البلوشي.. مقتني الحيوانات النادرة
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
ضمن حديقة شاسعة، يقتني جمال البلوشي مجموعة من الحيوانات النادرة، يوفر لها الظروف الطبيعية المواتية والعناية البالغة، للحفاظ عليها وإكثارها وإعادتها للطبيعة، شغفه بهذه الكائنات، دفعه لزيارة أكثر من 50 دولة للبحث عن النوادر منها، أصبح يمتلك معلومات عن عالمها وسلوكها وما تحتاج إليه من عناية وأطعمة، تربطه بها علاقة قوية، يناديها باسمها، يعرف كل التفاصيل عنها، يشعر بسعادتها وحزنها أيضاً، يقضي جل وقته في رعايتها وعلاجها وملاعبتها، وبمجهود ذاتي استطاع أن يجمع أكثر من 500 نوع منها، تعيش ضمن بيئة مثالية، ويوفر لها كل ما تحتاج إليه من أدوية وأطعمة ونظافة ومرافق.
بيئة مناسبة
قال جمال البلوشي، إنه يقضي أغلب وقته في دراسة عالم الحيوانات، وتوفير البيئة المناسبة لها، فعندما يجلب حيواناً معيناً من موطنه الأصلي، يوفر له النباتات والأشجار المناسبة لبيئته، ليحافظ على صحته ودورة حياته، حتى نجح في امتلاك نوادر الحيوانات، صغارها وكبارها.
وتتوافر حديقة البلوشي في منطقة الباهية، على مجموعة متميزة من الحيوانات والطيور والزواحف، ضمن بيئة تتسع لأكثر من 200 نوع من الحيوانات المفترسة والأليفة، وما يزيد على 250 نوعاً من الطيور الجارحة والبوم والنسور والعقاب، وأكثر من 70 نوعاً من الزواحف والحيوانات المائية كالتماسيح و«أسماك البيرانة» آكلة اللحوم.
توعية
بدأت قصة شغف البلوشي بهذه الكائنات منذ طفولته، حيث كان يعتني بكلاب الشارع في منطقة الجميرا، ويطعمها كلما سنحت له الفرصة، ومع مرور الوقت ازداد ارتباطه بالحيوانات المختلفة، وتحول إلى هاجس للحفاظ عليها وإكثارها وجمع النوادر منها، والتوعية باستدامتها، إذ بات يشارك بجزء من حديقته في المهرجانات للتعريف بها، في خطوة جادة للتوعية بدور الحيوانات في التوازن الطبيعي للحياة.
حديقة مصغرة
عندما تلج إلى المكان، تشعر بأنك في حديقة حيوانات مصغرة، حيث تصادف مجسمات حديدية لحيوانات ضخمة، تفضي إلى ممرات وأقفاص كبيرة، مخصصة لكل نوع من الحيوانات، من ذئاب ونمور وأسود، وطيور نادرة، تم تقسيمها إلى «قسم الزواحف»، «قسم الطيور»، «قسم الخيول»، «قسم الماشية»، «قسم الكلاب النادرة»، «قسم الذئاب»، «قسم التماسيح»، و«قسم القردة»، فضلاً عن مساحات للغزلان والطيور البرية والسنجاب، والحصان البوني، والدجاج، والبط، والأرانب والكناري والطاووس وغيرها الكثير، كما أن هناك أنواعاً كثيرة من القردة، والنمر السيبيري والبنغالي الأبيض والأسد الأفريقي والغزلان وسلاحف «ألدابرا»، وهي نوع معرض للانقراض، والليمور المطوق المهدد بالانقراض أيضاً، وسحالي الـ«تيجو»، والتماسيح، وعدد من الثعابين، مثل «الأناكوندا»، وعدد من الثعابين غير السامة.
مهارة وخبرة
يؤكد البلوشي أن الغاية من اقتناء تلك الحيوانات هو الحفاظ عليها، لتستمر دورة حياتها، خوفاً من انقراضها، لذلك وفر لها كل الاحتياجات المطلوبة، قائلاً: «عشق عالم الحيوانات دفعني لاكتساب المهارات والخبرات، وجمع المعلومات الكافية عنها، من حيث الاهتمام بها وطرق ترويضها، وكمية الطعام التي تحتاج إليه»، موضحاً أنه أصبح يمتلك خبرة واسعة في علاجها والعناية بها، وإطعامها، مما يقلل من احتمالية إصابتها بالأمراض، كما أن منطقة الباهية في أبوظبي تعتبر بيئة مناسبة لتربية هذه الأنواع من الحيوانات.
حُب وشغف
ويرتبط البلوشي بجميع حيواناته والتي تبادله الشعور نفسه، فعندما يجول في الحديقة تشعر به وتنتظر قدومه، لتقفز الطيور فوق كتفه بحب وشغف، كما تقترب منه بعض الحيوانات التي تأمن جانبه وترتبط به، وهو يسعى جاهداً لأن يجمع المزيد من الأنواع المختلفة، خلال زياراته للعديد من البلدان، للتعرف على نوادرها وجلبها ضمن القوانين والمعايير الدولية لحمايتها والحفاظ عليها.
