حمى كرة القدم تجتاح طاجيكستان العاشقة للمصارعة بعد النجاحات في كأس آسيا
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
تُشتهر طاجيكستان بالمصارعة التقليدية أكثر من كرة القدم، لكن الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة في آسيا الوسطى أصبحت الآن على بعد فوز واحد فقط من التأهل إلى نصف نهائي بطولة كأس آسيا المقامة في قطر، في باكورة مشاركاتها بالبطولة.
يقول مدربها الكرواتي بيتار شيغرت إنه "ليس هناك أية حدود" لما يمكنهم تحقيقه بعد فوز فريقه على الإمارات بركلات الترجيح في الدور الثمن النهائي.
ستواجه الأردن في ربع النهائي الجمعة، وهو أمر لم يكن يتوقعه سوى قلة من المنتخب المصنف 106 عالمياً قبل بدء البطولة.
وقال ألوفيدين بورييف، المعلق في قناة "فارزيش" التلفزيونية الطاجيكية والذي يتابع كرة القدم منذ أكثر من 35 عاما، إن اللاعبين "أبطال بالفعل". وأضاف خلال متابعته البطولة في الدوحة "قبل قدومنا إلى كأس آسيا هذه، لم يكن لدينا نجوم. الآن، جميع لاعبينا نجوم".
وتابع "لعبنا بشكل جيّد للغاية في آخر خمس مباريات. عموما منتخبنا الوطني لا يلعب بهذه الطريقة".
⚽️???? منتخب طاجيكستان يفتتح التسجيل عن طريق وحدت حنونوف برأسية محكمة#كأس_آسيا | #كأس_آسيا2023 | #طاجيكستان_الإمارات#AsianCup2023 pic.twitter.com/C5fWV2TBDx
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) January 28, 2024
وتُعدّ طاجيكستان، التي تحدّها أفغانستان وأوزبكستان وقرغيزستان والصين ولا حدود بحرية لها، واحدة من أفقر البلدان في آسيا الوسطى.
حصلت الدولة البالغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة على استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ويقودها الرئيس إمام علي رحمان (71 عاما) الذي تنتقده منظمات حقوق الانسان، منذ أكثر من 3 عقود.
ساعد رستم، الابن الأكبر لرحمان، في تأسيس نادي الاستقلال ومقرّه دوشانبي في عام 2007 ودافع عن ألوان النادي في مركز الهجوم.
منذ ذلك الحين، واصل الاستقلال تغيير مشهد كرة القدم في البلاد، حيث فاز بالدوري الطاجيكي في المواسم الـ10 الماضية. كما أتاحت مسابقة دوري أبطال آسيا الموسّعة للاستقلال الذي يضم 10 لاعبين في تشكيلة المنتخب المؤلفة من 26 لاعبا في كأس آسيا، فرصة تحقيق نجاح كبير خارج بلادهم.
ففي عام 2021، حقق الفريق فوزا لافتا 4-1 على الهلال السعودي الفائز في دوري أبطال آسيا 4 مرات (رقم قياسي).
ويقول مارتن لوي، الصحفي المتخصّص في كرة القدم في الألعاب الآسيوية "كانت هذه المرة الأولى التي يحظى فيها الاستقلال بفرصة اللعب مع هذا النوع من الفرق، لذا فإن الذهاب إلى هناك والفوز بنتيجة 4-1 كان إنجازا هائلا".
ويضيف لوي أن منتخب طاجيكستان حقق "تطوّرا تدريجيا" خلال السنوات القليلة الماضية، قبل أن يترجم ذلك في نسخة كأس آسيا الحالية تحت قيادة المدرب الكاريزماتي شيغرت.
وعمل المدرّب صاحب الشخصية المحببة الذي أشرف على المالديف بين 2018 و2020 على رفع روح التضامن بين مختلف أفراد الفريق، ويقول في هذا الصدد "أهم شيء هو تحقيق الانسجام بين اللاعبين".
