نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لمراسلها لشؤون الأمن القومي جون هدسون، قال فيه إن سامانثا باور، رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والباحثة المشهورة عالميا في مجال الإبادة الجماعية، تعرضت لتحدٍ واضح من قبل موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الحاليين والسابقين الذين شككوا في موقفها من الحرب في غزة والتواطؤ في السياسة الأمريكية المثيرة للانقسام.



قالت أغنيسكا سايكس، المتخصصة في الصحة العالمية، والتي صرحت لصحيفة "واشنطن بوست" بأنها تركت وظيفتها في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أواخر الأسبوع الماضي: "لقد كتبت كتابا عن الإبادة الجماعية وما زلت تعملين مع الإدارة: يجب عليك الاستقالة والتحدث علنا".

وقاطعت سايكس كلمة، كانت باور تلقيها في واشنطن حول تغير المناخ والكوارث الطبيعية مشيرة إلى كتاب باور "مشكلة من الجحيم"، الكتاب الحائز على جائزة بوليتزر ويدين تقاعس الولايات المتحدة عن وقف العديد من الفظائع، من أرمينيا إلى رواندا، والتي امتدت على مدى عدة إدارات رئاسية.

ومثل الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن القومي التابع للرئيس بايدن، تشرف باور على وكالة منقسمة بشدة حول دعم واشنطن العسكري لحرب "إسرائيل" في غزة ورفض المطالبة بوقف إطلاق النار، وفقا للتقرير.


لكنها اختلفت عنهم بالمواجهة العلنية من قبل القوى العاملة معها بشأن سياسة الإدارة، وهو انعكاس لما يقوله مسؤولو الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن عملها الطويل حول هذا الموضوع ومسؤولية منظمتها في الاستجابة لمعاناة سكان غزة المنكوبين بسبب نقص الغذاء. المياه والدواء وسط القصف العسكري الإسرائيلي المدمر.

وبعد مقاطعة سايكس، شكرتها باور على تعليقاتها وقدمت ردا لاحقا في البرنامج عندما اعترفت بأن الوضع في غزة "مدمر"، وذكرت أن "أكثر من 25 ألف مدني قتلوا"، وهو رقم لا تستخدمه دائما الحكومة الأمريكية لأن وزارة الصحة في غزة لا تميز بين مقاتلي حماس والمدنيين الفلسطينيين. (ومع ذلك، قال بعض المسؤولين الأمريكيين إن العدد الحقيقي للضحايا قد يكون أعلى مما تعلنه الوزارة)، وفقا للتقرير.

وقالت باور: "لا يتم إدخال موارد كافية"، مؤكدة على الحاجة الملحة لتقديم المساعدة لأكثر من 1.8 مليون من سكان غزة الذين شُردوا. وأشارت إلى أن المفاوضين الأمريكيين يسعون للتوسط في هدنة إنسانية من شأنها أن تسمح بتدفق المزيد من المساعدات إلى القطاع الفلسطيني مقابل إطلاق حماس للرهائن.

وفي الوقت نفسه، شددت باور على ما وصفته "رعب" هجوم حماس عبر الحدود في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص في إسرائيل وأدى إلى احتجاز أكثر من 240 رهينة. وقالت: "حياة الإنسان مقدسة".

وبحسب التقرير، فلطالما قالت باور إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية فريدة عن منع الفظائع الجماعية، وحذرت من تردد الولايات المتحدة في مواجهة العنف واسع النطاق، مثل تعامل إدارة كلينتون مع الإبادة الجماعية لأقلية التوتسي في رواندا. وكثيرا ما يُنقل عنها قولها: "الصمت في وجه الفظائع ليس حيادا.. الصمت في وجه الفظائع هو إذعان".

خلال المحادثة التي جرت يوم الثلاثاء، تساءلت موظفة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، حنّا فونك، عما إذا كانت الولايات المتحدة تهدر سلطتها الأخلاقية على المسرح العالمي من خلال نقل الأسلحة والمعدات إلى "إسرائيل" خلال حملتها العسكرية.

