خلال الساعات القليلة القادمة سيقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في زيارة رسمية إلى القاهرة وذلك بعد 13 عاما من توتر العلاقات بين البلدين، وجاء ذلك بعد التقارب المصري التركي الذي حدث خلال الفترة الماضية.

لذلك يري المحللون أن تلك الزيارة تأتي في وقت مهم خصوصًا مع تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والقرن الإفريقي.

زيارة أردوغان 


أعلنت الرئاسة التركية، الأحد الماضي، أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيقوم بزيارة رسمية لمصر الأربعاء المقبل بدعوة من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي.

وقالت دائرة الاتصالات بالرئاسة إن أردوغان سيبحث في القاهرة الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين العلاقات الثنائية وتنشيط آليات التعاون الثنائي رفيعة المستوى.

ما أضافت أن المباحثات ستناقش أيضًا القضايا العالمية والإقليمية الراهنة، خاصة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

 

أهمية اللقاء بين السيسي وأردوغان

قال  بشير عبد الفتاح، الباحث في الشأن السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة  الرئيس التركي  إلى القاهرة تأتي  بعد قطيعة استمرت 13 عام، بالإضافة أنها تأتي في وقت مهم جدًا خصوصًا مع تطور الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والقرن الإفريقي.

وأضاف «عبد الفتاح» لـ«الفجر»، أن تلك الزيارة سوف تناقش العديد من الملفات المهمة بين الرئيس السيسي ونظيره التركي هو ملف قطاع غزة والصومال وليبيا مشيرًا إلى أن تلك الزيارة كان مخططًا لها عقب الانتخابات التركية الأخيرة.

بشير عبدالفتاح 

وتابع "هناك صعوبة نفسية من هذه الزيارة، والكيمياء السياسية لا زال هناك حاجز بينه وبيه القاهرة وأزمة غزة قد تذيب حاجز من الجليد وهي الزيارة الأصعب".


أشار الباحث في الشأن السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن تلك الزيارة ستكون فاصلة ومحاورة من أجل إعطاء للعلاقات المصرية التركية وتطويرها في مجالات عديدة في إقامة شرق أوسط جديد قائم على التعاون بين الأطراف المتجاورة خصوصًا بعد الوجود الخلافات التي تعطل هذا التقارب


حل المشاكل الإقليمية 


أوضح عمر رحمون، المحلل السياسي، أن العلاقات المصرية التركية بمنعطف تاريخي ومن الطبيعي عندما تكثر الأزمات يتوجب على الدول الكبرى بالإقليم اللقاء لبحث مخرج لهذه الأزمات فبعد عقد من زمن القطيعة أيقن أردوغان أنه لا غنى عن التواصل مع مصر كدولة وأن مصلحة تركيا مع مصر وليس مع جماعة الاخوان.

وأضاف «رحمون» لـ«الفجر»، أن هذه الزيارة تأتي  من أجل طي صفحة الماضي المليئة بالخلافات وفتح صفحة جديدة فيها تعاون على حلحلة مشاكل الإقليم وعلى رأسها الحرب في غزة والمشاكل الاقتصادية والتنقيب عن الغاز شرق المتوسط ودفع العملية السياسية الليبية نحو الأمام.

عمر رحمون

و اختتم المحلل السياسي، أن التقارب المصري التركي سيساعد افي تهدئة منطقة الشرق الأوسط من خلال هذا التعاون.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اردوغان القاهره مصر تركيا الرئيس السيسي الرئيس عبد الفتاح السيسي رجب طيب أردوغان

إقرأ أيضاً:

خبراء علم الأنساب يساعدون الأميركيين على تتبّع جذورهم في إيطاليا

يتتبّع أميركيون أصولهم الإيطالية عبر خبراء علم الأنساب واختبارات الحمض النووي، مستفيدين من تنامي ما يُعرف بـ "سياحة الجذور".

كان والد جيم فيوريني واحدا من أكثر من مليوني إيطالي هاجروا إلى الولايات المتحدة في العقود الأولى من القرن العشرين، مدفوعين بوعد الحلم الأمريكي. أسس عملا ناجحا في قطاع البناء وظّف فيه إيطاليين آخرين بتأشيرات عمل، لكن الكساد الكبير ترك أثره القاسي.

يتذكر فيوريني أن والده كان "عاطفيا تجاه طفولته وكيف ساءت الأمور بالنسبة له بعد انتقاله إلى الولايات المتحدة".

ويقيم فيوريني الآن في بنسلفانيا، وقد بدأ مؤخرا البحث في أصوله الإيطالية، آملا "إغلاق دائرة الهجرة القسرية" لوالده واكتشاف "الوطن" الخاص به في إيطاليا.

