البرلمان الأوروبي يتوصل لاتفاق بشأن قواعد تحكم الموازنة.. الى ماذا يرمي؟
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
توصّل البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء، إلى اتفاق بشأن إصلاح قواعد تحكم موازنة الاتحاد الأوروبي، يرمي إلى تحفيز الاستثمارات مع إبقاء الإنفاق تحت السيطرة.
وينطوي الاتفاق على تحديث القواعد الحالية والمعروفة باسم ميثاق الاستقرار والنمو الذي صدر في أواخر تسعينات القرن العشرين والذي يحدد سقفا لديون البلدان عند 60 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وللعجز في الميزانية العامة عند ثلاثة بالمئة.
وأعلنت الرئاسة البلجيكية في منشور على منصة إكس "صفقة!"، بعد محادثات استمرت نحو 16 ساعة.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "أرحب بهذا الاتفاق السياسي حول إصلاحاتنا الطموحة على صعيد الحوكمة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي".
وأضافت "القواعد الجديدة ستمكّن بلدان الاتحاد الأوروبي من الاستثمار في نقاط قوتها مع تعزيز مواردها المالية العامة. هذا هو مسار نمونا المشترك".
مدى عامين، بذل الاتحاد الأوروبي جهودا مكثّفة لتطوير إصلاحات تؤيدها الدول الأعضاء الاكثر تحفظا على صعيد الإنفاق على غرار ألمانيا، ودول أخرى تدفع باتّجاه مزيد من المرونة على غرار فرنسا وإيطاليا.
وبعد مشاحنات مطوّلة بين برلين وباريس، توصّلت الدول الـ27 الأعضاء إلى اتفاق في ديسمبر، ثم بدأت المحادثات مع مفاوضين من البرلمان الأوروبي.
ووجّهت انتقادات للنص بسبب تعقيداته الكثيرة، وقد اعتبره مسؤولون يساريون أداة لفرض التقشّف في أوروبا.
في نهاية المطاف، توصّل المفاوضون إلى اتفاق فجر السبت، بما يتيح التصويت على النص في ستراسبورغ هذا الربيع قبل العطلة البرلمانية التي تسبق الانتخابات الأوروبية.
وسيتم اعتماد الإصلاحات رسميا بعد الاتفاق بين المشرعين والدول. وهو سيتيح للدول الأعضاء تطبيق القواعد الجديدة على ميزانياتها لعام 2025.
وقالت الرئاسة البلجيكية "القواعد الجديدة ستساعد في تحقيق مالية عامة متوازنة ومستدامة وإصلاحات هيكلية وتعزيز الاستثمارات والنمو وخلق فرص عمل في الاتحاد الأوروبي".
هامش للمناورة
اعتُبر الإطار السابق للموازنة كثير التشدد ولم يطبّق فعليا. لكن على الرغم من ذلك، تم تعليق العمل بالقواعد اعتبارا من جائحة كوفيد لمنح الدول الأعضاء هامش مناورة لزيادة الإنفاق خلال فترة شهدت اضطرابات اقتصادية كبرى.
شهدت فترة النقاشات الأولية بين البلدان، سجالات محتدمة حول الهامش الذي يتعيّن أن تخفّف ضمنه هذه القيود القديمة لإعطاء مساحة أكبر للاستثمار.
ومع اندلاع الحرب في أوروبا ودفع الاتحاد الأوروبي باتّجاه تحوّل يراعي البيئة، سعت دول عدّة على رأسها فرنسا من أجل إتاحة مساحة أكبر للتمويل في هذه الميادين الرئيسية، بما في ذلك تسليح أوكرانيا، على سبيل المثال.
وفي حين أبقى الاتفاق الجديد على القيود السابقة المفروضة على الديون وعجز الميزانية، أتاح النص مزيدا من المرونة في حال العجز المفرط.
ويوفر النص قواعد مالية أكثر مرونة وأكثر تكيّفا مع وضعية كل دولة، بما يمنح البلدان الأكثر إنفاقا الوقت لعودة بطيئة إلى التقشّف.
وتتيح هذه المقاربة لكل بلد عرض مسار التكيّف الخاص به لضمان القدرة على سداد الديون، وتمنح الدول مزيدا من الوقت إذا ما أجرت إصلاحات واستثمارات، بما يتيح عودة أكثر سلاسة إلى ميزانيات متوازنة.
وسيتركّز الرصد على المنحى الإنفاقي، وهو مؤشر اقتصادي يعتبر أكثر دلالة من العجز، والذي يمكن أن يتقلب تبعا لمستوى النمو.