رسالة استدامة
أشار جمال البلوشي إلى أن الهدف من المشاركة في المهرجانات والانفتاح على الجمهور، هو تعزيز الوعي بأهمية ودور الحيوانات في الطبيعة، حيث يؤدي انقراضها إلى خلل في النظام البيئي، موضحاً أنه لابد من نشر ثقافة التعامل مع الحيوانات، والحفاظ عليها كشريك أساسي على هذا الكوكب، كما يجب تقريب الجمهور من هذه الكائنات اللطيفة، والتعرف على أهميتها ودورها بالنسبة للطبيعة والبيئة، مؤكداً أن هذا العمل رسالة استدامة من أجل تحقيق التوازن في الطبيعة، والحفاظ على هذه الكائنات وإكثارها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عالم الحيوانات تربية الحيوانات من الحیوانات
إقرأ أيضاً:
الحيوانات بدون أقفاص.. موعد افتتاح حديقة الحيوان وكم سيكون سعر التذكرة؟
يبحث الكثيرون عن موعد افتتاح حديقة الحيوان بعد أعمال التطوير الجاري، إذ كشف المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، عن الموعد المتوقع لبدء التشغيل التجريبي لمشروع تطوير حديقتي الحيوان والأورمان، مؤكداً أن الشركة المنفذة تستهدف الانتهاء من جميع الأعمال خلال العام المقبل، بما يسمح ببدء التشغيل التجريبي وفق أعلى المواصفات العالمية لتقديم تجربة ترفيهية وثقافية غير مسبوقة.حديقة الحيوان تستعيد عافيتها.. ولادات قياسية وخطط تطوير عالمية
العد التنازلي بدأ.. الموعد الرسمى لافتتاح حديقة الحيوان بالجيزة
حديقة حيوان الجيزة تعود لسابق عهدها قبل 150 عاما.. والافتتاح في هذا الموعد
وزير الزراعة يكشف تفاصيل هامة عن أعمال تطوير حديقة الحيوان و موعد الإفتتاح
وأوضح الحمصاني، خلال تصريحات تليفزيونية، أن المخطط العام للمشروع يتضمن إنشاء نفق جديد يربط بين الحديقتين، الأمر الذي سيجعل المساحة الإجمالية لهما تشكل أكبر حديقة تقع داخل كتلة سكنية لمدينة على مستوى العالم، ما يسهل حركة الزوار ويضاعف المساحات الخضراء المتاحة للتنزه والترفيه.
وأكد المتحدث باسم مجلس الوزراء أن أعمال التطوير لا تعني بأي حال من الأحوال المساس بالطابع التاريخي والتراثي للحديقتين اللتين يتجاوز عمرهما 150 عاماً، مشيراً إلى أن كل المباني الأثرية والأشجار النادرة والمعمرة تخضع لحماية كاملة.
ويتم تنفيذ أعمال الترميم والتطوير تحت إشراف مباشر من وزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار لضمان الحفاظ على الهوية التراثية العريقة للمنطقة.
نهاية عصر الأقفاص وبداية البيئات الطبيعيةوفيما يتعلق بالحيوانات الموجودة بالحديقتين، طمأن الحمصاني الجمهور بأن جميع الحيوانات يتم الحفاظ عليها ورعايتها عبر خبراء متخصصين، وقد جرى نقلها إلى أماكن مبيت مؤقتة آمنة لحين استكمال الأعمال الإنشائية.
وأشار إلى أن التطوير سيشهد نقلة نوعية في طريقة عرض الحيوانات، حيث ستختفي الأقفاص الضيقة تماماً ويجري استبدالها ببيئات طبيعية مفتوحة تحاكي بيئة الحيوان الأصلية، بما يضمن سلامته ويمنح الزوار تجربة مشاهدة أكثر إنسانية وجودة.
خدمات جديدة وتطوير شامل لتجربة الزواروحول أسعار التذاكر بعد أعمال التطوير، أوضح الحمصاني أن تحديد الأسعار سيتم وفق توازن مدروس بين تكلفة التشغيل والصيانة وبين مناسبة السعر للمواطنين، على أن تعلن التفاصيل من قبل الشركة المشغلة في الوقت المناسب.
وأضاف أن الحديقة ستشهد إضافة خدمات جديدة غير مسبوقة، من بينها منافذ بيع للهدايا التذكارية وخدمات لوجستية حديثة تهدف لتحسين تجربة الزائر وتوفير أعلى درجات الراحة للأسر والسائحين.
واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته بالتأكيد على أن الهدف الأساسي من عملية التطوير هو استعادة الرونق الحضاري والتاريخي لحديقة الحيوان وحديقة الأورمان، وتقديمهما كواجهة سياحية وترفيهية عالمية تليق بمكانة مصر وتاريخها، وتمنح الزوار تجربة استثنائية تجمع بين التعليم والترفيه والطبيعة في آن واحد.