وقصته ليست مألوفة.

صعود سياحة الجذور

يتعمق الأمريكيون يوما بعد يوم في ماضيهم بحثا عن روابط أنسابهم في أوروبا، لا سيما في إيطاليا؛ وهو اتجاه يُعرف بسياحة الجذور.

"في السنوات الأخيرة أصبحت إيطاليا وجهة مركزية لسياحة الجذور؛ وهو اتجاه متنامٍ يسافر فيه الناس ليس لمشاهدة المعالم فقط، بل للاتصال بإرثهم"، تقول جينيفر سونتاغ، الرئيسة التنفيذية ومؤسِسة ViaMonde، وهي وكالة تساعد الأمريكيين على تتبع إرثهم في إيطاليا.

"نرى الكثير من الناس، صغارا وكبارا، يريدون معرفة المزيد عن المكان الذي جاءوا منه".

بالنسبة لكثير من الأمريكيين من أصل إيطالي من الجيل الثاني والثالث والرابع، قد يبدو تتبع هذه الأصول أشبه ببحث مضنٍ لا طائل منه: سجلات غامضة، وأسماء تغيّرت، أو وثائق فُقدت.

لكن التقدم في علم الأنساب وفحوص الحمض النووي، إلى جانب ظهور وكالات متخصصة في تتبع الأنساب، يغذي المزيد من قصص النجاح.

لماذا أصبحت إيطاليا وجهة ساخنة لسياحة الجذور

تُعد إيطاليا من أبرز الوجهات للأمريكيين الباحثين عن إرثهم الأسري. ففي أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، كانت الأوضاع الاقتصادية متدهورة، خصوصا في الجنوب وجزيرة صقلية، كما كان المناخ السياسي غير مستقر.

وكان من المعتاد أن يهاجر عدد كبير من سكان المجتمع الواحد إلى المكان نفسه.

"النمط المعتاد للهجرة كان يبدأ بشبان يسافرون إلى الخارج أولا، يجدون عملا، ثم يشجعون مزيدا من الرجال من قريتهم على الانضمام إليهم. وبعد الاستقرار كانوا يستقدمون الزوجات أو الصديقات"، تشرح سونتاغ، التي لها أيضا أصول إيطالية.

كان من المعتاد أن يهاجر عدد كبير من سكان المجتمع الواحد إلى المكان نفسه. Emanuele Farinelli

"هذا التركّز في الهجرة يخلق بطبيعته نقاطا ساخنة لسياحة الجذور في أنحاء إيطاليا".

ومع التقدم التكنولوجي، أصبح من الأسهل على الأحفاد تحديد مكان ولادة أسلافهم في إيطاليا، وبات عدد متزايد يواصل هذا البحث؛ إلى حد أن إيطاليا أعلنت عام 2024 "Anno del Turismo delle Radici" (عام سياحة الجذور).

وكالة من المحققين تبحث في الأنساب الإيطالية

يثبت البحث عن بيانات تعود لعقود لأفراد العائلة أنه عملية شاقة وغير مُرضية في كثير من الأحيان.

"صعوبة رئيسية تكمن في التعامل مع الأخطاء الإملائية الشائعة أو "أنجلزة" الأسماء الإيطالية التي حدثت لتقليل العنصرية المعادية للإيطاليين السائدة في بدايات القرن العشرين"، تقول سونتاغ.

والعديد من السجلات ليست مُرقمنة ولا متاحة للعامة. لذا يلجأ أحفاد مثل فيوريني إلى الخبراء.

تقوم وكالة سونتاغ بنوع من العمل التحقيقي لتتبع جذور عملائها.

"لدينا خبراء أنساب يعملون مع العملاء للبحث في سجلات المواليد الإيطالية، وكشوف السفن، وسجلات الطلاق وشهادات الوفاة عبر مدن وولايات، وأحيانا دول متعددة، وصولا إلى مقدّم الطلب الحالي"، تقول.

وقد يستغرق هذا التتبع الأولي أسابيع إلى أشهر.

وبمجرد تحديد البلدة التي ينحدر منها السلف، يمكن للفريق تحديد العناوين الدقيقة، إذ كانت أسماء الشوارع تُدرج عادة في سجلات المواليد والزواج. وإذا لم تكن هذه السجلات متاحة بسهولة، ترسل سونتاغ الفريق أحيانا لتفحّص السجلات الورقية في الأرشيفات المحلية والكنائس والبلديات في إيطاليا.

"الوصول إلى بلدة أسلافي منحني شعورا بإغلاق الصفحة"

وبما أن تتبع الأسلاف قد يستغرق أشهرا، ولأن كثيرا من الأحفاد يحلمون منذ سنوات بالعثور على جذورهم، فإن تجربة العودة إلى "الوطن" تكون عاطفية بعمق.