وأصيب الفريق بالصدمة عندما شُخّصت إصابة المهاجم النجم مانوشهر جليلوف بمرض السرطان أواخر العام الماضي، ومرة أخرى عندما استُبعد لاعب خط الوسط أميربيك دجورابويف من كأس آسيا بسبب الإصابة.
وتماشيا مع روح التضامن هذه، قام شيغرت بإحضار كلا اللاعبين إلى قطر لتشجيع الفريق.
لكن المدافع زوير دجورابوف، شقيق أميربيك يقول إن المدرب لديه ما هو أكثر من مجرد المبادرات الايجابية "بالطبع مدربنا إيجابي للغاية ولطيف للغاية".
وأضاف "لكنه يعرف الوقت الذي يجب أن يكون فيه ودودا ولطيفا جدا، ومتى يجب أن يكون صارما تجاهنا".
الرياضة الوطنية في طاجيكستان هي غوشتيغيري، وهي شكل تقليدي من المصارعة تشبه الجودو. تحظى كرة القدم بشعبية كبيرة في جميع أنحاء البلاد، وقد أفرحت إنجازات المنتخب الوطني في كأس آسيا الجمهور المشاهد.
وقد نقلت رحلة طيران خاصة حوالي 200 مشجع من دوشانبي إلى الدوحة لحضور المباراة ضد الإمارات، وهناك خطط لجلب المزيد لحضور مباراة ربع النهائي أمام الأردن.
ويقول شيغرت إن المزيد من الأطفال في طاجيكستان بدؤوا بممارسة كرة القدم في السنوات القليلة الماضية، ويعتقد أن الرياضة تتطوّر هناك "بطريقة صحيحة".
لكن في الوقت الحالي، تتجه كل الأنظار نحو ما يحدث في الدوحة. وقال الصحفي بورييف "الكثير من الناس لا ينامون وينتظرون المباراة".
وأضاف "لقد احتفلوا جيدا بعد فوز طاجيكستان على الإمارات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: کرة القدم کأس آسیا أکثر من
إقرأ أيضاً:
الفريق العدوان يكتب : القفز الخاطئ بالمظلة . . !
صراحة نيوز- كتب الفريق المتقاعد موسى العدوان
في أوائل عقد الثمانينات الماضي، كنت أتولى منصب قائد القوات الخاصة برتبة عميد. وكان قرار القائد العام للقوات المسلحة آنذاك الشريف زيد بن شاكر – عليه رحمة الله – أن يتم تدريب جنود وضباط لواء الحرس الملكي بدورة مظليين، وتمرينهم على القفز بالمظلات. وفي أحد تمارين القفز للمتدربين، وهم شباب تقل أعمارهم عن العشرين عاما، رغبت أن أقفز قبلهم لأشجعهم على القفز.
ففي الصباح الباكر لأحد أيام تموز عام 1981، كان الطقس حارا والهواء ساكنا، لا تثور به أية نسمة هواء حتى وإن كانت خفيفة، والتي تساعد القافز على توجيه وتحريك المظلة ( T – 10 ) لبضع خطوات.
صعدت إلى طائرة ال ( C130 ) التي كانت تحمل الجنود في مطار ماركا، مرتديا مهمات القفز، والتي تتكون من مظلة رئيسية تحمل على الظهر، مربوط بها حبل مع شنكل لتعليقه في حبل الطائرة من الداخل قبل القفز.
كما أن هناك مظلة أخرى احتياطية أصغر حجما معلقة على الصدر، لاستعمالها إذا فشلت المظلة الرئيسية في الفتح، إضافة لخوذة حماية للرأس عند الارتطام بالأرض.
وهناك المشرف على التدريب ويطلق عليه إسم المقفز ( Jump Master )، الذي يقف عند باب الطائرة، ويأمر الركاب المتدربين بالوقوف وتعليق حبل المظلة في حبل الطائرة الداخلي، استعدادا للقفز، ثم يقوم بالتأكد من صحة تعليق الحبال بصورة جيدة.
