برزت ظاهرة كبيرة في فرنسا أثناء الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية تمثلت في النساء اللائي ارتبطن بعلاقات عاطفية مع جنود هتلر، وواجه الفرنسيون الموقف بالعداء والعنف.

إقرأ المزيد فضلت الموت على النجاة عارية.. أصل الرواية الخالدة!

أعداد لا بأس بها من النساء الفرنسيات غامرن بإقامة علاقات عاطفية مع أفراد من قوات ألمانيا النازية التي احتلت القسم الأكبر من بلادهن، وأقامت في القسم الجنوبي حكومة "فيشي" الموالية لها.

ربما استسلمن للأمر الواقع بتعاملهن مع العسكريين النازيين وارتباطهن بعلاقات عاطفية مع هؤلاء.

كان الألمان النازيون وحلفاؤهم الإيطاليون قد احتلوا معظم فرنسا، بنسبة الثلثين تقريبا بحلول صيف عام 1940، فيما أقيمت في الأراضي المتبقية بجنوب شرق البلاد، وفي المستعمرات الفرنسية ما وراء الحدود، دولة دمية سميت نظام فيشي، على اسم المدينة التي تمركزت بها تلك الحكومة بقيادة المارشال هنري فيليب بيتان.

الفرنسيون الذين انخرطوا في مقاومة الاحتلال النازي لبلادهم، قاموا في تلك الفترة بتوزيع منشورات حملت النص التالي: "النساء الفرنسيات اللواتي ألقين بأنفسهن في أحضان الألمان سيتم حلق شعورهن حتى الأخير. سوف نكتب على ظهوركن: بعن أنفسهن للألمان".

بيانات فرنسية تحدثت عن 200000 طفل ولدوا لنساء محليات من الجنود الألمان، ما يشير إلى أن أعدادا كبيرة من النساء الفرنسيات، اقمن علاقات عاطفية مع عسكريي هتلر.

حدث ذلك على الرغم من أن زعيم النازيين أدولف هتلر هو الآخر لم يستسغ إقدام ضباطه وجنوده على معاشرة الفرنسيات والإنجاب منهن، لأنه كان يعتبر الفرنسيين أمة لا قيمة لها.

سلطات الاحتلال النازية لجأت إلى الحد من إقامة العسكريين الألمان لعلاقات عاطفية مع الفرنسيات بفتح بيوت للدعارة والإشراف عليها.

عقوبة التعاون مع النازيين والتي مضت إليها بعض النساء بطيب خاطر، أطلق عليها الفرنسيون أنفسهم اسم التطهير الوحشي، "L’epuration sauvage".

التقديرات الأكثر تواضعا تحدثت عن تعرض ما لا يقل عن عشرين ألف امرأة بين عامي 1943 – 1946 إلى العنف، وفي بعض الأحيان إلى القتل من قبل الثوار الذين قاوموا الاحتلال النازي في البداية، ثم من قبل السكان المدنيين بعد تحرير فرنسا.

باريس في اليوم التالي للتحرير في 26 أغسطس 1944، اجتاحتها موجة من الاعتداءات اللفظية والبدنية على النساء اللاتي ارتبطن بعلاقات "متعة" مع الألمان، وتعرضت هؤلاء النسوة للضرب في الشوارع والإذلال العلني بمختلف الأشكال.

 في سنوات ما بعد التحرير، جرت إدانة أكثر من 18500 امرأة لارتباطهن بالنازيين، وتم وصفهن بأنهن  "غير جديرات وطنيا"، وحكم عليهن بالسجن من 6 إلى 12 شهرا.

الكثير منهن رسم على جباههن صليب النازية المعقوف، كما تم إرسال أطفال "متعاونات المتعة مع المحتلين" إلى دور الأيتام والمؤسسات المشابهة. معظم هؤلاء الأطفال واجهوا مصيرا صعبا للغاية بكونهم، غير شرعيين ومن محتلين!

كاتبة فرنسية تدعى فابريس فيرجيلي تحدثت في كتابها "النساء المحرومات بعد التحرير" عن اعداد تزيد عدة مرات عن 20000 امرأة فرنسية تعرضت للإهانة والاحتقار لارتباطهن بجنود الاحتلال. الكثير من النساء واجهن المهانة بالصمت وارتدين شعرا مستعارا، وحاولن في ذلك الوقت العصيب، كما تقول الكاتبة، نسيان محنتهن في أسرع وقت ممكن.

لم تتعرض النساء الفرنسيات فقط للإذلال، الأمر ذاته حصل للنساء النرويجيات. على الرغم من أن عدد سكان هذا البلد اكان أقل من عدد سكان فرنسا، إلا أن الألمان اعتبروا شعبه "أكثر آرية".

