عتاب لإيران وتهديد مبطن لامريكا.. كيف تختار بغداد العبارات في الرد على الصواريخ؟-عاجل
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
لم تختلف مشاهد الدمار والدماء المهدورة بين أربيل والانبار، في حادثتين لم تفصل بينهما سوى عدة أسابيع، جاءت على يد صواريخ إيرانية وأمريكية، كما تشابهت الاهداف والمبررات الامريكية والايرانية لتنفيذ هذه الضربات والمتمثلة بـ"الدفاع عن النفس وحماية الأمن القومي او امن القوات العسكرية" للبلدين، ورغم التشابه في كل شيء تقريبًا، الا ان رد الفعل والعبارات المستخدمة من الحكومة العراقية تجاه الحادثتين، كانت مختلفة.
استخدمت الحكومة العراقية تعبيرات توحي لـ"خطورة حتمية" ستتبع الضربة الامريكية، حتى انها حملت عبارات توحي لـ"تهديد ضمني" للجانب الامريكي، وتبشير من بغداد الى واشنطن بأن "مافعلتموه سيعود عليكم في المنطقة اجمع قريبا".
لماذا تقود الضربات الامريكية العراق إلى الهاوية؟
الخبير في الشأن العسكري أعياد الطوفان، اليوم الاحد (4 شباط 2024)، قال إن "العراق حالياً في وسط العاصفة، وهذا بسبب استمرار القصف الأمريكي على الفصائل، حيث أن القصف ليس فقط انتهاك لسيادة البلاد بل هو تعريض الشعب الى المخاطر وهنا سيكون العراق بيئة طاردة للاستثمار والاستقرار، الامر الذي سيجعل العراق في اخر ركاب الدولة المتطورة ودول المنطقة"، وذلك في محاولة منه لتفسير سبب العبارات "الخطيرة" التي استخدمتها الحكومة العراقية تجاه القصف الامريكي مثل أنه "سيقود المنطقة للهاوية".
واشار الى أن "القصف الإيراني يختلف كثيرا عن القصف الأمريكي، فالقصف الأمريكي ردا على الفصائل على المصالح والاهداف الامريكية سواء في العراق وسوريا، لكن القصف الإيراني هو ليس فقط خرق للسيادة بل هو تسبب بقتل واصابة الكثير من العراقيين لأسباب غير مقنعة وواهية".
موقف حكومي مختلف
المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، وصف القصف الأمريكي غربي الانبار بأنه ضربة عدوانية، ستضع الأمن في العراق والمنطقة على حافة الهاوية، كما أنها تتعارض وجهود ترسيخ الاستقرار المطلوب".
وأكد أن "وجود التحالف الدولي الذي خرج عن المهام الموكلة إليه والتفويض الممنوح له، صار سبباً لتهديد الأمن والاستقرار في العراق ومبررا لإقحام العراق في الصراعات الإقليمية والدولية".
أما الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية يحيى رسول، وصف الضربات الامريكية بأنها "تهديد يجر العراق والمنطقة إلى ما لايحمد عقباه، ونتائجه ستكون وخيمة على الامن والاستقرار في العراق".
الجارة تضرب جارتها
أما بشأن الضربات الايرانية على مناطق الاقليم، وصفتها الحكومة العراقية بـ"العدوان على سيادة العراق وأمن الشعب العراقي وإساءة إلى حسن الجوار"، فقط.
ومن الملفت ان الحكومة العراقية ومن خلال عباراتها المستخدمة في التعليق على الضربات الايرانية والامريكية، لا ترى وجود تبعات خطيرة للضربات الايرانية على العراق خلافا للضربات الامريكية، ويرجح مراقبون ان ذلك يأتي بسبب نوع الجهة المتعرضة للاستهداف، فضرب اقليم كردستان لايقود لنتائج خطيرة وردود فعل، على العكس من ضرب واستهداف الفصائل الذي ستكون له فعلا تبعات بسبب الردود المتوقعة والتصعيد المسلح.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الحکومة العراقیة القصف الأمریکی فی العراق
إقرأ أيضاً:
قرار جمركي بمفعول نفسي.. العراق ينجو من الرسوم الأميركية بفضل النفط
12 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: فتحت واشنطن باب المواجهة التجارية مع العراق عبر فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على وارداتها من بغداد، في خطوة وصفت بأنها “تصحيح للعجز التجاري”، لكنها بدت أيضاً رسالة سياسية مغلّفة بلغة الاقتصاد.
وأعلنت وزارة التجارة العراقية بسرعة ردها أن صادراتها إلى الولايات المتحدة لن تتأثر تأثراً مباشراً، لأن الغالبية العظمى منها نفطية، والنفط لا يخضع أصلاً للرسوم. لكن هذا الإعلان، وإن خفف من وطأة القرار الأميركي ظاهرياً، لم يطمس تماماً القلق الذي بدأ يتسرّب إلى الأوساط الاقتصادية العراقية.
وواجهت بغداد الموقف بإجراءات استباقية رئِستها حكومة محمد شياع السوداني، التي تبنّت دبلوماسية تجارية مزدوجة: فتح قنوات مصرفية مباشرة مع واشنطن، وتفعيل المفاوضات مع القطاعات المقابلة، بهدف ضبط إيقاع الشراكة وتخفيف انعكاسات أي تصعيد مفاجئ.
وتستند الحصانة الظاهرية للعراق في هذه الأزمة إلى حقيقة رقمية: الصادرات غير النفطية إلى أميركا شبه هامشية. لكن هذا الاعتماد الكلي على النفط يجعل أي تغير في سعره العالمي ــ كأثر جانبي للرسوم الجديدة ــ يؤثر في نهاية المطاف على الميزانية العراقية. بمعنى أن الضربة وإن كانت غير مباشرة، فهي محتملة، وتكمن خطورتها في تأثر العرض والطلب وسط ضغوط تضخمية عالمية.
وتكشف المراسلات الأميركية، أن واشنطن تعوّل على استمرار الشراكة مع العراق، لكن برسالة واضحة: “نصحح العجز لا نقطع العلاقات”. هذه الإشارة تفتح باباً لقراءة متعددة المسارات، فهل تتحرك الولايات المتحدة نحو صياغة جديدة لمعادلات السوق في المنطقة؟ أم أن العراق يُستخدم كورقة اختبار في سياق توترات أوسع تطال المنطقة برمتها؟
ويتجلى الجانب الأهم في هذا الملف في ما لا يُقال: إذ أن الاستيراد العراقي من السلع الأميركية يتم غالباً عبر أسواق ثالثة، نتيجة تعقيدات سابقة في التعامل المباشر. ما يعني أن واشنطن لا تتحدث فقط عن الرسوم، بل عن رغبة في “إعادة ترتيب الساحة”.
ويبدو أن بغداد التقطت الإشارة، وبدأت فعلاً بإجراءات تهدف لتقوية علاقتها التجارية والسياسية بواشنطن، وخلق قنوات مباشرة، ربما لتقليل الاعتماد على وسطاء إقليميين، ولتحصين موقفها في لحظة اقتصادية حرجة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts