مقترح هدنة غزة.. أميركا تضغط وحماس تطلب ضمانات واليمين يهدد نتانياهو
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
كشف مسؤولون أميركيون وعرب مطلعون على مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن الولايات المتحدة تضغط من أجل الوصول إلى هدنة لفترة كافية لإيقاف زخم العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع، مما قد يمهد الطريق لهدنة أكثر استدامة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تدرس فيه إسرائيل وحماس اتفاقا من 3 مراحل، من شأنه أن ينتهي بإطلاق سراح المختطفين لدى الحركة المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية، ووقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع، بحسب ما جاء في مسودة الاتفاق التي ناقشها رؤساء مخابرات في الدول المعنية في باريس هذا الأسبوع.
ونقلت الصحيفة الأميركية، الخميس، عن المسؤولين، أن المفاوضين الأميركيين بقيادة مدير وكالة الاستخبارات، ويليام بيرنز، أكدوا أنه "سيكون من الصعب على إسرائيل استئناف الحرب بقوتها الحالية بعد وقف طويل لإطلاق النار".
وأضافوا أن "واشنطن أبلغت المفاوضين الآخرين أن إسرائيل تدرس فكرة الانتقال إلى مرحلة أخرى محدودة بشكل أكبر من الحرب، بعد إطلاق سراح جميع الرهائن".
ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على طلب التعليق من الصحيفة حول التفكير في مثل هذا الاحتمال.
وذكرت وكالة رويترز، الأربعاء، أن حماس تدرس مقترحا لهدنة يشمل 3 مراحل، يتم خلالها الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم الحركة وعن سجناء فلسطينيين في إسرائيل.
وأشارت الوكالة إلى أن النساء والأطفال وكبار السن والمصابين من المختطفين سيُفرج عنهم في المرحلة الأولى، مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين في إسرائل، وأن الخطة أُرسلت إلى غزة للحصول على رأي قادة حماس هناك.
أما المرحلة الثانية ستشهد الإفراج عن المجندات الإسرائيليات، مقابل سجناء فلسطينيين، وزيادة أخرى في توصيل المساعدات وإعادة الخدمات والمرافق إلى غزة، فيما المرحلة الثالثة ستشهد الإفراج عن جثث الجنود الإسرائيليين القتلى مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين.
وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن حماس أيضا طالبت بالإفراج عن جثث الفلسطينيين الذين قتلوا خلال هجمات السابع من أكتوبر على جنوبي إسرائيل.
وما زال أكثر من 100 من الرهائن الإسرائيليين محتجزين، وذلك بعد أن أُفرج عن عدد مماثل في هدنة سابقة في نوفمبر، تضمنت الإفراج عن عشرات من السجناء الفلسطينيين.
"تحوّل صغير"وتخضع للمناقشة منذ أواخر ديسمبر، نسخ من إطار عمل وقف إطلاق النار المكون من عدة مراحل، لكن إسرائيل لم توقع على النسخة المبدئية حتى اجتماع مدير جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، دافيد برنياع، مع نظيريه الأميركي والمصري ورئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في باريس، الأحد.
من جانبها نقلت "وول ستريت جورنال"، عن مسؤولين عرب قولهم إن هناك "عقبات" أمام تنفيذ الهدنة، تجعل "التوصل إلى اتفاق أمر غير مرجح"، لكنهم أشاروا إلى أنه "حال التغلب على تلك العقبات، من الممكن استكمال الاتفاق في غضون فترة ما بين أسبوع و10 أيام".
وأضافت الصحيفة أن استعداد إسرائيل وحماس للنظر في الخطوط العريضة للمقترح "تحوّل صغير، لكنه مهم في المفاوضات. ويوضح الضغوط المفروضة على الطرفين"، مع دخول الحرب في شهرها الخامس والمخاوف من جر المنطقة إلى صراع شامل.
ويواجه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ضغوطا داخلية، حيث تتزايد الدعوات لإنهاء الحرب لاستعادة المختطفين الذين لا يزالون في قطاع غزة، بجانب الضغوط الخارجية بسبب حصيلة الضحايا المتزايدة في القطاع.
وبحسب مسؤولين مطلعين، ذكرت "وول ستريت جورنال" أن حماس "تبدو وكأنها تسعى لشراء الوقت من أجل التفاوض على هدنة طويلة الأمد، يتم خلالها وضع حد فعلي للصراع". يشار إلى أن حماس أعربت مرارا عن رفضها إطلاق سراح جميع المختطفين إلا مقابل إنهاء الحرب، وهو ما ترفضه إسرائيل بشكل قاطع.
وأضاف المسؤولون أن حماس أبلغت المفاوضين أنها "ستبقى مرنة فيما يتعلق بمدة الهدنة، طالما حصلت على ضمانات بوقف إطلاق النار على المدى الطويل".