في هذا البلد الإسكندنافي، افتتحت في إطار برنامج تحت اسم  "مصدر الحياة"، تسعة مؤسسات للأم والطفل، للعناية بالأمهات الحوامل وتربية الأطفال المولودين من النازيين.

بعد التخلص من الاحتلال النازي للنرويج، تم اعتقال 14000 امرأة وإدانتهن بالتعاون مع النازيين، وأرسل أكثر من ثلثهن إلى معسكرات العمل لمدة عام ونصف، كما جرى إرسال الأطفال الذين أطلق عليهم لقب "الكافيار النازي"، إلى دور الأيتام، وبعد أن كبروا إلى مصحات نفسية.

كان النرويجيون مثل الفرنسيين على استعداد لمعاقبة مثل هؤلاء النساء بالقتل، وبالفعل تعرضت أكثر من 500 امرأة للقتل في الشوارع.

البرلمان النرويجي أصدر في عام 2006 اعتذارا رسميا للأطفال المولودين من النازيين والذين عوقبوا وتضرروا بعد الحرب من دون ذنب، وتم تخصيص مبالغ مالية لهم تتراوح بين 3000 إلى 30000 يورو.

ألمانيا بدورها أقرت في عام 2009 قانونا، اعطى الحق للأطفال المولودين من النازيين في فرنسا من الحصول على الجنسية الألمانية. وهكذا طوي هذا الملف.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أرشيف النازية

إقرأ أيضاً:

لينج هو من أطلق النار على هتلر.. لوتان: كشف روسي عن أشهر ألغاز الحرب العالمية الثانية

نشر جهاز الأمن الروسي، بمناسبة الذكرى الـ80 لسقوط الرايخ الألماني الثالث، معلومات جديدة عن واحدة من أكثر الحلقات التاريخية إثارة للجدل، مقدمة بذلك نسختها عن انتحار الزعيم الألماني أدولف هتلر.

وقالت صحيفة لوتان -في تقرير بقلم ألكسندر ليفي صوفيا- إن جهاز الأمن الفدرالي الروسي اختار، قبل أيام قليلة من احتفالات روسيا بالذكرى الـ80 للنصر على ألمانيا النازية، رفع السرية عن عناصر جديدة من الأجواء التي سادت في نهاية أبريل/نيسان 1945 في مخبأ الفوهرر، وكذلك عن انتحاره.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: احتلال غزة تضحية بالأسرى وسنكون كالبط بميدان رمايةlist 2 of 2تلغراف: بريطانيا تستعد سرا لهجوم روسيend of list

واستخرج عملاء جهاز الأمن الفدرالي الروسي يوم 30 أبريل/نيسان، بمناسبة وفاة الزعيم النازي، نحو 40 صفحة من أرشيفهم، تحمل ختم "سري للغاية" من قبل أسلافهم في جهاز الأمن السوفياتي، وقدموا تحت عنوان "الأيام الأخيرة للرايخ الثالث"، للمرة الأولى التحقيقات الأصلية مع اثنين من أقرب مساعدي هتلر، وهما كبير الخدم هاينز لينج ومساعده أوتو غونش.

ومع أن شهادات هذين الرجلين، اللذين نقلا إلى موسكو مع مسؤولين آخرين بعد إلقاء القبض عليهما، ليست جديدة بالنسبة للمؤرخين -كما تقول الصحيفة- فإنها ألقت الضوء على بعض العناصر غير المعروفة، وأظهرت هوس الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين بمعرفة أدق التفاصيل عما حدث لهتلر الذي كان يحلم بالقبض عليه حيا.

إعلان شهادة رئيسية

وكانت شهادة الضابط هاينز لينج، الذي رافق الفوهرر وزوجته إيفا براون عن كثب خلال أيامهما الأخيرة في مخبأ المستشارية في برلين، هي الأكثر أهمية -حسب الصحيفة- إذ كان شاهدا على وداع هتلر لحراسه المقربين وكتابة وصيته، وهو الذي طلب منه هتلر التأكد من حرق جثته وجثة زوجته، حتى لا يتعرضا لما تعرض له نظيره الإيطالي بينيتو موسوليني وعشيقته، اللذين أعدما ثم تم عرض جثتيهما معلقتين من الأقدام في ميلانو.

وكان لينج، الذي سأله المحققون السوفييت عن تفاصيل حياة هتلر الخاصة، وعن عدد عشيقاته وهل كان مثليا، هو أول من اكتشف الزوجين في المخبأ بعد ظهر يوم 30 أبريل/نيسان 1945، وهما يجلسان جنبا إلى جنب على أريكة، وقد فارقا الحياة، مع آثار دماء على الأرض والجدار، وكأن هتلر أطلق النار على رأسه، في حين كانت في فم رفيقته قارورة من السيانيد، كما يزعم لينج.

