واشنطن: نعتزم شن المزيد من الضربات في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن بلاده تعتزم شن المزيد من الضربات في الشرق الأوسط، ردا على مقتل 3 جنود أميركيين في هجوم على قاعدة بالأردن نفذته فصائل تقول واشنطن إنها موالية لطهران.
وفي تصريحات لشبكة "إن بي سي" قال سوليفان "نعتزم شن مزيد من الضربات واتخاذ إجراءات إضافية لمواصلة إرسال رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة سترد عندما تتعرض قواتنا لهجوم وعندما يتعرض أفراد شعبنا للقتل".
وكانت الولايات المتحدة بدأت الجمعة موجة من "الضربات الانتقامية على أكثر من 85 هدفا في العراق وسوريا".
وقال سوليفان "ما حدث يوم الجمعة كان بداية ردنا وليس نهايته، وسيكون هناك مزيد من الخطوات بعضها مرئي وبعضها ربما غير مرئي. لن أصفها بأنها حملة عسكرية مفتوحة".
وأضاف أن الرئيس الأميركي جو بايدن "أمر بالرد على الهجمات، التي نتعرض لها، بشكل حازم وجدي، وهو ما يحدث".
وردا على سؤال إن كان لديه فكرة عن عدد الضحايا في صفوف المليشيات، قال سوليفان، إننا نقيم عددهم حاليا، وسنُعلم الرئيس بنتائج هذا التقييم قريبا".
ومن جانبه، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن على الحكومة العراقية أن "تتحرك وتساعدنا على مواجهة التهديد الذي تشكله المليشيات".
وأضاف "الهجمات التي تشنها المليشيات وعدم محاسبتها تشكل انتهاكا للسيادة العراقية أكثر من عملياتنا".
رفض عراقي
وكانت الحكومة العراقية قالت في وقت سابق إن الهجمات الأميركية "أدت إلى مقتل 16 شخصا، بينهم مدنيون، إضافة إلى 25 جريحا، كما أوقعت خسائر وأضرارا بالمباني السكنية وممتلكات المواطنين".
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن بلاده ليست المكان المخصص لتوجيه الرسائل، واستعراض القوة بين المتخاصمين.
وأضاف أن الحكومة هي المسؤولة عن حماية البعثات الدبلوماسية، وأن المساس بها اعتداء على سيادة العراق.
كما دعا إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتخلي عن الخيارات العسكرية لتفادي التصعيد بالمنطقة.
وإلى جانب هجماتها في سوريا والعراق، قصفت الولايات المتحدة وبريطانيا السبت 36 هدفا تابعا للحوثيين في اليمن.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن ضربات السبت استهدفت 13 موقعا في اليمن يستخدمها الحوثيون لمهاجمة الملاحة في البحر الأحمر.
وتؤكد جماعة الحوثي استمرار استهدافها للسفن المتجهة لإسرائيل، ردا على عدوانها المتواصل على المدنيين في قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض ينفي تورّط الولايات المتحدة في هجوم على إيران
نفى مسؤول بارز في البيت الأبيض أي مشاركة أمريكية في الهجمات التي شنتها إسرائيل على أهداف داخل إيران، وذلك في أعقاب تكثيف الضربات الإسرائيلية ضمن التصعيد الأخير بين طهران وتل أبيب.
وأكد المتحدث الرسمي أليكس بفيفر أن "القوات الأمريكية ليست جزءاً من عمليات الهجوم أو التخطيط لها"، وأن دور واشنطن يقتصر على "مسار دفاعي لحماية مصالحها وأصولها في المنطقة"، بما في ذلك تأمين البعثات الدبلوماسية والقواعد العسكرية ومحطات الدعم اللوجستية .
وفي المقابل، تناول تقرير "تايم" تلميحات إلى أن الولايات المتحدة قد تكون على علم مسبق بالضربات الإسرائيلية، أو أنها سمَحت بها بشكل غير معلن، إلا أن البيت الأبيض شدد على أن هذا لا يعني تورطًا مباشراً في التخطيط أو التنفيذ، بل بمعنى "الإبلاغ المعروف" المعتاد بين حلفاء ـ مما لا يغيّر حقيقة أن العمليات بقيت كلها تحت مسؤولية إسرائيل.
ويأتي التوضيح الأمريكي بعد تقارير دولية وصفت الضربات بأنها "بالتنسيق"، لكن تصريحات البنتاغون ووزارة الدفاع الأمريكية أكدت أن القوات الأميركية في المنطقة لم تشارك بأي هجوم استباقي على الأراضي الإيرانية، وأن الولايات المتحدة لم تُصدر أوامر من أي نوع بصدد الفور على التنفيذ، مؤكدة أن الأصول الأميركية تتبع “وضعية دفاعية فقط”.
جاء هذا النفي تزامناً مع موافقة ترامب على عدم اغتيال الزعيم الإيراني الأعلى، مما أبرز ما وصفه تحليل خبراء بأنه "تنسيق مرحلي شبه استخباراتي" مع الجانب الإسرائيلي، غير أن النفي الرسمي يترك مجالاً قانونياً وسياسياً لتأكيد عدم انزلاق واشنطن إلى تورط صريح في حرب مفتوحة ضد إيران.
في نفس السياق، يؤكد المسؤولون الأمريكيون أن الكثير من الأنظمة الإقليمية الممتدة من الشرق الأوسط لم تتغير جذرياً؛ وأن الولايات المتحدة لم تستخدم طائراتها أو معداتها لإطلاق أو دعم الهجمات الفعلية، بل اكتفت بدور رصد وتحذير وتأمين، كما دعت مناشدتها لوقف التصعيد عبر القنوات الدبلوماسية.
وبالرغم من تكرار تقارير ترجّح وجود نوع من التنسيق بين واشنطن وتل أبيب، فإن النفي الرسمي يهدف إلى تفادي اتهامات بالتورط العسكري أمام الشارع الأمريكي والكونغرس، إضافة إلى تجنّب تبعات قانونية دولية، مثل سعي بعض أعضاء الكونغرس لسن قيود تشترط تفويضاً مسبقاً لأي عمل عسكري ضد إيران .
ويبدو أن موقف واشنطن اليوم يرتكز على محاولة الحفاظ على توازن دقيق: دعم دبلوماسي وإعلامي لإسرائيل في وجه طهران، من دون الخروج عن سياق الردع الدفاعي وحدود الإجراءات الوقائية، محافِظة على "النأي بالنفس" من العمليات العسكرية المباشرة لكن مع الحفاظ على بلورة خطوط اتصال أمنية استراتيجية مع حلفاء ينتظرون تأكيد الإطار الدقيق لمنطق الردع الأمريكي.