تزامناً مع ترقب استطلاع هلال شهر شعبان مساء اليوم السبت، اختلفت آراء العلماء حول موعد تحويل القبلة وهو الحدث الذي يعتقد كثيرون أنّ ليلة النصف من شعبان استمدت قدسيته بسببه بالإضافة إلى أنّ تلك الليلة ترفع فيها الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، إلاّ أنّ العلماء قد اختلفوا في موعد تحويل القبلة.

مواعيد تحويل القبلة إلى الكعبة

قال الشيخ الراحل عطية صقر، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف إن هناك 3 أقوال في تعيين الشهر واليوم الذي حولت فيه القبلة إلى الكعبة المشرفة: «فقيل إنه تم تحويل القبلة في منتصف شهر رجب من السنة الثانية من الهجرة، وكان ذلك في يوم الاثنين»، رواه أحمد بإسناد صحيح عن ابن عباس وجزم به الجمهور.

ليلة النصف من شعبان

وفيما يتعلق بالرأي الثاني، فقد قيل إن تحويل القبلة كان في شهر جمادى الآخرى، أما الرأي الثالث فإنه في النصف من شعبان وكان يوافق حينها يوم الثلاثاء: «وجاء تحويل القبلة في أثناء صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للظهر، فاتجه إلى القبلة وهو يصليها في بني سلمة، ولما علم الناس بالتحويل وهم في صلاة العصر، تحولوا وأتموا الصلاة"، كما رواه البخاري ومسلم.

وقد ورد في صحيح البخاري حديث رواه البراء بن عازب قال فيه: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، سِتَّةَ عَشَرَ أوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ أنْ يُوَجَّهَ إلى الكَعْبَةِ، فأنْزَلَ اللَّهُ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وجْهِكَ في السَّمَاءِ} [البقرة: 144]، فَتَوَجَّهَ نَحْوَ الكَعْبَةِ، وقالَ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ، وهُمُ اليَهُودُ: {ما ولَّاهُمْ عن قِبْلَتِهِمُ الَّتي كَانُوا عَلَيْهَا، قُلْ لِلَّهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [البقرة: 142] فَصَلَّى مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَما صَلَّى، فَمَرَّ علَى قَوْمٍ مِنَ الأنْصَارِ في صَلَاةِ العَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، فَقالَ: هو يَشْهَدُ: أنَّه صَلَّى مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنَّهُ تَوَجَّهَ نَحْوَ الكَعْبَةِ، فَتَحَرَّفَ القَوْمُ، حتَّى تَوَجَّهُوا نَحْوَ الكَعْبَةِ.

وفي صحيح مسلم حديث عن البراء بن عازب أيضا قال: صَلَّيْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلى بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا حتَّى نَزَلَتِ الآيَةُ الَّتي في البَقَرَةِ: {وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة:144] فَنَزَلَتْ بَعْدَ ما صَلَّى النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ فَمَرَّ بنَاسٍ مِنَ الأنْصَارِ وهُمْ يُصَلُّونَ، فَحَدَّثَهُمْ، فَوَلُّوا وُجُوهَهُمْ قِبَلَ البَيْتِ.

وفي حديث يَقولُ فيه عبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما: صرف رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الشَّامِ إلى القِبلةِ، فصَلَّى إلى الكعبةِ في رجَبٍ على رأسِ سَبعةَ عَشَرَ شَهرًا مِن مَقْدَمِه المدينةَ.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شهر شعبان فضل شهر شعبان هلال شهر شعبان النصف من شعبان الک ع ب ة علیه وسل إلى الک ى الله

إقرأ أيضاً:

الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف تحيي ذكرى ميلاد الشيخ راغب غلوش رحمه الله

تحيي الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف اليوم ذكرى ميلاد القارئ الكبير الشيخ راغب مصطفى غلوش –رحمه الله– الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في الرابع من فبراير عام 2016م، عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد مسيرة حافلة في خدمة كتاب الله –عز وجل–، جمع فيها بين الأداء المؤثر، والحضور الدولي، والتفاني في تلاوة القرآن الكريم وتعليمه.

وُلد الشيخ راغب مصطفى غلوش في 5 يوليو عام 1938م بقرية برما التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، ونشأ في بيئة قرآنية عريقة، حيث أتمَّ حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم انتقل إلى مدينة طنطا ليتلقى علوم التلاوة والتجويد على يد كبار المشايخ، وكان من أبرزهم الشيخ عبد الغني الشرقاوي.

تمكّن الشيخ غلوش –بفضل موهبته المتميزة وصوته الخاشع– من أن يُبهر جمهور المستمعين، فانضم للإذاعة المصرية في مطلع الستينات، وهو في أوائل العشرينات من عمره، ليصبح من أصغر قراء عصره الذين سطعت أسماؤهم على الساحة القرآنية.

مثّل الشيخ راغب غلوش مصر في العديد من المحافل والبعثات القرآنية الرسمية، وصدح بصوته في أرجاء العالم الإسلامي، فزار العديد من الدول العربية والإسلامية، حاملًا رسالة القرآن الكريم، ومجسدًا صورة القارئ المصري الذي يجمع بين الإتقان والروح.

تميّز الشيخ –رحمه الله– بصوت مهيب ذي طابع خاشع، عُرف بصدق النغمة وعمق الإحساس، وكان أداؤه لنغمة الصبا مؤثرًا لدرجة استثنائية، فلقبه بعض محبيه بـ "قلب التلاوة النابض"، لما لقراءاته من أثر لا يُنسى في نفوس المستمعين.

وإننا في وزارة الأوقاف، إذ نُحيي هذه الذكرى المباركة، لنتضرع إلى الله –عز وجل– أن يتغمد الشيخ راغب مصطفى غلوش بواسع رحمته، وأن يجعل تلاوته نورًا له في قبره، وأن يثيبه على ما قدّم من جهد في خدمة كتاب الله، وأن يُلهم أبناءنا وبناتنا التأسي بنموذج هذا القارئ الجليل في الإخلاص، وحُسن الأداء، والتمسك بالقرآن الكريم سلوكًا ومنهجًا.

رحم الله الشيخ راغب مصطفى غلوش، وجزاه عن القرآن وأهله خير الجزاء.

مقالات مشابهة

  • سبحان الله الشيخ المتصوف عداوته مباشرة تحولت لمودة وإحسان
  • دعاء الجبر والصبر.. 17 كلمة مستجابة لمن كسر قلبه وردت عن النبي
  • الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف تحيي ذكرى ميلاد الشيخ راغب غلوش رحمه الله
  • مكة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • شاهد بالفيديو.. عروس سودانية تشارك الفنان علي الشيخ الغناء في ليلة زفافها وسط صيحات المعازيم
  • موعد أذان المغرب يوم عاشوراء السبت 5 يوليو.. ودعاء النبي عند الإفطار
  • دعاء يوم عاشوراء .. كلمات أوصى بها النبي لمغفرة الذنوب مهما بلغت
  • 4 ركعات في يوم عاشوراء 2025 .. أوصى بها النبي تغفر الذنوب وتزيد الرزق وتمنحك 6 عطايا
  • دعاء ليلة عاشوراء.. فضلها وأجمل الأدعية المستجابة
  • عباس شومان: نتعلم من هجرة النبي كيف تكون وحدة الأمة لمواجهة التحديات