صحيفة صدى:
2025-05-19@20:38:34 GMT

نسي كل شي إلا القرآن

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

نسي كل شي إلا القرآن

في كل وقت وحين يمر على مسمعنا قصة لمن كبر سنه ورقّ عظمه ونسي أهله وبقي في ذاكرته القرآن؛ يستحضره ويرتله ويتنقل بين سوره وكأنه في شبابه، وهذا من فضل الله على عباده أن يختم لهم حياتهم بذكره، حفظوه في الصغر فحفظهم الله في الكبر، ذلك القرآن العظيم الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله ، هذا القرآن العظيم الذي تأثيره يفوق كل شي بأمر من الله ، هذا القرآن الذي أنزل بلغة العرب ويسره الله للذكر للعرب والعجم ، عندما ترى المسابقات القرآنية الدولية وقد حضرها الناس من شتى بقاع الأرض ليتنافسوا فيها، وتسمع من يتلون القرآن ترتيلاً وتجويدًا، وعندما تتحدث معه قد لايجيد الحديث باللغة العربية ولكن الله يسر له قراءته وزينه في قلبه.

في قصة لامرأة كبيرة في السن بدأت تفقد شيئاً من تركيزها يقول ابنها تنسى كل شي إلا القرآن! فقد قرأت معها سورة طه وكانت تستحضر الآيات وكأنها في كامل قواها العقلية ، القرآن العظيم هو مؤثر على الأجساد بالشفاء وعلى القلوب بالاطمئنان ،عندما تكون مع القرآن تستحضر وترتل آيته فأنت في معية الله، إذ هي طاردة للشياطين.

كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن سورة البقرة عندما قال (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ) أعطني مايطرد الشياطين من البيوت غير القرآن فلو اجتمعت البشرية بأسرها لم تستطع ذلك ولكن تلك الآيات العظيمات النيرات بأمر الله تؤثر ، عندما ينزل بك المرض ويحتار الطبيب وينعاك القريب ويرى أنك قد شارفت على الهلاك ولكن الله هو القادر على كل شيء فترقي نفسك بالقرآن فيعافيك الله ويشفيك فالأسباب الربانية هي أقوى فاعلية من الأسباب الدنيوية.

كما ورد في حديث عن لديغ العقرب عندما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في سريَّةٍ يقولون فنَزَلنا بقومٍ فسألْناهُم أن يُقرونا فأبَوا فلُدِغَ سيِّدُهم فأتَونا فقالوا أفيكُم أحدٌ يَرقي منَ العَقربِ فقُلتُ نعَم أنا ولَكِن لا أرقيهِ حتَّى تُعطونا غنَمًا قالوا فإنَّا نُعطيكم ثلاثينَ شاةً فقَبِلناها فقرأتُ عليهِ الحَمد سَبعَ مرَّاتٍ فبرِئَ وقَبَضنا الغنَمَ فعرَضَ في أنفسِنا منها شَيءٌ فقُلنا لا تعجَلوا حتَّى نأتيَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فلمَّا قدِمنا ذَكرتُ لَه الَّذي صنَعتُ فقالَ أوَ ما علِمتَ أنَّها رُقيةٌ اقتَسِموها واضرِبوا لي معَكم سَهمًا ، قال الله تعالى ( وَنُنـزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) تأمل أنه شفاء ورحمة لكل مريض شفاء حسي ومعنوي فهو شفاء الأرواح وهي تحتاجه كما تحتاج الأبدان إلى الغذاء.

تأمل سور المعوذات ورد في فضلها عن عبد الله بن خبيب قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي ﷺ ليصلي لنا، فأدركناه فقال: قل، فلم أقل شيئًا، ثم قال: قل، فلم أقل شيئًا، ثم قال: قل، فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: قل «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»، وَالمُعَوِّذَتَيْنِ، حِينَ تُمْسِي وَتُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. ، قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة من الفريضة من أسباب دخول الجنة وأنه سبب للحفظ من الشياطين كما ورد في الأحاديث ، وقراءة آخر آيتين من سورة البقرة في كل ليلة كما ورد في الحديث قال الرسول صلى الله عليه وسلم (منْ قَرَأَ بالآيتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورةِ البقَرةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ) .

ومن فضل الله علينا أن جعل قرأة القرآن بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف فكم من الأجور سوف تجنيها بوردك اليومي ، ولقد رأيت من الناس من كان يختم في كل ثلاثة أيام والقرآن هو أنيسه في فرحه وحزنه؛ بل رأيت من كان مصحفه لايفارقه في كل يوم وتجد النور في وجهه وهو منشرح الصدر هادئ البال وقد نزلت عليه السكينة وتغشته الرحمة، القرآن فيه من الجمال الأدبي والبلاغة مالو اجتمع الإنس والجن على أن يأتوا بمثله لم يستطيعوا ولو بمقدار ذرة، كان جماله وبلاغته سبب في إسلام بعض الكفار في عهد النبوة .

ولقد حفظ الله هذا القرآن طيلة القرون ولم يحرف بل نقرؤه كما أنزل على نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم ونأخذ منه الأحكام والعظات وهو دستور الأمم الإسلامية ، ولقد سخر الله من عباده من يعلم القرآن لهم في مملكتنا العربية السعودية عبر المدارس التعليمية أو الجمعيات الخيرية، ومنها في منطقة الرياض جمعية تحفيظ القرآن الكريم (مكنون) بإشراف المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، رؤيتها التميز المؤسسي في تعليم القرآن وغرس تعـظيمه والتربية عليه، ولقد اجتهدت في تعليم القرآن في المساجد والمدارس والبرامج التقنية عبر التطيبقات السحابية .

