في الكتابة عن بعض تاريخ الإنقاذ المخضب بالدنايا
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم
سرف المداد
يبدو أن حكومة الإنقاذ معذورة بعض
العذر فيما تورطت فيه، ودفعت إليه، من ادعاءات لا تمت للواقع بصلة، ولا تصل إليه بسبب، فسيرتها المعوجة في قمع الحريات ،وتكميم الأفواه، أمر من الاطالة التي لا جدوى منها أن نتعرض لاثباته بالبرهان، فالأمثلة والشواهد على قمعها وظلمها لشعبها، يفوق عدده الاحصاء، فلسنا في حاجة إلى بسط تاريخها المخزي الذي تواضع عليه القاصي والداني، ولا إلى نبش طغيانها الذي تمتد له الأسباب، وتُرخى له الأعنة، ولعل أصعب مشقة، وأثقل جهد، يمكن أن يعصف بعقولنا المكدودة، هو تصديق مزاعمها بأن الحريات قد أضحت متاحة، وأن سجونها ومعتقلاتها الممتدة قد باتت خالية من وجود معارضين، وأنها تحتاط لنفسها الآن بالعدل المطلق، وتعتصم بالديمقراطية السمحة، فهي ما فتئت تلتمس مضامين الحرية، حتى وجدت معناها في الحوار الجامع الذي أخذت تنادي به، وتدعو إليه، وتمهد له، حتى صدّعت به رؤوسنا، وما هو إلاّ أكذوبة من أكاذيبها، نعم إن هذا الادعاء الذي أسبغته الإنقاذ على طارفها وتليدها، في سخاء وخفه، نمانعه أشد الممانعة، ونرفضه أشد الرفض، فأنى لوليد الأسى، وربيب الألم شعبها الذي لم يلتأم جرحه، أو تجف عيونه، أن يصدق مثل هذه الترهات والأباطيل.
تســـــــــتّـــروا بــأمـــــور في ديــــــانـــــتــــهــــــــم وإنـــــــــــما ديــــــــنهـــــــُـــــم ديــــــــــــــنُ الزنـاديــــــــــق
تُـــــكـذبُ العقــل في تصديق كاذبهم والعـــــــقل أولـــى بإكــــــــرامٍ وتـــــــصـــــديق
إن الإنقاذ التي انفجر في صدرها الحاني، شريان الهوى الجياش، تجاه محكوميها معذورة، لأنها وقفت وحيدة في ميدان الخسة والنذالة، تكافح معارضة واهنة العزم، كليلة الحد، ساقطة الهمة، لا عين لها ولا لسان، ولم تكن قط مناط ثقة، أو معقد رجاء، لأمة يجول في نفسها بغض الإنقاذ، ويقع تحت حسها الأمل النديان، أمل يخالط أنماطاً شتى من الأجناس، تكابد الجوع والخوف، وتجابه الحرمان، لم تكن إذن الإنقاذ مسرفة ولا غالية، حينما قالت في صفاقة لا تضاهيها صفاقة، أنها قد فرضت على نفسها قيودا محكمة، وأغلالا ثقالا، حتى لا تأخذ من اجتواها بمخايل شك، أو تعنف من تضجر من حكمها الطويل وأظهر الملالا، ولكن الإغراق في هذه الدعوى التي تبغض إلينا الحياة، وتصرفنا عن مباهجها، شيء، ومخرجات حوار الوثبة، وما تمخض عنه شيء آخر، فمخرجات هذا الحوار القمئ، لا يمكن أن ينتهي بنا إلى الخير، فلم يصدر عنه، سوى استحداث منصباً لرئيس الوزراء، تقلده رجلاً صارماً، سوف يدفع لا محالة وزرائه للأخذ برأيه على ما في رأيه من عوج وخطل وأمت، ولقد آثرنا هذا الرجل بالذكر، لأنه أمسى الآن أس الإنقاذ ودعامتها، رغم أن الإنقاذ لم تظهر الحفاوة به، ولا الحرص عليه، حينما كانت في مهدها، إلا أن الفريق بكري حسن صالح ظلّ هو الوحيد من مجلس قيادة الثورة الآفل، الذي لم تشمله سياسة الإقصاء، أو التهميش، ومع كل هذا، ومع فداحة الأعباء التي ألقيت على كاهله، والوظائف السيادية التي أوكلت إليه، لم يكن سيادة الفريق في تلك الحقبة، من الشخصيات التي تشرئب لمقدمها الأعناق، وتشخص لطلعتها الأبصار، إذن ستمتد وتيرة الإنقاذ عقد آخر، فهي لم تكن تنشد من حوارها الممجوج هذا، سوى كسب المزيد من الوقت، وإضفاء إطار الشرعية على نظامها المهترئ الحافل بالثقوب، وإصدار نسخة جديدة منه، ولكن هذا كله على مضه وايلامه، لم يدفع الشعب الذي يمضي في ركب الحياة، بجسد مهدود، وعصب مجهود، وشأو بالي، سوى أن يتحدث في امتعاض ويطيل الحديث، ثم يعود إلى حياته القانعة الخشنة، التي ذوى فيها جسمه من الغرث والدنف، وأرباب طغاته في بضة وعافية، واضطربت فيها روحه من الذعر والخوف، وأقطاب جلاديه في أمن وطمأنينة، لقد استطاب السودانيون هذه الحياة وأذعنوا لها، وإن بقيت نفوسهم، لا تمل من الاستسلام للأمال، والاسترسال مع الأماني، والإنقاذ التي هي كحادي العيس يعنيها أن يستمع الناس لأغانيها الفجة، وأن يجدوا في ألحانها التعيسة لذة ومتاعا، فهي تنشد أن يتجاوب معها الشعب، سواء أراد أو لم يرد، و يضنيها أن يقف حيال سياساتها الخرقاء، مكسور أو ساكن، لأجل ذلك هي تكذب وتفجر في الكذب، حتى يصدر عن السود ما يوحي بالاهتمام.
