24 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: قدم  مهندس “أميركا أولا”، بانون تحذيرًا لافتًا من مخاطر انزلاق الولايات المتحدة إلى مواجهة مفتوحة مع إيران، مشددًا على أن الحرب الحالية على المواقع النووية الإيرانية، رغم محدوديتها فإنها تحمل “سياسة غير مدروسة” قد تفتح الباب أمام انخراط عسكري أوسع وأطول مدى، مما يستنزف الاقتصاد والمجتمع الأميركي

وأشاد بانون بالدقة اللوجستية التي أظهرتها الضربات الأميركية على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، لكنه عاد وحذر من خلفية ضبابية في الإستخبارات تُظهر أن الإدارة الأميركية قد تستخدم الانتصار الجزئي مدخلًا لإرسال قوات بريّة لاحقًا .

ووجه بانون انتقادًا لاذعًا لتغريدة ترامب التي ألمحت ضمنًا إلى إمكانية تحقيق “تغيير نظام” في إيران تحت شعار “Make Iran Great Again”، معتبرًا أن هذه الرسالة تمثل خروجًا عن نهج “أميركا أولًا” الذي يدعو للتريث والتركيز على الداخل، وأنها تكرس اعتماد واشنطن على أجندات نتنياهو واللوبي الإسرائيلي .

ووشّح بانون دوره العقلاني بتحوله من ضابط سابق في المارينز شارك في حرب الخليج خلال الثمانينات، إلى أن أصدر خطابًا يرفض التدخلات الامبريالية ويركز على بناء القوة الأميركية داخليًا، مستندًا إلى تجربته بعد أزمة اختطاف الرهائن الأميركيين عام 1980، واللومي البالغ الذي زُرع حينها ضد التدخلات العسكرية .

وواصل بانون عبر برنامجه “War Room” شن حملة إعلامية ضد “مؤسسة الأمن القومي” التي وصفها بـ”الوحش”، مشيرًا إلى أن قنوات مثل “فوكس نيوز” لم تعد تنقل الخبر بل تصنعه في خدمة الحروب الخارجية، مستشهدًا بأمثلة ما حدث في العراق، وسائلًا: “هل نُخدع من جديد؟” .

وابتدع بانون تحليلاً موحدًا للعوامل الداخلية والخارجية التي يعارض بسببها حربًا ضد إيران: التحديات الاقتصادية والمهاجرية، الصعود الصيني، الانقسامات داخل النخب، وتأزم الغرب—كل ذلك يتطلب إعادة ترميم أميركا، لا تفجير جبهة ثانية في الشرق الأوسط .

و تزامن موقفه مع انقسام أوسع في قاعدة “ماغا” والمشرّعين الجمهوريين: من جهة صوتوا ضجيجيًا لصالح الضربات النووية، ومن جهة أخرى ظهر صقور مثل تيد كروز وليندسي غراهام يؤيدون هجومًا أكثر حدة، بينما استمر جناح بانون واليساريين الشعبويين بدفع سياسة متوازنة تفضّل الضربات المحدودة دون التورط في حرب شاملة .

وفعًلا جاءت الضربة الجوية الأميركية، باستخدام قاذفات B‑2 وصواريخ توماتاك، تحت ظلّ خلفية دولية تحذر من تصاعد محتمل إلى صراع عالمي ثالث، وانتظار إيران للرد بشكل متناسب .

وتلخص دعوة بانون للأميركيين في عبارة موجزة: لا حروب بلا نهاية، ولا امتياز لإسرائيل على حساب أولويات الداخل، ولا انقياد لجنون نتنياهو، بل إعادة التوازن بين القوة الوطنية والواقعية الاستراتيجية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

الضربات الصاروخية الإيرانية تدمر أكثر من 240 مبناً في “إسرائيل”

الجديد برس| أعلنت قيادة الجبهة الداخلية في “جيش” الاحتلال الإسرائيلي أنّ نحو 240 مبنى في “إسرائيل”، فيها أكثر من 2000 شقة سكنية، قد دُمّرت أو تضرّرت بشدة نتيجة الصواريخ الإيرانية منذ بداية الحرب الاسرائيلية على إيران في 13 حزيران/يونيو. وأضافت القيادة أنّ نحو 9 آلاف شخص فقدوا منازلهم، في وقت أكّد فيه اتحاد السلطات المحلية في “إسرائيل” أنّ الآلاف من هؤلاء تمّ إيواؤهم في فنادق، بينما انتقل آخرون إلى منازل أقاربهم أو أصدقائهم. هذا الضرر الواسع في البنية السكنية الإسرائيلية جاء بعد هجمات صاروخية إيرانية مكثّفة أحدثت أضراراً واسعة، مما يسلّط الضوء على التكلفة المتزايدة على “إسرائيل”. وبحسب تقرير صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية، فإنّ الضرر في المباني أدى إلى إجلاء 5000 إسرائيلي من منازلهم في المناطق التي أصابتها الصواريخ، وكشفت التقارير أنّ الحكومة تعمل على إجبار المستوطنين “على العودة إلى منازل مدمّرة”. وترى الحاكمة السابقة لبنك “إسرائيل”، كارنيت فلوغ، أنّ العامل الحاسم الذي سيحدّد تكلفة الحرب هو “مدتها”، مضيفةً: “إذا استمرت لأسبوع فالأمر مختلف، أما إذا امتدت لأسبوعين أو شهر، فستكون قصة مختلفة تماماً”.

مقالات مشابهة

  • لماذا يعارض مهندس أميركا أولا الحرب على إيران؟
  • رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية يتعهد “ردا حازما” بعد الضربات الأميركية
  • أولمرت: نتنياهو يصرف الانتباه عن غزة والضربة الأميركية فرصة لإنهاء الحرب في إيران
  • أميركا: رد إيران على ضرباتنا سيكون “أسوأ خطأ على الإطلاق”.. ومستعدون للحوار
  • الضربات الصاروخية الإيرانية تدمر أكثر من 240 مبناً في “إسرائيل”
  • مجلس الأمن الدولي يجتمع اليوم لمناقشة الضربات الأميركية على إيران
  • أميركا تستخدم “أم القنابل” وتكشف اتصالات سرية مع إيران
  • “عقل ترامب” السابق يحذر الرئيس الأمريكي ويهاجم نتنياهو: بحق الجحيم ..من أنت؟
  • ستيف بانون يحذر ترامب: ضرب إيران فكرة سيئة