وقالت فونك لباور أثناء فقرة الأسئلة والأجوبة: "إن الإبادة الجماعية التي تمولها الولايات المتحدة في غزة جعلتنا غير قادرين على أن نكون قادة أخلاقيين في مجالات تغير المناخ وجميع القضايا التنموية والإنسانية الملحة الأخرى التي نهتم بها نحن العاملون في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كثيرا.. كيف تقودينا إلى محاسبة هذا النفاق في السياسة الخارجية للولايات المتحدة والتغلب عليه؟"
وترفض الولايات المتحدة و"إسرائيل" استخدام مصطلح الإبادة الجماعية لوصف قتل الفلسطينيين في غزة، وهو الخلاف الذي يقع في قلب الإجراءات المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية والتي رفعتها جنوب أفريقيا. وأمرت المحكمة إسرائيل ببذل المزيد من الجهود لمنع مقتل المدنيين في غزة، لكنها لم تدعو إلى وقف إطلاق النار.

وفي ردها على فونك في هذا النشاط، لم تتناول باور اتهامات الإبادة الجماعية لكنها قدمت دفاعا ضمنيا عن الحملة العسكرية الإسرائيلية، قائلة "من المهم للغاية ألا يتكرر ما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر مرة أخرى أبدا"، حسب التقرير.

وأضافت: "عندما تكون قيادة حماس طليقة، كما تعلمون، فإن نفس النوع من الهجمات، ونفس النوع من احتجاز الرهائن، ونفس النوع من الاعتداء الجنسي، يمكن أن يحدث مرة أخرى".

وتحدثت أيضا عن الفروق بين وظائف العاملين في الحكومة والناشطين الخارجيين، وكلاهما من الأدوار التي لعبتها باور في حياتها المهنية.

وقالت: "الشيء الوحيد الأصعب الذي وجدته في حياتي هو عدم حصولي على فرصة المشاركة في تلك المناظرات والوقوف على الهامش ومشاهدة الأشياء التي يتمنى المرء أن يراها تحدث... بشكل مختلف".


وفقا للتقرير، فإن هذا التفاعل يمثل أول صدام بين باور وموظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الحاليين والسابقين في نشاط عام، لكنها واجهت معارضة بطرق أخرى. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أيد المئات من موظفي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية رسالة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة. يوزع الناشطون الليبراليون في منظمة MoveOn عريضة تطالبها بالاستقالة أو إعادة جائزة بوليتزر التي حصلت عليها، والتي تعتبر اعترافا بارزا بالصحافة المؤثرة وغيرها من الأعمال المنشورة.

كما تعرضت لانتقادات لعدم الكشف علنا عن مقتل متعاقد مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية توفي بعد غارة إسرائيلية مشتبه بها على غزة في تشرين الثاني/ نوفمبر. وقالت باور إنها في جميع مناقشاتها رفيعة المستوى حول الصراع، جعلت حماية عمال الإغاثة أولوية.

وقالت خلال منتدى الثلاثاء: "لا توجد مكالمة واحدة يقوم بها الرئيس بايدن أو مشاركة يقوم بها أي شخص في إدارة بايدن لا تضع أهمية حماية المدنيين والقانون الإنساني الدولي في قمة المحادثة".

وعندما سُئلت سايكس عن رد باور على تحديها العلني يوم الثلاثاء، قالت إنها تشعر بخيبة أمل لأن التسلسل الزمني الذي ذكرته باور للصراع بدأ في 7 تشرين الأول/ أكتوبر دون التطرق إلى "الـ 75 عاما الماضية التي أُجبر فيها الفلسطينيون بعنف على ترك أرض أجدادهم"، وفقا للتقرير.

وأضافت في مقابلة: "أنا ديمقراطية مدى الحياة، لكن استخدام هذه الإدارة حق النقض ضد وقف إطلاق النار وتمكين الإبادة الجماعية لا يبشر بالخير للحزب الديمقراطي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة الفلسطينيين امريكا فلسطين غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الوکالة الأمریکیة للتنمیة الدولیة الولایات المتحدة الإبادة الجماعیة وقف إطلاق النار باور على فی غزة

إقرأ أيضاً:

عاجل: عيدروس الزبيدي يغازل السعودية والحكومة اليمنية بتصريحات تناقض أفعاله مع أقواله.. زعيم الانتقالي يدعو إلى تحرير محافظة البيضاء

 

بعد أقل من 48 ساعة من تقدم الحكومة اليمنية إلى الرعاة الدوليين بشكوى ضد المجلس الانتقالي بعد انقلابه على قرارات نقل السلطة والمبادرة الخليجية وقرارات الأمم المتحدة , فاجئ عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، اليوم الأربعاء بتصريحات قال فيها "أن تحرير محافظة البيضاء يعد “أولوية لضمان الأمن والاستقرار”, وهي تمثل “عمقًا استراتيجيًا للجنوب، وأضاف أن الاستقرار الأمني الذي تحقق في المحافظات الجنوبية “ليس هدفًا بحد ذاته، بل منطلق لأي معركة جادة لتحرير الشمال”.