والسيد نائب الرئيس، ورئيس الوزراء، الذي لا يعنيه رضي الناس عنه، أو سخطوا عليه، أتحفنا في مساء يوم ذاكي، بتصريح يذهل عقل الحصيف، فقد ذهب سيادة الفريق أن الدولة تحترم النصوص القانونية، والقواعد الدستورية الخاصة بحرية الصحافة، ولعل واقع الحريات المزري يفند هذا الزعم، وحال الصحفيين الذين ضاقت طائفة غير قليلة منهم، من تعقب الأجهزة الأمنية لهم، واستدعائهم في مكاتبها الفخمة البنيان، يجعلنا في لحظات يأس وقنوط، نحتشد حول نعش الصحافه، ونتهافت إلى تشييعها ونودعها الثرى، وننتظر في خضوع، مقدم سادتنا ليزرفوا عليها دمعة حزن كاذبة، لقد تجاهل جبابرتنا أن الشعب الذي وطًنّ نفسه على الشراب الكدر، والطعام الوخيم، واللباس الخشن، رغم الجحيم الذي عاش فيه، ما زال عاجز على أن يعلن الشك ويخفي اليقين، فهو الذي أصابه كل كلم، وامتد إليه كل أذى، سوف تعلن هذه الطائفة الصابرة على عرك الشدائد، دون مواربة أو روع، أن الإنقاذ أودت بالصحافة في السودان إلى حتفها، وأنها حتى تبقى ممسكة بأعنة الحكم، قد استمرأت التضييق عليها في أرض النيلين، بمقص الرقيب الذي يستأصل كل ما يفضح جرائرها وسوءاتها، وبمصادرة وحجب الصحف التي تصدت لعسفهم وبطشهم، وبالإستدعاءات المذلة للصحفيين الأبطال، ومنع بعضهم من الكتابة.
د.الطيب النقر
nagar_88@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
المجلس الإماراتي لكتب اليافعين يطلق مسابقة «الكتابة الإبداعية»
الشارقة (وام)
أخبار ذات صلةأطلق المجلس الإماراتي لكتب اليافعين الدورة الجديدة من «مسابقة الكتابة الإبداعية» لعام 2025، والتي تهدف إلى تعزيز الخيال الأدبي للأطفال واليافعين في دولة الإمارات من عمر 6 إلى 18 عاماً وصقل مهاراتهم الإبداعية من خلال تشجيعهم على تأليف قصص باللغة العربية. يتم استقبال المشاركات حتى 31 يوليو 2025 على أن يتم تقسيم المشاركين إلى ثلاث فئات عمرية: الفئة الأولى من 6 إلى 9 أعوام والفئة الثانية من 10 إلى 12 عاماً والفئة الثالثة من 13 إلى 18 عاماً.
وتأتي هذه المسابقة السنوية ضمن حملة «اقرأ، احلم، ابتكر»، التي أطلقها المجلس في 2013 بهدف تعزيز العلاقة بين الأطفال والكتب وتشجيع القراءة والإبداع الأدبي في المجتمع الإماراتي، ومنح المبدعين الصغار فرصة تطوير قدراتهم ودخول مجال الأدب والنشر.
وأكدت مروة العقروبي رئيسة المجلس الإماراتي، لكتب اليافعين أن مسابقة الكتابة الإبداعية تمثل فرصة فريدة للأطفال واليافعين، لتنمية خيالهم الأدبي وتعزيز مهاراتهم في التعبير والكتابة باللغة العربية، وذلك ضمن جهود المجلس الرامية إلى بناء جيل شغوف بالقراءة والكتابة قادر على التعبير عن أفكاره بطرق مبتكرة، مشيرة إلى أن الكتابة الإبداعية ليست مجرد مهارة لغوية بل أداة لتنمية التفكير النقدي وتعزيز الثقة بالنفس.
وأوضحت أن المسابقة لا تقتصر على مجرد اكتشاف المواهب، بل تسعى كذلك إلى صقلها وتطويرها من خلال توفير منصة للأطفال واليافعين لعرض إبداعاتهم الأدبية، حرصاً من المجلس الإماراتي لكتب اليافعين على دعم المبدعين الصغار، مؤكدة أن بعض المشاركين في النسخ السابقة من المسابقة استطاعوا أن يحوّلوا شغفهم بالكتابة إلى مشاريع أدبية حقيقية ما يدل على التأثير الإيجابي للمسابقة.
ونوهت إلى أن حملة «اقرأ، احلم، ابتكر» تهدف إلى تعزيز مكانة الكتاب في حياة الأطفال واليافعين، وإلهامهم لخوض تجارب جديدة في عالم الأدب، مشيرة إلى أن تنمية عادة الكتابة لدى الأطفال تعزز لديهم حب القراءة.
ودعت جميع الأطفال واليافعين في دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في المسابقة، والاستفادة من هذه الفرصة لإطلاق العنان لمخيلتهم ومهاراتهم الأدبية.
ومنذ انطلاقها نجحت المسابقة في تحفيز مئات الأطفال واليافعين على تطوير مهاراتهم الكتابية واللغوية، وتشجيعهم على الاستمرار في القراءة والإبداع الأدبي، وأسهمت في تمهيد الطريق لبعض المبدعين الصغار من دخول عالم النشر، وتحويل نصوصهم إلى إصدارات مطبوعة.