل تعليق أو تأجيل شركات الطيران رحلاتها إلى دول المنطقة.

ورغم أن الأردن ليس طرفا مباشرا في الصراع الإيراني الإسرائيلي، فإن تداعياته الأمنية والعسكرية سرعان ما انعكست على المملكة وهي تقع جغرافيا بين طرفي المواجهة، وهو ما تُرجم عمليا إلى إلغاء كثير من السياح حجوزاتهم الفندقية، بالإضافة إلى التراجع الحاد في أعداد الزوار، وتباطؤ حركة الطيران السياحي، وهي جميعها مؤشرات على حجم التأثر الكبير الذي أصاب القطاع السياحي الأردني الذي يشكل أحد أهم أعمدة اقتصاد المملكة.

تراجع كبير

يسهم القطاع السياحي بنسبة كبيرة في الناتج المحلي للأردن ويوفر فرص عمل لآلاف المواطنين في مختلف أنحاء المملكة، إلا أن هذا القطاع الحيوي بات يواجه تحديات غير مسبوقة، عبّرت عنها وزيرة السياحة والآثار الأردنية لينا عناب بالقول إن "نسب إلغاء الحجوزات السياحية في الأردن كبيرة جدا، وراوحت بين 70% و100% على الحجوزات الفورية للفترة الحالية".

وأضافت عناب أن حجم الإلغاءات الكبير متوقع وغير مستغرب بحكم عدم وضوح الأوضاع الراهنة والتصعيد العسكري الإسرائيلي الإيراني، مشيرة إلى أن الإلغاءات جاءت على الحجوزات القريبة.

وشهد الأردن في المدة الأخيرة نموًّا في القطاع السياحي، وأصبح وجهة مفضّلة لزوار من مختلف أنحاء العالم، وزاد الدخل السياحي خلال شهر أبريل/نيسان من العام الجاري بنسبة 34.2% ليبلغ 710.3 ملايين دولار، ليسجل ارتفاعًا بنسبة 15.3% خلال الثلث الأول من العام الحالي ليبلغ أكثر من ملياري دولار، إلا أن هذه الطفرة السياحية سرعان ما تعرضت لانتكاسة شديدة بسبب بدء الحرب الإسرائيلية الإيرانية منذ أسبوع.

أزمة ممتدة

من جانبه، أكد نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية، حسين هلالات، أن أزمة السياحة في الأردن بدأت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن مع اندلاع الحرب الإيرانية الإسرائيلية تأثرت الحجوزات بشكل سريع ومباشر.

إعلان

وقال في حديث للجزيرة نت إن جمعية الفنادق فعّلت غرفة عمليات لرصد أعداد السياح، والتي قدرت بنحو 3500 سائح أجنبي كانوا في المملكة وقت تصاعد التوتر.

وأشار هلالات إلى أن نسب الإشغال في بعض الفنادق السياحية، لا سيما في البتراء، تراجعت إلى ما دون 6%، بينما كانت في عمان بحدود 34% وانخفضت لاحقًا، مضيفا أن بعض شركات الطيران أوقفت رحلاتها للأردن حتى منتصف شهر يوليو/تموز، مما أسهم في تراجع الطلب على السياحة بشكل عام.

وبيّن هلالات أن القطاع السياحي سجل تراجعا حادا مقارنة بالسنوات السابقة، وتجاوز الانخفاض في بعض المناطق نسبة 90% مقارنة بعام 2023، وهو العام الذي اعتُبر مقياسا بعد الجائحة.

وأوضح أن السياحة الأردنية تعتمد بشكل كبير على المواسم، ومع خسارة الموسم الحالي، فإن الفنادق، خاصة في المناطق التاريخية مثل البتراء ومادبا ووادي رم، تواجه خطر الإغلاق المؤقت نتيجة انعدام الحجوزات.

انتكاسة سياحية

قال الخبير الاقتصادي الأردني محسن الزبيدي إن القطاع السياحي في الأردن من أكثر القطاعات تأثرًا نتيجة استمرار الحرب بين إيران والجانب الإسرائيلي.

ولفت الزبيدي -في حديث للجزيرة نت- إلى أن الأردن يعتمد بصورة مباشرة على القطاع السياحي الذي يعتبر من أهم الروافد الاقتصادية للأردن، فقد سجل أرقامًا متقدمة خلال الربع الأول من العام الجاري، إلا أن الحرب بين طهران وتل أبيب شكلت ما يشبه الانتكاسة على المجال السياحي والاقتصادي معًا.

وأكد الخبير الاقتصادي أن الأردن من أكثر الدول تأثرًا بالحرب بين الإسرائيليين والإيرانيين، مشيرًا إلى أن استمرار الحرب سوف يلحق بالأردن آثارًا سلبية مباشرة بمختلف القطاعات الاقتصادية، متوقعًا أن يتراجع الدخل السياحي نتيجة تسارع إلغاء الحجوزات الفندقية بسبب إلغاء الأفواج السياحية رحلاتها إلى المنطقة بصورة عامة، وإلى الأردن على وجه الخصوص.

أعداد المسافرين بالأردن تراجعت 48% جراء الحرب (شترستوك)

ويمكن إجمال المخاطر التي قد تلحق بالأردن نتيجة اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران واستمرارها على النحو التالي:

انخفاض أعداد السياح القادمين، وإلغاء حجوزات جماعية وفردية، خاصة من الأسواق الأوروبية والأميركية. تراجع الإيرادات السياحية، وتضرر قطاعات مرتبطة كالفنادق، والنقل، والمطاعم. تعطّل الاستثمارات السياحية، وتجميد مشاريع سياحية جديدة بسبب الضبابية الجيوسياسية. ضغط اقتصادي عام نتيجة تراجع إيرادات القطاع السياحي.

وكان رئيس مجلس مفوضي هيئة الطيران المدني الأردني هيثم مستو أكد تراجع أعداد المسافرين في المملكة بنسبة 48% وعدد الطائرات بنسبة 43% منذ يوم الجمعة 13 يونيو/حزيران الجاري، مع بدء الحرب بين إسرائيل وإيران، موضحًا أن سلامة الطيران المدني وضمان خلوّ الأجواء من المخاطر مطلب رئيسي ضمن الاتفاقية الدولية للطيران المدني.

وأشار إلى أن الأحداث الجارية أدت إلى إغلاق للأجواء الأردنية على فترات وفتحها جزئيا بشكل تكتيكي يضمن الحفاظ على مستوى السلامة.

مقالات مشابهة

  • هآرتس: لا مزيد من الأهداف العسكرية لإسرائيل
  • روسيا: الاعتداءات الأمريكية على إيران تصعيد خطير يقوض الأمن الإقليمي والعالمي
  • نتنياهو يشكر ترامب: الضربات على إيران "منعطف تاريخي"
  • نتنياهو يشكر ترامب على هجوم إيران.. القوة تأتي أولا ثم السلام
  • بوتين يدعو لوقف النار.. وأردوغان: نتنياهو عقبة أمام السلام.. التصعيد مستمر.. صواريخ ومسيرات تلهب المواجهة
  • ضربة إسرائيل القوية التي وحّدت إيران
  • الرئيس الأمريكي السابق كلينتون: نتنياهو أشعل الحرب مع إيران للبقاء في كرسيه
  • أردوغان: حكومة نتنياهو أكبر عائق أمام السلام وإسرائيل ترفض الحلول الدبلوماسية
  • عربية النواب: التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يهدد بانفجار إقليمي
  • حرب إسرائيل وإيران تضرب قطاع السياحة في الأردن