فنسأل أن يجعلنا ممن يقرأ القرآن فيرقى ولا يجعلنا ممن يقرأه فيشقى وأن يجعله شاهدًا لنا لا علينا وأن يبارك في قادتنا وحكامنا فهم الداعمون الأولون لتلاوة القرآن وحفظه وجعلوا له المسابقات المحلية والدولية كمسابقة الملك سلمان المحلية ومسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم ،فنسأل الله أن يجزيهم عنا خير الجزاء وأن يمد في أعمارهم على طاعته.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم کما ورد فی القرآن فی

إقرأ أيضاً:

ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: يوضح دلالات حديث القرآن عن الجبال

عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان "مظاهر الإعجاز في حديث القرآن الكريم عن الجبال"، بحضور كل من: الدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، والدكتور مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وأدار الحوار الشيخ علي حبيب الله، الباحث بالجامع الأزهر.

خطيب الجامع الأزهر: الدين الإسلامي تأسست دعوته على حسن الخلقخطيب الجامع الأزهر: اجتمع كل دين الإسلام في هذا الحديث النبوي

وأوضح الدكتور عبد الفتاح العواري أن الجبال تمثل الرابط الوثيق لهذه الأرض التي مدها الله لنا، كما أن لها دور حيوي في حفظ توازن الأرض وتحقيق استقرارها، وهذا أحد الأدلة على قدرة الله سبحانه وتعالى، لما فيه من دلائل القدرة وعظيم الصنع التي لا يستطيع بشر كائن من كان أن يأتي بمثل هذا الخلق – خلق الجبال-، ليبين لخلقه مكونات الخلق " أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ"، مشيرًا إلى أن دور الجبال في حفظ توازن الأرض ينتهي بقيام القيامة " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا"، أي أن الله سبحانه وتعالى يزيل الجبال ولا يبقي فيها شيئًا يوم القيامة، لتعود الأرض مسطحة لا شيء فيها.

وأكد الدكتور عبد الفتاح العواري على أهمية التأمل العميق في الآيات القرآنية التي تتحدث عن الجبال؛ لأن هذا التدبر يكشف عن عظمة الخالق وقدرته الباهرة في إبداع هذا الكون، فالجبال ليست مجرد تضاريس صماء، بل هي آيات كونية واضحة، ودلالات قاطعة على بديع صنع الله، حيث يقول الحق تبارك وتعالى: " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ".

من جانبه قال مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر: إن الإشارة إلى الجبال في القرآن الكريم جاءت بصيغ متعددة، حيث ورد في ثمانية وأربعين موضعًا ضمن سور القرآن الكريم المختلفة، فجاء بصيغة الجمع في واحد وثلاثين موضعًا، وبصيغة المفرد في أربعة مواضع، مضيفًا أن القرآن الكريم لم يقتصر على لفظ "الجبال" للإشارة إليها، بل ذكرها بأسماء أخرى تحمل معاني إضافية، مثل "الرواسي" التي وردت تسع مرات، وتوحي بثباتها ورسوخها ودورها في تثبيت الأرض، كما لفت إلى أن القرآن ذكر جبالًا بأسمائها الخاصة، كجبل الجودي الذي ارتبط بقصة نوح عليه السلام، وجبل عرفات ذي المكانة العظيمة في مناسك الحج، والصَّفا والمروة اللذين شهدا سعي السيدة هاجر عليها السلام وأصبحا من شعائر الله، وهذه الجبال التي سميت بأسمائها دلالة على قدسيتها ومكانتها الإيمانية.

ولفت الدكتور مصطفى إبراهيم، إلى جانب بالغ الأهمية يظهر من خلال التدبر العميق لآيات القرآن الكريم التي تتناول الجبال، وهو ما يمكن وصفه بـ "الصفات الإيمانية" للجبال، واستشهد بقوله تعالى "وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا"، أي أن هذا التصوير القوي يكاد يجعلنا نتخيل خشوع الجبال وتأثرها بعظمة الخالق لدرجة أنها تكاد تتداعى وتسقط، وقوله تعالى "وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ" ففي هذه الآية، يتجلى تسبيح الجبال لله عز وجل مصاحبًا لتسبيح النبي داود عليه السلام، مما يرسخ فكرة أن هذه الجمادات ليست صماء خالية من الشعور والإدراك، بل هي مخلوقات تسبح بحمد ربها بطريقتها التي يعلمها هو سبحانه.

يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني "يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.

طباعة شارك الجامع الأزهر ملتقى التفسير الإعجاز القرآني حديث القرآن الآيات القرآنية

مقالات مشابهة

  • الابتلاء سنة الأنبياء.. والتمكين وعد الله لا يخلفه
  • أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • دعاء المذاكرة مكتوب للحفظ والفهم .. احرص عليه قبل الامتحان
  • دعاء ردده النبي بعد كل صلاة.. واظب عليه
  • عمرو أديب يسخر من تجسس منشد لبناني على حزب الله: كان عليه أقساط
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: يوضح دلالات حديث القرآن عن الجبال
  • الأزهر: الإحسان للحيوانات والطيور في الأيام الحارة عليه أجر وثواب
  • يسري جبر: زيارة المريض مستحبة شرعًا.. لا يثقل عليه ولا يحرجه أو يزعجه
  • آيات الشفاء في القرآن الكريم من كل داء والأمراض المستعصية
  • آيات الشفاء في القرآن.. تقضي الحوائج وتيسر الأمور