السودان غير معني بالترحيب بقرار الكونغرس الأمريكي فيما يخص جرائم ارتكبت في أرضه
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
السودان غير معني بالترحيب بقرار الكونغرس الأمريكي فيما يخص جرائم ارتكبت في السودان.
إذا رغب الكونغرس الأمريكي في تعزيز العدالة في السودان ضد المليشيا التي ارتكبت جرائم حرب وإبادة جماعية، فالمطلوب منه القيام بدور ايجابي في تحسين العلاقات الأمريكية السودانية مع السلطة الشرعية والجيش الوطني الذي يحارب المليشيا، وتقديم المساعدة للسودان لتقوية مؤسسات الدولة والاقتصاد السوداني عبر شراكات مع الجانب الأمريكي، بدلا من (معاقبة شركات زراعة ومياه وغذاء)، لأن الدولة السودانية حاليا تقوم بتنفيذ الأحكام والقصاص العادل في مواجهة القتلة الهاربين من العدالة بتجريدهم من قوتهم وأسلحتهم وأرواحهم الشريرة، كما تتولى الدولة مسئولية ضحايا المليشيا الإجرامية والحرب المفروضة على السودان.
لولا إدارة أمريكا السيئة للملف مع وكلائها الطامعين في أرض السودان وثرواته لما حدثت (مذبحة المساليت) ولا غيرها من المآسي، بل إن المجموعات حول الكونغرس، و”زعانفه” في المنظمات هم من خلقوا العلاقة البغيضة المشبوهة خلال الفترة الانتقالية بين المليشيا ومن يسمونهم في الميديا الزائفة في أمريكا “مدنيين” وهم مجرد مرتشين من هذه المليشيا، وهذه العلاقة بكل أسف قائمة حتى الآن، ولا تدار بعيدا من “الزعانف”، بل من المرتبطين بهذه الدوائر المشبوهة المتورطة في دماء السودانيين الأبرياء والنساء والأطفال حملة جوازات أمريكية وأوربية وكندية ويجب أن يكونوا خاضعين لقوانين بلادهم الجديدة ويحاسبوا على ذلك.
إذا قرر أحد وكلاء أمريكا من الدول الثرية عبر تعاون غير معلن للشعب الأمريكي مع أعضاء الكونغرس تحويل المليشيا و”حميدتي” إلى كبش فداء له بسبب ملاحقة السودان له دبلوماسيا وقانونيا فهذا لن يدفعنا للتصفيق والتطبيل لأي جهة تدعي وصاية عقابية أو قانونية على أي مجرم من المليشيا، للتغطية على جرائم أخرى ولحرمان الضحايا من العيش الكريم.
مكي المغربي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
المليشيا حققت انتصارا مهما بالنسبة لها في محور كردفان
المليشيا حققت انتصارا مهما بالنسبة لها في محور كردفان باستعادة المناطق التي حررها الجيش مؤخرا؛ فهو انتصار جاء في لحظة هي في أمس الحاجة إليه بعد هزيمة أم درمان وهزائم سابقة وانحدار معنويات مقاتليها إلى الحضيض.
هذا الانتصار سيعيد إليهم بعض الثقة التي فقدوها في أنفسهم، يكسر تهيبهم لمتحرك الصياد، ويعيد ثقة المكونات الداعمة للمليشيا في المليشيا بعد أن بدأت تفقدها بسبب تقدم الجيش، وكذلك هذا الانتصار قد يؤدي إلى عودة المترددين مرة أخرى إلى القتال في صفوف المليشيا بعد أن كانوا قريبين من التسليم أو الانضمام للجيش.
كل هذه فوائد حققتها المليشيا والتي كانت مصممة على استعادة هذه المناطق كما تابعنا تصريحات عبدالرحيم دقلو قبل أسبوع.
ومع ذلك، فقد دفعت المليشيا ثمنا غاليا وتكبدت خسائر كبيرة خصوصا في محور الخوي.
وكذلك المؤكد أيضا أنها اضطرت لخوض هذه المعركة ضد الجيش في هذا المحور بدلا من الفاشر. وأهم مكسب للجيش من ذلك هو خوضه معركة في ميدان يملك فيه خطوط إمداد مفتوحة بدلا من القتال تحت الحصار في الفاشر. فالجيش قد يخسر ويتراجع في محور كردفان ولكنه يقاتل في وضعية مريحة من حيث الإمداد، أهم عامل في المعركة.
لا أعرف إن كان الجيش خسر المعارك الأخيرة بشكل حقيقي أم انسحب تكتيكيا؛ هذان احتمالان.
ولكن الجيش أصلا جاء لكي يهاجم ويقاتل المليشيا ويفترض أنه مستعد لذلك، هذا يضعف احتمال الانسحاب التكتيكي، ويعزز فرضية أن الجيش ووجه بهجوم عنيف قدر معه أن الخسائر في جانبه ستكون كبيرة مهما كانت خسائر الطرف الآخر فاختار الانسحاب وتنظيم الصفوف. هذا وارد ومرجح.
فالمليشيا مستعدة أن تخوص معركة تخسر فيها حنود وعتاد بلا حساب، الجيش لا يفعل ذلك ولا يدخل معركة خسائرها البشرية والمادية أكبر من قيمتها العسكرية في سياق المعركة الكلي.
وعلى أي حال، كردفان هي ساحة معركة، وساحة معركة من موقع مريح للجيش. وبطبيعة الحال، فالمعركة تحدث في مدى زمني معين وفي مكان معين، وما يحدث خلال هذا المدى الزمني وفي ساحة المعركة لا يأخذ معناه الكامل إلا بنهاية المعركة. بمعنى التقدم، التراجع، السرعة، الإبطاء، اكتساب الأرض، فقدان الأرض، هذه كلها وقائع لا معنى لها بمعزل عن النتيجة النهائية للمعركة.
نسأل الله أن ينصر جيشنا ويتقبل شهداءه ويشفي جرحاه.
حليم عباس