وأضاف " إن تأمين الجنوب يمثل “حجر الزاوية” لأي معركة تهدف لاستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لجماعة الحوثي في الشمال، وذلك خلال لقائه محافظ البيضاء الخضر السوادي في عدن.

وقال الزبيدي إن “لا إمكانية لتحرير صنعاء بظهير مكشوف”، مشيرًا إلى أن “شرايين التهريب التي تغذي الحوثيين يجب قطعها”.

وخلال حديثه بدأ عيدروس في مغازلة الشرعية باستعداده المضي في استكمال عمليات التحرير حسب اتفاق نقل السلطة , حيث قال أن قوات المجلس الانتقالي “مستعدة لوضع قدراتها القتالية في خدمة أي تحرك مشترك ضد الحوثيين”.

وجدد الزبيدي دعوته إلى توحيد الجهود مع القوى المناهضة للحوثيين في الشمال، مؤكدًا دعم المجلس للمقاومة الشعبية في البيضاء، وحق أبناء المحافظة في “العيش بكرامة وسلام”.

كما مضى مغازلا السعودية حيث جدد "التزام المجلس الانتقالي بالشراكة مع التحالف بقيادة السعودية، قائلاً إن الجنوب “ما زال رأس الحربة في مواجهة النفوذ الإيراني وإنهاء تهديد الحوثيين للملاحة الدولية”.

وفي إنقلاب صريح بين أقواله وأفعاله قال عيدروس " أن “زمن المعارك الجانبية انتهى”، وأن الهدف المشترك يجب أن يتركز على صنعاء، سواء عبر “حل سياسي أو عمل عسكري”.

متناسيا انه هو من أحدث اكثر أكبر معركة جانية في رحم الشرعية وصلب المجلس الرئاسي.

من جهته، عبّر المحافظ السوادي عن شكره للزبيدي، قائلاً إن أبناء البيضاء “على استعداد لخوض معركة استعادة المحافظة” بدعم من المجلس الانتقالي.

 

تأتي تصريحات الزبيدي وسط توترات متصاعدة في شرق اليمن، بعد التطورات الأخيرة في محافظتي حضرموت والمهرة، حيث شهدت المناطق النفطية والعسكرية تحركات ميدانية وسياسية أعادت خلط الأوراق داخل المعسكر المناهض للحوثيين.

وخلال الأسابيع الماضية، عزّز المجلس الانتقالي الجنوبي حضوره في وادي حضرموت ومراكز عسكرية في المهرة، عقب انسحاب قوات تابعة للحكومة ووحدات من “درع الوطن”، ما أثار مخاوف لدى بعض القوى السياسية التي اعتبرت التحركات محاولة لتغيير موازين السيطرة قبل أي تسوية سياسية محتملة.

وفي المقابل، شددت السعودية—الراعي الرئيسي لمجلس القيادة الرئاسي—على ضرورة الحفاظ على استقرار حضرموت والمهرة، وأكدت أن “المعركة الرئيسية يجب أن تبقى ضد الحوثيين”، في رسائل اعتبرها مراقبون دعوة للابتعاد عن الصراع الجانبي داخل معسكر الشرعية.

 

مقالات مشابهة

  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • بريطانيا تهدد الجنائية الدولية بالانسحاب وقطع التمويل بسبب نتنياهو
  • رقم كبير.. النجف تكشف كمية الأمطار التي تم تصريفها من شوارع المحافظة
  • بسبب الطاقة الشمسية.. حريق كبير داخل منزل في كفرتبنيت (فيديو)
  • رئيسة الحكومة التونسية تشيد بالإصلاحات العميقة التي تشهدها الجزائر
  • تراجع الدولار وسط حذر كبير قبيل قرار الفائدة الأمريكية
  • 4 لاعبين شباب.. قائمة زامبيا لكأس أمم إفريقيا 2025
  • عاجل: عيدروس الزبيدي يغازل السعودية والحكومة اليمنية بتصريحات تناقض أفعاله مع أقواله.. زعيم الانتقالي يدعو إلى تحرير محافظة البيضاء
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة
  • اعتماد بطولة أبوظبي الدولية للسباحة محطة رئيسة لاكتشاف الأبطال