صحيفة صدى:
2024-06-12@06:49:30 GMT

نسي كل شي إلا القرآن

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

نسي كل شي إلا القرآن

في كل وقت وحين يمر على مسمعنا قصة لمن كبر سنه ورقّ عظمه ونسي أهله وبقي في ذاكرته القرآن؛ يستحضره ويرتله ويتنقل بين سوره وكأنه في شبابه، وهذا من فضل الله على عباده أن يختم لهم حياتهم بذكره، حفظوه في الصغر فحفظهم الله في الكبر، ذلك القرآن العظيم الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله ، هذا القرآن العظيم الذي تأثيره يفوق كل شي بأمر من الله ، هذا القرآن الذي أنزل بلغة العرب ويسره الله للذكر للعرب والعجم ، عندما ترى المسابقات القرآنية الدولية وقد حضرها الناس من شتى بقاع الأرض ليتنافسوا فيها، وتسمع من يتلون القرآن ترتيلاً وتجويدًا، وعندما تتحدث معه قد لايجيد الحديث باللغة العربية ولكن الله يسر له قراءته وزينه في قلبه.

في قصة لامرأة كبيرة في السن بدأت تفقد شيئاً من تركيزها يقول ابنها تنسى كل شي إلا القرآن! فقد قرأت معها سورة طه وكانت تستحضر الآيات وكأنها في كامل قواها العقلية ، القرآن العظيم هو مؤثر على الأجساد بالشفاء وعلى القلوب بالاطمئنان ،عندما تكون مع القرآن تستحضر وترتل آيته فأنت في معية الله، إذ هي طاردة للشياطين.

كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن سورة البقرة عندما قال (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ) أعطني مايطرد الشياطين من البيوت غير القرآن فلو اجتمعت البشرية بأسرها لم تستطع ذلك ولكن تلك الآيات العظيمات النيرات بأمر الله تؤثر ، عندما ينزل بك المرض ويحتار الطبيب وينعاك القريب ويرى أنك قد شارفت على الهلاك ولكن الله هو القادر على كل شيء فترقي نفسك بالقرآن فيعافيك الله ويشفيك فالأسباب الربانية هي أقوى فاعلية من الأسباب الدنيوية.

كما ورد في حديث عن لديغ العقرب عندما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في سريَّةٍ يقولون فنَزَلنا بقومٍ فسألْناهُم أن يُقرونا فأبَوا فلُدِغَ سيِّدُهم فأتَونا فقالوا أفيكُم أحدٌ يَرقي منَ العَقربِ فقُلتُ نعَم أنا ولَكِن لا أرقيهِ حتَّى تُعطونا غنَمًا قالوا فإنَّا نُعطيكم ثلاثينَ شاةً فقَبِلناها فقرأتُ عليهِ الحَمد سَبعَ مرَّاتٍ فبرِئَ وقَبَضنا الغنَمَ فعرَضَ في أنفسِنا منها شَيءٌ فقُلنا لا تعجَلوا حتَّى نأتيَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فلمَّا قدِمنا ذَكرتُ لَه الَّذي صنَعتُ فقالَ أوَ ما علِمتَ أنَّها رُقيةٌ اقتَسِموها واضرِبوا لي معَكم سَهمًا ، قال الله تعالى ( وَنُنـزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) تأمل أنه شفاء ورحمة لكل مريض شفاء حسي ومعنوي فهو شفاء الأرواح وهي تحتاجه كما تحتاج الأبدان إلى الغذاء.

تأمل سور المعوذات ورد في فضلها عن عبد الله بن خبيب قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي ﷺ ليصلي لنا، فأدركناه فقال: قل، فلم أقل شيئًا، ثم قال: قل، فلم أقل شيئًا، ثم قال: قل، فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: قل «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»، وَالمُعَوِّذَتَيْنِ، حِينَ تُمْسِي وَتُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. ، قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة من الفريضة من أسباب دخول الجنة وأنه سبب للحفظ من الشياطين كما ورد في الأحاديث ، وقراءة آخر آيتين من سورة البقرة في كل ليلة كما ورد في الحديث قال الرسول صلى الله عليه وسلم (منْ قَرَأَ بالآيتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورةِ البقَرةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ) .

ومن فضل الله علينا أن جعل قرأة القرآن بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف فكم من الأجور سوف تجنيها بوردك اليومي ، ولقد رأيت من الناس من كان يختم في كل ثلاثة أيام والقرآن هو أنيسه في فرحه وحزنه؛ بل رأيت من كان مصحفه لايفارقه في كل يوم وتجد النور في وجهه وهو منشرح الصدر هادئ البال وقد نزلت عليه السكينة وتغشته الرحمة، القرآن فيه من الجمال الأدبي والبلاغة مالو اجتمع الإنس والجن على أن يأتوا بمثله لم يستطيعوا ولو بمقدار ذرة، كان جماله وبلاغته سبب في إسلام بعض الكفار في عهد النبوة .

ولقد حفظ الله هذا القرآن طيلة القرون ولم يحرف بل نقرؤه كما أنزل على نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم ونأخذ منه الأحكام والعظات وهو دستور الأمم الإسلامية ، ولقد سخر الله من عباده من يعلم القرآن لهم في مملكتنا العربية السعودية عبر المدارس التعليمية أو الجمعيات الخيرية، ومنها في منطقة الرياض جمعية تحفيظ القرآن الكريم (مكنون) بإشراف المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، رؤيتها التميز المؤسسي في تعليم القرآن وغرس تعـظيمه والتربية عليه، ولقد اجتهدت في تعليم القرآن في المساجد والمدارس والبرامج التقنية عبر التطيبقات السحابية .