وأخرج محققو جهاز الأمن الفدرالي، الذين شككوا في هذه النقطة، شهادة أخرى جمعها زملاؤهم السوفييت في اليوم التالي لسقوط برلين، وهي شهادة الجنرال يوهان راتنهوبر من قوات الأمن الخاصة النازية، وهو الذي كان مسؤولا عن حراسة الزعيم، والرئيس المطلق للأمن في المخبأ.

وقد قدم راتنهوبر نسخة عن انتحار الفوهرر مختلفة عن نسخة لينج، وقال لمحققي جهاز الأمن السوفياتي في 11 مايو/أيار إن "لينج هو من أطلق النار على هتلر"، موضحا أنه تلقى هذه المعلومات من لينج نفسه، فقال "اتصل بي لينج وأكد لي خبر وفاة هتلر، مضيفا أنه نفذ أصعب أمر في حياته"، إذ طلب منه هتلر أن يطلق عليه النار بمسدسه بعد دقائق قليلة من تناوله السيانيد.

ويؤكد جهاز الأمن الروسي اليوم أن "لينج أطلق النار على رأس هيتلر لجعل موته بطوليا"، وأن لينج ظل طوال التحقيق حريصا على تقديم سيده السابق على هذا الأساس، ولكن لجنة خاصة من أفضل الأطباء الشرعيين في الجيش الأحمر خلصت، بعد أسبوع من اكتشاف رفات هتلر المتفحمة في حدائق المستشارية، إلى أنه تعرض للتسمم، واستنتجت أن الوفاة كانت نتيجة التسمم بمركبات السيانيد"، كما جاء في تقريرها.

إعلان الاحتفاظ بالسر الأخير حول وفاة هتلر

ومع كشفه عن هذه الوثائق الأخيرة، أشار جهاز الأمن الفدرالي الروسي إلى أن الباحث الفرنسي فيليب شارلييه تمكن من فحص عظم الفك عام 2017، وتأكد من انتمائه لهتلر 100%، ومن التسمم بالسيانيد.

ووصف هذا الطبيب الشرعي وعالم الآثار -في حديث للصحيفة- عملاء جهاز الأمن الفدرالي الروسي بأنهم ودودون ومنفتحون، وقال إنهم منحوه الحرية الكاملة في استنتاجاته، وأضاف "عدت من موسكو وأنا على يقين من أن هذه الأجزاء من عظام الفك كانت بالفعل تعود لهتلر، وأنه توفي عام 1945".

وتؤكد تحليلات هذا الطبيب -حسب الصحيفة- استنتاجات خبراء الطب الشرعي العسكري السوفياتي، وهو يشير إلى أن أرشيفات الدولة الروسية تحتوي على جزء من قلنسوة منسوبة لهتلر، وأن هناك ثقبا في الصدغ الأيسر يدعم رواية راتنهوبر عن رصاصة أطلقت بعد الوفاة.

وختمت الصحيفة بقول الطبيب الفرنسي "لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي أن هذه جمجمة هتلر"، ولكن الروس يمكنهم بسهولة وضع حد للتكهنات من خلال مقارنة الحمض النووي للقطعتين اللتين بحوزتهم، ولكن الغريب أنهم بطيئون في القيام بذلك، ربما لمواصلة الاحتفاظ بالسر الأخير حول وفاة هتلر.

مقالات مشابهة

  • سبعيني يستدرج قاصرات ويعتدي عليهن جنسياً داخل وكالته العقارية
  • الاحتلال يقتل 76 فلسطينيا في غزة خلال يوم واحد.. تحذير من الغيتو النازي
  • إصابة 6 جنود إسرائيليين في هجومين منفصلين بالضفة الغربية وقطاع غزة
  • القسام تبث كمينا مركبا في رفح ضمن عمليات أبواب الجحيم
  • مقتل 4 جنود بكمين في رفح والاحتلال يقتل العشرات باستهداف مطعم
  • عاجل| مقتل وإصابة جنود إسرائيليين في كمين للفصائل الفلسطينية جنوب غزة
  • غضب عارم من احتفال جنود الاحتلال بتفجير منزل بغزة لكشف جنس جنين
  • كيف تتأثر جيوب الإسرائيليين وميزانية الاحتلال بتصعيد الحرب على غزة؟
  • لينج هو من أطلق النار على هتلر.. لوتان: كشف روسي عن أشهر ألغاز الحرب العالمية الثانية
  • آلاف الألمان لا يزالون مفقودين منذ الحرب العالمية الثانية