"غالبا ما تكون الاستجابة الأولى دموع فرح ودهشة مع اجتماع قطع التاريخ العائلي"، تقول سونتاغ.

"ونكتشف كثيرا تفاصيل غير متوقعة، ما قد يسميه البعض "أسرارا دفينة"، مثل أطفال ولدوا خارج إطار الزواج أو نتيجة علاقات عاطفية؛ وكل ذلك يضيف ثراء إلى سردية العائلة".

جيم فيوريني مع أسرته يزور البلدة التي ينحدر منها أسلافه. Jim Fiorini

يستطيع فيوريني أن يشهد على مدى تأثير هذه التجربة؛ إذ يقول: "إن التأكيد الإيجابي على العثور على بلدتي الأصلية منحني إغلاقا لصفحة حياة والدي قبل قدومه إلى الولايات المتحدة طفلا".

"أن أقف في الساحة الصغيرة المحيطة بنافورة الماء المجتمعية وأجلس على الدرج الحجري الذي لعب عليه والدي طفلا كان حدثا غيّر حياتي".

كيف تغيّر قانون الجنسية في إيطاليا؟

يبحث كثير من المواطنين الأمريكيين عن أسلافهم الإيطاليين سعيا أيضا للحصول على وثائق تسهّل التقدّم لنيل الجنسية الإيطالية أو الانتقال للعيش في إيطاليا.

وهنا يمدّ فريق سونتاغ يد العون اللازمة. يقول فيوريني إنه يعتزم الاستعانة بـ ViaMonde لمساعدته هو وزوجته على الانتقال إلى إيطاليا العام المقبل، لأن "التعامل مع البيروقراطية الإيطالية أقل صعوبة بقليل من فيزياء الكم".

لكن تغييرا حديثا في القانون الإيطالي شكّل ضربة قاسية لكثير من الأمريكيين الساعين إلى إضفاء الطابع الرسمي على جذورهم الإيطالية.

ففي مايو، قُصرت أهلية الجنسية الإيطالية بالنَسَب على جيلين؛ ما يعني أن المتقدّمين يجب أن يكون لهم أحد الوالدين أو أحد الأجداد مولودا في إيطاليا.

تقول سونتاغ إن هذا كان تغييرا كارثيا بالنسبة لعملائها.

"كثيرون، وبخاصة العملاء الأصغر سنا الذين حصلوا على مرونة العمل عن بُعد خلال جائحة كوفيد، خططوا حياتهم حول الانتقال إلى إيطاليا. هذا الحلم يتجاوز المتقاعدين ليشمل فئة شابة تتوق إلى إعادة صلة الرحم، وتأسيس أعمال، والإسهام في الحياة الإيطالية"، تقول.

"بالنسبة لكثيرين منا من الجيل الرابع، فإن الصلة بإيطاليا عميقة؛ من تقاليد ثقافية مثل تناول "سوجو" و"باستا" في المناسبات إلى إبقاء لهجات صقلية حيّة".

وتقول سونتاغ إن هذا يعني أن إيطاليا أصبحت الآن بالنسبة لكثيرين من الأمريكيين من أصل إيطالي من الجيل الثالث والرابع مكانا للعطلات أكثر منها مكانا للإقامة.

"لقد كانت فرصة ضائعة للحكومة كي تحتضن وتستقبل الأحفاد الذين كانوا سيعززون الاقتصاد ويساعدون في إنعاش بلدات تحتضر".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • خبراء علم الأنساب يساعدون الأميركيين على تتبّع جذورهم في إيطاليا
  • بعد سلسلة هجمات.. الرئيس التركي يحذر من تحويل البحر الأسود إلى منطقة مواجهة
  • تونس: السجن 12 سنة بحق السياسية المعارضة عبير موسي بعد طعنها في أوامر الرئيس قيس سعيّد
  • الرئيس التركي: مناقشة خطة السلام بين أوكرانيا وروسيا مع ترامب بعد لقائه بوتين
  • الجوازات: يمكن تحويل تأشيرة الزيارة إلى إقامة لأطفال حاملي الإقامة النظامية
  • الرئيس التركي: السلام بين روسيا وأوكرانيا ليس ببعيد
  • هل تنفذ إسرائيل تهديداتها ضد لبنان؟.. محللون يجيبون
  • أوكرانيا اليوم.. أردوغان يقترح صفقة جزئية ومكاسب ميدانية لجنود زيلينسكي
  • اليوم.. أربيل تحتضن اجتماعا ثلاثيا للمكونات السياسية العراقية بهدف حسم الرئاسات
  • بمشاركة خبراء دوليين.. انطلاق النسخة الثانية لمنتدى الفضاء الرقمي العراقي