عقبات إسرائيلية داخليةوحول المرحلة الثالثة والأخيرة من مقترح الهدنة، أشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنه من المتوقع أن تكون "الأكثر خطورة"، حيث ربما يحتفظ قادة حماس في غزة بمجموعة صغيرة من المختطفين "كأوراق مساومة ودروع بشرية"، بينما أيضًا ربما يرفض القادة الإسرائيليون إطلاق سراح بعض الأسماء البارزة من السجناء الفلسطينيين.
ويبدو أن القادة في الجانبين مترددين في تقديم تنازلات بشأن المقترح، حيث قال المفاوضون إن قائد حماس في غزة، يحيى السنوار، يرى أنه في "موقف قوة" بعد صموده لأكثر من 4 أشهر من القصف المتواصل.
فيما يعتزم نتانياهو إبقاء قوات إسرائيلية في غزة، وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنه "يظل مقتنعا بقدرة إسرائيل على إنقاذ بقية الرهائن بالعمل العسكري وليس التفاوض".
كما يواجه نتانياهو تهديدات من أعضاء اليمين المتشدد في ائتلافه الحاكم، حيث هددوا بالانسحاب من الحكومة حال إبرام أي اتفاق "غير محسوب" مع حماس.
وكتب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الثلاثاء، عبر حسابه بمنصة إكس: "اتفاق غير محسوب = تفكيك الحكومة".
كما أن هناك مخاوف لدى حركة حماس، التي تطالب بضمانات دولية لوقف إطلاق النار والانسحاب العسكري الإسرائيلي بشكل كامل من غزة، وذلك حال إتمام الاتفاق والإفراج عن المحتجزين.
لكن نتانياهو طالما تحدث في اتجاه معاكس، وقال في تصريحات الثلاثاء: "لن نخرج الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة ولن نطلق سراح آلاف الإرهابيين. هذا لن يحدث".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وول ستریت جورنال سجناء فلسطینیین إطلاق سراح الإفراج عن قطاع غزة أن حماس إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
دلياني: إسرائيل تواصل إبادة أهالي غزة تحت غطاء وقف إطلاق النار
أكّد ديمتري دلياني عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح أن دولة الإبادة الإسرائيلية تعمل ضمن منظومة تطهير عرقي واحدة تستهدف الوجود الفلسطيني في كل مكان.
أوضح أن توسع المستعمرات الاستيطانية غير الشرعية في القدس المحتلة وباقي أنحاء الضفة الغربية، المصنّف جريمة حرب في نظام روما والمخالف بإجماع القانون الدولي، يتقدم في اللحظة السياسية ذاتها التي تتواصل فيها الإبادة في غزة بصمت تحت غطاء وقف إطلاق النار من خلال الحصار والتدمير الصامت والقصف المحسوب.
وقال القيادي الفتحاوي إن “هذه الجرائم تشكّل أجزاء متكاملة من آلية تطهير عرقي واحدة تنطلق منها السياسات الاحتلالية كافة وتستهدف محو كل ما هو فلسطيني عبر الاستيلاء على الأرض وإعادة هندسة البنية الديمغرافية واستخدام الرعب المنظم من قبل قوات الإبادة الرسمية والمليشيات الاستيطانية التي ترعاها الدولة. جرائم الإبادة المتواصلة في غزة هي الامتداد الأكثر دموية ووضوحاً لما يُفرض على بلداتنا وقرانا ومخيماتنا في القدس وباقي أنحاء الضفة المحتلة من تهجير قسري وهدم وتوسع استيطاني استعماري لا يتوقف.”
وأضاف دلياني أن “الوكالات والهيئات الدولية المستقلة وثّقت تهجير أكثر من خمسين ألف فلسطيني وفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة هذا العام بالتزامن مع مصادقة سلطات الاحتلال على كتل استيطانية جديدة تنتهك كل المرجعيات القانونية المنظمة لوضع الأرض المحتلة. هذه الأرقام تنتمي إلى عقيدة واحدة هدفها التطهير العرقي. الإبادة في غزة كما حدّدتها لجنة التحقيق الدولية والأبارتهايد الاستعماري الراسخ في الضفة ليسا مسارين منفصلين. هما الاستراتيجية ذاتها التي تعتمدها دولة الاحتلال وتستند إلى الإيديولوجيا الصهيونية التي تمنح التطهير العرقي طابعاً تفوقياً إباديّاً.”
وأكد المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح أن الإبادة في غزة والأبارتهايد الاستعماري في الضفة الغربية يشكّلان منظومة واحدة من التطهير العرقي تستهدف شعبنا الفلسطيني، داعياً العالم إلى التعامل معها كهيكل إجرامي واحد لا يمكن تفكيكه إلا بمحاسبة دولة الاحتلال الإسرائيلي على مشروعها الإبادّي الهادف إلى طمس وجودنا الفلسطيني الأصيل على أرضنا.