ولكن ألمانيا وحلفاءها الداعين للتقشف نجحوا في تشديد إطار الموازنة هذا من خلال فرض تدابير حد أدنى قابلة للقياس الكمي لخفض الديون والعجز لكل دول الاتحاد الأوروبي، على الرغم من ممانعة فرنسا وإيطاليا.
هذه التعديلات أدخلت تعقيدات كبيرة على النص.
هذه الإصلاحات تدعمها مجموعة حزب الشعب الأوروبي (يمين الوسط)، الليبراليون الجدد في الاتحاد الأوروبي وأغلبية كبيرة من المجموعات الاشتراكية والديموقراطية.
في المقابل، يرفضها الخضر وبعض المسؤولين المنتخبين في تحالف الاشتراكيين والديموقراطيين، وكذلك اليسار الراديكالي.
وقد ندد هؤلاء المسؤولون المنتخبون بالعودة إلى التقشف بعدما بقيت القواعد التي تحكم الموازنة معلّقة مدى ثلاث سنوات بسبب الوباء والحرب في أوكرانيا.
وقالت الخبيرة الاقتصادية وعضو البرلمان الأوروبي الفرنسية أورور لالوك في تصريح لوكالة فرانس برس "نحن بحاجة إلى استثمارات في الصناعة، في الدفاع، في التحول البيئي، هذه هي (المجالات) الملحّة، وليس تحديث القواعد التي تنطوي على عبثية اقتصادية".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار البرلمان الأوروبی الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يسعى إلى اتفاق سريع مع واشنطن بشأن الرسوم الجمركية
يأمل الاتحاد الأوروبي التوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة في الأيام القليلة المقبلة، وفق ما أعلن متحدث باسم المفوضية الأوروبية.
وردًا على سؤال بشأن الموعد النهائي الجديد الذي حدده الجانب الأمريكي في الأول من أغسطس، قال المتحدث: "هدفنا هو التوصل إلى اتفاق قبل هذا الموعد، وربما حتى خلال الأيام المقبلة".وضع إطار واضح للاتفاقوتسعى المفوضية الأوروبية التي لديها الصلاحية الحصرية للتفاوض على الاتفاقات التجارية باسم الاتحاد، إلى التوصل لاتفاق مبدئي مع الولايات المتحدة على أن تُستكمل التفاصيل لاحقًا، وقال المتحدث: "نبحث عن إطار واضح يمكننا البناء عليه في المستقبل".
أخبار متعلقة ترامب يوجه رسائل جديدة إلى 5 بلدان بشأن الرسوم الجمركية.. ما هي؟ردًا على ادعاءات برلين.. الصين تنفي استهداف طائرة ألمانية فوق البحر الأحمروأشار إلى أن "إبرام الاتفاق أصبح رهنًا بوجود إرادة حقيقية للتوصل إلى حل مقبول لدى الطرفين"، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي يفضل "اتفاقًا تفاوضيًا"، لكنه في الوقت نفسه "مستعد للدفاع عن مصالحه" في حال تعثرت المفاوضات.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ترامب يقرر تأجيل الموعد النهائي لفرض رسوم جمركية - Bloombergتأجيل الموعد النهائي للرسوموكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر تأجيل الموعد النهائي لفرض رسوم جمركية قد تصل إلى 50% على بعض الدول من 9 يوليو إلى الأول من أغسطس.
وأعلن ترامب الاثنين عزمه على فرض رسوم جمركية بنسبة لا تقل عن 25% على واردات الولايات المتحدة من اليابان وكوريا الجنوبية، من دون أن يشير إلى الاتحاد الأوروبي.
وذكرت المفوضية الأوروبية الاثنين أن مكالمة هاتفية "إيجابية" جرت بين رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين والرئيس الأمريكي.استثناءات بعض القطاعاتومن المتوقع أن يتضمن الاتفاق المزمع فرض رسوم جمركية أمريكية بنسبة 10% على الواردات التي مصدرها الاتحاد الأوروبي مع استثناءات بعض القطاعات، بحسب مصادر دبلوماسية.
كما تُجرى حاليًا مشاورات بشأن احتمال منح إعفاءات خاصة لقطاع السيارات استجابة للمخاوف الألمانية، وقد تُربط هذه الإعفاءات بنقل جزء من خطوط الإنتاج إلى داخل الولايات المتحدة.
وهدد الرئيس الجمهوري في وقت سابق بفرض رسوم جمركية إضافية تصل إلى 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، وهي نسبة تفوق بكثير تلك التي اقترحها في أبريل الماضي والتي بلغت 20%.