مهمة هذا المقفز أن يعطي الإشارة للمتدرب بالقفز من باب الطائرة في المكان والوقت المناسبين للهبوط في منطقة الإنزال المحددة، بعد أن يتلقى الإشارة من الطيار بواسطة الضوء الأخضر على بجانب باب الطائرة.
أقلعت بنا الطائرة من مطار ماركا، متجهة نحو منطقة الإنزال قرب قرية الطنيب جنوب العاصمة عمان، والتي لاتستغرق اكثر من 20 دقيقة طيران.
ومنطقة الإنزال تكون عادة مؤشرة بعلامات واضحة للطيار، وفيها مجموعة إنزال صغيرة، مزودة بجهاز إتصال لاسلكي مع الطائرة.
كان القفز من الطائرة يتم على ارتفاع 1000 – 1200 قدما من سطح الأرض. واعتدت ان أقف دائما على باب الطائرة كأول قافز منها. وبينما الطائرة تحلق وتدور فوق المنطقة، لتأخذ الاتجاه الصحيح، كنت أشاهد الآليات وبعض البشر والدواب، يتحركون على الأرض كادمى الصغيرة.
فأقول في نفسي كما يقول أي إنسان في مثل هذا الموقف : هل يمكن أن أهبط سليما على الأرض، وأسير عليها كما يسير هؤلاء ؟ أم ستفشل مظلتي لسبب ما في الاستجابة، والفتح على اتساعهما وأواجه حتفي ؟ ولكنني أصر على على مواصلة مهمتي.
وصلنا في تلك الرحلة فوق قرية الطنيب، وراحت الطائرة تحوم فوق المنطقة لتأخذ الاتجاه والارتفاع الصحيحين، وأنا واقف على باب الطائرة ومثبتا كلتا يدي على حافتي الباب، ولا أعرف هل أخطأ الطيار في أعطاء الضوء الأخضر أم أن المقفز استعجل وأعطاني إشارة القفز.
قفزت من باب الطائرة، وعندما نظرت تحتي وجدت أنني قفزت في المكان الخطأ، إذ كانت تظهر من تحتي بنايات القرية بأعمدة التلفزيون وأسلاك الكهرباء والآليات، ولم يكن خلفي أي قافز.
حاولت أن أسحب حبال المظلة من ناحية معينة لمواجهة الهواء لعلها تبعدني عن الخطر الذي ينتظرني على الأرض. ولكن لعدم وجود أية نسمة هواء في صباح ذلك اليوم، أخذت المظلة تنطوي على بعضها وتزيد من سرعة هبوطي نحو الأرض، مما يشكل خطر الارتطام العنيف على أحد المنازل أو على أعمدة وأسلاك الكهرباء.
حاولت بكل جهد أن أحرك ساقي، محاولا الابتعاد عن مواقع الخطر، فأستطعت ان ابتعد عنها مسافة قصيرة، ولكنني سقطت على ظهري فوق كومة كبيرة من الحجارة يزيد ارتفاعها عن المتر.
هرع إلي بعض الضباط والجنود المتواجدين في المنطقة لإنقاذي، ولكنني نهضت سريعا معلنا انني لم أصب بأذى، رغم أنني في الحقيقة كنت أعاني من آلام شديدة. راجعت المستشفى بعد ذلك، ولكن لم يظهر أي كسر في العمود الفقري أو غيرة، وأعطيت بعض العلاجات حيث امضيت أكثر من شهرين، وأنا لا استطيع الجلوس على الكرسي أو في السيارة إلاّ بصعوبة، بسبب الألم الذي أصابني من تلك القفزة. وكانت النتيجة أن تسبب لي هذا الحادث في وقت لاحق، بعملية ديسك ناجحة، فشكرت الله تعالى على ما قدر ولطف.