فنسأل أن يجعلنا ممن يقرأ القرآن فيرقى ولا يجعلنا ممن يقرأه فيشقى وأن يجعله شاهدًا لنا لا علينا وأن يبارك في قادتنا وحكامنا فهم الداعمون الأولون لتلاوة القرآن وحفظه وجعلوا له المسابقات المحلية والدولية كمسابقة الملك سلمان المحلية ومسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم ،فنسأل الله أن يجزيهم عنا خير الجزاء وأن يمد في أعمارهم على طاعته.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم کما ورد فی القرآن فی

إقرأ أيضاً:

للمعلومية

الدكتور علي الغامدي وهو دبلوماسي سعودي سابق قال في كتاب له لم يطبع بعد:( إن الباكستانيين شديدو التعلُّق بالمدينة المنورة ) ودلّل على ذلك بموقف طريف خلال زيارة وفد باكستاني تجاري وكانت الغرفة التجارية قد أقامت حفل استقبال لهذا الوفد.

وورد أثناء كلمات الترحيب والرد عليها أن أحد أعضاء الوفد جاء من المدينة المنورة ولم أعد أذكر اسمه فما كان من نائب رئيس الغرفة -وكان من رجال الأعمال البارزين- إلا أن قال على الميكروفون وقد أشار إلى العضو القادم من المدينة المنورة: “إني أشعر برغبة في احتضانك وتقبيلك ما دمت قادماً من المكان الذي يسكنه الحبيب المصطفى” .

وقد نشرت في هذا العمود الأسبوع الماضي قصة عمران خان رئيس وزراء باكستان السابق حين قدم المدينة المنورة فلم ينتعل فيها احتراماً لساكنها عليه الصلاة والسلام.

وقرأ المقال الأستاذ محمد الكثيري ،فأرسل إليّ تعليقاً يقول فيه: ” وأذكر كذلك أن الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- كان لا يمشي في المدينة المنورة إلا حافي القدمين معلّلاً ذلك بالقول: لعل قدمي تطأ مكانا وطئته قدم الحبيب صلى الله عليه وسلم.

لقد سررت عندما سلمني الأستاذ خالد المعينا، رئيس مجلس إدارة البلاد للصحافة والنشرسابقا مسودة كتاب الدكتور الغامدي للتصحيح وكان بعنوان “40 سنة في مضارب الدبلوماسية” فقلت له لا بدّ من اسم المؤلف الثلاثي لأن علي الغامدي يوجد منه آلاف. فقال لي: علي محمد سعيد الغامدي. وهذا الاسم مكرر كثيرا في القبيلة الكريمة. لكن ما دام المرحوم معه شهادة الدكتوراة فذلك أيسر في التعرف عليه. ثم إنه في الخارجية فصار علماً على رأسه نار.

ولدى قراءة الكتاب علمت أن المؤلف كان في إحدى السنين ذاهباً في إجازة وكان في مدينة بعيدة عن السفارة التي كان يعمل بها ،فأرسل برقية بانطلاقه في إجازته، ولكنه ختم البرقية بكلمة “للمعلومية”. وقد رنّت هذه الكلمة في جدران السفارة رنيناً مزعجاً فما كان السفير ولا موظفو السفارة يتقبلون أن يقول لهم مرؤوس أقل منهم في سلم الوظيفة “للمعلومية”. قال: وعاتبوني عتاباً قاسياً ومن ذلك قول السفير لي: أنت إنسان كبير. فقلت له: الكبير هو الله.

لقد وددت أن أتعرف على الكاتب لكن يا للخسارة فقد توفي رحمه الله في 28 إبريل 2024م. وترك للأجيال من بعده خلاصة تجربته الدبلوماسية في كتابه هذا. وهو نفس ما فعله الدكتور غازي القصيبي حين ألف كتاب “حياة في الإدارة”. ومن قبله أحمد أمين كتب ” حياتي” وطه حسين كتب “الأيام”.

وقد ورد عن عمر بن الخطاب حكمة أنقلها من ذاكرتي. “يكفينا ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ولم يبق لنا الا التجارب “. للمعلومية.

مقالات مشابهة

  • عالم أزهري يوضح روشتة نبوية لعلاج الهم والحزن 
  • أمانة العاصمة.. مدرسة تعليم القرآن الكريم تنظم حفل اختتام العام الدراسي 1445هـ
  • تعرف على فضل الدعاء في يوم عرفة
  • فضل صيام يوم عرفة.. تعرف على الاستفادة من اليوم العظيم
  • للمعلومية
  • وَفَدَيْنَـٰهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ.. قصة إسماعيل والأضحية بالدليل من القرآن والسنة
  • تعرف على فضل الأضحية على المسلمين
  • يوم الغدير.. عندما تتحول الاساطير والبدع الى حقائق دامغة/3 ـ 3
  • سورة في القرآن احرص على قراءتها بالعشر الأوائل من ذي الحجة.. «اكسب أجرها»
  • تعرف على فضل يوم عرفة وأهميته